مأساة حقيقية وقفت عليها الشروق أمس، بجانب الطريق السريع غرب العاصمة، حيث تتواجد عائلة تتكون من ستة أشخاص كل أفرادها مكفوفو البصر ماعدا الوالدة، حيث وجدت العائلة نفسها في الشارع بعد أن استثنتها عملية الترحيل التي نفذتها سلطات العاصمة وشملت كل سكان حوش فافي بالعاشور ليلة أول أمس.
الغريب أن العائلة كانت على اتصال بمسؤولي بلدية العاشور وتلقت تطمينات بأنها ستكون ضمن المستفيدين من عملية الترحيل، وبعد أن حضّرت العائلة نفسها وحزمت الأمتعة وبدأت عملية الترحيل فوجئت بأنها غير معنية بالحصول على سكن، بمبرر أن رب العائلة استفاد من إعانة قديمة تعود إلى سنة 1993، بولاية البويرة، وهو مبرر كان كاف أمام مسؤولي بلدية العاشور للتخلي عن خمسة أشخاص مكفوفين.
الشروق تحدثت إلى أفراد العائلة الذين كانوا في حالة تأثر شديد خصوصا أنهم شعروا بالإهانة والإحراج بسبب تواجدهم بالشارع، حيث قال الوالد كليل بوثلجة: صحيح أني استفدت من إعانة سنة 1993 بمنطقة نائية بولاية البويرة، لكن الإعاقة التي يعانيها أبنائي جعلتني أتنقل إلى العاصمة لتقريبهم من المدارس الخاصة بالمكفوفين، حيث أن كل أبنائي يزاولون دراستهم بدءا بالبنت الكبرى البالغة من العمر 24 سنة والتي تدرس بجامعة بوزريعة، وبلال 22 سنة، يدرس كذلك بجامعة بوزريعة، ومحمد 18 سنة يدرس بثانوية عبد العزيز بالعاشور وأخيرا مصطفى الذي يدرس بمدرسة المكفوفين بالحراش.
وحسب الوالد فـ"إن السّلطات كان بإمكانها معالجة الإشكال القانوني بورود اسمي ضمن البطاقية الوطنية بسبب إعانة 12 مليون، بمنح السكن لابنتي البالغة 24 سنة أو ابني البالغ 22 سنة، عوض الإلقاء بنا في الشارع، وأضاف لقد كافحت من أجل تدريس أبنائي رغم أني أعاني كذلك من نفس الإعاقة، وعلى الدولة أن تتكفل بهم لإكمال مشوارهم الدراسي، ولا يمكن أن يتحجج أحد بإعانة قديمة منحت لي بمنطقة نائية ليحرم أبنائي من السكن فيما يستفيد الأصحاء منه.
البنت الكبرى أمينة كانت في غاية التأثر ورفضت التصوير في البداية شعورا منها بالحرج أمام زملائها في جامعة بوزريعة، حيث صرحت أن ما يحدث لهم جريمة حقيقية وعمل غير أخلاقي على أساس "أننا مكفوفون ومن واجب الدولة التكفل بنا قبل غيرنا".
الشروق حاولت من جهتها الاتصال مرارا بمسؤولي بلدية العاشور للاستفسار عن السبب الذي جعلهم يتخلون عن هذه العائلة لكنها لم تتمكن من ذلك.