دييغو سيميوني: "سأهدي لقب الليغا للأنصار وسنطيح بـ الريال المرعب في رابطة الأبطال"

لا يختلف اثنان أن دييغو سيميوني رفقة فريقه أتلتيكو مدريد هو مفاجأة الموسم الكروي 2013-2014، حين أزاح عمالقة إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة من الصراع على "الليغا"، كما أطاح بأعتى الأندية في رابطة الأبطال

دييغو سيميوني
نشرت : الهداف الأحد 04 مايو 2014 23:00

منها ميلان، برشلونة وتشيلسي، ليصل إلى النهائي لأول مرة منذ 40 سنة، وفي هذا الحوار يتحدث "إل تشولو" بكل صراحة عن العديد من الجوانب في حياته الشخصية ولأول مرة، بالإضافة إلى حديثه عن مشواره الطويل في عالم "الساحرة المستديرة". 

 

في البداية، نريد أن نطرح عليك بعض الأسئلة حول حياتك الشخصية، فالجمهور لا يعرف الكثير عنك؟

بطبيعة الحال ليس لدي أي مانع.

 

الكل يعلم أنك دخلت عالم كرة القدم منذ الصغر، ما هي المهنة التي كنت ستزاولها لو لم تصبح كذلك، شرطي، مدرس، طبيب أو رجل مطافئ؟

(يضحك) الحقيقة، كل هذه المهن لا تليق بي، منذ طفولتي كنت أتمنى أن أصبح لاعب كرة قدم، أتذكر أنني عندما كنت أعود من الدراسة ألتحق مباشرة بزملائي للمشاركة في منافسات مصغرة، أتذكر أيضا كل التفاصيل الدقيقة لحظة التحاقي بأول فريق لي فيليس سارسفيلد (الأرجنتين) في 1979.

 

ألم تكن تستمتع بأمور أخرى في طفولتك؟

لم يكن لدينا الكثير من الخيارات ولا نملك الإمكانيات لنستمتع بشيء آخر، أتذكر أنني كنت أملك بعض الدمى لجنود أمريكان وبعض الهنود، كنت أستمتع كثيرا بتلك اللعبة، لكني لم أكن أتقمص دور الجنود فأنا عاشق لـ الهنود، والدي حثني منذ الصغر على أن أكون مثلهم في الصلابة.

 

ألم يساورك ذلك الشعور بالافتقاد إلى شيء ما في طفولتك بعد دخولك عالم كرة القدم في سن مبكرة؟

على الإطلاق، صحيح أنني عشت طفولة ليست كتلك التي حظي بها البعض، كنت أبلغ من العمر 7 سنوات، وبسبب التزاماتي مع الفريق لم أكن أسافر مع أصدقائي في رحلة السبت التي كانت تنظمها مدرستنا أسبوعيا لأنني أحضر دائما لمباريات الأحد، هذا فقط ما كنت أفتقده في طفولتي.

 

كنت شاهدا على المنتخب الأرجنتيني سنة 1978 والتتويج التاريخي بأول لقب عالمي، من كان لاعبك المفضل في تلك التشكيلة؟

كنت أعشق دانييل باساريلا (مدافع المنتخب الأرجنتيني السابق) إنه مثلي الأعلى، لديه طريقة فريدة في التعامل مع الكرة، كنت أشاهده كثيرا وألاحظ كل تحركاته لكي أتعلم منه، باساريلا كان قائدا عظيما رغم صغر سنه (25 سنة آنذاك)، كذلك كنت معجبا جدا بـ ماريو كيمبيس (مهاجم المنتخب الأرجنتيني السابق)، فهو من منحنا اللقب العالمي ضد هولندا في 1978 (ثاني مهاجم يسجل ثنائية في نهائي كأس العالم).

 

لا بد أنك صادفت الكثير من الأشخاص في مسيرتك، من هو الأكثر تأثيرا على شخصيتك؟

والدي، كان له تأثير كبير على شخصيتي سواء كوالد أو كقائد، تعلمت منه الكثير، ووالدتي أيضا، والآن أتعلم من أبنائي، الجيل الحالي يعرف الكثير من الأمور الخطيرة.

 

نعلم أن أبناءك الثلاثة كلهم لاعبو كرة قدم، نجلك الأكبر جيوفاني (19 سنة) يلعب كمهاجم أساسي في نادي ريفر بلايت، وهناك حديث عن انتقاله مبكرا إلى أوروبا؟

(مقاطعا) لم أفكر في انتدابه أبدا، أفضل أن يكون منافسا لي مع فريق آخر، ستندلع الحرب إذا ما حصل ذلك (يضحك).

 

تعيش في إسبانيا وعائلتك في الأرجنتين، كيف تستطيع أن تتعايش مع هذا الوضع؟

نعم، إنها وضعية صعبة لكن ما الذي أستطيع القيام به؟ لدي التزامات هنا في إسبانيا مع أتلتيكو مدريد وهم ليس بإمكانهم مغادرة الأرجنتين، يقومون أحيانا بزيارتي هنا في مدريد وهو شيء استثنائي، للأسف، لن يتمكنوا من مشاركتي أفراحي هذا الموسم.

 

تلقينا معلومات من مصادر مقربة ذكرت لنا أنك -وفي بعض الأحيان- تتناول الطعام رفقتهم عبر الأنترنت، هل هذا صحيح؟

نعم، يبدو أنكم قمتم ببحث جيد، لكني أملك فكرة عن الشخص الذي منحكم هذه المعلومة، أحيانا أتصل بهم عبر الأنترنت وإذا أمكنني أتناول وجبة خفيفة أمامهم لكي أحس بأجواء العائلة، أضع جهاز الحاسوب فوق الطاولة وأستمتع بالحديث إليهم، لكن هذا لا يحدث دائما، تعرفون أن التوقيت مختلف في الأرجنتين عن إسبانيا.

 

في 1990 كانت أول تجربة لك في أوروبا من بوابة نادي بيس الإيطالي، ما هي أجمل ذكرى لك هناك؟

بطبيعة الحال، كنت أحب الأحد وهو اليوم الذي كان يخوض فيه نابولي مبارياته، كنت أعشق تناول البيتزا في ذلك اليوم ومشاهدة مارادونا، أحبه كثيرا ولم أكن أضيع مبارياته حتى عندما كنت في الأرجنتين، ثم انتقلت إلى إيطاليا والكل كان مجنونا به في تلك الفترة، ولا حديث إلا عن مارادونا والبيتزا.

 

ألا ترى أنك تشبه مارادونا في بعض الجوانب من مسيرتك، انتقل إلى فريق مغمور مثل نابولي وحقق رفقته لقب الدوري الإيطالي، وأنت كذلك أمسكت بفريق مغمور هو أتلتيكو مدريد، وتمكنت من قيادته إلى نهائي رابطة الأبطال والاقتراب من حسم "الليغا"؟

لا أظن ذلك، لم أبحث عن تقليد أي شخص طوال مسيرتي في عالم كرة القدم، من يحاول تقليد الآخرين فلن يستطيع النجاح، على المرء أن يتحلى بشخصية قوية وبروح صلبة، كما عليه أن يتصرف بعفوية، صحيح أنني التقيت الكثير من الأشخاص مثل مارادونا أو حتى فيرون (نجم لازيو، مانشستر يونايتد، إنتير ميلان سابقا)، الاحتكاك بهم علمني الكثير من الأشياء لكني لا أحاول تقليد أي شخص، لدي نظرة مغايرة إلى الأمور وطريقتي الخاصة في التعامل مع مواقف الحياة.

 

تحدث لنا عن تفاصيل انتقالك إلى أوروبا وإلى نادي بيس الإيطالي بالتحديد؟

كنت لاعبا لـ فيليس سارسفيلد وكنت أبلغ من العمر 19 سنة، اتصل بي أحد الإداريين في النادي وقال لي: "لدينا عرض من نادي بيس وفي يدك 40 دقيقة فقط للتفكير" لم أستطع الحديث وكنت مصدوما ولا أعرف ماذا أقرر، كنت وحيدا في المنزل والدي اتجها إلى "مار ديل بلاتا" لقضاء العطلة (منطقة سياحية قرب العاصمة بوينس آيرس)، لم أستطع استشارتهما، ولم يكن آنذاك أي هواتف نقالة، فماذا أفعل؟ قلت نعم ووافقت على العرض، ثم بدأت بالبحث عن لاعبي بيس وأتذكر أنني وجدت لاعبين بنفس الاسم "لارسون"، الأول سويدي هنريك لارسون (لاعب برشلونة لاحقا)، والثاني من الدنمارك بريبين إلكجاير لارسون (واحد من أفضل اللاعبين في العالم، نافس ميشيل بلاتيني على الكرة الذهبية سنة 1985 واحتل المركز الثاني).

 

وما هي الصعوبات التي واجهتك لحظة وصولك إلى إيطاليا؟

اتجهت إلى إيطاليا بعد 3 أيام من قبول عرض بيس، أول شيء أثار انتباهي هو النظرة التي يرمقك بها الإيطاليون، ينظرون إلى الأشخاص من الأعلى إلى الأسفل، كنت شخصا بسيطا ولا أرتدي ملابسا جيدة عكس الإيطاليين، أنتم تعرفون أنه بلد الموضة، ثم أصعب شيء هو الأجواء في غرفة الملابس، لم يكن لدي أصدقاء ووجدت صعوبة كبيرة في التأقلم مع اللاعبين هناك والأجواء الإيطالية، هناك الكثير من العنصرية وهم لا يفضلون الأجانب كثيرا، لكن هذا لا ينفي أن الأجواء هناك مميزة وكرة القدم لديها طعم آخر.

 

كانت لك فرصة الاحتكاك بعدة مدربين، فمن يا ترى تعلمت منه الكثير من الأمور في عالم التدريب؟

نقول دائما أننا نتعلم من أحسن المدربين الذين عملنا معهم، هذا صحيح، لكنني تعلمت أيضا من أسوأ التجارب في مسيرتي، المهم هناك الكثير من المدربين الذي تعلمت منهم أشياء ممتازة، أولهم كارلوس سالفادور بيلاردو (المدير العام للمنتخب الأرجنتيني حاليا)، سفين غوران إيريكسون (أيام تدريبه لـ لازيو)، روبيرتو مانشيني، لويس أراغونيس، مارسيلو بييلسا، لا يسعني ذكر الكل.

 

حدثنا عن تجربتك الأولى في إسبانيا مع إشبيلية وإلى جانب مارادونا؟

كانت تجربة ممتازة جدا، اللعب إلى جانب مارادونا هو أفضل ما حصل معي خلال مشواري الكروي، لكنه لم يبق مطولا مع النادي (موسم واحد)، في الموسم الموالي كان لدينا مدرب عظيم اسمه لويس أراغونيس، إنه صاحب الفضل الأكبر علي، تعلمت منه كيفية اللعب في وسط الميدان، وهو من منحني فرصة الانتقال إلى أتلتيكو مدريد.

 

لدينا معلومة تقول أنك كنت قريبا من اللعب لـ ريال مدريد موسم 1994-1995، كيف فشلت هذه الصفقة؟

نعم، كنت قريبا من الانتقال إلى الريال في ذلك الموسم، قابلت مبعوثين من النادي قالوا لي أنهم يريدونني، كنت موافقا على الانتقال واللعب لصالحهم، ولكن خورخي فالدانو مدرب الريال آنذاك (1994-1996) رفض الصفقة وقام بالتعاقد مع فيرناندو رودوندو (نجم وسط الريال 1994-2000)، أقول دائما أن أي شيء ممكن أن يحدث في كرة القدم، أجمل شيء حصلت عليه كان في أتلتيكو، كنت سعيدا باللعب في هذا الفريق وأنا أسعد بتدريبه، حصلت على كل الحب والدعم من أنصاره، عشت فترة طويلة في روما وميلان وهما مدينتان مذهلتان، لكن عندما عدت إلى مدريد أحسست وكأنني في بيتي، لم يتغير شيء والأنصار لا زالوا يعشقونني.

 

وقادك قدرك لأن تواجههم للمرة الخامسة هذا الموسم، أبرزها ستكون في نهائي رابطة الأبطال، هل تريد الانتقام منهم؟

ولماذا أنتقم منهم؟ ليس هناك ما يجبرني على ذلك، أريد أن أمنح أتلتيكو لقب رابطة الأبطال هذا الموسم ولا أريد الانتقام، إنها مجرد صفقة لم تتم.

 

كيف ستحرم الريال من لقبه العاشر، ما هي نسبة فوزكم على هذا الفريق الذي  أطاح بـ "بايرن غوارديولا" برباعية كاملة في عقر داره وهو الذي كان أكبر مرشح؟

(تنهد) أعترف أنهم المرشحون، أفكر منذ أيام في ذلك النهائي، أعتقد أن نسبة فوزنا هي 49% لكي لا أقلل من شأننا، الريال فريق مرعب لا أحد ينكر ذلك، فالفوز على غوارديولا في "أليانز أرينا" ليس بالأمر الهين، الفوز عليهم ممكن وليس مستحيلا وأعتقد أنني سأفوز، لكن أولا سأهدي لقب "الليغا" إلى الأنصار وهذا ما يهمني في الفترة الحالية، ثم سنفكر في الإطاحة بـ الريال لإكمال الفرحة.

 

بعد مواجهتكم الأخيرة في "فيسنتي كالديرون" (2-2) في "الليغا"، قال أنشيلوتي لوسائل الإعلام أن فريقك يلعب بعنف، ألا تعتقد أنه محق فـ أتلتيكو يعد -حسب بعض الإحصائيات- أعنف فريق في الدوري ورابطة الأبطال؟

أحترم كثيرا أنشيلوتي إنه مدرب قدير لكن نحن لا نلعب بخشونة، فقط نشكل فريقا صلبا ومجموعة قوية، وروحا قتالية عالية ولا نستسلم بسهولة، هذا كل ما في الأمر.

 

سأطرح عليك السؤال بطريقة مغايرة، هل تحب أن يتعرض فريقك إلى تدخلات عنيفة؟

لا أحد يستطيع التدخل بعنف على لاعبي أتلتيكو لأنه فريق صلب، هناك مشكل آخر في هذه القضية لا يريد الكثير من الأشخاص الحديث عنه، لذلك يهاجمون طريقة لعبنا.

 

فصل لنا في الأمر أكثر؟

هناك في إسبانيا من تعجبه هيمنة ريال مدريد وبرشلونة ولا يتقبل المستوى الذي وصل إليه أتلتيكو مدريد، يريدون دائما رؤية البارصا أو الريال في القمة، فما ذنبنا نحن؟ وما ذنب أندية مثل فالنسيا أو إشبيلية إذا وصلت إلى القمة، ولا أريد الحديث في هذا الموضوع أكثر.

 

لديك عقد مع أتلتيكو إلى غاية جوان 2017، هل سترحل عن الفريق قبل هذه الفترة؟

حاليا لا أظن ذلك، أفكر كثيرا قبل اتخاذ قراراتي، لكن كما يقال دائما كل شيء ممكن في كرة القدم، وأنا جزء منها.

 

                     نقلا عن موقع "Planing football".

كلمات دلالية : دييغو سيميوني

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال