لم تكن بداية الوفاق في البطولة الوطنية مثالية، والانطلاقة التي كانت مؤخرا أوقفها تعثر تاجنانت، ما يؤكد أن الفريق ليس في أحسن أحواله. وبالتالي فلا يجب أن يكون التتويج بكأس السوبر هو الذي سيغطي هذه الهفوات والانطلاقة غير الموفقة، وإنما من الضروري أن يكون هذا التتويج أداة للقضاء على النتائج المتواضعة وإعادة الوفاق الحقيقي.
الوفاق توّج لكنه السادس في البطولة
وتكملة لما سبق ذكره، صحيح أن الوفاق كسب الرهان أمام مولودية بجاية من خلال تتويجه بلقب جديد يضاف إلى خزينة الفريق وقدّم ما عليه في هذا اللقاء، لكن رغم ذلك لا يوجد في أحسن أحواله في البطولة الوطنية بدليل احتلاله المرتبة السادسة مناصفة مع مولودية بجاية.
الانطلاقة الفعلية يجب أن تكون الآن
بما أن التتويج بلقب السوبر هذا سيمنح ثقة كبيرة للاعبين في الوقت الحالي خاصة أنه أعاد الروح للتشكيلة، وبالتالي من الضروري على اللاعبين استغلال هذه الفرصة كما يجب، من خلال تجسيد الانطلاقة الفعلية للفريق في البطولة الوطنية، بعد أن كانت هذه الانطلاقة تتعثر في كل مرة خلال اللقاءات الماضية.
لقاء الحراش يجب أن يكون للتأكيد
وفي السياق نفسه الذي يخص الحديث عن ضرورة استغلال هذا التتويج كما يجب، فالوفاق مطالب في الوقت الحالي بتحقيق الانتفاضة في البطولة الوطنية بداية من لقاء المقبل الذي أمام اتحاد الحراش بملعب 8 ماي، وهذا لتحقيق الانطلاقة الفعلية في البطولة الوطنية، خاصة أن اللقاء سوف تتبعه فترة راحة لمدّة أسبوعين تكون كافية لتحضير وترتيب البيت أكثر، قبل التنقل إلى العاصمة ومواجهة نصر حسين داي في الجولة 12.
الإدارة يجب أن تبقى صارمة رغم التتويج
بعد أن كانت الإدارة السطايفية قد اتخذت العديد من الإجراءات في وقت سابق قبل لعب لقاء السوبر هذا، من بينها عدم تخصيص أيّ منحة مقابل التتويج بهذا اللقب، وكذا ضرورة إعداد قائمة المعنيين بالتسريح في الميركاتو الشتوي من الآن، صارت مطالبة بالمحافظة على هذه الصرامة رغم التتويج، لتحافظ على هيبتها وتجعل اللاعبين يبذلون مجهودات أكثر لتحقيق نتيجة إيجابية في البطولة الوطنية.
تتويج الوفاق في ظروف صعبة يعني الكثير
بما أن التحضيرات التي كانت للتشكيلة السطايفية قبل لقاء السوبر جرت في ظروف صعبة نوعا ما خاصة بعد الخسارة القاسية التي تعرّض إليها الفريق في لقاء البطولة أمام دفاع تاجنانت وكذا البداية غير الموفقة في الموسم الحالي، إلا أن تحقيق الوفاق لهذا اللقب في هذه الظروف بالذات تعني العديد من الأمور، من بينها الشخصية التي يتميز بها الفريق، وكذا أن الوفاق فريق نهائيات.
شخصيته قادرة على إيصاله للأهداف
وبناء على التجارب السابقة التي كان يعيشها الوفاق من خلال خروجه من الأزمات بأخفّ الأضرار وعودته إلى التألق بعد البدايات غير الموفقة، فإن الشخصية التي يمتلكها الفريق قادرة على إعادته إلى مكانته الطبيعية وإيصاله إلى تحقيق الأهداف المرجوة.
بن العمري وكنيش مطالبان بتفادي المغامرة
ودائما في السياق نفسه الذي يخص الحديث عن حيثيات لقاء أول أمس، فإن ما يجب قوله بخصوص محور الدفاع المكون من جمال بن العمري ورياض كنيش، هو أن هذا الثنائي مطالب بتفادي المغامرة مستقبلا، بعد أن كان بن العمري هو المتسبب في ركلة الجزاء التي تحصلت عليها مولودية بجاية، في الوقت الذي كاد كنيش أن يكرّر هفوته التي حدثت أمام تاجنانت، بعد أن أخطأ أمام حمزاوي في منطقة العمليات، لكن هذا الأمر لن يخفي الدور الكبير الذي يلعبه دفاع الوفاق في نتائج الفريق بما أنه تلقى هدفين فقط في اللقاءات السبعة الأخيرة.
بعوز قدّم مستوى كبيرا ويؤكد أنه دُفن في معقد البدلاء
كان متوسط ميدان الوفاق عصام بعوز الذي أصبح يشارك بانتظام في اللقاءات الأخيرة للوفاق من بين أفضل لاعبي الوفاق أداء في هذا اللقاء، حيث قدم مستوى كبيرا في منصب الاسترجاع وتفوق في العديد من المرات على "لاعبي الموب" في الصراعات الثنائية فضلا على قيامه بقطع العديد من الهجمات، ما يؤكد المستقبل الواعد لهذا اللاعب.
تغييرات مضوي كانت جد موفقة
كما أن الأمر الذي يجب الإشارة إليه أيضا، هو أن التغييرات التي أحدثها المدرب خير الدين مضوي من خلال إشراك الثنائي الهيدي بلعميري وعبد المالك زياية مكان داغولو وحدوش كانت جد موفقة، لأنها أتت أكلها ومنحت الإضافة للوفاق، بعد أن كان بلعميري هو صاحب الهدف الوحيد، وكذا الخطورة التي شكلها زياية على دفاع "الموب" عند دخوله.
الآن يجب تأكيد النتائج وتحسين المردود
وتبقى الخلاصة أن تتويج الوفاق في هذه المرحلة بالذات كان في وقته، ولكن لا يجب أن يكون التوقف عند هذا بأن الموسم ناجح، لأن هذا التتويج يجب أن يكون البداية في إطار تحسين الأداء وتحسين النتائج وعودة الوفاق كما كان عليه دائما في السنوات الماضية رقما مهما في "البوديوم"، أين لم يغادر المراتب الثلاث الأولى في 9 مواسم متتالية.
بقاء الوفاق كبيرا يتطلب الزّحف نحو وصافة البطولة
ولكي يبقى كبيرا، تبقى المهمة المطلوبة من الوفاق في المرحلة القادمة، هي اللعب لأجل الزحف من جديد في الترتيب، لأن الوفاق الذي تقدّم إلى المرتبة الثالثة بعد فوزين متتاليتين، وجد نفسه بعد الخسارة في تاجنانت يعود إلى الخلف، ولأجل الوصول إلى تحقيق أهداف الوفاق التي تبقى اللعب دوما تمثيل الجزائر قاريا لسنوات متتالية قادمة، وبالتالي يجب على الفريق أن يهدف على الأقل ليكون وصيف بطل الدوري الجزائري 2016، حتى يمثل الجزائر في 2017 في رابطة الأبطال الإفريقية.
كلمات دلالية :
وفاق سطيف، كأس السوبر 2015