الأسماء المستعارة ... جزء لا يتجزأ من كيان نجوم الساحرة المستديرة

دائما ما يحاول نجوم كرة القدم الاختلاف والتميز عن البقية من خلال بناء شخصية خاصة بهم تميزهم طيلة مسيرتهم الكروية ...

الأسماء المستعارة ... جزء لا يتجزأ من كيان نجوم الساحرة المستديرة
نشرت : الهدّاف الجمعة 25 أغسطس 2017 10:00

فمنهم من يصنع الحدث بتسريحة شعر وآخرون بأحذية نادرة وحصرية والبعض الآخر عن طريق طريقة لعب أو تسديدة خاصة، لكن يبقى الشيء الأكثر تمييزا للنجوم هو الاسم المستعار الذي يحمله كل واحد منهم سواء كان من اختياره، اختيار مقربيه أو من صنع الجمهور، حيث من المستحيل الوقوف عند نجم ما من نجوم المستديرة في المعمورة دون أن نسجل وجود اسم مستعار خاص به، ويكون بمثابة جزء لا يتجزأ إطلاقا من شخصيته الكروية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نجوم تتبنى شخصيا انتقاء ألقاب مستعارة وأخرى تأتي بها من المدرجات

علاقة الأسماء المستعارة مع لاعبي كرة القدم قديمة جدا وتعود إلى أولى السنوات التي عرفت فيها هذه الرياضة الشعبية الضوء في بداية القرن الماضي، حيث لطالما ارتبطت أسماء مستعارة بلاعبين كثر خاصة النجوم منهم، وطغت حتى على أسمائهم الحقيقية لتعوضها نهائيا مع مرور الوقت إلى درجة ينسى فيها المتابع والعاشق لكرة القدم اسم اللاعب الحقيقي، فهناك من اللاعبين من يسبق الجميع ويفضل انتقاء اسم مستعار خاص به، وذلك تفاديا لأسماء أخرى ليست من اختياره قد تطارده مع مرور الوقت، وهناك من يقوم بتوكيل الجمهور من أجل اختيار اسم جديد له بناء على بنيته المرفولوجية، طريقة لعبه أو شيء آخر.

كبار اللاعبين ينفصلون عن أسمائهم الحقيقية ويتفننون في صنع أخرى مستعارة

وإذا كان اختيار الاسم المستعار قبل عدة سنوات من اختيار الجمهور في غالب الأحيان، فإن الأمور تغيرت بعض الشيء في وقتنا الراهن، بما أن كبار النجوم باتوا أول من يتفنن في اختيار الأسماء المستعارة لأنفسهم والانفصال نهائيا عن أسمائهم الحقيقية، فالكثير منهم يحرص على مناداتهم من طرف الجميع بالاسم الذي يريدونه، سواء من قبل مقربيهم أو حتى من الإداريين ورجال الإعلام الذين يعتبرون الوسيلة الأولى في تسويق الاسم عبر مختلف القنوات، المكتوبة منها والمرئية وخاصة الإلكترونية، وحتى أولئك الذين يفضلون الاحتفاظ بأسمائهم الحقيقية، فإنهم يضطرون في النهاية لحمل اسم مستعار حتى دون علمهم.

البنية، اللون، الجنسية والأصل أهم الأسس التي تمنح عليها الأسماء

وبالحديث عن فئة اللاعبين التي وجدت نفسها مضطرة لحمل أسماء مستعارة حتى من دون علمها، فإن الأسس التي تختار عليها هذه الأسماء من طرف رجال الإعلام أو الجماهير مرتبطة في الغالب بالبنية الجسدية، على غرار اللاعب البرازيلي جيفانيلدو فييرا دي سوزا الملقب بـ "هالك" بالنظر للتشابه الكبير بينه وبين شخصية السلسلة الأمريكية ''هالك'' وأيضا ولعه بها منذ الصغر، إضافة إلى الجنسية والأصل والتي تدخل في نفس سياق اللون مثلما يحدث مثلا مع اللاعبين الغجر في الدوري الإيطالي، على غرار ماندزوكيتش الذي دائما ما يعاني من كلمة ''زينغارو'' بالإيطالية أينما حل والتي تعني ''الغجري''.

أسماء تختلف بين الغرابة والجمال وأخرى تدعو للسخرية والضحك

والأكيد أن الأسماء المستعارة لها تأثير كبير على أي لاعب يحملها، سواء بإرادته أو بإرادة غيره، فمنها ما يضفي كاريزما أكبر ومنها ما يدعو للسخرية ويؤثر معنويا على حاملها، على غرار الدولي الغاني السابق مايكل إيسيان الملقب بالثور الأمريكي، بالنظر لقوته البدنية الكبيرة وبنيته المرفولوجية الهائلة أو باتريس إيفرا الملقب بـ ''الضفدع''، والذي من المؤكد أنه يكون قد تأثر بهذه التسمية على الصعيد المعنوي كثيرا في كل مرة ينادى بها من طرف مختلف الجماهير التي يلعب أمامها، وبين هذا وذاك، يبقى نجوم المستوى الأول هم أصحاب الأسماء الأجمل على الإطلاق، وذلك بفضل العدد الهائل من عشاقهم الذين يحرصون دوما على منحهم أسماء في مستوى ما يقدمونه لهم فوق أرضية الميدان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على غرار "شيشاريتو"، "هالك" والبقية

نجوم تفضل الأسماء المستعارة بدل الحقيقية على قمصانها

انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة اعتماد اللاعبين على الأسماء المستعارة التي يحبذونها بدل أسمائهم الحقيقية على القمصان الرسمية التي يلعبون بها، على غرار النجم المكسيكي خافيير هيرنانديز بالكازار المعروف بـ "شيشاريتو" من طرف جميع متتبعي كرة القدم، و''شيشاريتو'' هي كلمة إسبانية تعني حبة البازلاء الصغيرة، وهي تسمية مستوحاة من الاسم الذي كان يلقب به والده الدولي المكسيكي السابق سنوات الثمانينات ''شيشارو''، وإضافة إلى مهاجم مانشستر يونايتد السابق، هناك البرازيلي هالك لاعب شنعهاي الصيني والعديد من اللاعبين الذين يفضلون الأسماء المستعارة على قمصانهم، مثلما كان عليه الحال مع النجم البرازيلي كاكا.

أسماء بالجملة تطارد كبار النجوم وميسي ورونالدو أبرز مثال

من الملاحظ أن عدد الأسماء المستعارة يتماشى طرديا مع قيمة النجوم، فكلما كان اللاعب من مستوى عمالقة المستديرة كلما طارده أكبر عدد ممكن من الألقاب المستعارة خلال مسيرته الكروية، وهو بالضبط ما يحدث مع قطبي مجرة النجوم في الوقت الراهن، كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، فالأول ملقب بعديد الأسماء على غرار ''الدون''، ''صاروخ ماديرا''، ''سي أر 7''، ونفس الشيء بالنسبة للنجم الأرجنتيني المعروف بـ ''ليو''، ''الميسياس''، ''البولغا'' وغيرها من الأسماء التي لا تعد ولا تحصى، وكما هو ملاحظ، فإن جل هذه الأسماء مرتبط أكثر بقدرات اللاعبين ومهاراتهم، ويعد ميسي ورونالدو صاحبي أطول قائمة من الأسماء المستعارة في عالم المستديرة خلال الوقت الراهن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العنصريون يستثمرون في الأسماء المستعارة للتأثير على ضحايهم

تملك الأسماء المستعارة جانبا سلبيا لما يتعلق الأمر بالألقاب التي تمنح للاعبين من طرف جماهير فرق منافسة وخاصة من أنصار عنصريين تجاه لاعبين معينين، حيث يعاني الكثير من نجوم المستديرة من أسماء مستعارة مستوحاة من العنصرية اضطروا لسماعها طيلة مسيرتهم أينما حلوا وارتحلوا، ويمكن القول إن الاستعانة بهذه الألقاب المبنية على العنصرية كانت له عواقب وخيمة جدا خلال العديد من المباريات التي اضطر فيها الضحايا لمغادرة الملعب متأثرين من الناحية المعنوية، في المقابل، تعرضت جماهير العديد من النوادي لعقوبات قاسية جراء استعمال ألقاب عنصرية تجاه اللاعبين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مورينيو على رأس القائمة

المدربون لم يسلموا من موضة الأسماء واضطروا للتعامل معها

لم تمس موضة الأسماء المستعارة اللاعبين فقط، بل امتدت لتشمل أيضا المدربين الذين اضطروا للتعامل مع هذه الأسماء التي منحت لهم من قبل الجماهير والمتتبعين، كما أن هناك من المدربين ممن احتفظوا بأسمائهم المستعارة التي نسبت لهم لما كانوا لاعبين سابقين، ومن بين أبرز المدربين المعروفين بحملهم لعديد الألقاب، نجد البرتغالي جوزي مورينو الذي يشتهر بالكثير منها على رأسها ''سبيشل وان''، وذلك بعد أن صنع التقني البرتغالي الحدث في الساحة الكروية منذ تألقه على رأس العارضة الفنية لـ بورتو وقيادته إياه للفوز برابطة أبطال أوروبا، ليصبح بعدها من بين أهم وأبرز المدربين في تاريخ الساحرة المستديرة ويحصد الاسم تلو الآخر.

العقلية، الانفعال والشخصية مصدر الألقاب الخاصة بالمدربين

وعن المصادر التي يستعان بها من أجل تحديد أسماء مستعارة للمدربين، فإن الأمر قد يكون مرتبطا بالعديد من الأمور لكن أبرزها يتمثل في شخصية المدرب، عقليته وطريقة انفعاله ورد فعله أثناء لقطات ناديه، مثلما هو الحال مع أوتمار هيتزفلد المدرب الألماني الشهير الملقب بـ ''الجنرال'' نظرا لصرامته مع أشباله، وأيضا كابيلو الملقب بـ "المهندس"، وليبي "الثعلب"، ورانييري "العجوز"، إضافة إلى دييغو سيميوني ''التشولو''، وعكس ما يحدث مع اللاعبين، فإن الأسماء المخصصة للمدربين لا تستعمل كثيرا أثناء تسميتهم أو الحديث عنهم، سواء بين الأنصار أو عبر وسائل الإعلام باستثناء البعض منهم، مثلما هو الحال مع مورينيو المعروف أينما حل وارتحل بـ ''الاستثنائي'' أو ''سبيشل وان'' باللغة الإنجليزية.

الإيطالي كولينا أبرز الحكام الذين حصلوا على اسم مستعار

عكس اللاعبين والمدربين، فإن سلك التحكيم في كرة القدم لم تمسه كثيرا موجة الأسماء المستعارة، لسبب بسيط وهو عدم الاهتمام بهم كثيرا من طرف المتتبعين سوى في حالة نادرة جدا، ويمكن القول إن الحكم الوحيد الذي صنع الاستثناء وكسر القاعدة هو الإيطالي بييرلويجي كولينا الذي تعتبره الأغلبية أفضل حكم في تاريخ كرة القدم على الإطلاق، وبما أن شهرة الإيطالي لم تكن تقل شأنا عن شهرة الكثير من النجوم خلال الفترة التي اشتغل فيها، فإنه حصل بدوره على اسم مستعار طريف من طرف الفرنسيين، وهو ''كوجاك'' بالنظر لكونه أصلع، مشبهين إياه بالحلوى الشهيرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يعتبرون الأكثر استعمالا لهذه الألقاب

البرازيليون متألقون في الأسماء المستعارة بقدر تألقهم في الميادين

يعتبر لاعبو كرة القدم البرازيلية أكثر من يستعملون الأسماء المستعارة خلال مسيرتهم، سواء كانوا نجوما أم مجرد لاعبين عاديين، حيث من النادر جدا رؤية أحدهم يستعمل اسمه الحقيقي في حياته اليومية، إلى درجة أن الأغلبية قد لا تتعرف على هوية اللاعب عند الاطلاع على اسمه الحقيقي المسجل في الحالة المدنية فقط، فحتى أكبر النجوم الذين صنعوا الحدث في القارة الأوروبية، ورغم أنهم عمروا طويلا هناك إلا أن أسماءهم الحقيقية تبقى مجهولة لأغلبية المتتبعين بمن في ذلك عشاقهم، وهو ما يميز أبناء "السامبا" إضافة إلى تألقهم فوق المستطيل الأخضر عن بقية لاعبين الجنسيات الأخرى.

يركزون على الشخص ويهملون الألقاب العائلية حتى في الحياة اليومية

وعن السبب الذي يجعل البرازيليين يستعملون الأسماء المستعارة بدلا من أسمائهم الحقيقية، فإن ذلك يعود إلى طبيعة الشعب البرازيلي بصفة عامة، فـ البرازيليون لا يركزون كثيرا على عائلات الأشخاص الذين يتعاملون معهم في حياتهم اليومية ولا عن أصلهم، بل على الشخص في حد ذاته، وهو ما يجعلهم يطلقون على بعضهم البعض أسماء مستعارة سهلة النطق مبنية على ما يميز الشخص سواء معنويا أو من ناحية الشكل، خاصة أن الأسماء البرازيلية طويلة جدا وتتكون عادة من أربعة أسماء مركبة تتضمن أيضا لقبي الوالدين وهو ما يجعل التعامل بها صعبا، الأمر الذي ينطبق على لاعبي كرة القدم الذين ما إن تبدأ مسيرتهم الكروية في فرق الشباب حتى يحصل كل واحد منهم على اسمه الخاص الذي قد يتغير مع مرور الوقت.

الشقيق الأصغر لـ ريكاردو إيزاكسون سبب تسمية ''كاكا'' الشهيرة

ومن بين أبرز الأمثلة التي تؤكد تفضيل البرازيليين للأسماء المستعارة على حساب أسمائهم الحقيقية، نجد النجم المشهور ريكاردو إيزاكسون دوس سانتوس لايتي الملقب بـ كاكا، والذي حصل على هذه التسمية خلال فترة طفولته بسبب الصعوبة التي وجدها شقيقه الأصغر في نطق اسمه الكامل، ليسهل الأمور على نفسه ويكتفي بكلمة كاكا التي اشتهر بها الدولي البرازيلي طيلة مسيرته الكروية وإلى حد الآن، في وقت هناك من ظل يجهل اسمه الحقيقي سواء من أنصار نواديه السابقة أو حتى من بعض المتتبعين لكون استعماله كان منعدما تقريبا، كما استعمل الدولي البرازيلي هذا الاسم المنسوب له من طرف شقيقه الأصغر على قميصه في مختلف الفرق التي لعب لها خلال مسيرته.

"الظاهرة" رونالدو كان يحمل اسم "رونالدينيو" في بداياته لهذا السبب

لويس نازاريو دا ليما اسم قد لا يعني شيئا بالنسبة للكثير من عشاق المستديرة، إلا أنه في الحقيقة اسم الظاهرة البرازيلية المعروف بـ رونالدو، والذي أصبح علامة مسجلة باسمه على مر السنين إلى غاية ظهور النجم البرتغالي الآخر رونالدو، ومنحه هذا الاسم نفسا آخر بعد اعتزال الدولي البرازيلي السابق، ولعل الكثيرين يجهلون أن نجم الإنتير السابق بدأ مسيرته الكروية في البرازيل وهو يحمل اسم رونالدينيو، وذلك لأنه وجد لاعبا آخر معه في نفس الفريق يحمل اسم رونالدو وهو ما جعله يضيف ''ينيو'' في نهاية الاسم، والتي تعبر عن شيء صغير عندما تضاف لكلمة ما في اللغة البرتغالية، أي رونالدو الصغير في هذه الحالة، قبل أن يسطع نجمه ويستعيد الاسم المستعار الأول الذي منحه لنفسه.

رونالدينيو أضاف ''غاوتشو'' للتمييز بينه وبين لاعب آخر

أما رونالدو دي أسيس موريرا المعروف بـ رونالدينيو، فقد اضطر لإضافة اسم غاوتشو لاسمه المستعار ليصبح رونالدينيو غاوتشو، وذلك ليتمكن الجمهور من التمييز بينه وبين لاعب آخر اسمه رونالدينيو أيضا، وفي سيناريو مشابه لما حدث مع مواطنه "الظاهرة"، فقد استعاد اسم رونالدينيو لما بات لاعبا شهيرا بعد انتقاله إلى أوروبا وتألقه بألوان باريس سان جرمان، علما أن العديد من البرازيليين يفضلون تسمية أبنائهم بـ رونالدو تيمنا بـ "الظاهرة" البرازيلي، وهو ما يحدث أيضا في أوروبا بالنسبة للعائلات التي تمني النفس برؤية أبنائها يمارسون كرة القدم ويصبحون مشهورين في المستقبل.

''الغبي'' هو المعنى الحقيقي لاسم المدرب البرازيلي دونغا

ومن بين اللاعبين البرازيليين السابقين ممن يملكون أسماء مستعارة غريبة، نجد كارلوس كايتانو بليدورن فيري الملقب بـ دونغا والذي تحول إلى مدرب عقب اعتزاله، وعن هذه التسمية، يقال إن عم دونغا كان يشببه لما كان صغيرا بـ ''دوباي'' أحد الأقزام السبعة من سلسلة الرسوم المتحركة الشهيرة، قبل أن يتحول اسمه إلى ''دونغا'' مع مرور الوقت والذي يعني ''الغبي'' باللغة البرتغالية، ورغم هذا فإن كارلوس كايتانو واصل حمل هذا الاسم إلى يومنا هذا وبقي محتفظا به حتى وهو مدرب، وذلك بعد أن اشتهر به لسنوات عدة جعلت اسمه الحقيقي يبقى في الظل ومجهولا بالنسبة للأغلبية الساحقة ممن كانت تتابع هذا النجم خاصة والمنتخب البرازيلي عامة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

''ينيو'' علامة برازيلية مسجلة تجاوزت حدود بلاد "السامبا"

رغم اختلاف الأسماء المستعارة المستعملة من طرف البرازيليين، إلا أن النقطة المشتركة بين الأغلبية هي كلمة ''ينيو'' التي تنتهي به هذه الأسماء، مثلما هو الحال مع رونالدينيو، كوتينيو، روبينيو وغيرها، ونظرا لجمال هذه الأسماء التي تعتبر علامة برازيلية مسجلة، فقد تجاوزت حدود بلاد "السامبا" لتصبح مستعملة حتى من طرف لاعبين آخرين في مختلف القارات وخاصة في القارة الأوروبية، أين أصبح الكثير من اللاعبين الأوروبيين يختارون أسماء بنفس الشكل مثلما يحدث مع البرتغاليين بحكم أوجه التشابه بين المجتمعين، على غرار جواو فيليبي غيريا سانتوس النجم البرتغالي الملقب بـ موتينيو، وهي الكلمة التي تضاف عادة لأسماء بعض اللاعبين الذين يظهرون براعة في مداعبة الكرة.

جرفي كواسي أطلق على نفسه جيرفينيو بسبب أحد المدربين البرازيليين

ومن بين أشهر اللاعبين غير البرازيليين ممن حصلوا على اسم مستعار على الطريقة البرازيلية، نجد جرفي كواسي النجم الإيفواري الملقب بـ جيرفينيو والذي لعب لعديد الأندية الأوروبية الكبيرة على غرار أرسنال وروما، وعن سر هذه التسمية الغريبة على لاعبي القارة السمراء، فإن الأمر يعود إلى أحد المدربين البرازيليين الذي أشرف على تدريبه لما كان صغيرا في أحد مراكز التكوين بالعاصمة الاقتصادية الإيفوارية "أبيدجان"، والذي أطلق عليه اسم جرفينيو بالنظر لتمتعه بمهارات اللاعبين البرازيليين في التوغل والمراوغة، ليشتهر فيما بعد بهذا اللقب الذي رافقه طيلة مسيرته، وكان يظهر على قمصانه مع مختلف الأندية التي حمل ألوانها.

والد فالكاو اختار لابنه تسمية "الصقر" تيمنا بالنجم البرازيلي باولو فالكاو

وبعيدا عن البرازيل، فإن لاعبي بقية بلدان أمريكا اللاتينية دائما ما يحملون هم أيضا أسماء مستعارة، لكنها تختلف من لاعب إلى آخر ولا تشترك في نقاط معينة مثلما يحدث مع البرازيليين بخصوص ''ينيو''، حيث عادة ما يحمل هؤلاء ألقاب منحت لهم من طرف مقربيهم أو الجماهير، مثلما حدث مع راداميل غارسيا زاراتي الملقب بـ فالكاو، ويعود أصل هذه التسمية إلى إعجاب والده بالنجم البرازيلي السابق باولو فالكاو ورغبته الجامحة في رؤية ابنه يصل إلى نفس مستوى الدولي البرازيلي السابق، دون نسيان الاسم المستعار الآخر الذي يشتهر به وهو ''النمر الكولومبي''.

الأرجنتينيون لهم طريقة خاصة في انتقاء الأسماء المستعارة

وعلى غرار البرازيليين، فإن نظراءهم من الأرجنتينيين لهم هم أيضا طريقة خاصة في اختيار الأسماء المستعارة للاعبين، حيث أن أغلب نجوم "التانغو" حملوا خلال مسيرتهم الكروية ألقابا منحت لهم أو اختاروها عن قناعة، ومن بين أبرز اللاعبين الحاليين نجد دي ماريا ''الملاك''، ديبالا ''لاخويا''، هيغواين ''بيبيتا''، ميسي ''البرغوث''، تيفيز ''الأباتشي''، ماسكيرانو ''الرئيس''، ومن الملاحظ أنه كلما ازدادت شهرة اللاعبين الأرجنتينيين كلما كثرت أسماؤهم المستعارة، مثلما هو الحال مع أبرزهم أرماندو دييغو مارادونا الذي يملك أكثر من ستة ألقاب، أشهرها، ''بيبي دي أورو، بيلوسا، مارادو".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأوروبيون يميلون إلى الفخامة والتضخيم في اختيار الأسماء

لا تعد الأسماء المستعارة حكرا على لاعبي قارة أمريكا اللاتينية فقط، بل تستعمل كثيرا أيضا في القارة الأوروبية لكن بطريقة مختلفة، بما أن الأوروبيين يميلون أكثر إلى الفخامة والتضخيم في اختيار أسماء نجوم كرة القدم، كما أنها تمنح عادة للنجوم الكبار الذين يبرزون مع أنديتهم ومنتخبات بلدانهم، عكس اللاعبين المتواضعين فنيا والذين من النادر أن تمنح له أسماء مستعارة إلا في حال منحوها لأنفسهم، وكما سبق ذكره آنفا، فإن بعض الجماهير الأوروبية تستثمر في العديد من المناسبات في الأسماء المستعارة لتطبيق عنصريتها تجاه لاعبين معينين، وذلك من خلال اختيار أسماء سيئة لهم وترديدها في كل مرة.

"القيصر"، "الملك"، "البروفيسور"، "الأمير" أبرز أسماء أبناء القارة العجوز

وبالدخول في التفاصيل، فإن اختيار الأسماء المستعارة في القارة العجوز يأتي بناء على شخصية اللاعب أكثر من أي شيء آخر، وطريقة تعامله مع ظروف المباريات داخل المستطيل الأخضر، ومن بين أبرز هذه الألقاب الممنوحة للاعبين عادة من طرف رجال الإعلام نجد اسم ''الملك''، مثلما هو الحال مع نجمي كرة القدم الإيطالية أليساندرو ديل بيرو وفرانشيسكو توتي، وذلك بسبب الاحترام الكبير والعشق الذي يكنه لهما جمهور فريقيهما، "البروفيسرو" الذي كان لقب النجم الهولندي كلارينس سيدورف وذلك بالنظر لذكائه الخارق وحسن تعامله مع الوضعيات الصعبة، "القيصر" الاسم الذي اشتهر به الألماني فرانز بيكنباور لحسن قيادته لخط الدفاع وغيرها من الأسماء التي لا تعد ولا تحصى.

الإيطاليون الأكثر استعمالا للألقاب والبرتغاليون على طريقة البرازيليين

ويعد الإيطاليون الأكثر استعمالا للأسماء المستعارة في القارة العجوز، حيث نادرا ما نجد أحد نجومها لا يملك اسما مستعارا، فإضافة إلى توتي وديل بيرو، فإننا نجد عديد اللاعبين يشتهرون بألقاب معينة على غرار إنزاغي ''بيبو''، فييري ''بوبو''، بوفون ''جيجي''، وغيرها من الأسماء المميزة، أما البرتغاليون فيميلون -كما سبق أن ذكرنا- لاختيار الأسماء المستعارة على الطريقة البرازيلية، علما أن البرتغال والبرازيل يشتركان في العديد من النقاط أبرزها اللغة، وذلك بسبب الروابط التاريخية بينهما عقب الاستعمار البرتغالي لـ البرازيل.

الإسبان يختصرون الأسماء والفرنسيون يختارون الألقاب الغريبة

من جهتهم، لا يفضل الإسبان استعمال الأسماء المستعارة كثيرا مثلما هو الحال مع بقية الأوروبيين، لكنهم يتميزون في نفس الوقت بميزة أخرى وهي اختصار الأسماء الحقيقية لسبب بسيط يتمثل في طولها واستحالة نطقها في كل مرة، وهناك أمثلة كثيرة جدا مثلما هو الحال مع راوول غونزاليس بلانكو النجم السابق لـ ريال مدريد، دافيد فيا سانشيز، سيرجيو راموس غارسيا، جيرارد بيكي إيبيرنابيو، كما أن هناك البعض ممن يتخلون نهائيا عن أسمائهم الحقيقية و يستعينون بأخرى مستعارة، على غرار فرانسيسكو رومان ألاركون سواريز الملقب بـ إيسكو، أما الفرنسيون فلهم طريقة أخرى في اختيار الأسماء تميل أكثر للسخرية، وعادة ما يطلقها زملاء اللاعبين والمقربين منهم على سبيل المثال ديشان ''لاداش''، بوغبا ''لابيوش''، غريزمان ''غريزي''.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصريون أكثر العرب استعانة بالأسماء المستعارة

تنتشر ظاهرة الأسماء المستعارة في البلدان العربية أيضا مثلما يحدث في أمريكا وأوروبا، ويبدو المصريون الأكثر اعتمادا عليها رفقة الخليجيين، حيث دائما ما نلاحظ أسماء غريبة تمنح لبعض نجوم الكرة المصرية، وبدرجة أقل في بقية البلدان على غرار المغاربية منها، ولا يبدو أن هذه الأسماء المستعارة تمنح على أساس معين بما أنها تختلف من لاعب إلى آخر، كما أن أغلبها يمنح من طرف المقربين وقبل أن يسطع نجم اللاعبين أصلا.

التشبه بالنجوم العالميين موضة مصرية في السنوات الأخيرة

وبالحديث عن المصريين، فإن السنوات الأخيرة عرفت ظهور موضة جديدة في منح اللاعبين أسماء خاصة بنجوم عالميين، على غرار محمود حسن نجم موكرون البلجيكي والذي لقب بـ "تريزيغي" بالنظر للشبه الكبير بينه وبين النجم الفرنسي السابق دافيد تريزيغي، كريم وليد الملقب بـ نيدفيد والذي يلعب حاليا لصالح الأهلي المصري، كما يوجد بعض اللاعبين الذين يحملون أسماء غريبة بعض الشيء في صورة محمود عبد الرزاق حسن فضل الله الملقب بـ شيكابالا والذي تناديه الجماهير أيضا بـ "الفهد الأسمر"، محمود عبد المنعم ''كهربا''، دون نسيان أحمد حسن محجوب الملقب بـ كوكا، وأحمد حسام حسين عبد الحميد ''ميدو''.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أغرب 10 أسماء مستعارة لنجوم كرة القدم

1 - واين روني ''شراك''

2 - فالبوينا ''الدراجة الصغيرة''

3 - تيري هنري ''الأناكوندا''

4 - سافيولا ''الأرنب''

5 - أدريانو ''الإمبراطور''

6 - جيوفينكو ''النملة النووية''

7 - ماتيرازي ''ماتريكس''

8 - دافيدز ''بيتبول''

9 - بيكام ''سبايس بوي''

10 - زامورانو ''الطائرة المروحية''

إعداد: ياسر وارست

كلمات دلالية : الأسماء المستعارة، ملف، الهدّاف

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال