من سيحقق في تحطــــم الطائـــرة الجزائريـــة؟!

أثار القضاء الفرنسي الجدل بخصوص من يتولى قيادة التحقيق حول سقوط الطائرة الجزائرية في مالي، حيث سارع إلى فتح تحقيق أولي في القضية بتهمة ”القتل غير العمدي”. فيما أكدت العديد من التقارير الإعلامية الفرنسية، أن الأولوية حاليا بالنسبة للفريق المحقق في تحطم الطائرة الجزائرية بمالي، تتمثل حاليا، في قراءة محتوى العلبتين السوداويين التين تم العثور عليهما.

وفتح القضاء الفرنسي تحقيق أولي بحجة ”أن قانون الإجراءات الجزائرية يخول ذلك بمجرد وجود ضحية فرنسي ولو أن الحادث تم خارج التراب الفرنسي”.

كما أن القضاء الفرنسي أحال الملف إلى القائد العام لشرطة الطيران، لمعهد البحوث الجنائية التابع للدرك الفرنسي، يطرح تساؤلا حول من يحق له القيام بالتحقيق في تحطم الطائرة.

من سيحقق في تحطم الطائـــــــــــــرة؟!

حسب القواعد المعمول بها من طرف الطيران الدولي المدني، فإن التحقيقات يجب أن تتم من قبل البلد الذي تحطمت فيه الطائرة، وهي دولة مالي، وقد أكد وزير النقل المالي، مامادو هاشم يوم الخميس الماضي أن ”مالي هي التي ستقود التحقيق”، وفي هذا السياق أكدت السلطات الفرنسية أنها ستعمل بـ«تنسيق وثيق” لتوضيح ملابسات الحادث ”وذلك بناء على طلب مالي” حسب ما أوضحته السلطات الفرنسية.

وتؤكد قواعد عمل منظمة الطيران المدني الدولي، أن الأطراف التي يحق لها المشاركة في التحقيق تتمثل في دولة تسجيل الطائرة وهي إسبانيا، دولة شركة النقل وهي الجزائر، والدولة التي قامت بصناعة الطائرة وتتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة للدول التي كان لها أكبر عدد من الضحايا، وفي هذه الحالة ستشارك بوكينافاسو في التحقيق، حيث ينبغي عليها توفير الموارد البشرية والمادية لفريق التحقيق.

هذه هي خطوات التحقيـــق

تحدث وزير النقل الفرنسي، فريديريك كوفيليي، في تصريح له لجريدة ”لوموند” الفرنسية، عن ثلاثة مراحل مفصلة لكيفية إجراء التحقيق عن سقوط الطائرة الجزائرية على الأراضي الفرنسية.

المرحلة الأولى: أوضح المتحدث أن المرحلة الأولى، التي ستستغرق بضعة أيام، ستتمثل في جمع وحفظ البيانات، بهدف تحديد المؤشرات، وذلك بغرض مساعدة المحققين على تحديد جسم الطائرة، على أن ترسل  كل هذه المعطيات إلى مدينة ”غاو”.

مضيفا أن هذه المرحلة تشمل أيضا فحص مسجلات الصوت وبيانات الرحلة. مع العلم أنه تم العثور على العلبة السوداء الثانية. وأضاف وزير النقل الفرنسي ”ينبغي أن تتم هذه الخطوة في فرنسيا” وتحجج بقوله ”لأن مالي لا تملك مخابر لتحليل مسجلات الطائرة”.

المرحلة الثانية: أكد الوزير الفرنسي، أن هذه المرحلة مدتها غير معروفة، وستتمثل في الفحص والبحث، وستتبع بتحليل تسجيلات الرحلة وتكون متبوعة بقراءة تقنية، هذه الأخيرة ـ حسب الوزير ـ يمكن أن تكون سريعة جدا أو معقدة، وهذا بالنظر للحالة التي ستكون فيها العلبتان السوداويتان للطائرة.

المرحلة الثالثة: هذه الأخيرة سيقوم فيها المحققون بعمل تحليل يسمح لهم باستخلاص الاستنتاجات بخصوص هذه القضية، وعليه ـ يضيف وزير النقل الفرنسي ـ فإن فريق التحقيق بإمكانه الاعتماد على جميع العناصر التي تمكن من الوصول إليها في الخطوات السابقة في التحقيق، وذلك حتى يتمكن من الوصول إلى أقرب سيناريو قد يحاكي ظروف سقوط الطائرة.

أصعب تحدي أمام المحققين

يبدو أن الطاقم الذي سيشرف على التحقيق في تحطم الطائرة الجزائرية، الخميس الماضي، على الأراضي المالية، سيكون أمام تحد صعب، يتمثل في قراءة محتوى العلبة السوداء الثانية للطائرة، والمسماة صندوق ”مسجل صوت مقصورة القيادة”، وهو الذي يقوم بتسجيل كل محادثات طاقم الطائرة خلال الرحلة، بالإضافة لتسجيله أي صوت آخر محيط بمقصورة القيادة. غير أن العديد من الخبراء في مجال الطيران المدني، يتساءلون عن إمكانية بقاءالعلبة الثانية في حالة جيدة وقابلة للاستغلال. وذلك بالنظر لشدة الارتطام بالأرض، خاصة وأن الصور الأولى التي تناقلتها مختلف وسائل الإعلام تشير إلى ارتطام عنيف جدا أدى إلى تشتت وتبعثر الطائرة إلى أشلاء لدرجة لم يتم التعرف على جسم الطائرة إلا بصعوبة كبيرة، وبعد ساعات من البحث والتحري.