سيموني بيروتا:"قررت الاعتزال رغم قدرتي على المواصلة حتى لا ألعب لناد آخر غير روما"

سيموني بيروتا لاعب روما المعتزل

سيموني مرحبا بك، انتهى عقدك بالتراضي مع روما، ما الذي حدث بالضبط؟

لقد انتهى كل شيء، قررت اعتزال كرة القدم نهائيا، لا أرغب في الاستمرار في ناد آخر بعد انتهاء عقدي مع روما، أفضل أن اختتم حياتي كلاعب في روما على الانتقال إلى ناد آخر أقل تاريخا وشعبية، لقد أفنيت حياتي في خدمة هذا النادي ولم أتوان ولو للحظة في تقديم الأفضل، ولكن حان الوقت لوضع حد لمسيرتي الكروية، كل ما في الأمر أنه تأتي لحظة في حياة اللاعب لا يستطيع فيها تقديم الأفضل لناديه ويشعر بالإرهاق ويصبح جسده لا يتجاوب مع مستجدات الكرة، حان الوقت لنسمح للشباب أن يحلوا مكاننا، عقدي ينتهي يوم 30 جوان 2013 وقد اتفقت مع الإدارة على انهاء العقد الذي كان بيننا، هذا ما في الأمر فقط.

ولكنك قلت أنك قادر على اللعب لسنتين قادمتين، ما الذي يمنعك من اللعب لناد آخر غير روما مادمت لم تتوصل لاتفاق يرضي الطرفين؟

صحيح أنني لازلت قادرا على اللعب نسبيا، يمكن أن أستمر في اللعب لعامين آخرين مع ناد آخر لكني فضلت إنهاء مسيرتي مع روما لكن بالتأكيد لن أبقى في روما كلاعب ولا أعتقد أنني سوف أستمر في اللعب نهائيا، المسألة ليست متعلقة بالتفاهم مع النادي أو عدمه، أنا قررت وانتهى، كنت أرغب في إنهاء مسيرتي كلاعب بهذا القميص وهذا هو القرار الصحيح.

إذا هو قرار نهائي أم هناك احتمال للعدول عن هذا القرار، لأنه جاء مفاجئا نوعا ما لجمهور روما ومحبيك؟

 أردت أن أضع حدا لمسيرتي مع هذا النادي العريق، وأشعر أني فعلت الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، قصتي مع روما يمكن أن تستمر بطريقة مختلفة، وبالتأكيد أتوقع استمرار هذا المشروع بنجاح مع هذا الجيل المميز من اللاعبين، كما وصلت روما قبل سنوات بهدوء، الآن أرحل بهدوء وأنا متأكد أن الموسم المقبل سيكون أفضل على كل الأصعدة فلم يكن هناك أسوأ مما عشناه الموسم المنقضي.

هل الموسم السيئ الذي تتحدث عنه كان سببا في قرارك؟

هو واحد من مجموعة من الأسباب، لكن الأكيد أنه ليس السبب الأساسي والرئيسي، لقد قضينا موسما سيئا للغاية لأنه كان يحذونا الأمل في أن نحقق إحدى المراكز المؤهلة للمسابقات الأوروبية، ولكن فجأة واجهتنا مشاكل كثيرة ساهمت في تدني مستوانا، ضف إلى ذلك عامل عدم الاستقرار على مستوى العارضة الفنية والذي ساهم في عدم تحقيق نتائج إيجابية، فعلا كان موسما شاقا وغير مقنع بالنسبة لنا لأننا نملك فريقا جيدا مشكلا من مجموعة من اللاعبين هم خليط بين الخبرة والشباب ولكن للأسف نتائجنا لم تتماشى مع تطلعاتنا.

ما الذي جرى لكم بالضبط في الموسم الفارط وهل تحمل الإدارة مسؤولية ما حدث؟

الكل يعلم ما الذي حدث لـ روما، تغييرات في المدربين وتبعها تغييرات بالجملة على مستوى الطاقم الفني بالكامل، أنت تعلم أنه لتحقيق نتائج إيجابية يجب أن تكون الظروف مهيأة وخاصة محيط العمل يجب أن يكون مناسبا وملائما، أنا لا أحمل الإدارة مسؤولية النتائج ولكن الاستقرار عامل ضروري تخلقه الإدارة الناجحة، لقد عملنا مع مدربين في الموسم الفارط المدرب التشيكي زيدنيك زيمان في النصف الأول من الموسم، والمدرب الإيطالي أندرياتزولي الذي قدم عملا باهرا في النصف الثاني وأنت ترى أن لكل منهما طريقة عمل تقتضي مجموعة من اللاعبين تنفذ خططهم.

على ذكر أندرياتزولي، هو مدرب شاب واستطاع أن يقود روما إلى بر الأمان وفي وقت قصير، لماذا لم يستمر مع النادي ويتجنب المسؤولون عناء البحث عن مدرب آخر؟

لا يمكنني أن أجيبك على هذا السؤال لأنه ليس من صلاحياتي، أما عن أندرياتزولي فالجميع يقر بعمله مع فئة الشباب خاصة، كما أنه مكون كل لاعبي روما من كاسانو، توتي، دي روسي، أكويلاني ومونتيلا وغيرهم من اللاعبين، فهو مدرب محنك قادر على القيام بأي مهمة والجميع يدرك هذا.

على ذكر توتي، هو قائد روما ومازال يواصل اللعب، ما رأيك؟

توتي هو ملك روما وقلبها النابض، عندما تتحدث عن توتي فأنت تتحدث عن روما ككل، إنه لاعب قدم الكثير للنادي وحتى للمدينة بحد ذاتها، توتي يمتلك مكانة خاصة في قلوب محبي النادي وحتى في قلوب لاعبي النادي، إنه قادر على العطاء ومادام هو يشعر بذلك فلماذا يتوقف عن اللعب.

اعتزلت وعمرك 35 سنة، في حين توتي والعديد من اللاعبين على غرار زانيتي وغيرهم تجاوزوا سنك ولازالوا يقدمون عروضا قوية، ما الذي منعك من مواصلة اللعب وأنت بهذه السن؟

قلت لك أنني لا أريد أن ألعب لناد غير روما مع العلم أنني قادر على اللعب، زانيتي وتوتي من أساطير كرة القدم الحية وينبغي أن يقتدي بهما الجميع وبالخصوص اللاعبين الشباب، أعتقد أنني أخذت هذا القرار نتيجة عدة عوامل وهو القرار الصحيح.

إذا أنت مساند لفكرة وسياسة الإدارة في بناء ناد شاب؟

أكيد أنا أقف خلف هذه السياسة، روما يملك فريقا جيدا وشابا وهو مشروع مستقبلي، أنا أرغب في مواصلة مسيرتي مع النادي وإن احتاجوني فأنا جاهز لإمدادهم بالمساعدة اللازمة، لقد اطلعت على المشروع وهو مشروع مستقبلي، المستثمرون الجدد تأخذهم الغيرة على النادي وعلى المدينة وهذا شيء مفروغ منه ويلاحظه الجميع ولهذا يجب أن نقف جنبا إلى جنب مع مجلس إدارة النادي.

لعبت مع دي روسي طوال مسيرته الاحترافية مع روما، والأخبار التي تشاع في الآونة الأخيرة تفيد بأن دي روسي قريب من الرحيل، ما تعليقك على هذه الأخبار؟ وما هي النصيحة التي تقدمها له؟

دانييلي هو صديق مقرب ورمز النادي والقائد بعد توتي، أنا لا أعتقد أن إدارة النادي ستفرط في جوهرتها بهذه السهولة، كما لا أعتقد أنها قادرة على التفريط في أحد أبنائها، مستوى دي روسي لا نقاش فيه، ولكن العام الماضي عرف النادي بعض الهزات، وأنا لا ألوم دانييلي على تصريحاته الأخيرة بل بالعكس هي ناتجة عن حبه للنادي، في اعتقادي الأخبار التي تؤكد قرب رحيله هي مجرد إشاعات هدفها زعزعت استقرار روما، وهذا ما أشار إليه دي روسي في حديثه الصحفي، روما تأثر بعوامل خارجية كثيرة ساهمت في تغذية الإشاعات وغير ذلك، ولهذا فهو محق في كل ما قاله، أما النصيحة التي أوجهها له هي أنني أقول له يجب أن تبقى في روما وأن تعيش لـ روما فقط.

كلمة عن المدرب الجديد الفرنسي رودي غارسيا؟

غارسيا مدرب محنك وذو خبرة، لقد استطاع أن يتوج مع ناديه ليل سابقا بالبطولة الفرنسية في وقت وجيز وحقق إنجازات لم يستطع أي مدرب تحقيقها، لقد عرض فلسفته وأعتقد أنها فلسفة المدربين الشباب الطموحين وهو مدرب يعتمد على الشباب وعلى اللعب الهجومي، أعتقد أنه اختيار موفق فهو يتناسب إلى حد كبير مع فلسفة النادي وهذا جيد، أعتقد أنه سينجح مع روما بكل تأكيد فقط الاستقرار هو أساس العمل ويجب أن نسمع لأفكاره ونؤمن بها.

هل أنت راض على مسيرتك مع النادي؟

مسيرتي مع روما لم تكن حافلة بما يكفي ولم أسجل فيها أهدافا كثيرة، ولكن على العموم أنا راض على كل شيء قدمته للنادي وراض على ما قدمه لي النادي، لقد قضيت أياما رائعة مع اللاعبين والجمهور، وكنا فريقا له كلمته، كما كنا ننافس في كثير من الأحيان على لقب البطولة وعلى الكأس خاصة، ولو أنني تمنيت أن أغادر النادي في لحظات أخرى غير تلك الذكرى الأخيرة التي أنهينا بها موسمنا الكروي.

ما هي هذه الذكرى؟

لقد لعبت 16 مباراة في هذا الموسم مع "الجيالوروسي" وأحرزت هدفين فقط وهو رقم غير مناسب لما قدمته مع النادي على مدى السنوات الماضية وخاصة أننا أنهينا الموسم بخسارة لقب كأس إيطاليا أمام الغريم لازيو، خيبتي الحقيقية هي أنني أنهيت مسيرتي هنا بهذه الطريقة المخيبة لآمال الجماهير، ربما كنت أتمنى نهاية أفضل.

ما هي رسالتك لجماهير النادي؟

من الممكن أن تستمر قصتي مع روما بطريقة مختلفة كإداري أو مسير، وبالتأكيد أتوقع استمرار هذا المشروع بنجاح وتقدمه للأمام بهذه الجودة الموجودة في الفريق، ولهذا أطلب من الجماهير أن تقف وراء النادي والمدرب كما كانت تفعل من قبل.

هل أنت راض عن مسيرتك مع المنتخب الإيطالي؟

أكيد حققت لقب كأس العالم مع المنتخب في 2006 وهذا ما عجز عنه كبار اللاعبين، أنا في تمام الرضا، شرف أن تلعب مع منتخب إيطاليا وتنال معه كأس العالم أغلى البطولات على الإطلاق.

                                    عن راديو "تيلي راديو ستيريو" الإيطالي