حين تعثرت صفقة انتقاله إلى نادي مولودية الجزائري في آخر لحظة قبل أن يجد نفسه في الترجي التونسي، والتقينا بالنجم السابق لـ اتحاد الجزائر في العاصمة "تونس"، ليقبل الإجابة بصدر رحب على أسئلتنا الكثيرة، وهو الحوار الذي ستكتشفون فيه الكثير من الأمور المتعلقة بابن مدينة "وهران" وما حصل له مؤخرا، فضلا عن حديثه كذلك عن المنتخب الوطني الذي يقوده رابح ماجر وإمكانية استدعائه مستقبلا.
كيف تسير بداياتك مع الترجي التونسي؟
لأكون صادقا، لقد اندمجت سريعا مع الفريق، لعبت دون ضغط وزملائي ساعدوني، دون نسيان رئيس النادي الذي يحبني كثيرا، ويعرف جيدا إمكانياتي.
قمت بإظهار نفسك من خلال هدف أمام النجم الساحلي...
كانت أول مباراة لي كأساسي، والحمد لله نجحت في التسجيل، وهي مجرد بداية.
بعد عامين ونصف، وجدت مكانة أساسية مباشرة في تلك المباراة، فماذا فعلت بالضبط؟
لا أخفي عليكم بأنني كنت أنتظر هذه اللحظة بصبر، لقد كانت مباراة كبيرة كذلك، كنت جيدا والفوز في النهاية ساعدني كثيرا.
الأمر كان أكثر تعقيدا في مواجهة النادي الإفريقي...
نعم، ذلك صحيح، لكن في كرة القدم تفوز أحيانا وتخسر في أحيان أخرى، أتمنى أن أساعد الفريق على التتويج بلقب الدوري نهاية الموسم.
لكن رابطة أبطال إفريقيا تمثل الهدف الرئيسي للنادي، أليس كذلك؟
نعم، ذلك صحيح، النادي استقدمني هذا الشتاء من أجل هذا الهدف بالذات، وإن شاء الله سنذهب بعيدا في هذه البطولة المثيرة للاهتمام.
كثيرون قالوا إنك لن تتمكن من العودة لمستواك بعد سنتين دون منافسة رسمية، لكنك أثبت العكس حتى الآن...
الحمد لله، وهذا الأمر راجع بالأساس إلى العمل، كنت أتدرب دائما طيلة السنتين اللتين كنت معاقبا فيهما، ولعبت مباريات أيضا، الفنيات تبقى دائما، وحتى في أونجي عملت كثيرا على الجانب البدني صباحا ومساء، كل ذلك سمح لي بالحفاظ على قدراتي البدنية.
لنتحدث عن أونجي، انتقالك إلى هذا النادي صنع المفاجأة الصائفة الماضية، حدثنا عن كيفية توقيعك هذا العقد؟
حقيقة، كانت عندي ثلاثة عروض من فرنسا، سعيد شعبان رئيس نادي أونجي أرادني منذ كنت في اتحاد العاصمة، كان يريدني في البداية على شكل إعارة لكنني رفضت وقتها، ثم عاد إلى الاهتمام بي وقبلت خوض هذا التحدي، كنت أنتظر أن يمنحوني فرصة اللعب، لكن ذلك لم يحصل، بعدها حدثت أمور لم أحبها وقررت على إثرها المغادرة في "الميركاتو" الشتوي.
نعتقد بأن مونبوليي كان يريدك أيضا...
نعم، هذا صحيح، ذهبت إلى هناك أيضا لكني كنت مصابا في ذلك الوقت، ما جعلني لا أوقع لهذا النادي، بعدها ذهبت إلى أونجي ووقعت عقدي.
بعد عامين من العقوبة، ألم يكن صعبا بالنسبة لك أن تتأقلم مع ناد في "الليغ 1" مثل أونجي، خاصة من الناحية البدنية؟
لا، لم يكن ذلك صعبا، في غضون شهرين من العمل استعدت لياقتي البدنية، في النادي كانوا متفاجئين، لاعبو أونجي كانوا يقولون إنني كنت قويا جدا.
بعد هذه العقوبة الطويلة، ألم تكن متخوفا من فقدان قدراتك؟
بالعكس، شعرت بأنني تطورت، وحتى في فرنسا كانوا متفاجئين بقدراتي الفنية.
ولماذا لم تلعب مع الفريق الأول لنادي أونجي كثيرا؟
يجب أن تعرفوا في البداية بأنني جئت مصابا، كانوا يعتقدون بأنني بحاجة إلى 6 أشهر لاستعادة مستواي، لكن في النهاية كانت مدة شهرين فقط كافية، بدأت باللعب مع الفريق الرديف وسجلت أهدافا، كنت أريد اللعب بسرعة مع الفريق الأول لكنهم طلبوا مني الصبر، أنا لم أقبل ذلك لأنني بقيت سنتين دون اللعب في المستوى العالي، ولا يمكنني الانتظار أكثر، لذلك خيرتهم إما أن ألعب أو أرحل.
هل تكلمت مع مدرب الفريق؟
نعم، لقد قال لي: "أنت لاعب كرة، في فريقنا نمتلك أسلوبا مختلفا، فريقنا يعتمد أكثر على الجانب البدني، ويلعب بشكل دفاعي أكبر...".
ربما لم يكن يريدك منذ البداية؟
بالتأكيد، الأمر كذلك، يجب أن تعرفوا بأن الرئيس هو من استقدمني وليس المدرب، هذا الأخير جلب لاعبيه الذين يقوم بإشراكهم باستمرار، وقد كنت الضحية.
بعدها كنت محل اهتمام عدة أندية جزائرية وكنت قريبا من العودة إلى الوطن، أليس صحيحا؟
في البداية، عرض علي رئيس أونجي أن أذهب على شكل إعارة إلى "الليغ 2" أو البرتغال لكنني رفضت، وقال لي لاحقا: "اذهب على شكل إعارة إلى ناد جزائري" لكنني رفضت ذلك أيضا لأنني أردت الرحيل نهائيا، لم أكن أريد العودة إطلاقا إلى أونجي، لقد جعلوني أكره كرة القدم في ذلك النادي وضيعوا وقتي، فالفريق كان يخسر المباريات ولكن دائما نفس اللاعبين هم من يشاركون، وقتها عرفت كيف تسير الأمور في ذلك النادي.
الرئيس شعبان قام بتعقيد عملية رحيلك لاحقا...
في البداية قال لي: "أعد لي الأموال التي منحتها لك" وهو ما فعلته، ثم انقلب علي بشكل كامل، وبعد ذلك تلقيت عدة عروض لكنه رفض التخلي عني، قالوا لي إنه هو من سيقرر أين سألعب.
في النهاية تخلى عنك لصالح الترجي التونسي...
في البداية فعل كل ما في وسعه ليحتفظ، لكنني كنت مصرا على الرحيل، أراد أن ينتظر "الميركاتو" الصيفي لبيعي بمبلغ جيد بكل تأكيد، وهو أيضا اشترط وضع "بونيس" في عقدي مع الترجي التونسي في حال بيعي مستقبلا.
مولودية الجزائر أرادتك أيضا، كيف انطلقت المفاوضات؟
قاسي السعيد هو من اتصل بي وأكد لي بأن المولودية تريدني، وكان قد أخبرني بأنه وصل إلى أرضية اتفاق مع رئيس أونجي، قلت له إنني عند كلمتي ومنحته الموافقة، وإذا اشترى عقدي سأوقع لـ المولودية.
المولودية عرضت عليك أجرة بقيمة 600 مليون شهريا...
نعم، يجب أن أعترف بأن المولودية عرفت قيمتي، قاسي السعيد يعرف جيدا كرة القدم وأراد مساعدتي، لقد أراد بالفعل استقدامي، وقال لي: "لدي رغبة في رؤيتك تحمل قميص المولودية ولو ليوم واحد فقط" أعطيته موافقتي لكن الناديين لم يتوصلا لاتفاق في الأخير.
حدثنا عن قصة صورتك بقميص المولودية والتي أثارت الكثير من الجدل...
لقد كان ذلك في الأصل قميصا أعطاني إياه قاسي السعيد حتى أمنحه لـ شعبان، ويجب أن تعرفوا بأنني دعوت قاسي السعيد إلى منزلي، وهو قال لي: "تعال، سنأخذ صورة تذكارية بقميص المولودية" قبلت بذلك فقط وهذا كل شيء، لكنني لم أوقع على أي عقد مع المولودية.
أنصار اتحاد العاصمة لم يتقبلوا تلك الصورة واعتبروها خيانة من طرفك...
لم يكن ذلك هدفي أبدا، في الأصل لم يكن يجب أن تخرج الصورة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، قاسي السعيد قالي لي إنها مجرد صورة تذكارية، وعندما رأيتها في وسائل التواصل الاجتماعي تفاجأت كثيرا، واسمحوا لي أن أضيف شيئا...
نعم، تفضل لك ذلك...
أحب كثيرا جماهير اتحاد العاصمة، إنها جماهير تحب ناديها كثيرا، ومع ذلك لم يكن مسؤولوه بجانبي، لقد أردت التوقيع مع الاتحاد، لكن عدم حصول ذلك ليس غلطتي.
الاتحاد قدم عرضا هائلا بقيمة مليون أورو، كيف كان رد فعلك حول ذلك؟
صراحة، ذلك فخر بالنسبة لي، وهو يثبت بأن الرئيس حداد يعرف قيمتي جيدا، عندما قابلت الرئيس شعبان في مكتبه حدثني عن ذلك العرض، لكن بعدها كنت واضحا معه، وقلت له إنني لا أريد الرحيل على شكل إعارة، بل أرغب في الرحيل نهائيا.
كثيرون توقعوا عودتك إلى الاتحاد نظرا للصداقة بين الرئيسين حداد وشعبان...
ربوح كان قد جاء إلى أونجي قبل عدة أسابيع، وطلب من شعبان أن يسرحني لـ الاتحاد في الصائفة المقبلة، لكن شعبان رد عليه بأني سعري مرتفع كثيرا على الاتحاد، وعند حديثي مع حداد لاحقا، أوضحت له بأنني لست مرتاحا في أونجي، وقلت له إنه إذا توصل إلى اتفاق مع شعبان، فإنني سأعود في الشتاء إلى اتحاد العاصمة.
ماذا يعني لك عندما تعرف بأن النادي استعد لعرض مليون أورو لاستقدامك؟
صراحة، قبل عقوبتي تلقيت عروضا أكبر من مليون أورو.
لما عاد قاسي السعيد إلى أرض الوطن صرح بأنك بكيت بعد فشل صفقة انتقالك إلى المولودية، هل حدث هذا بالفعل؟
لا أخفي عليكم أني في ذلك الوقت لم أكن جيدا على الإطلاق، شعرت وكأنني سجين، بكيت لأنني أردت المغادرة، لقد كنت الضحية الوحيد في كل تلك القصة، كنت أريد أن أغادر أونجي بأي ثمن، ذلك سبب بكائي وليس لأن صفقة انتقالي إلى المولودية فشلت.
توجد على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي صفحات وأرصدة تتحدث على لسانك..
نعم، للأسف الشديد وهي تقدم معلومات كاذبة عني، إنه أمر محزن لأن تلك الحسابات لا تنتمي إلي.
الآن وبعد التحاقك بنادي الترجي نتوقع أنك تطمح للعودة إلى صفوف المنتخب الوطني مجددا؟
نعم بالتأكيد، إنه هدفي.
بعد التغييرات التي حدثت على مستوى العارضة الفنية للمنتخب الوطني وكذا قيادات الاتحادية، هل تعتقد أنها أمور ستساعدك على التواجد مجددا ضمن صفوف المنتخب؟
بالطبع، قبل العقوبة التي فرضت علي لم يساعدني أحد على فرض نفسي في المنتخب، ولم أنل الفرصة، أما الآن فأملي كبير في أن تتغير الأمور.
رابح ماجر كثيرا ما دافع عنك حتى عندما كنت معاقبا...
نعم، هذا صحيح، لا أخفي عليكم أن كلماته تلك ساعدتني ورفعت معنوياتي.
لاعبو المنتخب الوطني يقدرون جيدا إمكانياتك وموهبتك، أليس كذلك؟
نعم، وخلال استدعائي لمواجهتي عمان وقطر الوديتين، لاعبون مثل غلام وبراهيمي تفاجؤوا من مستواي، وغلام مثلا قالي لي: "لديك مكانة معنا في نابولي".
لعبت 10 دقائق فقط خلال مواجهتي عمان وقطر معا..
للأسف الشديد، نحن اللاعبون المحليون لا نعتبر على الإطلاق جزءا من المنتخب، كنت جيدا في تلك الفترة، لكن الفرصة لم تمنح لي، المشاركة لـ10 دقائق فقط لا تسمح لك بتقديم أي شيء.
في ذلك الوقت قيل إنك رفضت المنتخب، هل حدث هذا بالفعل؟
لا، لم يحدث ذلك تماما، تلك محض أوهام، لم يحدث يوما أن رفضت المنتخب، أتذكر أنهم اتصلوا بي في منتصف الليل لإخباري بضرورة التحاقي بالتدريبات صبيحة اليوم الموالي، لكن هاتفي كان مغلقا، لم أكن أمتلك حتى التأشيرة من أجل التنقل والالتحاق بالمجموعة.
ماذا تقول للأشخاص الذين يقولون إنك شخص يفتعل المشاكل ولست جادا في عملك؟
تلك النظرة والكلمات تأتي من أشخاص لا يعرفونني، إنهم يحاولون قدر المستطاع تشويه صورتي، الحمد لله، شخصيتي قوية وثقتي كاملة في إمكاناتي، لم أستسلم أبدا وأتوكل على الله دائما وأبدا.
في هذا الصدد، كنت قد تنقلت إلى البقاع المقدسة من أجل آداء مناسك العمرة وهناك علمت أن عقوبتك خففت من 4 سنوات إلى سنتين..
نعم ذلك ما حدث، لقد دعوت الله خلال تلك العمرة وشكرته، بعدها بيوم واحد سمعت أن عقوبتي تم تخفيفها، الحمد لله على كل شيء.
كيف واجهت فترة إيقافك تلك؟
كانت مرحلة صعبة جدا، لكنني اعتمدت على دعم عائلتي والأصدقاء.
نعتقد أن والدك كان الداعم الأول...
أجل بالفعل، لقد قام بكل شيء من أجل مساعدتي، وبفضل دعمه ووقوفه إلى جانبي تم تخفيض عقوبتي، والدتي أيضا دعمتني بقوة.
البعض يقول إن مشاكل يوسف بلايلي حدثت بسبب والده، بماذا ترد؟
ذلك أمر خاطئ تماما، أنا من يتخذ القرارات حول كل ما يخصني، أما عن والدي فقد دعمني وساندني دائما.
تم تخفيض عقوبتك على المستوى الدولي لكن ليس على المستوى الوطني...
للأسف الشديد، ولكن ما أحزنني أكثر من أي شيء آخر هو أن حداج (الرئيس السابق للجنة التأديبية) كلف محاميا من فرنسا حتى لا يتم تخفيض عقوبتي، ذلك أمر محزن للغاية وهو يضرني كثيرا.
ما هي نصيحتك للاعبينا الشباب؟
أنصحهم بأن يحافظوا على ثقتهم في إمكاناتهم وقدراتهم، وأن لا يفقدوا الأمل أبدا.
خير الدين زطشي رئيس "الفاف" صرح بعد عقوبتك بأن أبواب المنتخب مفتوحة أمامك على الدوام...
تصريحاته تلك جعلتني أشعر بتحسن كبير، زطشي يحبني، وعندما كنت في صفوف مولودية وهران، كان قد اقترح علي أن ألتحق بـ بارادو، لكن ذلك لم يحدث في الأخير، وإن شاء الله سوف ألتقيه مع المنتخب الوطني الآن.
بصراحة، لو سرحك شعبان رئيس أونجي وسمح لك بالانتقال إلى أحد الأندية الجزائرية، ما هو الفريق الذي ستختاره بين مولودية الجزائر، مولودية وهران واتحاد العاصمة؟
في بادئ الأمر لا أخفي عليكم أنني أردت العودة إلى بلدي، ورغبتي الأكبر كانت حمل ألوان مولودية وهران من جديد، أردت أن ألعب هناك 6 أشهر، أي حتى نهاية الموسم، ثم أقرر بعدها، أنت تعرف أنني أحب ذلك الفريق كثيرا.
هل صحيح أنك كنت قريبا من شبيبة القبائل؟
لم يكن لدي أي اتصال مع شبيبة القبائل، كل ما في الموضوع أن مدربهم السابق آيت جودي كان معجبا بي.
كانت لديك اتصالات في فترة ما مع أندية إسبانية وتحديدا مالاغا وفياريال، لقد فاتتك مسيرة احترافية في "الليغا"...
كنت متعاقدا خلال تلك الفترة مع الترجي الرياضي التونسي، لقد رفضوا تسريحي.
هل يمكنك اختيار فريق آخر عدا الترجي في "تونس"؟
لا أبدا، إنه الفريق الأفضل في "تونس" على الإطلاق.
رياض محرز كان قريبا من التوقيع في مانشستر سيتي لكن الأمر لم يحدث، ما تعليقك؟
بصراحة، كنا جميعا نرغب في أن يوقع هناك، لكن مع الأسف الشديد لم يكتمل الأمر، محرز يملك إمكانات كبيرة جدا، لكن يجب علينا أن نعترف بأنه غير محظوظ أيضا.
محرز أو محمد صلاح؟
محرز بالطبع.
ماذا تقول عن فوزي غلام الذي توج بجائزة أفضل لاعب جزائري خلال السنة الماضية؟
لقد تحصل عليها عن جدارة واستحقاق.
ننهي حوارنا بهذا السؤال: ما هو الهدف الذي سطره يوسف بلايلي الآن ويسعى لتحقيقه؟
اللعب إلى جانب محرز وبراهيمي، والفوز بكأس إفريقيا للأمم 2019 مع المنتخب الوطني.
حاوره في تونس: حمزة ب