يُنتظر أن يشُدّ نقابيو التكتل المستقل عبر 48 ولاية الرحال نحو العاصمة، الأحد المقبل، للمشاركة في وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس الشعبي الوطني، تزامنا مع عرض مشروع التقاعد للمناقشة العلنية أمام النواب، ويتزامن الاحتجاج مع انطلاق إضراب ثلاثة الأيام المقرر في 27 و28 و29 نوفمبر من الأسبوع المقبل، ليختم بوقفة احتجاجية ثانية أمام مقر البرلمان بالعاصمة في 30 نوفمبر تزامنا مع التصويت على مشروع القانون.
وأكد القيادي المكلف بالأعلام في النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين "إينباف"، جيلالي بلخير، في اتصال مع "الشروق"، أن النقابات المستقلة صامدة وملتفة حول مطلب الإبقاء على التقاعد النسبي والمسبق، وستتخذ جميع الإجراءات التي تراها مناسبة للمضي في مطلبها. ودعا محدثنا الحكومة إلى فتح قنوات الحوار مع الشركاء الاجتماعيين للتوصل إلى صيغة مناسبة لتهدئة الأوضاع.
إلى ذلك، يُرتقب أن يعيش نواب البرلمان على أعصابهم، في الفترة الممتدة بين مناقشة مشروع قانون التقاعد والمصادقة عليه، فالجبهة الاجتماعية تهدد بالتصعيد، والشارع لا يزال تحت وقع صدمة المصادقة على مشروع قانون المالية 2017، وينتظر أن يمرّ مشروع قانون التقاعد بسلاسة عبر نواب الموالاة... ففي حال المصادقة إيجابا على مشروع القانون- وهو ما يتوقعه الكثير- سيواجه النواب سيلا من الانتقادات العارمة، على غرار خيانة الشعب والاصطفاف إلى جانب الحكومة على حساب الفئات الفقيرة والهشة.
وفي موضوع ذي صلة، تفاجأنا بتغيب بعض الأساتذة عن التدريس ليوم الخميس، رغم أن انتهاء الإضراب أول أمس، حيث التقينا بتلاميذ واقفين أمام باب متوسطة ببلدية جسر قسنطينة بالعاصمة أثناء أوقات الدراسة، وأكدوا لنا أن أساتذتهم لا يزالون مضربين، فيما فسّر لنا ولي تلميذ وجدناه بالمكان، أن بعض الأساتذة استغلوا تزامن نهاية الأضراب مع نهاية الأسبوع فاستفادوا من يوم راحة الخميس.
وعن تأثير الانقطاع عن التدريس لقرابة 4 أيام في الأسبوع، أكد رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، أحمد خالد، في اتصال مع "الشروق"، أن وزارة التربية الوطنية استعدت لمثل هذه المواقف، وحسب تعبيره: "هذه السنة كسب التلاميذ 6 أسابيع إضافية، فالدخول المدرسي لعام 2016 كان في 4 سبتمبر المنصرم وشرع التلاميذ مباشرة في الدروس، عكس ما تعوّدوا عليه في عهد الوزير الأسبق أبوبكر بن بوزيد، حيث يلتحقون بالمدارس بين 9 و12 سبتمبر، ويُهدرون قرابة شهر بعد الدخول مع التسجيلات المدرسية وشراء الكتب..." كما اعتبر خالد أن تقليص عطلة الشتاء المقبلة بأسبوع كامل، سيجعل المقرر الدراسي يسير بطريقة عادية.