قال تعالى: "فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ" الصافات/101 وقوله: "فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ" الذاريات/،28 وقوله: "قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ" الحجر/53.
الحلم هو أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب، وهذا يظهر في علاقته مع الآخرين إذا غضب. وربنا تعالى لما ذكر إسماعيل وذكر علاقته مع أبيه والآخرين في سورة الصافات ذكر في الآية بعدها: "قال يا أبت افعل ما تؤمر" بعد أن أخبره أبوه بأنه أوحي إليه أن يذبحه، وكذلك الحلم في علاقته مع أبيه في بناء البيت "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل". وقد ذكر الله تعالى إسماعيل بأنه رسول نبي وأنه كان صادق الوعد كما في سورة مريم "واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا"، فكان صادق الوعد في التبليغ للآخرين وفي الرسالة.
ولم يذكر تعالى مع إسحاق علاقته بالآخرين في القرآن كله مطلقاً، لكنه تعالى بيّن العلم فقط، وهذا لا يتعلق بالعلاقة مع الآخرين، إذن صفات إسماعيل التي ذُكرت في القرآن تقتضي الحلم.
والأمر الآخر؛ أن الله تعالى لمّا يذكر صفات الأنبياء يذكر صفة بارزة لكل نبي منهم، لكن هذا لا ينفي باقي الصفات عن كل نبي، فإذا ذكر الحلم فلا ينتفي العلم، وقد وصف تعالى إبراهيم عليه السلام بأنه أواه منيب وحليم، ومع هذا لم ينفِ صفات الإنابة عن غيره من الأنبياء، فهم جميعاً مُنيبون إلى ربهم ويدعونه. والصفة البارزة في إسماعيل عليه السلام هي الحلم وقد أخذها عن أبيه إبراهيم، أمّا صفة إسحاق فهي ليست كذلك.
كلمات دلالية :
"إسماعيل الحليم".. و"إسحاق العليم"