لم يمر عرض الفيلم المثير للجدل المعنون "بالوهراني" ليلة أول أمس بردا وسلاما على أسرة الفيلم، وهو يعرض لأول مرة شرفيا في قاعة سينما السعادة بوهران، حيث تخللت العرض مناوشات وصدامات كادت أن تأخذ طريقا آخر لولا تدخل بعض العقلاء وحتى رجال الأمن، الذين نجحوا في تفريق المحتجَين في مقدمتهم ممثلي المكتب الوطني لأبناء المجاهدين وكذا الأمين الولائي للمجتمع المدني، الذين قاطعوا مشاهدة ما تبقى من الفيلم وتجمَهروا أمام البوابة الرئيسية للسينما، مطالبين بوقف بث هذا الفيلم المخزي حسب وصفهم.
الفيلم المتوج مؤخرا في مهرجان أبو ظبي السينمائي، لا يشرف منطقة وهران التي أنجبتورعت أبطال الثورة المظفرة وقدمت في ساحة الوغى شهداء لا يسع القلم لعدهم -حسبهم-وهم الذين عبروا عن سخطهم الشديد من كل ما جاء في هذا الفيلم الذي يعالج موضوعالثورة دون ان يشاهد المتتبع لقطة واحدة للمعارك أو العمليات الفدائية التي كانت وهرانمسرحا لها خلال الثورة التحريرية.
وفي السياق، كشف الأمين الولائي لمنظمة أبناء المجاهدين وبعض المناضلين في حزبجبهة التحرير الوطني للشروق أن المنظمة بصدد مراسلة وزارة المجاهدين للتدخل العاجلومقاضاة صاحب الفيلم الذي أساء للثورة ولوهران وشهدائها، حيث تم تعويض الرشاشاتوالقنابل بالخمور والغناء والرقص، قائلا أن مخرج الفيلم بالغ في تصوير لقطات الشطيحوالرديح، أكثر من 20 مرة طيلة هذا الفيلم سواء خلال الثورة أو حتى في عهد الإستقلال.
الشباب الذي حضر عرض الفيلم عبر عن امتعاضه أيضا من تصوير المجاهد جعفرالوهراني على انه التحق بالجهاد مرغما، واقتصر كفاحه على قتل كولون فرنسي بالخطأ،حين حاول تخليص صديقه من يديه ليسقط أرضا فيلقى حتفه، ليتحول بين ليلة وضحاها إلىبطل مغوار، والأدهى من كل ذلك، أنه صور ابنه الذي ولدته زوجته المتوفاة على أنه لقيطنتج عن عملية اغتصاب نفَذها في حقها ابن أحد الكولون، كما تساءل المتحدثون عن السببالذي جعل المخرج يختار وهران كولاية لتصوير فيها هذا الفيلم المليء بمشاهد الإنحلالالخلقي من فرط كلمات السب والشتم للذات الإلهية والوالدين، حيث لا يمكنك يقول أحدالشباب أن تشاهد الفيلم مع عائلتك في المنزل.
من جهته، أكد مخرج الفيلم وبطله لياس سالم في حديث للشروق، أنه اندهش من ردَة فعلبعض ممثلي الأسرة الثورية، الذين خرجوا قبل نهاية العرض محدثين فوضى عارمة بقاعةالسينما، قائلا "أنه لم يقم سوى بتسليط الضوء على زاوية ظلَت لعقود عبارة عن طابو"،محاولا في الوقت نفسه، خلق شكل جديد من حيث طريقة إخراج الأفلام الثورية، معتبرا أنهلم يقصد الإساءة للوهارنة، وإنما "الوهراني" هو اسم ثوري أطلق على جعفر، مضيفا انهلن يخشى أي تهديد بمقاضاته أو وقف عرض فيلمه، لأنه يؤمن أن في الجزائر توجد حريةللتعبير وتشجيع الإبتكار والتجديد بدليل ان وزارة الثقافة كان لها فضل كبير في تدعيم العمليقول سالم.