مساجد خاوية من المصلين صيفا.. والسبب انعدام المكيفات!

يكابد المواطنون كلما عاد فصل الصيف الويلات جراء ارتفاع درجات الحرارة في بعض أماكن الانتظار وعدم تشغيل المكيفات أين يبقون ساعات في الطوابير ووسط الاكتظاظ قبل قضاء حاجاتهم.

والغريب في الأمر أن بعض المؤسسات العمومية كالمستشفيات ومراكز البريد، ومقرات البلديات مزودة بالمكيفات الهوائية ولكنها مجرد ديكورات حيث تقتصر المكيفات المشغلة على مكاتب الموظفين فقط أحيانا. 

وفي جولة استطلاعية أمس لبعض مراكز البريد والمستشفيات وقفت "الشروق" على حالة التذمر والغضب وسط المواطنين الذين تضايقوا من الحرارة المرتفعة ورائحة العرق، وكانت نظراتهم متجهة إلى مكيفات هوائية معطلة. 

وفي مركز بريد حسين داي الذي يشهد إقبالا كبيرا للمواطنين، يضطر هؤلاء إلى الانتظار ساعة تقريبا في طوابير الأكشاك من دون مكيفات هوائية. ويتكرر الوضع يوميا خلال الصيف حتى في ظل درجات الحرارة فوق 30 درجة، وهو نفس المشهد في كثير من مراكز البريد والإدارات. 

وأكد أعوان أمن وحراسة في شهاداتهم لـ "الشروق"، أن معاناتهم تزداد كل صيف، خاصة في قاعات مصالح الحالة المدنية، حيث تساءلوا عن سر عدم تشغيل المكيفات الهوائية رغم وجودها، وهو الأمر الذي يشكو منه المواطن في الكثير من قاعات الانتظار في مؤسسات عمومية حيث طالبوا بتدخل الجهات المعنية للتحقيق في سر بقاء المكيفات الهوائية مجرد ديكورات.

وقال أحد الأطباء في اتصال مع "الشروق"، يعمل بمستشفى نفيسة حمود بارني بالعاصمة إن المكيفات الهوائية معطلة في أروقة المصالح الاستشفائية وحتى في غرف المرضى دون أي استفسار أو طلب لتشغيلها، مشيرا إلى أن هذه الحالة أصبحت ثقافة منتشرة عبر جميع المستشفيات دون تدخل للجهات المسؤولة.

وفيما يخص بعض المساجد، أكد في هذا الصدد الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، جلول حجيمي، لـ "الشروق"، أن الكثير من المصلين ينفرون من بعض المساجد ويذهبون إلى أخرى لعدم توفر المكيفات الهوائية والتي أصبحت عاملا ضروريا لا يمكن الاستغناء عنه، حيث استغرب عدم تشغيل هذه المكيفات الهوائية رغم وجودها في بعض المؤسسات التي وجدت هناك لتخدم المواطن الجزائري.

وامتدت ظاهرة تنصيب المكيفات الهوائية من دون تشغيلها إلى عدد من قاعات المحاكم ومحطات القطار والحافلات حيث تتضاعف متاعب المواطنين.