فاجأت كثيرا المتابعين في شؤون الكرة بالجزائر، ولأجل توضيح الرؤية بخصوص هذه العقوبات المثيرة للجدل، اتصلنا عبر الهاتف برئيس لجنة الانضباط وهو السيد كمال مصباح الذي وافق على الإجابة على أسئلتنا لأجل توضيح وجهات رأي اللجنة بخصوص العقوبات القاسية، ما ستكتشفونه في هذا الحوار...
-----
"مكان الجماهير في المدرجات هو مسؤولية النادي المستضيف"
"بن دبكة لم يلمس المناصر، بل نال عقوبة مباراة فقط بسبب لقطته السيئة"
"كودري ضرب مُحافظ المباراة في النفق وكان يُمكن أن نعاقبه بسنتين غير نافذتين"
"محافظ المباراة استعرض شهادة توقف عن العمل أكدت الاعتداء"
"بن غيث نجا من عقوبة أقسى لأن الحكم دوّن محاولة اعتداء وليس اعتداءً"
"جميع الأندية تقول بأنها ضحية ومستهدفة، لكننا هنا لأجل تطبيق اللوائح لا أكثر"
"لهذا السبب عاقبنا مولودية وهران بـ4 مباريات دون جمهور وتعليق ملعبها"
----
كان هناك وقع كبير بخصوص العقوبات التي أصدرها لجنة العقوبات التابعة للرابطة الوطنية لكرة القدم التي تترأسها، الكثير يرون بأن هذه العقوبات كانت قاسية جدا، ما هو ردك على ذلك؟
تم إصدار العقوبات وفقا للوائح المعمول بها، ومنذ تعييننا يوم 22 فيفري، نعمل وفق اللوائح، نحن لا نميز بين الأندية والذين يخطئون عليهم دفع الثمن، فقط.
إذا سمحت، سنتحدث عن العقوبات حالة بحالة، نبدأ بمباراة شبيبة القبائل – مولودية الجزائر في الكأس، لماذا انتظرتم حوالي 15 يوما لأجل إصدار الحكم؟
لم ننتظر 15 يوما، المباراة كما تتذكرون جرت في نهاية أسبوع، وكنا قد اجتمعنا يوم الاثنين مثلما هو معتاد. لقد فتحنا الملف واكتشفنا بأنه لم يكن هناك خرق واحد فقط، بل عدة خروقات، لذا كان علينا استدعاء كل المسؤولين عن هذه الأحداث المؤسفة التي حصلت وذلك أخذ منا الوقت، ثم بدأ التحقيق على النحو المنصوص عليه في القانون، وفي الإثنين الموالي كانت هناك الجمعية العامة للإتحادية الجزائرية لكرة القدم، الرؤساء أستدعيوا للحضور في الجمعية ولم يتمكنوا من القدوم، في اليوم الموالي أي الثلاثاء كانت الجولة 27 من الرابطة المحترفة الأولى، وعلى ضوء ذلك، كان يتعين الاستماع إلى صايفي، شعال وبن دبكة يوم الأربعاء فقط، ثم قمنا بالمداولات وأصدرنا الحكم ظهيرة الخميس. هذا كل شيء.
شريف ملال رئيس شبيبة القبائل لا يفهم معاقب ناديه باللعب دون جمهور لـ 3 مباريات من بينها واحد مع وقف التنفيذ ويرى أن أنصار شبيبة القبائل تحلوا بسلوك جيد في قسنطينة ولم يكونوا طرفا في الأحداث التي وقعت ...
لديه الحق ليقول ما يشاء، لكن لجنة الانضباط أخذت بعين الاعتبار كافة المعلومات قبل أن تتخذ قرارها، هناك تقارير الحكم ومحافظ اللقاء ومصالح الأمن، كما عاينا عدة فيديوهات وصور، نعلم جيدا ما وقع، كان هناك تبادل للرشق بالحجار بين أنصار الناديين وكان هناك جرحى من كلا الطرفين وحتى من أعوان الأمن، لقد اعتمدنا في قرارنا على النص 67 من قانون الانضباط للتعامل ما وقع كأحداث خطيرة.
لكن ملال يصر على أن أحداث الشغب كانت بين أنصار المولودية وشباب قسنطينة ...
اسمعني، لا يمكننا اتهام أنصار شباب قسنطينة لأن ناديهم لم يكن طرفا في المباراة، النادي الذي استقبل كان شبيبة القبائل والقانون واضح، المستقبل هو المسؤول على تنظيم المباراة والأمن، كما أنه مسؤول حتى على مكان تواجد الأنصار في المدرجات، الآن إن هناك أفراد من أنصار شباب قسنطينة، مولودية قسنطينة، وفاق سطيف أو أي ناد آخر تواجدوا في مدرجات شبيبة القبائل هذا ليس خطؤنا.
سفيان بن دبكة أستدعي وعوقب بمباراة واحدة، بعد اتهامه بمحاولة الاعتداء على مناصر، هناك من يرى أنها عقوبة غير صرامة، ما ردكم؟
شاهدنا فيديو اللقطة التي تظهر اشتباكه مع المناصر، لقد استمعنا للاعب الذي اعترف بأنه قام بهذا التصرف لكن دون أن يلمسه، من جانبنا تأكدنا من أن ما قاله صحيح وقررنا معاقبته بمباراة واحد، كما يجب أن نقول بأن المناصر لم يكن عليه التواجد أصلا فوق أرضية الميدان في تلك اللحظة.
الآن نمر للحالة التي أحدثت الكثير من الجدل والذي يتعلق بحمزة كودري، هذا الأخير عوقب بسنتين منها سنة نافذة بعد اعتدائه على محافظ لقاء شباب قسنطينة واتحاد الجزائر، رغم أننا لا نرى أي اعتداء في الفيديو المنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ...
يجب أن تعلموا بأن كودري اعتدى على محافظ اللقاء في النفق المؤدي إلى غرف تغيير الملابس، الفيديو الذي تتحدث عنه رأيناه، ونرى بوضوح أن كودري حاول التشاجر مع حكم المباراة، لكن تم منعه من طرف أعوان الأمن، في تلك اللحظة محافظ اللقاء تدخل لمحاولة تهدئته لكن اللاعب رد بشتمه أولا قبل محاولة الاعتداء عليه أمام مرأى الجميع، بعدها عاد ليحاول فعل ذلك مجددا في النفق، لقد لكمه مرتين في صدره وبعدها ركله بحذائه في ساقه، لقد دون محافظ اللقاء كل هذا في تقريره ونفس الشيء بالنسبة للحكم، محافظ اللقاء جلب بعدها شهادة طبية من طبيب شرعي تثبت عجزه عن أداء عمله لعدة أيام، القانون واضح في هذه الحالة عندما يتعلق الأمر، إذا لم تكن هناك إصابة جسدية نعاقب اللاعب بسنة، أما في حال وجود إصابة مثبتة بشهادة طبية يعاقب اللاعب بسنتين، لقد أظهرنا بعض الليونة معه بمعابته بسنة نافذة وأخرى غير نافذة.
حكيم سرار المدير العام لاتحاد الجزائر صرح بأن كودري لم يكن يعلم بأن المعني محافظ اللقاء وكان يعتقد بأنه مسير في شباب قسنطينة ...
لقد قلنا هذا لمحافظ اللقاء لكن هذا الأخير كذب ذلك وقال أن كودري شاهده داخل غرف تغيير الملابس لما قام الحكم بالمناداة على اللاعبين قبل المباراة، كما أنه محافظ قديم وجميع الناشطين في كرة القدم يعرفونه، على اللاعب أن يعرف طاقم المباراة الرسمي، كما أن عدم معرفته ليست مبررا للاعتداء عليه.
من جانبه رؤوف بن غيث لاعب اتحاد الجزائر عوقب هو الآخر بـ 8 مباريات من بينها 4 نافذة، في تقرير المباراة كان هناك إشارة إلى "الاعتداء على أحد الرسميين"، هل يتعلق الأمر بالحكم؟
نعم، محاولة الاعتداء على حكم المباراة، اللقطة بدأت من وسط الميدان اللاعب احتج على الحكم وعرقله بقدمه بعد ذلك، لقد كاد يسقط ومنحه بطاقة حمراء على ذلك، لقد دون ذلك في تقريره وقمنا بإيقافه لـ 8 مباريات منها 4 نافذة، لو دون الحكم في تقريره "اعتداء" لعاقبناه بسنة على الأقل دون شك.
سرار قال أن هناك مؤامرة تحاك ضد اتحاد الجزائر ...
نحترم سرار كلاعب سابق وشخصية رياضية، لكن ليعلم جيدا أننا لا نملك أي شيء ضد اتحاد الجزائر أو أي ناد آخر، نحن نطبق القوانين فقط، للأسف الأندية تدعي أنها الضحية وتتهم الآخرين باستدافها.
الأسبوع الفارط، مولودية وهران اشتكى هو الآخر من "الحقرة" واعتبر العقوبات التي سلطت عليه قاسية ...
الأحداث التي عرفها لقاء مولودية وهران وشباب بلوزداد كانت مختلفة عن تلك التي شهدها لقاء شبيبة القبائل ومولودية الجزائر، في وهران كان هناك اجتياح لأرضية الميدان وتوقف للمباراة، القانون واضح، النص 70 ينص على أنه في هذه الحالة يعاقب النادي المخطئ بـ: خسارة اللقاء على البساط الأخضر، النقاط تذهب للنادي المنافس ويعاقب النادي بـ 4 مباريات دون جمهور نافذة، أما عن سبب إضافتنا عقوبة لعب المباريات بعيدا عن وهران فهو تعدد الخروقات، كانت هناك أحداث شغب في المدرجات بين الأنصار وتراشق بالمقذوفات، كما أن غرف تغيير الملابس التي توجد خارج المعلب تم اقتحامها وسرقة الأغراض الشخصية للحكام.
تم تعيينكم قبل شهرين ونصف، نشعر بأن العقوبات صارت أكثر قسوة مقارنة باللجنة السابقة، هل نعتبر ذلك رسالة تريدون إيصالها لمختلف الفاعلين في كرة القدم؟
لسنا هناك لتمرير الرسائل ولا أرى بأننا كنا قاسين في قراراتنا، أكررها مرة أخرى نحن نقوم فقط بتطبيق القوانين، كما لاحظتم غالبا ما استعملنا العقوبات غير النافذة وهذا ما يؤكد بأننا لم نكن قاسين، المؤكد أننا لم نظلم أي شخص ونشرح كل شيء في محاضر وفقا لنصوص القانون.
حاوره: سعيد فلاك