ثلوج وأمطار ورياح تفضح "البريكولاج" مرة أخرى

خلّفت الإضطرابات الجوّية التي عرفتها مختلف ولايات الوطن، منذ ليلة أمس، العديد من الحوادث بسبب الرياح القويّة التي ألحقت أضرارا باقتلاعها الأشجار وسقوط الأعمدة وانقطاعات الكهرباء إضافة إلى بعض الانهيارات الجزئية بالمباني الهشّة وتضرّر البيوت البلاستيكية للفلاّحين ومنع الصيّادين من الملاحة.

تسبّبت قوّة الرياح العاتية التي ضربت مناطق ولاية الشلف، في شلّ نشاط الصيادين وتعطّل حركتهم وتضرّر العشرات من البيوت البلاستكية على الشريط الساحلي بكلّ من بلدية الظهرة وبريرة وبني حواء والزبوجة وبنايرية، وتوقف عمال ورشات البناء وانقطاع التيار الكهربائي وبعض أسلاك الضغط العالي، خاصّة بالمناطق النائية والحضرية وتذبذب في خدمات الإنترنت. كما تسبب سقوط أغصان الأشجار على الطرقات الولائية والوطنية في عرقلة حركة المرور. ولم تسجل مصالح الحماية المدنية أي حوادث كبيرة وذلك تزامنا مع عطلة نهاية الأسبوع، فيما عدا اصطدامات خفيفة بسبب انحراف بعض السيارات خلال تساقط الأمطار. وعلى غرار ذلك، أبدى سكان البناءات القصديرية امتعاضهم من تجاهل السلطات المحلية لاستغاثاتهم بسب تطاير أسقف منازلهم القصديرية وقضائهم ليالي في العراء يتجرّعون هول الصدمة برفقة أطفالهم، فيما سارع بعضهم، خاصة بمجمعات حيّ الغاز والزبوج والردار، إلى الاحتماء تحت أشجار الغابات المجاورة  .

وبوهران، عاشت العائلات القاطنة بالسكنات الهشة ليلة بيضاء بعدما توالت حوادث الانهيارات الجزئية عبر عدّة أحياء سكنية، أين فضّلت عائلات المبيت في الشارع عوض البقاء تحت أسقف مهددة بالانهيار في أي لحظة، مثلما حدث بحيّ ابن سيناء في الحوش رقم 4 بشارع بن قطاط محمد أين هوت شرفة بناية عتيقة، لا تزال تنتظر موعد ترحيلها. ونفس المشهد عاشه حيّ اللوز أين اقتلعت الرياح العاتية عدة أسقف لسكنات فوضوية، وهو ما دفع بأصحابها إلى وضع أكياس الرمال والعجلات المطاطية فوقها لحمايتها من الاقتلاع .

وبمستغانم، عرفت الولاية رياحا عاتية فاقت سرعتها 60 كلم في الساعة إضافة إلى بعض التساقطات والبرودة الشديدة في الطقس، من دون تسجيل حوادث معتبرة. كما هو الشأن بالنسبة إلى ولايات أخرى مثل غليزان وسيدي بلعباس وعين تموشنت.

الثلوج تكسو مرتفعات جرجرة والأطلس البليدي

كما اكتست، ليلة السبت، منطقة الشريعة في البليدة، حلة بيضاء بعد تساقط كميات معتبرة من الثلوج على مرتفعات الأطلس البليدي، على إثر اضطراب جوي حمل معه موجة من البرد القارس وأمطار قليلة حيث تسببت في انخفاض درجات الحرارة. من جهتهم، أبدى عدد كبير من زوار ومحبي الشريعة تأسفهم لغياب خدمة النقل بواسطة المصعد الهوائي الذي لا يزال معطلا منذ أكثر من سنتين، داعين المسؤولين المحليين إلى العمل على تصليحه. من جهة أخرى، شهدت بعض الأحياء الفوضوية حالة استنفار بعد تسرب مياه الأمطار إلى المنازل الهشة، حيث طالب سكان القصدير بسيدي عيسى بأولاد يعيش بخزرونة السلطات المحلية بضرورة ترحيلهم إلى سكنات لائقة.

وبتيزي وزو، تسببت أولى كميات الثلوج المتساقطة على المرتفعات الجبلية، منذ أمس، في عرقلة حركة المرور ببعض الطرقات، خاصة في تيرورذة وشلاطة التي تفصل تيزي وزو عن ولايات بجاية والبويرة. وحسب المعطيات المتحصل عليها من طرف الحماية المدنية، فقد تسببت الثلوج أيضا في شل حركة المرور بالطريق الوطني رقم 33 في شطره الرابط بين تيزي وزو والبويرة جزئيا، وتحديدا على مستوى منطقة تيكجدة.

كما تسببت سيول الأمطار في عرقلة حركة المرور في اتجاهات كل من ماكودة وأزفون وإفرحونان وواضية وعين الحمام.. فيما حذرت السلطات المعنية السائقين والمواطنين.