خلّف تواصل موجة الاضطرابات الجوية، التي ضربت شمال البلاد، عددا من الوفيات، فضلا عن تسجيل إصابة عديد المواطنين بجروح، حيث أحصى مراسلو "الشروق" خمسة قتلى، تباينت ظروف وفاتهم، بين حوادث المرور، التي تسببت فيها رداءة الطقس، والموت غرقا أو من البرد. كما تسببت الثلوج والأمطار في غلق عديد الطرقات، وقطع التيار الكهربائي بعديد الولايات.
توفي، أول أمس، شاب في 38 سنة من عمره، إثر انحراف شاحنته بالطريق الوطني رقم 12 عبر المخرج الشرقي لمدينة تيزي وزو بسبب السيول، كما جرح 3 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة إثر انحراف سيارتهم التي كانت تنقلهم من منحدر على مستوى بلدية مقلع وبالضبط بقرية تيزي نتارغة بسبب الضباب والجليد. أما ببلدية ياكوران أصيب شابان وعجوز بجروح خفيفة بسبب اصطدام سيارة سياحية بعربة نقل المسافرين نتيجة الجليد وكثافة الثلوج على مستوى الطريق الولائي رقم 158 المؤدي من ياكوران إلى بلدية أقرو بأزفون.
غرق طفل في مياه بركة بمستغانم
لقي شخص حتفه بالبليدة، بعدما تسببت كميات الأمطار المتساقطة ليلة الخميس إلى الجمعة في شرارة أودت بحياة الضحية العشريني على مستوى مصنع لصناعة البلاستيك، يقع بالمنطقة الصناعية بقرواو شرق الولاية، لما كان بصدد معاينة عداد الكهرباء ليتعرض لصعقة كهربائية. وتسببت الثلوج المتساقطة على مرتفعات الأطلس البليدي في قطع الطريق الوطني رقم 37 باتجاه الشريعة وطريق العيساوية الرابط بين البليدة والمدية.
وتمكنت مصالح الحماية المدنية لولاية مستغانم، ليلة الأربعاء إلى الخميس، من انتشال جثة طفل يبلغ من العمر 11 عاما غرق وسط بركة ماء نتيجة التساقطات المطرية الغزيرة التي تهاطلت على تراب دائرة خير الدين على بعد 20 كلم عن مقر عاصمة الولاية، حيث تم تجنيد 7 غطاسين و9 أعوان خلال عملية التدخل التي أفضت إلى انتشال جثة الضحية، لتحوّل إلى مستشفى عين تادلس. في حين فتحت المصالح الأمنية بالمنطقة تحقيقا في الحادثة المأساوية.
..ومسنّة بسبب البرد القارس بالشلف
تسببت، أول أمس، الأمطار التي انهمرت على ولاية الشلف، في تهاوي جدار مشيد بالحجارة وسقوطه على أربعة مساكن بحي الدومية ببلدية واد قوسين الساحلية.الحادث خلّف إصابة رجل بجروح خطيرة تم تحويله على جناح السرعة من طرف مصالح الحماية المدنية نحو العيادة متعددة الخدمات، كما تدخلت نفس الوحدة لنقل جثة عجوز في العقد السابع عثر عليها متعفنة داخل بيتها بقرية بوشغال ويرجح أن تكون شدة البرد هي سبب وفاتها.
وخلف الاضطراب الجوي الذي مس ولاية بجاية نهاية الأسبوع، غلق الطريق الوطني رقم 26 أ الرابط بين بجاية وولاية تيزي وزو، بسبب الثلوج الكثيفة المتساقطة. كما أغلق الثلج الطرقات على مستوى منطقتي أكفادو وشميني، بشكل عزل السكان داخل قراهم. وتجاوزت الأمطار الغزيرة 80 ملم. وأغرقت العديد من التجمعات السكانية والقرى، على غرار قرية و"المرج اومان" ببلدية "أميزور"، التي عاش فيها السكان ليلة بيضاء، قبل أن يعمدوا صباح أمس، إلى غلق الطريق الوطني رقم 75، احتجاجا على الوضع.
وعرفت ولاية البويرة خلال 24 ساعة الأخيرة تساقط كميات معتبرة من الأمطار والثلوج عبر عدة بلديات خاصة النائية والمرتفعة منها، ما أدى إلى قطع بعض الطرق والمسالك وعزل القرى المتواجدة بالمنطقة. كما تسبب الاضطراب الجوي كذلك في تسجيل 4 حوادث مرور عبر طرقات الولاية خلفت وفاة شخص وجرح 11 آخرين، كان أخطرها الحادث المميت الذي وقع بمدخل مدينة البويرة وتسبب في وفاة شخص وجرح 4 عمال تابعين لمديرية الأشغال العمومية.
150 مسافر بقطار بشّار- وهران ينجون من انهيار صخري "هائل"
تساقطت فجر أمس، صخور كبيرة من منطقة جبلية على السكّة الحديدية للقطار، بمنطقة مولاي سليسن بولاية سيدي بلعباس، ونجا قطار نقل المسافرين الذي كان متوجّها من بشّار نحو وهران، وكان ذلك في حدود الساعة الرابعة والنصف صباحا، حيث تسبّب تساقط الأمطار والرياح في تساقط مجموعة من الصخور الكبيرة بالمنطقة المذكورة ممّا أدّى إلى تضرّر السكّة الحديدية التي يعود تاريخ إنشائها إلى سنة 2010، بحيث ألحقت بها خسائر معتبرة، وكان قطار نقل المسافرين الذي ينقل نحو 150 راكب قد نجا وعبر المنطقة قبل حدوث الكارثة بفترة وجيزة، حيث أقلع من بشار على الساعة الثامنة ليلا وكان في منطقة مولاي سليسن في هذا الوقت متوجّها نحو وهران، وحسب ما علمته "الشروق" من مصادر مؤكّدة فإنّ عدّة رحلات لنقل المسافرين والبضائع تمّ إلغاؤها أمس، مخافة حدوث انهيارات صخرية أخرى.
وفي شرق البلاد، شهدت أمس ولاية سطيف تساقطا معتبرا للثلوج، مما تسبب في قطع العديد من الطرقات، خاصة في الجهة الشمالية للولاية التي عادة ما تعرف تساقطا مكثفا. وتسببت الثلوج في انقطاع التيار الكهربائي في العديد من المناطق في مقدمتها بلدية سطيف، حيث سجل انقطاع في حي 1014 وبوعروة واستمر ذلك نحو 5 ساعات كاملة بداية من الساعة الرابعة صباحا الى غاية التاسعة صباحا.
كما تسببت الثلوج المتساقطة ليلة أول أمس، في غلق عديد الطرقات على مستوى المرتفعات الشرقية والغربية لولاية باتنة، خاصة على محور ثنية الرصاص بالطريق الوطني رقم 31 الرابط بين باتنة وأريس، وكذا الطريق الرابط بين اشمول وأريس. وأدت الثلوج المتساقطة منذ ليلة الخميس إلى الجمعة إلى عزل عديد القرى المنتشرة بنواحي منطقة وادي عبد بدائرة ثنية العابد وبمنطقة بوزينة وبمنطقة أريس، خاصة بالمرتفعات التي يزيد علوها عن 1200 متر. وعرفت يوم أمس ولاية برج بوعريريج تقلبات جوية حادة تساقطت خلالها أمطار غزيرة وكميات معتبرة من الثلوج بالمناطق المرتفعة، فعزلت الثلوج القرى والمداشر والبلديات الواقعة بالجهة الشمالية والغربية للولاية، بعد قطع الطرقات المؤدية إليها.