قتلى.. موظفون بلا أجور ومرضى مرعوبون بسبب الثلوج

تسببت الاضطرابات الجوية والثلوج المتساقطة مؤخرا، في أزمة سيولة نقدية في أغلب المكاتب البريدية، خاصة تلك الموجودة في الولايات المعزولة والقرى والمداشر التي تحاصرها الثلوج، وحالت دون وصول شاحنات نقل الأموال إليها، كما أجلت مصالح الدرك والجيش والحماية المدنية والشرطة العديد من الحوامل والمرضى وكبار السن، فيما عزلت 13 ولاية من الشرق ووسط وغرب البلاد بسبب الثلوج المتساقطة خلال 12 ساعة الماضية.

مست أزمة السيولة النقدية التي تعاني منها المراكز والمكاتب البريدية العديد من ولايات شرق البلاد، وبعض ولايات الوسط بسبب عدم تمكن شاحنات نقل الأموال من الوصول إلى هذه الولايات، بسبب الطرق المقطوعة نظرا لكميات الأمطار والثلوج المتساقطة، وهو ما أثار موجة استياء وسط المواطنين الذين عانوا الأمرين لسحب أموالهم.

وأكدت نشرية خاصة صادرة عن قيادة الدرك، السبت، إثر عودة الاضطراب الجوي الذي بدأ الجمعة والذي مس الجهة الغربية للوطن خاصة، والتي شهدت تساقطا كثيفا للثلوج على المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 800 متر، تدخل عناصرها رفقة أفراد الجيش ميدانيا مس 13 ولاية عزلتها الثلوج، وانقطعت عنها حركة المرور بـ23 طريقا وطنيا و14 طريقا ولائيا أي بمجموع 37 طريقا، تربط ولايات الشرق والغرب والوسط.

ويتعلق الأمر حسب النشرية بكل من تلمسان، عين الدفلى، الجلفة، البليدة، البيض، الأغواط، تسمسيلت، جيجل، سطيف، البويرة، تيزي وزو، بجاية، ميلة، أما الطرق الأكثر تضررا هي الطرق الوطنية رقم "1 و1 ب" العابر لإقليم ولاية الجلفة... الطرق الوطنية رقم 06-06أ-47 العابر لإقليم ولاية البيض والاغواط... الطرق الوطنية 15-30-33 العابرة لأقاليم ولاية البويرة وتيزي وزو.

وحسب آخر بيان لوزارة الدفاع فإن جهود الجيش متواصلة بسبب استمرار التقلبات الجوية بالولايات الشرقية وتساقط الثلوج، حيث تدخلت مفارز للجيش على مستوى المناطق المعزولة بإقليم الناحية العسكرية الخامسة لفتح الطرق وفك العزلة على المواطنين، بتسخير آليات ومعدات ثقيلة لفتح العديد من المسالك والطرق الثانوية.

وسجلت الوحدات المشكلة للدرك الوطني 500 حالة تدخل عبر مختلف محاور وطرق المواصلات لفائدة مستعملي الطريق، وما يفوق 400 تدخل لحماية الأشخاص والممتلكات وإغاثة المنكوبين، حيث حطمت ولاية سطيف، الرقم القياسي بـ180 تدخل عبر الطرق والمواصلات و32 تدخلا لحماية الأشخاص وإغاثة المنكوبين.

 وحسب نفس النشرية فإنه على مستوى الطرق قامت وحدات الدرك بإقحام العديد من التشكيلات الثابتة والمتحركة، وهذا بتسخير الإمكانات البشرية والمعدات التابعة للفرق الإقليمية، وسرايا وفرق أمن الطرقات وكذا إمكانات وحدات التدخل عبر المحاور والمسالك الصعبة والنقاط السوداء، من أجل تنظيم وتسهيل حركة المرور وتوجيه مستعمليها إلى المسالك المفتوحة.

وحطمت الأرقام الخضراء الخاصة بالدرك الوطني والشرطة والحماية المدنية الرقم القياسي في اتصالات المواطنين الطالبين للنجدة، خاصة فيما يتعلق بنقل الحوامل إلى المستشفيات، وكبار السن، والذين يعانون من الأمراض المزمنة عبر سيارات الدرك والشرطة والحماية المدنية ونقلهم إلى المستشفيات.

وسجلت وحدات الدرك الوطني عبر إقليم الاختصاص 9 حوادث مرور أسفرت عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 15 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة.

الثلوج تحاصر المدن الغربية للبلاد

قتلى وجرحى ومواطنون عالقون في الطرقات!

تسببت الاضطرابات الجوية التي ضربت عشر ولايات غربية في وقوع حوادث مرور وانزلاقات وغلق طرقات وفرض حصار شامل على القرى والمداشر، فيما أدت بعشرات العائلات في باب الزوار إلى قضاء ليلة سوداء بعدما غمرت المياه أقبية العمارات، وبمنطقتي افلو والشريعة وجدت عائلات نفسها عالقة بسبب الثلوج مع تسجيل إصابات متفاوتة لدى 20 شخصا بسبب حوادث المرور.

وتسببت كميات الثلوج المتساقطة على افلو والمناطق المجاورة لها، في انقطاع طرق وطنية أدت إلى وقوع شلل في حركة المرور، وحرمت المارين بالمنطقة من التوجه إلى سكناتهم، فيما واصلت أزمة قارورات الغاز صناعتها الحدث، ما جعل العديد من المداشر تعيش العزلة، كما تم تسجيل عدة حوادث مرورية.

وعثرت مصالح الحماية المدنية لولاية مستغانم على جثة مواطن ملقاة على حافة الطريق الاجتنابي.

وكشفت مصادر "الشروق" أن تساقط الثلوج شل أجزاء من الطرقات الوطنية والولائية لسعيدة، منذ أول أمس، وتضيف مصادرنا، أن الثلوج صعبت كثيرا حركة المرور عبر الطرقات الوطنية والولائية، خاصة على مستوى الطريق الوطني رقم 92 الرابط ما بين سعيدة وتيارت والطريق الوطني رقم 6 الرابط سعيدة بولايات الجنوب الغربي.

 كما فرضت الثلوج المتساقطة على سعيدة حصارا شبه كلي على سكان المناطق النائية. وقامت مصالح الأمن المشتركة متمثلة في عناصر الجيش الوطني الشعبي، والدرك الوطني، والحماية المدنية، وقطاع الأشغال العمومية وكذا مصالح البلديات المعنية، بعملية إزالة الثلوج. وخلفت التقلبات الجوية 5 حوادث سير وقعت على مستوى طرقات ومحاور الولاية، إلى جانب تسجيل صعوبات في حركة السير عبر الطريقين الوطنيين 14 و19 وكذا الطريق الولائي رقم 60 بسبب الثلوج التي وصل سمكها إلى نحو 40 سنتيمترا، هذا ونجم عن سوء الأحوال الجوية انحراف وانقلاب عديد المركبات.

وشهدت، السبت، مدينة الشريعة السياحية بولاية البليدة الآلاف من المركبات والسياح الذين توافدوا للتمتع بالمناظر الطبيعية والحلة البيضاء التي اكتستها الشريعة نتيجة التهاطل الكبير للثلوج على المنطقة غير أن مصالح الحماية المدنية سجلت أكثر من تدخل أصيب على إثره  20 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة  جراء الانزلاق واللعب العشوائي الذي أدى إلى تسجيل إصابات أغلبها كانت في صفوف الأطفال والشباب، كما علقت آلاف المركبات على مستوى الطريق الوطني رقم 37 الرابط ما بين الشريعة ووسط مدينة البليدة بسبب الأحوال الجوية الرديئة التي صاحبها تساقط الكبير للثلوج وجندت مصالح الدرك الوطني أكثر من 200 دركي لتأمين العائلات.