ليزارازو: "أرشح إسبانيا، ألمانيا، البرازيل والأرجنتين في المونديال وفرنسا لن تتجاوز ربع النهائي"

من خلال الحوار الذي خص به موقع "mlactu" الفرنسي، إذ لازالت تحليلات المدافع الأيسر لـ"الزرق" تلقى صدى واسعا في فرنسا، خاصة أنه يعمل اليوم كمحلل لأكبر وسائل الإعلام الفرنسية على غرار قناة "TF1" وإذاعة "RTL" وكذا صحيفة "l’Equipe"، وتحدث صاحب 45 سنة في هذا الحوار عن حظوظ المنتخب الفرنسي في مونديال 2014 وعدة أمور أخرى.

 

كأس العالم ستنطلق شهر جوان في بلد "الملك" بيلي وفي قارة لم يسبق وأن فاز فيها منتخب أوروبي باللقب، هل تعتقد أن العقدة ستفك في 2014؟

كل الأرقام والإحصائيات وجدت لتحطم آجلا أم عاجلا، ولكن يجب الاعتراف أن المنتخبات الأوروبية لا تجد ضالتها عندما تلعب بعيدا عن "القارة العجوز"، ولكن يجب بذل مجهودات للتأقلم مع المناخ السائد هناك، ومع الفارق الزمني وغياب الجمهور الذي تعود عليه اللاعبون في أوروبا، كما أن الأمر الذي يجعل كأس العالم صعبة هو بقاء اللاعبين مع بعض لمدة طويلة، وهو ما يجعل المنافسة أشبه بماراتون يدوم شهرا من الزمن، لكن على اللاعبين اغتنام هذه الفرصة لأن لعب كأس العالم في البرازيل هو أقصى ما يحلم به أي لاعب بعد لعبها في بلده، أنا شخصيا أنتظر الكثير من هذا البلد الذي يضمن الطقس الرائع، الشمس، الاحتفال والمناظر الخلابة، حتما سأحب هذا البلد مثل ما عشقت جنوب إفريقيا في 2010.

 

ومن ترشح لبلوغ الأدوار المتقدمة في هذا المونديال؟

شخصيا أرشح 4 منتخبات كبيرة للعب الأدوار الأولى، وهي البلد المنظم البرازيل، ألمانيا، إسبانيا والأرجنتين، وبشكل خاص البرازيل التي تملك تشكيلة رائعة تضم تياغو سيلفا، نايمار وخاصة داني ألفيس الذي أحبه كثيرا كونه يمثل جيدا الظهير العصري.

 

إذا لو نحترم منطق القارة فإن حظوظ الأرجنتين كبيرة وقد تعيد سيناريو سنة 1986 أين سيشغل ميسي دور مارادونا في المكسيك؟

هذا المنتخب يملك قوة هجومية خارقة، وأعتقد أنها الأقوى في المنافسة بوجود كل من ميسي، أغويرو، هيغواين، دي ماريا، تيفيز إذا استدعي، وعدة أسماء أخرى طبعا، كما أن الظروف المتوفرة هناك ستساعدهم كثيرا، ولكن يبقى السؤال هل سيكون خط الدفاع في مستوى الهجوم.

 

وماذا عن مرشحك الثالث وحامل اللقب المنتخب الإسباني؟

أعتقد أن الجيل الذهبي لهذا المنتخب سيكون أمام فرصته الأخيرة، إسبانيا تلعب بشكل جيد وتتحكم في الكرة بطريقة مذهلة، لكن في كل مرة تخونها الفعالية، ففي "أورو 2012" وبغض النظر عن النهائي أمام إيطاليا، فإنهم وجدوا صعوبة كبيرة في الوصول إلى الشباك، كما أنهم أصبحوا كتابا مفتوحا والكل يقرأ أسلوبهم منذ 4 سنوات، أنا أرى أنهم يملكون لاعبين جدد رائعين مثل نيغريدو ودييغو كوستا، ولكن الحالة البدنية لـ تشافي وإنييستا شهر جوان هي التي ستحدد إمكانية احتفاظهم باللقب.

 

مرشحك الرابع هو المنتخب الألماني، هل يمكن اعتباره اختيار القلب؟

أعتقد أن سنة 2014 ستكون فرصة الألمان الأخيرة، فـ"المانشافت" يملكون عدة أمور إيجابية، أهمهما محافظتهم على نفس المستوى منذ كأس العالم 2006، في حين شهد مستوى اللاعبين تصاعدا كبيرا، وشخصيا رشحتهم للتتويج بلقب كأس أمم أوروبا 2012، وتفاجأت كثيرا لإقصائهم أمام إيطاليا، وأرى أن أكثر ما سيخدمهم هذه المرة هو تواجد عدد كبير من لاعبي بايرن ميونيخ.

 

وبعيدا عن المنتخبات الأربعة التي رشحتها، ما هو المنتخب الذي ترى أنه سيتألق وخاصة من المنتخبات المرصعة من قبل باللقب المونديالي، مثل الأوروغواي التي تضم في الهجوم الثنائي سواريز – كافاني؟

نعم أنا أيضا أرى أن هذا المنتخب سيحقق نتائج رائعة، خاصة بفضل هجومهم القوي الذي أعتبره الأفضل بعد هجوم الأرجنتين.

 

ألا ترى أن منتخب الأوروغواي يملك دفعة معنوية كبيرة بما أنه سيلعب في البرازيل؟

نعم هذا أكيد، لأنهم لم ينسوا تتويجهم التاريخي في "ماراكانا" سنة 1950، وهو اليوم المشؤوم عند البرازيليين، ولكن يجب أن نعترف أن تلك المباراة قد مر عليها وقت طويل، وأرى أن هذه الذكرى قد تكون سلاحا ذو حدين، لأنني لو كنت مدرب المنتخب البرازيلي لاستعملت هذه الذكرى لشحن اللاعبين وحثهم على الثأر رياضيا.

 

وماذا عن أكثر المنتخبات تتويجا في أوروبا، إيطاليا؟

صراحة لا أراهم مرشحين، ولكن يبقى منتخب حاضر في المنافسات الكبرى، أرى أن المدرب برانديلي أحدث ثورة في طريقة اللعب، أين أصبحنا نشاهد أسلوبا هجوميا.

 

وماذا عن هولندا التي لازالت تبحث عن لقبها الأول رغم مستوياتها الكبيرة؟

أرى أنهم يحتفظون بكل حظوظهم في ظل وجود الثنائي فان بيرسي وروبن، ولكنهم منتخب يعاني نفسيا من الخطوة الأخيرة.

 

وكيف ترى حظوظ المنتخب الإنجليزي؟

لقد أوقعتهم القرعة في مجموعة صعبة جدا والصراع سيكون قويا، كما أن غياب نتائجهم الإيجابية في المنافسات الكبرى يجعلني أتوقع أن يعيشوا نفس السيناريو في 2014.

 

المنتخب البرتغالي يعول كثيرا على كريستيانو رونالدو المتوج بالكرة الذهبية ليقوده إلى أبعد الأدوار، ما رأيك؟

هم أيضا يملكون كافة الحظوظ في ظل وجود رونالدو، الذي يعطي الإضافة اللازمة لرفقائه، وحتى في "أورو 2012" كانوا قريبين جدا من بلوغ النهائي، لولا إقصائهم أمام إسبانيا بركلات الترجيح في المربع الذهبي.

 

وماذا عن جارنا المنتخب البلجيكي، كيف ترى حظوظه؟

هذا المنتخب يملك جيلا رائعا، وأرى أنه الفريق الأكثر تطورا في أوروبا خاصة بوجود مدرب محنك وذكي مثل فيلموتس، الذي لعبت ضده عندما كان لاعبا في شالك 04، بالإضافة إلى لاعبين ممتازين مثل فيلايني، كومباني وهازارد.

 

الآن سنتحدث عن المنتخب الفرنسي، ألا ترى أن القرعة كانت رحيمة جدا بنا ووضعتنا في مجموعة تفادينا فيها المنتخبات الكبيرة؟

ستكون مجموعة سهلة إذا لم يضع اللاعبون ذلك في رؤوسهم وأيقنوا أن مباراة كرة القدم يجب الفوز بها على أرضية الميدان، لست متعودا على استعمال لغة الخشب ولهذا سأقول أن مجموعتنا من بين الأسهل، ولكنها تضم منتخب سويسرا الذي يتطور بشكل سريع هو الآخر مثل بلجيكا، وشخصيا أرى أنه من السابق لأوانه الحكم على المجموعات أو المنتخبات لأن 3 أشهر لازالت تفصلنا عن الموعد.

 

ولكن في نظرك ما هو هدف المنتخب الفرنسي من هذه المشاركة، هل هو التحضير لـ"أورو 2016" مثلا؟

يجب أن نستهدف الدور ربع النهائي لأنه في متناولنا، يجب أن نضع أرجلنا على الأرض فالمنتخب عاد من بعيد، صحيح أننا سنحضر لكأس أوروبا التي سنقيمها على أرضنا في 2016، ولكن يجب أن نؤدي دورة في المستوى في البرازيل.

 

هل ترى أن وصولنا لمباراة السد أمام أوكرانيا أكد أننا لازلنا في حاجة إلى عمل؟

لقد شاهدنا في تلك المباراة وجهين للمنتخب الفرنسي، والفرق كان واضحا جدا بين اللقاء الذي جرى في أوكرانيا واللقاء الذي جرى في فرنسا.

 

إذ أنت تؤكد أن المنتخب الفرنسي لازال بعيدا حاليا عن مستوى المنتخبات الكبيرة؟ 

نعم لازلنا نبحث عن معالم فريق قوي ومتجانس، وسنحكم على الفريق في المواعيد الكبرى مثل كأس العالم، أين سيخوض الفريق الأفضل سبع مباريات متتالية وقوية جدا في ظرف شهر فقط، والفريق الكبير أعرفه أنا على أنه الفريق الذي يعرف كيف يخرج من المواقف الصعبة، حتى إن لم يكن في يومه.

 

هل تعتقد أن المنتخب الفرنسي يعتمد كثيرا على مهاجمه ريبيري؟

الحقيقة تقول أن فرانك حاليا يعتبر المحرك الأساسي للمنتخب الفرنسي، وهذا هو كلامي الذي قلته قبل مباراتنا الصعبة في العاصمة الأوكرانية كييف، وحتى إذا وجه المنافس كل اهتماماته نحوه، فهذا الأمر سيفيد المنتخب كثيرا، ولكن لا يجب أن نعتمد على نفس الأسلوب لأن كرة القدم اليوم تطورت كثيرا، وعلينا أن نطور أسلوبنا في طريقة الضغط على المنافس في منطقته، وخاصة العمل على بناء الهجمات من الخلف وتحسين الجانب البدني، الاعتماد على ريبيري أمر جيد ولكن تجهيز وتحضير كل الفريق سيكون أكثر من رائع، وخير دليل ما نجده اليوم في بايرن ميونيخ.

 

كيف ذلك؟

يجب أن نجد أكثر من طريقة لعب، ونتدرب على استعمالها في نفس المباراة حتى نصعب مهمة قراءة لعبنا على المنافس، وهو الأمر الذي يتقنه بايرن ميونيخ جيدا، رغم أنه يضم ريبيري ولكنه لا يبني اللعب عليه فقط، بل يعتمد على لاعبين أقل مهارة فنيا من فرانك مثل مولر، روبن وماندزوكيتش، يجب أن نعمل على إيجاد حلول بديلة وإلا سنكون رهن ريبيري فقط، في الوقت الذي يعلم الجميع أن كرة القدم لعبة جماعية.

                                    عن موقع "أم لاكتو" الفرنسي

روابط ذات علاقة :

• بيسنتي ليزارازو: "انتقالي إلى بايرن ميونيخ أفضل قرار في مسيرتي ومعه عرفت الألقاب"