مهدي بن عطية: "خرجت من الباب الضيق في فرنسا لأنهم لم يمنحوني الفرصة"

مهدي بن عطية

بعدما لعب لعدة أندية كبيرة في إيطاليا في شاكلة أودينيزي وروما، صاحب  28 سنة خص مجلة "أونز مونديال" بحوار مثير جدا، تحدث فيه عن عدة أمور تخص مشواره الاحترافي والكرة الذهبية، إضافة إلى التصريحات الموجهة في حق بيكنباور وأوليفر كان اللذين وجها انتقاداتهما له ولعدة لاعبين في البايرن، إضافة إلى قضية عرض باريس سان جرمان وخروجه من الباب الضيق في فرنسا.

بداية، كيف تقيم مشوارك الكروي حتى الآن خاصة أنك لعبت لثلاث أندية كبيرة بعد فترة في القسم الثاني الفرنسي؟

لا أخفي عليكم أنني فخور جدا بالمشوار الذي حققته حتى الآن، لقد تحدثت مرة  مع فرانك ريبيري عن مشوارنا الكروي، فرانك لديه قصص كثيرة حول مشواره الذي انطلق من قسم الهواة ليصل حد التنافس على "الكرة الذهبية"، قصص رائعة تجعلك تحب كرة القدم، خاصة أنها تؤكد مدى الاجتهاد الكبير للاعب من أجل الوصول إلى القمة.

هل فكرت يوما في أنك ستلعب لـ بايرن ميونيخ بعدما أهملت من قبل أولمبيك في مرسيليا ولوريون؟

لا بطبيعة الحال، كان تفكيري منصبا فقط على أندية الدرجة الأولى بـ فرنسا، كنا نلعب يوم الجمعة في الدرجة الثانية، ويوم السبت أشاهد مباريات الدرجة الأولى، حينها أتذكر أنني اتصلت بوكيل أعمالي وقلت له إنني قادر على اللعب في "الليغ1"، لكنهم لم يمنحوني الفرصة وتم غلق جميع الأبواب في وجهي وخرجت من الباب الضيق.

هل كنت تعتقد أنك ستكون من بين أفضل المدافعين في العالم؟

لا أبدا، مرات تكون هناك تصنيفات وأجد نفسي ضمن أفضل 10 مدافعين في العالم وفي بعض الأحيان مع أفضل 5 مدافعين، هذا شرف كبير بالنسبة لي، لكن إذا لم أكن ضمن هذه القوائم فإنني لا أبالي بذلك، وكل اهتمامي منصب على تقديم الأفضل.

نعود الآن إلى البايرن، تلعب حاليا في نفس منصب بيكنباور، ألم يكن عبئا كبيرا عليك؟

هو كذلك بالنسبة لوسائل الإعلام، لا يوجد لاعب في العالم يفكر في اللاعبين الذين كانوا في النادي قبل انضمامه، نفس الشيء بالنسبة لسعر الانتقال، اللاعب لا يفكر تماما في قيمة انتقاله وغيرها، كل ما يهتم به هو تقديم أفضل مستوى خلال المباريات والعمل على تشريف عقده، أما باقي الأمور فهي ليست مهمة لنا.

كيف تستقبل الانتقادات التي تأتي من نجم الكرة الألمانية بيكنباور؟

بيكنباور انتقد الكثير من اللاعبين بما فيهم أنا، حيث سبق له أن وجه لي انتقادات بعدما تحصلت على البطاقة الحمراء في مباراة دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي، بعد عرقلتي لـ أغويرو داخل منطقة العمليات وتحصل السيتي على ركلة جزاء، كانت أول بطاقة حمراء في مشواري الاحترافي، في اليوم الموالي صرح متسائلا: "كيف يمكن أن نرتكب خطأ كبيرا مثل هذا؟" أعتقد أن جميع المدافعين في العالم يحصلون على بطاقات حمراء، وهي الأولى لي في سن 28، ليأتي البعض ليوجه انتقاداته، ومنذ تلك اللحظة قررت عدم الاهتمام لمثل هذه الانتقادات وعدم الرد عليها.

لكن الأمر يتعلق بنجم كبير هو بيكنباور؟

أين هو المشكل؟ ماذا يمتلك أكثر منا؟ لو كنت أجيد اللغة الألمانية لقمت بمواجهته والتعبير له عن رأي فيما قاله، كما سأرد على بيكنباور كناقد رياضي وليس كلاعب سابق لديه تاريخ كبير في عالم كرة القدم، أعتقد أن عمله الجديد لم ينجح فيه، في بعض الأحيان يجب التحدث مع اللاعبين وجها لوجه لتقديم الانتقادات من أجل التطور، لكنه يبحث عن بعض الأخطاء الصغيرة من أجل توجيه انتقاداته للاعبين، نفس الشيء مع أوليفر كان، لقد انتقدني وانتقد العديد من اللاعبين، هل نسي أخطاءه في المونديال أمام البرازيل، كنت معجبا به كثيرا في صغري، اللاعبون اليوم سيقعون في الخطأ حتى لو كانوا ينشطون في أكبر الأندية مثل الريال والبارصا.  

منحت صوتك في "الكرة الذهبية" لـ ليفاندوفسكي، فيدال وبوغبا، وتحاشيت ميسي، رونالدو ونايمار، ألم يكن الأمر غريبا بعض الشيء؟

لماذا؟

لأن الثلاثي الأخير لا يمكن أن يكون بعيدا عن قائمة أفضل ثلاثة لاعبين في العالم

فضلت وضع ليفاندوفسكي أولا لأنه أفضل مهاجم في العالم، حيث استطاع أن يرسم طريق نجاحه بفضل تألقه مع بوروسيا دورتموند، وبعدها البايرن ومنتخب بلاده بولونيا الذي قاده إلى بطولة أمم أوروبا وكان هداف دور المجموعات، فيدال هو الآخر قدم مستويات كبيرة مع جوفنتوس، وقاده لتحقيق الثنائية في إيطاليا ونهائي دوري أبطال أوروبا وفاز بـ "كوبا أمريكا"، وإذا أردتم ترشيح لاعبين معينين فالأمر سهل، أعطونا قائمة بأسماء ثلاثة لاعبين فقط.

هل تعتقد أن "الكرة الذهبية" صارت دون معنى في الوقت الحالي؟

منذ أن فشل ريبيري في الفوز بها منذ سنتين لم أعد أهتم بالأمر، لقد نجح في الفوز بدوري أبطال أوروبا والثلاثية مع هاينكس، بعدها قاموا بتمديد فترة التصويت حتى يلعب كريستيانو المباراة الفاصلة أمام المنتخب السويدي، قد أصدقك لو تقول لي ميسي أفضل لاعب في العالم حاليا أو لكل الأوقات، لكن أن يحصل على جائزة أفضل لاعب في مونديال البرازيل، فأعتقد أن هذه التصويتات باتت شكلية ولا فائدة منها، أنا أصوت حسبما أعتقد وإذا لم يعجبهم الأمر يمكنهم حذفي من قائمة المصوتين.

ما رأيك في الدوري الفرنسي؟

أحب كثيرا الدوري الفرنسي وأتابعه باهتمام، صحيح أنه يواجه الكثير من الانتقادات لكنه دوري تنافسي وقوي من الناحية البدنية، لم ألعب سابقا في "الليغ1" لكن زملائي يحدثونني كثيرا عن صعوبة الأمور في الدوري الفرنسي على غرار باقي الدوريات المعروفة، صحيح أن البياسجي يسيطر لكن من الجيد أن نرى أندية مثل كون وأنجي تنافس على المراتب الأولى، وفي نفس الوقت على الأندية الكبيرة أن تعود للواجهة في شاكلة مرسيليا وليون.

هل صحيح أنك كنت قريبا من الانضمام إلى البياسجي في وقت سابق؟

نعم هذا صحيح، حصل ذلك عندما كان ليوناردو يعمل لصالح النادي، كنت قريبا من الإمضاء لصالح باريس سان جرمان، مسؤولو أودينيزي رفضوا الفكرة في الموسم الأول، وفي الموسم الموالي اختاروا تياغو سيلفا وكنت خيارهم الثاني، الأمر كان منطقيا لأن تياغو من بين أحسن المدافعين في العالم، أتذكر أنني أرسلت رسالة قصيرة لـ ليوناردو هنأته بعد نجاحه في التعاقد مع أحد أفضل المدافعين في العالم، أعجبت كثيرا بمشروع القطرين في البياسجي لكنني واصلت اللعب في إيطاليا والتحقت بـ روما بعدها.

هل تأسفت لتضييعك عرض البياسجي؟

لا، لم أتأسف لذلك، مشروعهم جيد جدا، وكنت أقول في نفسي لماذا لم أذهب إلى هناك؟ لكني سعيدا بما أنا عليه الآن.

فتى من ضواحي باريس يلتحق بـ البياسجي، الأمر كان سيكون أمر رائعا، أليس كذلك؟

هذا صحيح، لكن الأمر لم يحدث في نهاية المطاف، شاهدت "الكلاسيكو" أمام أولمبيك مرسيليا بملعب "حديقة الأمراء" رفقة وكيل أعمالي بعد دعوة من ناصر الخليفي، لقد وضعنا في أفضل الظروف، إنه شخص رائع التقيته عدة مرات خاصة بـ قطر في دورة التنس وتحدثت معه مطولا، أنا سعيد لأجله ولـ باريس سان جرمان لأن الفريق في أيد أمينة معه.

ماذا لو عاد باريس سان جرمان لتقديم عرض من أجل ضمك؟

لا، أنا جد مرتاح في صفوف بايرن ميونيخ.

 

                                 نقلا عن مجلة "أونز مونديال" الفرنسية