مأساة أخرى، عرفها حج هذه السنة، كغيره من المواسم السابقة، وخاصة في مشعل منى، رغم التطمينات التي بعثت بها السلطات المختصة قبل موسم الحج، بإعلانها تخصيص مخيم مكيف ومحروس لإقامة 28 ألف حاج، لكن المعاينة على أرض الواقع كانت مغايرة، ففور نزول الحجاج الجزائريين من صعيد عرفة الطاهر، وجدوا الخيم التي كان قد تم اقتحامها في وقت سابق، وما كان لهم سوى البحث عن قطعة كرتون وزاوية بعيدة عن مسار السير، لقضاء الليلة على "ضوء القمر".
وقال حجاج تحدثت إليهم "الشروق" إن اقتحام المخيمات الجزائرية، تم من طرف الحجاج غير النظاميين - قادمين عبر تأشيرات المجاملة - بعدما وجدوا الخيم شاغرة، فيما ذكر حجاج آخرون أن المكان قد تم اقتحامه من بعض الطلبة الجزائريين في المدينة المنورة، الذين قدموا لأداء مناسك الحج، و"سطوا" على إقامة الحجاج النظامين، ووقفت "الشروق" على وجود حجاج من جنسيات أجنبية أجبروا الحجاج الجزائريين على المبيت في العراء وبالشوارع، حتى أولئك من كبار السن ومرضى.
وأفاد أحد الحاج لـ"الشروق"، ممن وجد مكانا داخل أحد الخيم لكنه فضل المبيت في العراء أن "الرائحة كانت كريهة جدا داخل الخيمة، ولا يمكنه المكوث بداخلها، وزيادة على الحرارة وتعطل المكيفات"، وانصبت جميع شهادات الحجيج الجزائريين الذين عايشوا"المأساة" على غياب تام لأعضاء البعثة.
من جانبها، وقعت عدد من الوكالات السياحية الخاصة، انتهاكات صارخة حيال دفتر الشروط، بعدما طلبت من بعض زبائنها من الحجاج دفع مبالغ إضافية تتراوح بين 4 و11 مليونا، خارج تكلفة الحج العادية والبالغة 25.6 مليون سنتيم دون احتساب تذكرة السفر، من اجل تكفل أحسن بهم، لكن الأمر لم يكن سوى "مراوغة"، و"بزنسة"، حيث لم يجدوا عن وصولهم أي خدمة إضافية نظير المبلغ المدفوع.
إلى ذلك، قال تقرير للمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية، أمس، أن 16 حاجا قد توفوا بالأراضي المقدسة من بينهم 4 جزائريين في حين يقبع 10 حجاج من جنسية جزائرية في المستشفيات السعودية ولم يتمكنوا من أداء شعائر الركن الخامس من الإسلام، حيث أكد التقرير إن الحجاج المسعفين بعضهم من غادر المستشفى، فيما تم نقل من لم يستطع إلى عرفات في سيارات الإسعاف لأداء فريضة الحج.
كلمات دلالية :
حجاج يفترشون "الكارتون"