بلان: "البياسجي سيتوج برابطة الأبطال سواء معي أو مع مدرب آخر"

العالم 1998 مجلة "فرانس فوتبول"، حيث تحدث أحسن مدرب في فرنسا سنة 2015 عن مستقبله مع الفريق وكذا مدى تقدم المفاوضات مع الإدارة، كما أبدا قائد "الديكة" سابقا رأيه بخصوص تعداد فريقه، ليكشف بعد ذلك عن حظوظ "البياسجي" في منافسة رابطة الأبطال.

بلان، الحديث عن مستقبلك مع باريس سان جرمان لازال يشغل بال عشاق الفريق، أين وصلت الأمور في هذا الخصوص؟

بصراحة، أنا الآن بصدد التفاوض مع إدارة النادي، نحن بصدد معالجة الأمور تدريجيا، ولا أعتقد بأن النتيجة الأخيرة سيطول انتظارها، الثقة الكبيرة المتبادلة بيننا تجعلني غير قلق بخصوص مستقبلي، لأنني أدرك بأن القرار النهائي الذي سنصل إليه سيكون في مصلحتنا جميعا، لهذا فأنا الآن أركز أكثر على المنافسة، ولا أريد أن يؤثر تفاوضي مع الإدارة على مردود ونتائج الفريق.

هل تعتقد بأن مستقبلك مع "البياسجي" مرهون بنتائج الفريق في رابطة الأبطال؟

سمعت الكثير من التعليقات بخصوص مستقبلي، وهناك حتى من أكد بأن الإدارة لن تبقي علي كمدرب للفريق في حال لم نتوج بلقب رابطة أبطال أوروبا، لكن بدوري لا أظن أن هذه الأمور صحيحة، وكما ذكرت سابقا، نحن الآن بصدد التفاوض على كل النقاط، أما بخصوص رابطة أبطال أوروبا، فأنا أعتقد بأن باريس سان جرمان سيتوج قريبا بهذه الكأس، أدرك بأن الفريق لازالت تنقصه بعض الأشياء كما تنقصني أيضا كمدرب، لكن الأكيد أن الفريق سيحقق هذا الهدف سواء كان ذلك مع لوران بلان أو مع مدرب غيره.

نلمس من كلامك أنك تريد المواصلة مع الفريق، أليس كذلك؟

أجل، سيكون من الجميل أن أواصل المشروع الذي بدأت فيه مع باريس سان جرمان إلى غاية نقطة النهاية، الحصيلة إلى حد الساعة إيجابية للغاية حسب اعتقادي، أكرر بأنني أدرك تمام المعرفة بأن هناك العديد من الأمور التي لازالت تنقصني لكي أكون بمستوى أفضل، لكن هذه الأهداف تتحقق بالتجربة والممارسة، فريقي يأخذ منحى تصاعديا مع مرور الأشهر، وأعتقد بأنني لست الوحيد الذي يقول ذلك، لكن التجربة علمتني أيضا بأن استمرار المدرب يجب أن يقابله استمرار تحقيق النتائج الإيجابية، ما يعني بأن قضية بقائي من عدمها مع النادي ستبقى مرهونة دائما بالنتائج.

نشعر بأنك تعيش ضغطا رهيبا، هل هذا صحيح؟

أعتقد أن الضغط موجود في كل الفرق، لكنه كبير جدا في باريس سان جرمان، وعندما تكون مدربا لهذا النادي فإن الخطأ ممنوع، ويجب الإبقاء على الفريق دائما في القمة، أظن أن الأمور في "البياسجي" مختلفة قليلة على ما هو عليه الأمر في فرق أخرى، حيث أشعر بأن الضغط هنا يأتي من الداخل أكثر منه من الخارج، وهو أمر ليس من السهل التعامل معه، لأنك ستكون دائما تحت رحمة النتائج الإيجابية، تعودت على هذه الأمور وأحاول دائما أن أقود فريقي ليكون في الطليعة.

حدثنا عن العلاقة التي تربطك باللاعبين؟

علاقتي باللاعبين أكثر من رائعة، وهذا الأمر مهم بالنسبة للفريق، نتحدث كثيرا مع بعضنا البعض ونتشاور في عديد الأمور، وأعتقد بأن هذه الطريقة ناجحة واللاعبون يحبون أن يقفوا على أهميتهم داخل الفريق، لهذا عندما تجتمع بلاعبيك وتحاول أن تعرف أفكارهم بخصوص مشروع ما، فإنك ستجدهم إلى جانبك وسيمثلون قوتك الضاربة، أدرك بأن الكلمة الأولى والأخيرة يجب أن تعود لي كمدرب، لكن لا يجب تهميش اللاعبين في أي نقطة، لأن ذلك من شأنه أن يلحق الكثير من الضرر على المجموعة واستقرارها.

لكنك أبديت مؤخرا امتعاضا من بعض التصرفات، على غرار ما كان عليه الحال مع رابيو؟

صحيح أن خرجة رابيو لم تنل إعجابي وجعلتني أغضب كثيرا، لكن لا يجب أن نمنح هذه القضية أكثر من حجمها، بينت وجهة نظري في الموضوع وأكدت ضرورة احترام القميص الذي نلعب بألوانه، رابيو أطلق تصريحات في غير محلها وفي وقت غير مناسب تماما، وأعتقد بأنه فهم رسالتي، هو لازال لاعبا شابا والعديد من اللاعبين مروا على هذه المرحلة في مشوارهم الكروي، علاقتي مع اللاعب لم تتضرر وهذا هو الأهم بالنسبة لي، طوينا هذه الصفحة والأمر لم يعد يستحق الخوض فيه من جديد.

إذا -حسب رأيك- الليونة هي مفتاح نجاح علاقة المدرب مع لاعبيه، أليس كذلك؟

لا، ليست هذه هي الفكرة التي كنت أريد أن أوصلها بالتحديد، لم أقل إن المدرب يجب أن يكون لينا، لكن أردت أن أوضح كيفية تعاملي مع المجموعة، في اعتقادي لا يمكن أن تتمادى في إظهار سلطتك أمام لاعبيك، لأن هذا الأمر سيجعلهم غير مرتاحين معك، لا يمكن أن تقول للاعبين أنا الزعيم هنا والقرار قراري ولا أريد أي مناقشة، لكن في المقابل، يمكنك كمدرب تمريد هذه الأفكار عبر طرق أكثر ليونة وذكية، وصدقني اللاعبون الآن يملكون تفكيرا مختلفا، وفي حال لمسوا أي تسلط في اتخاذ القرار فإنهم سينقلبون ضدك في أول تعثر.

كيف تجد عقلية لاعبي هذا الجيل، وهل هي معقدة إلى الدرجة التي توصف بها؟

عقلية اللاعبين حاليا تتماشى والزمن الذي نعيش فيه، فالعالم تغير وكرة القدم كذلك، لهذا لا يمكنك أن تنتظر من لاعبي هذا الجيل ما كنت تنتظره من لاعبي الجيل السابق، وأعتقد بأن هذا الأمر منطقي، وحسب رأيي، من الخطأ أن نعتقد بأن هذا الاختلاف ينحصر فقط على فرنسا، بل نفس الحال ينطبق على غالبية البلدان، بصراحة، أعتقد بأن التحكم في هذا الجيل من اللاعبين أمر قريب إلى المستحيل، وهو ما يجعل مهنة التدريب أكثر صعوبة، لكن في المقابل، هذا لا يعني بأنهم أشخاص سيئون.

نعود للحديث عن فريقك، هل تعتقد بأنكم قادرون على المنافسة في كل الجبهات هذا الموسم؟

عندما تكون مدربا في فريق كبير مثل باريس سان جرمان، فأنت مجبر على دخول كل منافسة من أجيل نيلها، لا يكفي أن تقول سأشارك في رابطة أبطال أوروبا وسألعب كامل حظوظي في البطولة، بل يجب أن تفتك الصدارة منذ الوهلة الأولى وتحافظ عليها إلى نهاية الموسم، كما ينبغي أن تضع سقفا مرتفعا لطموحاتك في المنافسة الأوروبية، وبصراحة، عندما تملك تعدادا كالذي يوجد في باريس سان جرمان، فمن المنطقي أن تكون مجبرا على استهداف كل المنافسات، سبق لي أن ذكرت بأن الفريق لازالت تنقصه أشياء صغيرة فقط ليكون قادرا على فرض نفسه أوروبيا.

بمناسبة الحديث عن رابطة الأبطال، كيف ترى مواجهة تشيلسي؟

في هذا المستوى من المنافسة لا يمكن أن تنتظر قرعة مثلما تريده، ما يعني بأن كل الفرق سيكون لها نفس الهدف وهو التأهل إلى الدور المقبل، أعتقد بأن مواجهة تشيلسي ستكون في غاية الصعوبة، مثلما كان عليه الحال في المواجهات السابقة بين الفريقين، صحيح أن المنافس يمر بفترة صعبة هذا الموسم، لكن هذا لن يغير في الأمور شيئا، وفيما يخصني، لا أتوقع بأن أواجه فريقا مستسلما، بل على العكس، سنجد أمامنا منافسا شرسا وسنكون مطالبين بإظهار أقصى ما لدينا من إمكانات لتكون لنا الكلمة الأخيرة في هذه المباراة.

حدثنا عن تجربتك مع المنتخب الفرنسي، والعقبات التي واجهتك في تلك الفترة؟

تدريب المنتخب الفرنسي ليس بالأمر السهل كما يعتقد البعض، بل هو في غاية الصعوبة، هناك الكثير من العوامل التي يجب أن تتعامل معهما عندما تكون في منصب الناخب الوطني، الأمر لا يرتبط فقط باللاعبين، وإنما يتعدى ذلك للوصول إلى المحيط الكروي سواء كان قريبا أو بعيدا عن المنتخب، زد على ذلك وسائل الإعلام التي بدورها تساهم بشكل كبير لتكون مهمة تدريب المنتخب الوطني أمرا في غاية التعقيد، تجربتي كانت مفيدة وعلى الناخب أن يتحلى بشخصية قوية ليفرض أفكاره ويتحكم فيها إلى غاية النهاية، لأنه سيجد أمامه الكثير من الآراء التي تعكس وجهة نظره.

عن مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية