ارتسمت، منذ الأيام الأخيرة، بقع ملوثة بالعديد من شواطئ الجهة الشرقية للعاصمة، حيث بدا للعيان لون مخالف لمياه البحر العادي، ما فرض على المصطافين تجنب السباحة، خوفا على صحتهم وأطفالهم في حين لم يكترث البعض الآخر لهذه المشاهد، وهي الظاهرة التي وصفها مرتادو تلك الشواطئ بغير الطبيعية وتستدعي اتخاذ إجراءات احترازية تعتمد على وضع لافتات تطمئن من خلالها المصطافين إن كان الأمر خطرا أم لا، على الصحة العمومية.
حيرة كبيرة وتساؤلات يطرحها العديد من سكان ومصطافي الجهة الشرقية للعاصمة، الذين لم يهضموا طريقة تعامل السلطات المحلية مع مشكل ظهور بقع ببعض الشواطئ كعين طاية، تامنفوست، المرسى.. في حين يدور الحديث عن انتشار البقع ووصولها إلى غاية شواطئ برج الكيفان، حيث تظهر الصور بالعين المجردة على أنها بقع مختلفة عن اللون العادي لمياه البحر، ما يشير إلى تلوث المياه التي يبدو أنها تعرضت للصب العشوائي الآتي من تسرب مياه مصانع الرغاية، وحتى من المنطقة الصناعية لبومرداس– حسب بعض تأكيدات المواطنين الذين عزف بعضهم عن النزول إلى الشواطئ إلى غاية اتخاذ الإجراءات الاحترازية من طرف الجهات المسؤولة في وقت لم يأبه البعض الآخر لتلك البقع بل واصلوا في السباحة غير مكترثين للعواقب التي قد تنجر عن ذلك.. شهادات أخرى، تؤكد أن الأمر يتعلق بتسرب كبير لمخلفات المنطقة الصناعية للرغاية حتى إن المواد الكيميائية بدت ظاهرة للعيان لطفوها على السطح. ويتعلق الأمر– حسب مصادرنا- بكل من شاطئ الشط بالرغاية وسركوف وديكا بلاج بعين طاية، بالإضافة إلى القادوس وسوفران. كما نبهت مصادرنا إلى أن البقع تنتشر بسرعة وبإمكانها الوصول إلى المرسى وتامنفوست. وقد تظهر حتى ببرج الكيفان إن لم يؤخذ المشكل بعين الاعتبار، في وقت اتخذت فيه الحماية المدنية بعض الإجراءات الاحترازية بغلق بعض الشواطئ المتضررة، غير أن عدم الاكتراث للظاهرة من طرف البعض جعل السباحة بها عادية.
ولمعرفة أكثر التفاصيل، ولتجنب امتداد تلك البقع إلى بقية الشواطئ المجاورة، وعن مصدر البقع وحدة خطورتها، تم الاتصال بمديرية مؤسسة النظافة الحضرية لولاية الجزائر، التي تسهر على إجراء التحاليل البكتريولوجية لمياه البحر، غير أننا لم نتمكن من الوصول إلى لب القضية، لضرورة المرور بمكتب الاتصال لولاية الجزائر أو الديوان طلبا للموافقة على تزويدنا بالمعلومات بعدما باءت محاولاتنا الهاتفية بالفشل لعدم الرد علينا.