سليماني: "شرف لي أن أتسلّم الكرة الذهبية من أيدي زانيتي وريفالدو"

"كل لاعبي المنتخب الوطني يستحقّون الكرة الذهبية" "سأعمل على أن أكون هنا الموسم المقبل لأتوّج بالكرة الذهبية" "أعد أنصار الخضر بأن نذهب إلى البرازيل من أجل تشريفهم"

سليماني
نشرت : يوسف. ك الأربعاء 18 ديسمبر 2013 00:00

فزت بالكرة الذهبية للهداف ولوبيتور، ما الذي يمكن أن تقوله عن ذلك؟

أنا في قمة السعادة ولا يمكن حتى أن أصف ما أشعر به، أن يتم اختياري أحسن لاعب في الجزائر أمر في قمة الروعة، لما كنت صغيرا كل حلمي كان أن أصبح لاعبا في الفريق الأول لوفاق بلدية عين البنيان، والآن أنا أعيش حلما، بعدما وصلت للعب في فريق كبير اسمه شباب بلوزداد وبدأت تكبر معه طموحاتي وأحلامي، وكان من بين أهدافي أن أحصل على هذا اللقب، واليوم حصلت عليه وهو شرف كبير بالنسبة لي، أضف إلى هذا أني حققت الكثير من أحلامي في الوقت الأخير وأشكر الله على ذلك.

استلام الكرة الذهبية من أيدي زانيتي وريفالدو أمر مميّز دون شك...

بطبيعة الحال، هو حدث سيبقى في ذاكرتي، إنه شرف كبير بالنسبة لي، وأستغل الفرصة لكي أشكر "الهداف" و"لوبيتور" على كل ما تقومان به ففي كل مرة تفاجئانا بمستوى أروع وأحسن ومفاجآت لا تخطر على البال، لقد كنت أتابع زانيتي وريفالدو على التلفزيون بشغف فوجدت نفسي بينهما، إنّه الأمر رائع.

أنت حامل الكرة الذهبية ويجب أن تبرهن على أنك تستحق هذا التتويج...

بطبيعة الحال، المسؤولية أصبحت ثقيلة الآن بعد أن حصلت على الكرة الذهبية، وعليّ أن أثبت أنّي أستحقها وأضاعف العمل لكي أكون هنا الموسم المقبل أيضا.

الأكيد أنّ سنة 2013 كانت فأل خير عليك...

فعلا، في سنة 2013 حقّقت الكثير من الأشياء الجميلة، ويمكن القول إنني حققت 3 من أحلامي وهي المشاركة في كأس إفريقيا رغم أنّ الأمور لم تسر بالشكل الملائم بالنسبة لنا، لكن حسب اعتقادي فإنّ المشوار المميز الذي حققناه في تصفيات كأس العالم وتأهلنا للمونديال يعود الفضل فيه لما عشناه في كأس إفريقيا، الحلم الثاني هو أني دخلت عالم الاحتراف وأنا ألعب في ناد كبير اسمه سبورتينغ لشبونة وهو أمر ليس بالهين، وإضافة لكل هذا أنا اليوم فائز بالكرة الذهبية.

ما عدا دزيري بلال وعمور لم يفز أي لاعب محلي بالكرة الذهبية، فماذا يعني لك الأمر؟

أعرف جيدا أنّ الأمر صعب على اللاعب المحلي، لكن طموحاتي كانت كبيرة، في الموسم الماضي تم اختياري كاكتشاف الموسم في المنتخب الوطني، وفي الخطاب الذي ألقيته آنذاك قلت لم لا أكون صاحب الكرة الذهبية الموسم المقبل.

لمن يعود الفضل في نيلك للكرة الذهبية، قرباج، حليلوزيتش أو لـ سليماني؟

لهم جميعا ولأشخاص آخرين أيضا، فلا يمكن أن أختار واحدا من هؤلاء، فالفضل يعود أولا للمدربين الذين عملت معهم في الفئات الشبانية بداية من فريق عين البنيان وصولا إلى الشراڤة، فلو لم أتألّق في الشراڤة لما أخذني قرباج إلى الشباب، ولولا قرباج لما شاهدني حليلوزيتش ولولا حليلوزيش لما تألقت في المنتخب، وبالتالي أقول إنّ الفضل يعود إلى كل هؤلاء إلى جانب عائلتي التي ساهمت بشكل كبير وفعّال في مسيرتي الكروية، وأود أن أستغل هذه الفرصة لكي أوجّه تحية خاصة للمدربين الذين عملت معهم.

تفضّل ...

أول مدرب كان مجيد سلطاني، وبعده مجيد ويتاس والذي رقاني في فئة الأكابر في الشراڤة المدرب خلوفي، وبعده فريد زميتي، المدرب حنكوش في شباب بلوزداد الذي وضع ثقته فيّ، وبطبيعة الحال حليلوزيتش الذي وضع فيّ ثقته في المنتخب الوطني.

لو نسألك ما الذي يعنيه لك المدرب حليلوزيتش، فماذا تقول؟

هو سبب تألقي في المنتخب الوطني، وكنت قد صرحت سابقا بأنّ أي مدرب آخر ما كان ليضع ثقته في لاعب محلي مثلي، وبالتالي حليلوزيتش هو سر تألقي في المنتخب الوطني وسبب وصولي إلى هذه المكانة، وأعيد مرة أخر أي مدرب جزائري ما كان ليضع ثقته فيّ وفي بلكالام وسوداني.

لمن كنت ستصوّت من بين اللاعبين الخمسة الآخرين الذين كانوا مرشّحين للكرة الذهبية لو لم تكن أنت من سيفوز بها؟

بكل صراحة كل لاعبي المنتخب يستحقون الفوز بها وليس الستة المرشحين فقط، المشوار الذي حققناه في المنتخب الوطني كان مميزا والجميع لعبوا كل المباريات بشجاعة، وبالنسبة لي أقول إنّ كل لاعبي المنتخب الوطني يستحقون نيل هذا اللقب وأهديه لهم، وأذكّر بأمر وهو أنّه لو لم نتأهّل إلى كأس العالم لما كنت فائزا بهذه الكرة الذهبية، لأنّ الفضل يعود لما قدّمناه مع "الخضر".

في من فكّرت مباشرة بعد الإعلان عن حصولك على الكرة الذهبية؟

فكرت مباشرة في عائلتي والدي أمي إخوتي، زوجتي وكل من ساهم في صناعة اسم سليماني.

لنتحدث عن فريقك سبورتينغ لشبونة، بعد أن وجدت نفسك لا تلعب كثيرا في الوقت الحالي ألم تندم على اللعب هناك خاصة أنّه كان لديك عرض من نادي نانت الفرنسي؟

لا بتاتا، لم أشعر أبدا بأنني تسرعت، فأولا يجب أن يفهم الجميع أني ألعب في فريق كبير فعلا، يجب أن تكون هناك لكي تفهم ما الذي أقصده، اللعب في نادي سبورتينغ شرف بالنسبة لي ولم أندم على خياري، أعرف أني سألعب وسأفرض نفسي وسأسجل أهدافا وما عليّ سوى الصبر.

ألم تتأثر بهذه الوضعية تماما؟ ألم يتسرب لك الشك؟

لا أقول أني لم أتأثر لأن أي لاعب ينزعج من بقائه دون منافسة، وصحيح أنه من ناحية التأقلم الأمور كانت صعبة بعض الشيء، وربما في نانت الأمر كانت ستكون أسهل بسبب عامل اللغة، لكني أعرف أيضا أني ألعب في فريق كبير وكل شيء متاح لي لكي أقدم كل ما عندي، في سبورتيغ لا أشغل نفسي بأي شيء آخر غير كرة القدم، أما بقية الأمور فأعضاء الإدارة والفريق هم الذين يتكفلون بها، بكل صراحة لقد وضعوني في أفضل الظروف وأعرف أني سأنجح هناك.

لكن هل أنت راض عما تعيشه هناك وعن وقت اللعب؟

بطبيعة الحال أنا راض لأني ألعب في فريق كبير، صحيح أنه من الصعب أن لا تلعب كثيرا، لكني متأكد أن الأمور ستأتي في وقتها وستسير بالشكل الصحيح مع مرور الوقت.

بكل صراحة إسلام، ألم يمر عليك وقت شككت في قدراتك وكدت تتوقف عن ممارسة كرة القدم؟

لا بتاتا، لم يسبق لي أن شككت في قدراتي، صحيح أني مررت بالعديد من الفترات الصعبة في مسيرتي، لكن لم يسبق أن شككت في قدراتي أو فكرت في تغيير مهنتي.

أصعب فترة ربما كانت في كأس إفريقيا…

لا بتاتا، صحيح أننا لم نصل إلى تحقيق نتيجة إيجابية، وأني كنت عرضة للعديد من الإنتقادات، لكن الأمر لم يؤثر في لأني اكتسبت خبرة في مثل هذه الأمور، وبكل صراحة أصعب فترة مرت علي كانت موسمي الأول في شباب بلوزداد.

كيف ذلك؟ هل بسبب الإنتقادات التي كانت تطالك رغم أنك كنت هداف الفريق؟

بالضبط، كنت صغيرا في السن ولم أتعدّ 20 سنة وكنت قادما من فريق صغير، فرغم أني كنت أسجل إلا أن الإنتقادات كانت كثيرة وكنت أدخل تحت الشتائم أو تحت استهزاءات الأنصار، وهو ما كان صعبا علي لأني لم أكن أعرف مثل هذه الأمور.

هل شعرت أن الأنصار "حڤروك بالعين"؟

ليس هذا بالضبط، لا أعرف كيف أسمي الأمر، لكن الأكيد أنها كانت أصعب الفترات في مسيرتي الكروية، في المقابل هذا الأمر ساهم بشكل كبير في أن أصبح ما أنا عليه حاليا، لقد كبرت بسرعة بسبب ما حدث معي، كنت لاعبا يبلغ من العمر 20 سنة، لكن في رأسي أصبحت وكأني أبلغ 27 سنة، كسبت خبرة وأصبحت أعرف كيفية التعامل مع الضغط، هذا الأمر جعلني في الوقت نفسه أكوّن رواقا جيدا للتأقلم بسرعة مع المنتخب الوطني ولا أتأثر بالضغط في أية مباراة، لكن أريد أن أوضح شيئا مهما…

ما هو؟

صحيح أن أصعب فتراتي الرياضية كانت مع شباب بلوزداد، لكن في المقابل أجمل ما في مسيرتي الرياضية كان أيضا مع شباب بلوزداد، ولن أنسى خير هذا النادي علي وخير الأنصار، علاقتي بأنصار الشباب مميزة لحد الآن وأحظى باحترام كبير منهم، وأنا أحبهم كثيرا وأستغل الفرصة لكي أحييهم.

في الشباب عشت أوقاتا مميزة وتألقت بشكل ملفت للإنتباه، حسب اعتقادك لأي مدرب يعود الفضل؟

المدرب حنكوش هو من كان له الفضل في تألقي في شباب بلوزداد.

لماذا حنكوش؟

لأنه أول مدرب عملت معه في الشباب، كنت شابا قادما من فريق صغير، لكنه وثق في واعتمد عليّ رغم كل شيء، فقد شاهد أني أظهرت أشياء جيدة في التحضيرات فاعتمد علي في أول مباراة في البطولة أمام مولودية وهران.

الكثير يتحدث عن فضل قرباج عليك، أين ترى فضل الرئيس السابق للشباب على إسلام سليماني؟

الفضل الأكبر يعود له بطبيعة الحال، بكل بساطة لأنه هو من جلبني من الشراڤة.

لكن في الحقيقة أحمد عيدر هو من اقترحك على الشباب…

فعلا أحمد عيدر هو من اقترحني، لكن من وقع لي وغامر هو محفوظ قرباج، بكل صراحة كان يثق كثيرا في قدراتي وكان يشجعني كثيرا، أحتفظ في جهاز "الأيباد" الخاص بي بصورة للرئيس قرباج يتحدث مع المدرب سعدان لما كان على رأس "الخضر" وقال له حينها: "لدي في التعداد قلب الهجوم المستقبلي للمنتخب الوطني".

كان هناك في وقت اتصالات مع شبيبة القبائل وإتحاد العاصمة، هل كنت ستغادر الشباب؟

لا بتاتا، لم أفكر أبدا في مغادرة الشباب، كنت أريد مغادرة الشباب نحو الإحتراف ولما فكرت في الأمر قمت به مباشرة.

بالحديث عن الفترات الصعبة، حتى ما عشته بعد كأس إفريقيا كان صعبا، خاصة بعد الإنتقادات التي طالتك والعديد لامك بشدة…

هذا صحيح، لكن مثلما قلت لك كنت آنذاك كبرت في رأسي وأعرف التعامل مع مثل هذا الضغط وبالتالي لم أتأثر، أفهم الإنتقادات التي كانت تطالني لأن العديد كان ينتظر أشياء كثيرة منا ومني خاصة، لكني في المقابل كنت أعرف أني لست المسؤول عن خروجنا من الدور الأول في جنوب إفريقيا، والأهم من كل هذا هو أني عرف كيف أرد في النهاية.

كيف ذلك؟

من خلال تسجيل أهداف بعد كأس إفريقيا، فلاعب كرة قدم رده دائما يكون في الميدان.

حتى بدايتك مع "الخضر" لم تكن سهلة، فبعض من الأنصار في أول مباراة لك أمام النيجر لم يكونوا راضين عن دخولك وبعضهم شتمك، لكنك قدمت مستوى مقبولا في المواجهة الموالية أمام رواندا وسجلت هدفا وقمت بحركة تعبّر على أنك قادر على المسؤولية، هل هذا ما كنت تقدصه؟

ما قصدته من خلال حركة الضرب على صدري أن أقول أنا أيضا أستحق فرصتي وقادر على قول كلمتي، مثل العديد من اللاعبين أيضا.

أن تصل إلى المنتخب الوطني وتجد أمامك جبور ولاعبين مميزين في الهجوم أيضا ليس أمرا سهلا، كيف كنت ترى الأمر وكيف تأقلمت مع المجموعة؟

قبل أن أصل إلى المنتخب الوطني كنت أسمع عن وجود انقسامات بين المحليين والمحترفين وما إلى ذلك، لكني لما وصلت وقفت على حقيقة مغايرة، وجدت منتخبا مميزا ومجموعة متمساكة كلها تعمل من أجل مصلحة المنتخب الوطني ومصلحة البلد، كل اللاعبين أبناء عائلة والأمور سارت على أحسن ما يرام بالنسبة لي، فقد استقبلني الجميع بأحسن شكل ممكن وسهّلوا علي الأمور.

كيف كانت علاقتك مع حليلوزيتش الذي كان يثق فيك، فلما ترى في كرسي الإحتياط لاعبين مثل جبور، غيلاس وبلفوضيل يلعبون في أعلى مستوى في أوروبا وأنت أساسي كيف ترى الأمر؟

أولا أقول أن حليلوزيتش أعطاني الفرصة قبل وصول بلفوضيل وحتى غيلاس وعرفت كيف أستغل فرصتي، في المقابل ممكن أن تأتي الفرصة لهؤلاء المهاجمين ويستغل أحدهم فرصته ويصبح أساسيا، فمادام سليماني يسجل فلماذا يغير؟، وإن دخل بلفوضيل أو غيلاس أو جبور ويسجل فلماذا يغيره؟… فالأهم في كل هذا هو مصلحة الوطن والمجموعة ككل، فنحن نلعب لتمثيل بلدنا والأكيد هو أنه توجد منافسة نظيفة ونزيهة.

ولكن كيف تمكنت من فرض نفسك بسرعة؟

بكل بساطة لأني استغليت فرصتي بسرعة وسجلت في ثاني مباراة لي، وكنت أسجل الهدف تلو الآخر وهو ما عزز ثقتي بنفسي، وبالتالي يمكن القول أني وجدت الثقة بالنفس بسرعة في المنتخب.

هناك جانب أيضا من قوة الشخصية أو بالأحرى التعامل مع الأمور دون ضغط؟

نعم لدي هذا الجانب، لما أدخل أرضية الميدان لا أرى ما يمكنني أن أفعله غير تطبيق تعليمات المدرب، في بعض الأحيان الكثير لا يعجبهم ما أقوم به، ولكن المدرب هو من طلب مني القيام بذلك، بالمقابل أنا شخصيا أحاسب نفسي قبل أن يحاسبني أي شخص آخر، لما أشاهد نفسي في المرآة أحاسب نفسي بالشكل اللازم ولا أنتظر انتقادات الآخرين.

أحيانا نشعر أنك كنت تريد أن تظهر أنك موجود أو أن اللاعب المحلي يستحق مكانته وفرصته، هل هذا صحيح؟

في وقت من الأوقات اللاعب المحلي لم يكن يحظى بالاهتمام اللازم، ولم يكن يحظى بالثقة، الجميع يعرف أن هذا الأمر كان موجودا وحقيقة لا يمكن التغاضي عنها، ولكن الآن الكثير من اللاعبين المحليين حصلوا على فرصتهم، بدليل تواجد لاعبين مثلي وبلكالام، سوداني، خوالد والبقية، وبالتالي أقول إن اللاعبين المحليين عرفوا كيف يردون.

ولكن لا تنسى أنك أيضا لاعب محترف مثل سوداني وبلكالام أيضا؟

صحيح أني محترف في الخارج، ولكني أعتبر نفسي لاعبا محليا، لأني خريج المدرسة المحلية مثلي مثل سوداني وبلكالام.

يبدو أنك من النوع الذي يعرف جيدا من أين أتى، خاصة لما ذكرت لنا فضل كل المدربين عليك حتى الذين عملت معهم في عين البنيان والشرقة؟

بطبيعة الحال، أسير بمنطق وقاعدة مهمة في الحياة، هي من تواضع لله رفعه، أعرف جيدا من أين أتيت ولن أتكبر على أي أحد ما حييت ومهما بلغت في مسيرتي الكروية، أقولها علنا لكل الناس: سليماني ماشي حاجة كبيرة، زدت زوالي، عشت زوالي وسأبقى بعقلية الزوالي.

إذن هذا تأكيد لـ " كادير الجابوني"، الذي قال إن إسلام زوالي ويستحق الكرة الذهبية؟

بالضبط أقول له فعلا سأبقى زوالي وأشكره على الكلام الذي قاله في حقي.

مادمنا نتحدث عن إسلام الزوالي، حدثنا عن طفولتك والأمور التي كنا قد ذكرناها منذ قليل في بهو الفندق وكونك لحد الساعة مازلت تسبح في الشاطئ المحاذي لمنزل العائلة؟

يضحك... بطبيعة الحال، أنا شخص اجتماعي أحب أبناء حيي كثيرا ولحد الساعة أجلس معهم وكل مرة أقضي معهم وقتا طويلا، ربما لن تصدق ما الذي أقوم به مع أبناء حيي، فأنا لم أتغير  والأحسن أن تسألهم هم، أما عن السباحة فلا يمكن أن لا أنزل إلى شاطئ "روشي كوبي" بـ "الشورت والبليغة" وأحمل فوق ظهري المنشفة مثل كل الشعبيين الذين يقطنون أمام البحر.

ما هي المشكلة التي تسببت فيها في صباك؟

لم أكن مشاغبا، كل ما كنت أحبه هو كرة القدم، أتذكر لما كنت صغيرا في كل مرة أخرج مع والدتي وتكون قد حصلت على أجرتها الشهرية تشتري لي كرة.

ماذا عن أول منحة حصلت عليها، هل تتذكر قيمتها وفيما صرفتها؟

نعم كانت قيمتها 5000 دينار في الشراقة بعد ثاني مباراة لعبتها مع الأكابر وقدمتها مباشرة للعائلة، المباراة أتذكر أنها كانت أمام نادي بن طلحة.

إسلام ما هو دور العائلة معك؟

عائلتي، وزوجتي كانوا دائما ورائي خاصة في الأوقات الصعبة، لقد ساندوني كثيرا وساهموا بشكل كبير في مشواري الكروي، صحيح أن والدي مثلا لم يكن يتدخل في خياراتي وهذا الأمر الذي ساعدني أكثر، أضف إلى هذا أنهم كانوا دائما يخصونني بدعم كبير، لذلك أهديهم هذا التتويج بشكل خاص.

ماذا كان رد فعلهم لما حان موعد الفصل بين الدراسة وكرة القدم؟

كنت تلميذا نجيبا، وصلت إلى السنة الأولى ثانوي وكانت تسير معي الأمور بشكل جيد، ولكن في صباح أحد الأيام استيقظت من النوم وقلت في نفسي ما أفعل بالدراسة؟ مكاني في ميادين الكرة فأخبرت عائلتي أني لن أذهب مجددا للدراسة لأني أريد التركيز على الكرة فقط، في البداية الأمر كان صعبا تقبله، ولكن بعد ذلك تفهموا الأمر، خاصة وأن أسبوعين فقط بعد قراري تمت ترقيتي لصنف الأكابر وأنا في سن صغير.

لماذا تنقلت من عين البنيان إلى الشراقة؟

لا لشيء، أردت رفع المستوى قليلا لأن الشراقة كانت تلعب في مستوى أعلى بعض الشيء.

كيف كنت تلقّب في صغرك؟

كانوا يلقبونني بروماريو.

لماذا روماريو بالضبط؟

لأن آنذاك كان روماريو يصنع الحدث ومن بين أحسن المهاجمين، وأنا كنت ألعب بشكل مميز في الهجوم لذلك كنت ألقب بروماريو في الحي.

من هو قدوتك في الكرة العالمية؟

رونادو البرازيلي أو "الظاهرة".

قد يغضبون عليك في سبورتينغ لأنه فريق كريستيانو رونالدو؟

يضحك، لا لن يغضبوا قدوتي كان دائما رونالدو الحقيقي.

في رأيك ما الفرق بين رونالدو البرازيلي وكريستيانو؟

رونالدو الحالي نقطة قوته العمل أما الظاهرة فهي الموهبة بأم عينها.

ما هي نقاط قوة إسلام سليماني؟

قوة شخصيتي أو بالأحرى الجانب الذهني.

وفوق الميدان ما هي نقاط قوتك؟

نقطة قوتي هي التموقع الجيد، وعكس ما يعتقده البعض فإن نقطة قوتي ليست الكرات الرأسية، فلو تعود للأهداف التي سجلتها فإنك ستجد أني ما سجلته برجلي أكثر مما سجلته برأسي، حتى في لشبونة كانوا يعتقدون أن نقطة قوتي الكرات الرأسية.

من هو المهاجم الذي ترى أن أسلوبك يشبه أسلوبه قليلا في أوربا؟

لا أرى لاعبا معينا، ولكن أعتقد أن أسلوبي أقرب لأسلوب تريزيغيه، لا اقول أني أشبهه أو من نفس مستواه، ولكن أتحدث عن الأسلوب وخاصة المورفلوجيا.

من تفضل كريستيانو أم ميسي؟

لكل لاعب أسلوبه وجمالياته، مثلما قلت كريستيانو يمثل اللاعب المتكامل العصري والذي إن عمل بدرجة كبيرة من الجدية إضافة إلى الموهبة يمكن أن يصل إلى مستويات خارقة للعادة، أما ميسي فهو الموهبة تتكلم.

في رأيك من يستحق الكرة الذهبية العالمية هذا الموسم، رونالدو، ميسي أم ريبيري؟

اعتقد أن رونالدو هو من سيحصل عليها، لأنه في أحسن أحواله وسيستغل دون شك إصابة ميسي الأخيرة بالمقابل أنا متعاطف مع ريبيري لأنه مسلم ويحب الجزائريين وأتمنى أن يحصل عليها لأنه هو الآخر يستحقها، ولكن أغلب الظن أن رونالدو هو الذي سيفوز بها.

من هو اللاعب المهاري والتقني في أوربا؟

ميسي دون تردد.

لماذا لم تتحدث عن "إبراهيموفيتش" ألا يعجبك؟، أم لا تعجبك عقليته؟

لا بالعكس يعجبني كثيرا هذا اللاعب، سواء في شخصيته أو مستواه، ففي بعض الأحيان من الجيد أن يكون اللاعب شرسا و"قبيح" لأنه من بين نقاط قوة هذا اللاعب.

من هو الفريق الذي تناصر في أوروبا؟

برشلونة الإسباني.

هل لديك أمل أن تلعب يوما في برشلونة؟

أملي هو أن أفجر إمكاناتي في سبورتينغ لشبونة وأظهر كل ما عندي هناك لأنه فريق كبير.

كلام كثير قيل عن قضيتك مع نادي "نانت" وحتى الرئيس "كيتا" تحدث كثيرا، مرة يتهمك أنك خدعته للحصول على التأشيرة والبعض يقول أن القضية تتعلق بـ إختلاف حول 10 آلاف أورو، ما هي الحقيقة؟

الحقيقة هي أني لم أندم على خياري اللعب في سبورتينغ لشبونة وفقط.

هل صحيح أن حليلوزيش كان يريدك في "نانت" ونصحك باللعب في هذا النادي؟

لا بتاتا، حليلوزيتش قال لي إختر أين تلعب بمفردك ولم يطلب مني أو يشترط علي أي شيء.

إسلام تحدثت منذ قليل عن المنافسة الشريفة في المنتخب الوطني، أي أنه من الممكن أن تفقد مكانك في "الخضر" إن لم تفرض نفسك في سبورتينغ ولم تحصل على وقت لعب أكثر من هنا إلى موعد المونديال، ألا تخشى هذا الامر؟

لا بتاتا، أنا واثق من قدراتي وأعرف ما يمكنني أن أفعله، سأواصل العمل في سبورتينغ من أجل فرض نفسي وتطوير مستواي أكثر فأكثر.

لعبت وسجلت ولكن لم تحصل على فرصتك للعب أساسيا، ألست خائفا من إستمرار الوضع؟

لست خائفا لأنني أعرف أنه ستتاح أمامي الفرصة عاجلا أم آجلا.

رئيس الفريق صرح لنا منذ قليل أن سليماني لاعب مهم بالنسبة لنا، هل تحدثت معه من قبل حول الموضوع؟

الرئيس يتحدث معي كثيرا وفي كل مرة يعبر لي عن ثقة الإدارة في قدراتي وبالتالي ليس لدي أي مشكل من هذا الجانب.

الكثير تحدث عن إمكانية تغييرك الأجواء في "الميركاتو"، هل تؤكد الأمر؟

لا، لم أفكر في تغيير الأجواء، بل أريد فرض نفسي في سبورتينغ بأي ثمن.

هل تحدث معك مدربك في الأمر؟

نعم، تحدث معي في الكثير من المرات وأكد لي أنه يعتمد علي ويرى أني لاعب مهم في الفريق وبالتالي لست قلقا من هذه الوضعية تماما.

ما هي أجمل ذكرى لك مع المنتخب الوطني؟

الثنائية التي سجلتها في البينين.

لماذا؟

لانها كانت منعرج التصفيات ومسيرتي الكروية مع "الخضر"، أعتقد أن الهدفين كانا غاليين، لأن الفوز هناك سمح لنا بالتأهل إلى كأس العالم.

من بين هاذين الهدفين، هناك هدف سجلته بالركبة ورفت الكرة فوق رأس الحارس، الكثير قال أن اللقطة جاءت عن غير قصد، إشرح لنا ما حدث، رغم أنك شرحت لنا الأمر مباشرة خلال عودتك إلى الجزائر حينها؟

لو تشاهد اللقطة من جديد، ترى أني شاهدة الحارس يهم بالخروج وعرفت حينها أني لو إنتظرت لتتوقف الكرة لوصل الحارس إلي ولا أصبحت الأمور أكثر صعوبة، لذلك ما فكرت به هو رفع الكرة فوق رأسه بأي ثمن حتى وإن ركلة بالركبة وهو ما حدث.

ولكن اللقطة أوضحت نظرك لمسار الكرة... وكأنك غير متأكد من التسجل؟

كنا نلعب في أدغال إفريقيا، الأرضية كارثية وقد يتحول مسار الكرة في أية لحظة، لذلك بقيت أترقب مسار الكرة.

ما هو أجمل هدف في مسيرتك الكروية؟

هناك هدف سجلته لما كنت ألعب مع الشراقة على طريقة "فان باستن" من زاوية مغلقة وهناك هدف مميز بالنسبة لي وذلك ليلة مواجهة الجزائر مصر، لعبنا لقاء في 5 جويلية بين شباب بلوزداد ونصر حسين داي، حينها سجلت بعد أن إستقبلت الكرة بالصدر وسددت الكرة بمقصية على حساب عسلة.

نعرف قصة صغيرة عنك عن بدايتك مع عين البنيان إذ رفضت اللعب في البداية، فما الذي حدث؟

سأسرد عليكم ما حدث، شاركت في التجارب من أجل حصد مكانة مع فريق الأصاغر لعين البنيان وحينها لعبت في منصب مدافع محوري ولكن في الغد لما عدنا المدرب في ذلك الوقت لم يخترني ضمن القائمة التي وضعها، حينها غضبت وحزنت بل حتى أنني بكيت ولكنه قرر أن يبرمج لنا مباراة فيما بيننا، قبل أن نغادر رفقة بعض لاعبيه، حينها المهاجم الأيسر لم يحضر وبالتالي لعبت في ذلك المنصب، يومها أبدعت وفعلت كل شيء بالكرة، فقرر المدرب الإحتفاظ بي.

خلال مسيرتك مع الشراڤة لعبت مع لاعبين أًصحاب خبرة على غرار عامر بن علي، هل ساعدك ذلك في مسيرتك؟

بطبيعة الحال، لقد ساعدني عامر بن علي كثيرا وأيضا لطفي عمروش والكثيرين الذين أشكرهم عن كل ما قدموه لي.

لو لم تكن لاعب كرة قدم ماذا كنت تريد أن تصبح؟

كنت أحب مهنة محضر قضائي، لقد كان أمامنا في الحي محظر قضائي لديه الكثير من الناس يدخلون ويخرجون ورأيت أن الأمر فيه أموال كثيرة...(يضحك).

ما هي أطرف حادثة لك مع المنتخب الوطني؟

مع المنتخب الوطني دائما هناك طرائف، مع دوخة الذي يصنع أجواء مميزة للغاية.

ماذا عن فريقك السابق بلوزداد، ما هي أطرف حادثة لك؟

أطرف حادثة هي الرحلة الشاقة والمتعبة والتي لم تنتهي إلا بشق الأنفس نحو عطبرة بالسودان، الأمر كان غريبا فعلا.

الجزائر حسبك ستلعب في المونديال من أجل المشاركة، من أجل التأهل إلى الدور الثاني، أم من أجل تحقيق أحسن مشاركة وفقط؟

سنلعب من أجل إعطاء كل ما عندنا وتحقيق أحسن ما يمكن تحقيقه إن شاء الله، نملك مجموعة قوية وممتازة وقادرة على تقديم أشياء كثيرة وسنلعب من أجل المحافظة على كامل حظوظنا في هذه المنافسة العالمية، المهم أن نشرف العلم الوطني ونشرف وطننا.

الوضعية صعبة في هذه المجموعة، فكيف ترى حظوظ "الخضر"؟

مثلما سبق أن قلت لكم في حواري معكم، حظوظنا قائمة ولسنا الحلقة الأضعف، سنقوم بكل ما بوسعنا لنحقق مشوارا يشرف الجزائريين.

بماذا يمكن أن تعد الجمهور الجزائري؟

أعده بأننا سنبلل القميص وسنفعل كل ما لدينا لنكون عند حسن ظنه، أعرف أن مهمتنا ستكون صعبة ولكن علينا أن نكون رجالا ونشرف بلدنا.

نختم الحوار بالحديث عن شباب بلوزداد الذي يعاني في هذا النصف الأول من البطولة، هل تتابع أخباره؟

بطبيعة الحال، أنا أتابع أخباره بإهتمام بالغ وعلى إطلاع بكل نتائجه وصراحة أتألم لما أشاهد وضعية الشباب، أتمنى فعلا أن يخرج الفريق من هذه الوضعية.

أنت تعرف جيدا الشباب، ما المشكل حسب إعتقادك؟

أعتقد أنهم لم يتمكنوا من إيجاد الوثبة فقط، فالفريق يملك تشكيلة شابة وجيدة ومدرب جيد والأمر تسير بالشكل اللازم ولكن فقط النتائج لم تسر وفق ما تمناه الجميع، أتمنى من كل قلبي أن يخرج الفريق من هذه الوضعية في أسرع وقت، لأن الأنصار لا يستحقون ذلك، أنصار الشباب مميزون ويستحقون فريقا يلعب على المراكز الأولى دائما.

نترك لك كلمة أخيرة تختم بها الحوار؟

أشكر "الهداف" و"لوبيتور" على هذه المناسبة والحدث المميز الذي تقوم به كل عام وأنا فخور بالفوز بهذه الطبعة 13 من الكرة الذهبية، أشكر كل ما ساعدني في مشواري ووقف إلى جانبي وأتمنى حظا موفقا للشباب في البطولة وأضرب للجميع موعدا في المواجهات القادمة لـ"الخضر".

 

كلمات دلالية : سليماني

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال