اكتشف جهاز الدرك الايطالي (كارابينييري) 10 كيلوغرامات من أوراق ألف دينار الجزائرية المزورة داخل بيت أحد أفراد عصابة مافيا لاكامورا بمنطقة أفيرتسا شمال نابولي، في عملية هي الثالثة من نوعها منذ 2009، ما يؤكد أن المافيا الإيطالية على علاقة مباشرة بعصابات جزائرية لتزوير العملة الوطنية.
وقال الرائد (إل ماجوري) أنطونيو فورتي قائد الفرقة العملياتية لجهاز الدرك (كارابينييري) الإيطالي بمحافظة كازيرتا جنوب ايطاليا (قرب نابولي) في تصريح حصري لـ"الشروق" أن الاكتشاف تم خلال عملية مداهمة لبيت أحد أفراد المافيا بمنطقة "أفيرتسا" بسبب شبهات حول انتمائه لعصابة مافيا لاكامورا.
وأوضح الماجوري انطونيو فورتي انه خلال المداهمة لبيت المشتبه به تم العثور على أوراق نقدية حمراء بها وسم عبارة عن علامات مائية، وتبين بعد التحري أنها أوراق مزورة للدينار الجزائري.
وذكر المتحدث بأنه لم يتم احتساب عدد الأوراق وكل صفيحة كانت تضم 4 أوراق نقدية، لكن عملية وزنها أظهرت أنها تزن 10 كيلوغرامات، موضحا أنه لم يتم معرفة بعد من أين جاءت هذه الأوراق المزورة وما هي وجهتها، إن كانت الجزائر أو بلد آخر.
وأشار محدثنا إلى انه سيتم لاحقا الاتصال بالمصالح الدبلوماسية الجزائرية من خلال سفارة الجزائر في روما لمواصلة التحقيق في هذه العملية، موضحا أن الملف سيسلم إلى العدالة الآن لكي تقوم بعملها.
وحسب الماجوري أنطونيو فورتي فإن مصالح "كارابينييري" ستواصل تعميق الأبحاث وعمليات التحري لمعرفة مدى ارتباط هذه العملية، بتلك التي تم رصدها عامي 2009 و2010 بمنطقة جوليانو المتعلقة بمطابع سرية للدينار الجزائري، غير بعيد مكان اكتشاف الأوراق المزورة.
وكشف المتحدث عن توقيف 3 أشخاص في بيت المشتبه به، مشيرا إلى أن الأفراد ينتمون لعصابة مافيا "لاكامورا"، وسيتم تقديمهم للعدالة لكشف ملابسات وتفاصيل أكثر عن هذه الأوراق النقدية... وتناقلت أمس، الصحافة الإيطالية، صور وفيديوهات للعملية الأمنية التي مكنت من اكتشاف تزوير الدينار الجزائري.
وبعملية تقريبية فإن القيمة المالية للدينار المزور التي تم حجزها تكون في حدود 2 مليار على الأقل باحتساب أن 100 مليون سنتيم من فئة أوراق 1000 دينار، تزن تقريبا نصف كيلوغرام.
واكتشف الأمن الإيطالي سنة 2009 مطبعة سرية لوزير العملة الجزائرية بمنطقة جيوليانو قرب نابولي تورط فيها أفراد من عصابة لاكامورا، أعقبتها عملية ثانية في جويلية 2010 بذات المنطقة مكنت من اكتشاف مطبعة سرية ثانية وعثر فيها على 35 مليار سنتيم من العملة الوطنية المزورة.
ويطرح تكرر عمليات اكتشاف مطابع أو مبالغ للدينار الجزائري المزور في معاقل المافيا الإيطالية، وجود امتدادات لها وأطراف تعمل معها أو لصالحها في الجزائر، من اجل ترويج وإغراق السوق الموازية بهذه المبالغ المزورة.
كما سبق لمافيا "ندرانغيتا" وأن دخلت الجزائر من خلال شركة إنشاءات عامة، فازت بصفقة لبناء 1186 سكن في الجزائر، وهو ما أشارت إليه الشروق في عدد 19 جانفي 2016، وفق ملف قضائي كامل للقضية صادر عن محكمة كاتانتسارو جنوب ايطاليا.