بالإضافة إلى حياته الجديدة خارج ميادين الكرة، ولم ينس سفير "السيدة العجوز" الحديث عن حظوظ "الديكة" في "أورو 2016"، باريس سان جرمان في رابطة الأبطال وقضية كريم بن زيمة مع فالبوينا.
الكثيرون يجهلون أو يتجاهلون مرورك خلال مسيرتك على البياسجي ولو أنه لم يكتب لك فيها النجاح، وهناك بالتأكيد تعرفت على تيري هنري، أليس كذلك؟
نعم، لقد كان يأتي يوميا للبحث عني بسيارته، وقد نشأت بيننا علاقة قوية إلى درجة أننا أصبحنا مثل الإخوة، والوفاق الذي كان بيننا في موناكو انتقل معنا إلى المنتخب الفرنسي، وبعد ذلك كل منا ذهب في طريق مختلف، لكن دون أن ننسى الصداقة القوية التي بيننا.
لكن يقال إنه من الصعب تكوين صداقات في كرة القدم، خصوصا مع شخص يلعب في نفس المنصب...
مع تيري، هذا الأمر لم يكن مطروح تماما، في وقت ما بعض الأشخاص كانوا يقولون إن العلاقة بيننا متوترة، لكن في الواقع لم تكن بيننا أي مشاكل، بل كل ما كان بيننا هو الصداقة داخل وخارج الملعب، وفي الوقت نفسه كان لكل منا طموحه بأن يكون في التشكيلة الأساسية وهذا أمر طبيعي، مازلنا نتصل ببعضنا إلى غاية اليوم، هو حاليا في لندن أين يعيش حياته الجديدة كمحلل تلفزيوني، كما يريد اجتياز شهادات التدريب لدخول هذا العالم ربما، فنحن لا نلتقي الآن لأن كل واحد منا لديه مهنة في بلد مختلف.
بعد اعتزالك كرة القدم، هل مازلت تحتفظ بصداقات من تلك التي كونتها خلال مسيرتك في هذه اللعبة؟
بالتأكيد، فبعدما نتوقف عن اللعب يصبح من السهل علينا إيجاد الوقت من أجل التواصل مع الأصدقاء، حيث يمكننا الالتقاء أكثر، ومازلت أحتفظ بعلاقات جيدة مع العديد من اللاعبين.
حتى من الجيل الذي فاز بكأس العالم 1998؟
نعم، أغلبيتهم، فحتى لو كنا لا نلتقي كثيرا، لأن ذلك –طبعا- يحدث في بعض الأوقات فقط، لكننا لا نضيع الفرصة من أجل الالتقاء كلما أتيحت.
لنتحدث عن مسيرتك مع المنتخب الفرنسي، وبالتحديد بعد تضييعك لركلة الجزاء في نهائي المونديال أمام إيطاليا سنة 2006، حيث حدث شيء مدهش وهو أن دييغو مارادونا زارك شخصيا في الفندق الذي كان يقيم فيه المنتخب، حدثنا عن هذا الأمر...
عندما جاء مارادونا لرؤيتي في الفندق بعد المباراة النهائية، قدم لي العديد من النصائح، وهذا الأمر ساعدني كثيرا على الخروج من الوضعية السيئة التي كنت أعيشها، على كل، دييغو كان يقيم في نفس الفندق الذي كنا نقيم فيه، لذا قضينا الليلة ونحن نتحدث معا، لقد طلب مني على وجه الخصوص أن أستعيد انتعاشي بأسرع وقت ممكن، مازلنا نلتقي بين الوقت والآخر ونتكلم عن كرة القدم التي يعشقها كلانا، إنه شخص حماسي جدا، والوقت الذي قضيته معه سيبقى محفورا في ذاكرتي، لاسيما أن تلك الليلة كانت هي الأولى التي أجلس فيها معه.
لوران بلان مدد عقده مع البياسجي إلى غاية 2018، هل ترى أن هذا شيء جيد؟
إنه أمر جيد جدا، لا يجب أن ننسى أن لوران قام بمشوار رائع مع الفريق، وتمديد عقده يدخل ضمن مشروع النادي، فهو لديه طموح كبير، كما أن رئيس النادي يتمنى التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، وإذا حقق ذلك، فنستطيع القول يومها إنه دخل ضمن دائرة المدربين الكبار في أوروبا.
هل كان لديه هذا الدور القيادي عندما كنتما تلعبان معا؟
نعم، بين سنتي 1997 و1998 كنا نرى أن لوران وديشان كانا لاعبين ومدربين في الوقت نفسه، والوقت أكد أننا كنا على صواب، إنهما محترفان للغاية ويتكلمان كثيرا مع اللاعبين، ولهذا فإن بلان الآن عرف كيف يعطي الاستقرار المثالي لناديه.
البياسجي يعتبر من بين الفرق المرشحة للتتويج بلقب دوري الأبطال، وسيكون منافسا لـ جوفنتوس ناديك السابق، ماذا تقول في الأمر؟
لا يوجد فقط البياسجي كمرشح للظفر بالتاج القاري، فهناك تشيلسي أيضا، ونحن طبعا (اليوفي)، بايرن ميونيخ، ريال مدريد، برشلونة ومانشستر سيتي، فالجميع لديهم حظوظ للتتويج باللقب، أما نحن، فبعد تتويجنا بالألقاب المحلية في السنوات الأخيرة، صار دوري الأبطال هدفنا الرئيسي، لأن لديه قيمة مرتفعة جدا بالمقارنة مع لقب الدوري، فالفوز بـ "السكوديتو" أو الكأس أمر جيد، لكن كلما تقدمنا أكثر في دوري الأبطال كلما كانت الأمور معنا أفضل فنيا وماديا.
هل ندمت على بعض الأشياء خلال مسيرتك الكروية؟
أكبر ندم لي في مسيرتي الكروية كان عدم التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، خاصة ذلك النهائي الذي خسرناه (مع جوفنتوس) أمام ميلان في مانشستر سنة 2003، فبعد ذلك قلت في نفسي إن هذه الفرصة ستتكرر مرة أخرى، لكن ذلك لم يحدث أبدا، وهذا اليوم لم يأت للأسف.
في جوفنتوس، ما تزال إلى غاية اليوم أحسن هداف أجنبي في النادي (171 هدفا في 320 مباراة)، ألا تفتقد لهوس الأنصار بك عندما كنت تسجل؟
لا، ألا أفتقد لذلك، لكن في كل مرة تتاح لي فيها الفرصة للذهاب إلى الملعب، فإني أشعر بالود الكبير والرائع الذي يكنه الأنصار لي والذي أبالدهم إياه أيضا، عندما أذهب لمشاهدة مباريات الفريق يكون هناك دائما حماس كبير من قبل الأنصار تجاهي، وهذا الأمر يؤكد أني تركت صورة جيدة عني خلال مسيرتي الكروية.
اليوم وبعد اعتزالك، كيف تقضي وقتك؟
عشت في مدينة تورينو 11 سنة، العودة إلى هذه المدينة كانت بعد اتصال جاءني من قبل أندريا أنييلي رئيس جوفنتوس، حيث اقترح علي العودة إلى النادي من أجل المساهمة في تطوير صورته في جميع أنحاء العالم، إنه عمل يتطلب الكثير من الوقت لأن إنجاز هذه المهمة يتطلب السفر إلى عدة بلدان، لكن بالنسبة لي، الحديث عن تاريخ النادي شيء في غاية الأهمية، وهو يروقني كثيرا.
أغلب اللاعبين الذين فازوا بكأس العالم 1998 أصبحوا مدربين، هل تفكر في أن تصبح مدربا أنت أيضا يوما ما؟
هذه ليست فكرتي، حياة المدربين لا تغريني، أحب أن أكون أكثر حرية وفي أوضاع أخرى بعيدة عن تلك التي كنت أعيشها كلاعب، لكن، لا أحد يعلم ما الذي يمكن أن يحدث مستقبلا (يضحك).
في كتابك، هناك شيء تحدثت عنه وهو تواضعك وحسن تقديرك للآخرين، ما رأيك في الجيل الحالي من اللاعبين الذين يتعرضون للكثير من الانتقادات بسبب تجاوزاتهم التي لا تنتهي؟
الوقت تغير، لا أعلم إذا ما كان تغير للأحسن أم للأسوأ، لكن الشيء المؤكد أنه في وقتنا لم نكن تحت عدسات وسائل الإعلام كثيرا، لكن مع دخول مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة لحياة كل الناس، كل شيء تغير، التربية تلعب دورا أيضا في هذا الأمر، يجب على اللاعبين الشباب أن يعرفوا كيفية تسيير مسيرتهم واحترام زملائهم، يجب أن يكون هناك توازن وتقديم صورة جيدة عن الرياضة، فعندما نقول "رياضة" فإن ذلك يعني على وجه الخصوص حياة هادئة وبعيدة عن المشاكل.
بالنسبة لك، هل بإمكان كريم بن زيمة الحصول على مكان في المنتخب الفرنسي مستقبلا؟
أتمنى ذلك، من وجهة نظري الكروية بطبيعة الحال، إنه يمثل صورة هامة للمنتخب الفرنسي ولـ "أورو 2016"، إنه مهاجم جيد ويلعب في ناد كبير اسمه ريال مدريد، يجب أن ننتظر قرار القضاء بخصوص قضيته، وأتمنى أن يتمكن ديديي ديشان من الاعتماد عليه الصيف المقبل.
ما هي حظوظ فرنسا في التتويج بكأس أمم أوروبا 2016، حسب رأيك؟
أعتقد أن المنتخب الفرنسي يتواجد في مركز جيد من أجل لعب الأدوار الأولى في "الأورو"، عندما أشاهد المنتخب أرى أنه قوي جدا من الناحية الفردية، وأغلب اللاعبين يتواجدون في أندية من المستوى العالي، كما أن الأنصار قريبون جدا من المنتخب ولديهم أمل في تألقه هذا الصيف، وهذه عوامل تقرب أي فريق من النجاح طبعا.
عن موقع "في أس دي" الفرنسي
كلمات دلالية :
تريزيغي، جوفنتوس