بلغت درجات الحرارة المسجلة ببعض ولايات الجنوب في الجزائر خلال شهر جوان الماضي، مستويات قياسية بتجاوزها 64 درجة مئوية بمنطقة عين صالح ولاية تمنراست
وحسب وثيقة رسمية لديوان الأرصاد الجوية موقعة من طرف المديرية الجهوية للأرصاد الجوية لتمنراست تضمنت معطيات درجات الحرارة التي سجلتها محطة الأرصادالجوية بعين صالح فإن درجات الحرارة القصوى قد بلغت في بعض المناطق 49.3 تحت الظل يوم 24 جوان و64.4 خارج الظل يوم 25 جوان من الشهر نفسه.
ولم تنزل درجات الحرارة القصوى طيلة شهر جوان عن 33.5 تحت الظل و 44.3 خارجه - حسب الوثيقة- في صحراء الجزائر أكثر المناطق حرارة في العالم.
ولا تعلن مصالح الأرصاد الجوية في الجزائر منذ تأسيسها عن درجات الحرارة الحقيقية في الجنوب، على خلاف مراكز أرصاد أوروبية التي أكدت في العديد من المرات أن درجات الحرارة تجاوزت 53 درجة، هروبا من تطبيق قوانين الأمم المتحدة، التي تمنح العمال إجازة رسمية حال بلوغ الحرارة 50 درجة، بالإضافة إلى تحديد هذه الولايات كمناطق منكوبة تتطلب إجراءات خاصة تصدر من الحكومة، تماثل تلك التي تدرج في زلزال بقوة 6.5 درجات.
كما تنص قوانين العمل الدولية على منح العاملين إجازة رسمية في حال بلوغ الحرارة 50 درجة، وذلك من أجل الحفاظ على صحتهم وعدم تمكينهم من العمل في ظل درجة حرارة مرتفعة كهذه.
وتلزم منظمة الأمم المتحدة الدول الأعضاء فيها بتحديد المناطق التي تبلغ فيها درجة الحرارة الخمسين كمناطق منكوبة تتطلب إجراءات استثنائية لحماية المسنين والمرضى والأطفال من الهلاك، وهذا ما جعل الجزائر والعديد من الدول تتهرب من الإعلان الحقيقي عن درجات الحرارة لاجتناب تطبيق قوانين وإجراءات الأمم المتحدة.
ويقول خبراء في الأرصاد الجوية أنه من الضروري وضع إجراءات استثنائية على غرار منح العمال عطلة رسمية، خاصة المعرضين للشمس، بالإضافة إلى توفير المياه 24 على 24 ساعة وإجلاء العائلات التي تقطن في سكنات هشة إلى المدارس ودور الشباب المكيفة وتوفير الخدمات الصحية بشكل استعجالي، بالإضافة إلى القيام بعمليات تحسيسية تبدأ بالإعلان الحقيقي عن درجات الحرارة وعدم الكذب على الناس لوضعهم أمام الحقيقة.
ويؤكد أطباء ومختصون في الصحة أن درجات الحرارة الحقيقية المسجلة يمكن أن تتسبب في كوارث صحية، لأنها عندما تبلغ أو تتجاوز الخمسين فإن أشعتها قد تتسبب في صداع قوي وإصابات قاتلة على مستوى الرأس، بالإضافة إلى إصابة الجسم بالجفاف الذي قد يكون مميتا، وينصحون المسنين والمرضى والحوامل والأطفال بعدم الصوم في هذه الأيام والذي يمكن أن تترتب عنه مضاعفات صحية خطيرة.
وتسببت درجات الحرارة المرتفعة في الصحراء الكبرى بهلاك العشرات من المهاجرين السريين عطشا بعد محاولتهم التنقل من بلد إلى آخر بعد تيههم في عمق الصحراء.
وتخفي السلطات عن المواطنين درجات الحرارة الحقيقية المسجلة بخلاف الدول الأوروبية، حيث بلغت 40 درجة في ألمانيا في صيف 2013 مما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ، على عكس ما يحدث في الجزائر هذه الأيام بإعلانات كاذبة لدرجات الحرارة.
كلمات دلالية :
الحرارة تتجاوز 64 درجة