غييرمو أمور: "برشلونة الحالي أفضل من فريق الأحلام لأنه يعتمد على المهارات الفنية"

وهو حاليا يشغل منصب المدير العام للفئات الصغرى في النادي، وفي هذا الحوار يتحدث عن تجربته في برشلونة وعن أبرز المحطات التي عاشها مع الفريق.

غييرمو، ما الذي يعنيه لك بيت برشلونة؟

في الحقيقة، مررت بتجربة أكثر من رائعة مع برشلونة، والأمور الآن تغيرت بشكل كبير عما كانت عليه في السابق، لأن الدور الآن على شباب آخرين يسعون للتألق، لقد كانت فترة مميزة على الرغم من أنها لم تتجاوز 8 سنوات، لكنني نضجت كثيرا إلى جانب لاعبين كبار، وهو ما جعلني أعشق هذا الفريق وأضحي لأجله لأن الجميع يدرك أن حياة اللاعب المهنية ليست طويلة.

فلسفة برشلونة التي يتعلمها اللاعبون في مدرسة "لا ماسيا" تثير إعجاب الجميع عبر العالم، هل تعتقد أنها نفسها التي كنتم تلعبون بها؟

أسلوب النادي لم يتغير، فطريقة اللعب في الفريق الأول هي نفسها في الفئات الشابة، وهو ما يشبه إلى حد بعيد الأسلوب الذي لعبنا به منذ سنوات، الفرق الوحيد يكمن في الألقاب التي يحققها الفريق الحالي الذي لم يكتف بفلسفة النادي بل أضاف لها المهارات والفنيات الفردية، دون أن ننسى لمسة المدربين الذين مروا على الفريق مؤخرا، ونحن بدورنا نعمل على تكوين لاعبين أكفاء للفريق الأول لأن أغلب الأسماء المتألقة حاليا مرت على مدرسة "لاماسيا"، مع أنه ليس من السهل أن تحصل على هذا النوع من اللاعبين.

لقد كنت جزءا من "فريق الأحلام" الذي يعد واحدا من أفضل الفترات التاريخية التي مر بها برشلونة، هل أحببت تلك الفترة؟

أكيد أننا استمتعنا بتلك الحقبة لكنني لا أوافقك الرأي بالقول أن ذلك الفريق هو الأفضل تاريخيا، لأن برشلونة تملك دائما فريقا تاريخيا بلاعبين كبار، لكن التشكيلة الحالية تمكنت من كسر حاجز الشؤم عن طريق الفوز باستمرار وهو ما جعلهم يحرزون الكثير من الألقاب مما لا يدع مجالا للشك، وبغض النظر عن النجاحات فقد عشنا لحظات طيبة لأننا كنا مجموعة كبيرة.

مدربك السابق يوهان كرويف كان له دور رئيسي في استحداث هذا الأسلوب في النادي، لكنه كان يتميز بطابع خاص، أليس كذلك؟

(يضحك) كل فرد له شخصيته الخاصة لكن المدرب يجب أن يتميز بشخصية قوية، لقد كنا نؤمن بقوة رسائله وهو ما جعل منه مدربا متفوقا، كما كانت لنا ثقة عمياء في ما يقوله.

أسلوب اللعب هذا منح العزة والثقة للفريق وهو أفضل إرث تركه كرويف..

أعتقد أن كرويف كان المنتصر الأكبر كلاعب وكمدرب في برشلونة، كان يحب الجري خلف المخاطر والصمود في وجه الضغوطات، لأنه ليس من السهل أن تشكل فريقا يلعب بطريقة معينة ويلعب دائما لتحقيق الفوز، وهي الفكرة التي أتى بها كرويف رغم أن ميتشيل حاول القيام بنفس الشيء قبله، لكنني لم أحظ بشرف عيش تلك الفترة.

فان غال حاول أن يستعيد شيئا من هذا الأسلوب بعد قطيعة دامت موسما كاملا رفقة روبسون..

لا، لقد قدمنا موسما جيدا مع روبسون أيضا وفزنا بثلاثة ألقاب، وفان غال حاول أن يعيد نمط المدرسة الهولندية من خلال توظيف الخبرة التي اكتسبها مع شباب أجاكس أمستردام، لقد كان يولي أهمية كبيرة لمناصب اللاعبين عن طريق وضع الأشخاص المناسبين في أماكنهم، لقد كان يلعب بطريقة هجومية ويمنح الأولوية للاعبي الأجنحة والتمريرات المحكمة، فان غال كان صارما جدا في أسلوبه لأنه كان يعيش للنادي.

بعد مرور سنوات أخرى استعان الرئيس خوان لابورتا بالمدرسة الهولندية من جديد عن طريق تنصيب ريكارد..

مع قدوم ريكارد كنت قد شرعت في وظيفتي الجديدة على مستوى الفئات الشبانية، وحينها حاولنا تجريب طريقة 4-3-2-1، وحينها تغيرت الأمور مع قدوم دافيدس من خلال تحقيق ألقاب كثيرة، وبوصول رونالدينيو عاش الفريق ثلاث سنوات من ذهب خاصة أن هذه التشكيلة ساهمت في سحر الجماهير عن طريق التتويج باللقب الأوروبي الثاني سنة 2006.

برشلونة بقيادة غوارديولا حققت أفضل نمط على مر التاريخ من خلال الأداء المتميز؟

في الحقيقة لقد كان فريقا رائعا، تلك التشكيلة قدمت كرة قدم جميلة لسنوات متواصلة وتمكنت من الحفاظ على نفس المستوى، لقد كان فريقا يقتدى به في الاحترافية والرغبة في العمل، خاصة من خلال ممارسة الضغط على المنافس دفاعيا وهجوميا، وهو ما جعل أندية عريقة تنهزم أمامهم بسهولة مطلقة، وما يعجبني أيضا في هذا الفريق طريقة الاحتفاظ بالكرة والانتقال بها من منطقة لأخرى دون فقدانها، لأنها ليست بالأمر الهين.
                                                                     عن صحيفة EL9 الكتالونية