مبولحي: "اليونانيون لقبوني بالأسود القذر والحرب من أجل الوطن شعارنا في المنتخب"

فبعد حديثه عن بدايته مع كرة القدم ودخوله عالم الشهرة من بوابة مونديال جنوب إفريقيا رفقة "الخضر"، وصولا إلى دورة أخرى على التوالي أقيمت بـ البرازيل، واصل حامي عرين "الخضر" سرد تفاصيل شيقة ومثيرة، بدأها من التحول الذي جرى بعد كأس العالم خاصة انتقاله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فقال: "عقب المونديال عدت إلى حياتي بشكل طبيعي، الأمر المختلف أنني التحقت بفريق جديد، أقولها لك بصراحة (مخاطبا المقدم)، بعد كل سنوات الشقاء والكفاح في بلدان كثيرة، أخيرا أنا سعيد".

"أمريكا منحتني الحرية ووجدت أناسا ملتحين لم يتعرض لهم أحد"

وتابع الدولي الجزائري متحدثا في إحدى صالات الملاكمة التي تعود التدرب فيها بـ باريس: "مع نادي يونيون فيلادلفيا أنا سعيد داخل وخارج الميدان، حاليا أعيش في أمريكا بالقرب من نيويورك، وحتى مدينة فيلادلفيا أجدها رائعة جدا" مبولحي كشف أيضا أن العنصرية الموجودة في أوروبا وتحديدا فرنسا تكاد تغيب في أمريكا، قائلا: "لا يمكن تصديق كل ما يقال عن أمريكا، يمكنك ممارسة الشعائر الدينية دون أن يزعجك أحد، في فيلادلفيا مثلا فوجئت بجمعية إسلامية أعضاؤها بـ لحى كبيرة، يرتدون أقمصة إسلامية، لم أر أحدا أزعجهم، شخصيا عندما وصلت إلى أمريكا وشاهدتهم شعرت بسعادة شديدة، في أمريكا شعرت بحرية لم أشعر بها في أي مكان آخر".

"تعرضت لأبشع أنواع العنصرية وفي اليونان لقبوني بالوحش"

بالحديث عن إقامته بـ الولايات المتحدة الأمريكية، سأل المعد والمقدم الفرنكو- مغاربي مولود عاشور عن العنصرية التي قابلت مبولحي، خاصة أنه أسود البشرة وعربي أيضا، أو حسب وصف المقدم "كابوس يجلب العنصرية"، فرد الحارس الجزائري: "أجل، لدي بعض التجارب القاسية جدا بالنسبة للعنصرية، مررت ببلدان أين يقوم الناس بأمور تشعرك بأنك غير مرحب بك، يقولون لماذا جئت إلى هنا؟ حينها ترغب في ترك المكان والرحيل بعيدا" مضيفا: "الصدمة الحقيقية أصابتني في اليونان، الناس في الشوارع ينادونك يا أسود يا قذر، الأولاد الصغار يركضون خلفك ويقولون ما هذا الشيء؟ يوجد وحش يسير في الشارع، في تلك اللحظات شعرت بسوء شديد، تساءلت ما الذي يجري، لكن كل تلك التجارب زادت من خبرتي، معنوياتي حاليا محصنة لا يخترقها أي شيء".

"لم نشعر بأي ضغط أمام الألمان"

عاد مقدم برنامج "كليك" التابع لقنوات "كنال بلوس" الشهيرة إلى مباراة ألمانيا في ثمن نهائي كأس العالم، حيث طلب من مبولحي استرجاع أهم اللحظات التي مر بها أمام رفقاء توني كروس، مولود عاشور شبه بين "الخضر" والأنمي الياباني "Saint Seiya" والمعروف في الوطن العربي بـ "فرسان الزودياك" بسبب قتاليتهم وعدم استسلامهم، ورد مبولحي معقبا على حديثه: "كانت حربا وليست مباراة، أولى اللحظات التي أذكرها كانت أمام روسيا لما تعادلنا وتأهلنا لثمن النهائي، كنا نعلم بمواجهة ألمانيا لذا فكرنا مباشرة في الصراع التاريخي معهم، عند صافرة البداية لم نكن نشعر بأي ضغط، فقد صنعنا للتو التاريخ بالوصول إلى تلك المرحلة، كنا نواجه ألمانيا التي نالت اللقب لاحقا، إذا فزنا وتأهلنا مرحبا وإذا لم نفعل فلا إشكال أيضا، ما كان هناك شيء لنخسره".

"لسنا أفضل من البرازيل فمشكلة الألمان أنهم استصغرونا"

يرى مبولحي أن المقارنة بين الجزائر التي عانت أمامها ألمانيا ومنتخب البرازيلي الذي مر عبره "المانشافت" بسباعية أمر غير منطقي تماما، وقال في هذا الصدد: "أعتقد أن الألمان وضعوا ثقة مفرطة في أنفسهم قبل مواجهتنا، قالوا: سنواجه الجزائر وسنمر بسهولة، لكن عند صافرة البداية رأوا ما لم يتوقعوه (عقب المقدم على حديثه: شاهدوا ثعالب جائعة) نعم ذلك ما حدث، وتابع مبولحي حول اللقطات التي لازال يذكرها في مواجهة الألمان: "أذكر أن أول كرة وصلتني كانت من أوزيل، حاول رفع الكرة إلا أنني أخرجتها للركنية، الثانية كانت الأخطر في الشوط الأول دائما، لما سدد كروس كرة قوية تصديت لها، ليعيد الألمان تسديدها لكنني كنت بالمرصاد، خلال تلك المباراة شعرت بكثير من الحماس، كنت سعيدا واستمتعت بالمستوى العالي، في عالم كرة القدم يجب أن تستمتع بما تقوم به، عندما يفتقد اللاعب تلك الرغبة تبدأ الأمور في التعقد".

"هدفنا الأول حاليا الفوز بكأس إفريقيا ثم مونديال روسيا"

"ما هو هدف المنتخب الجزائري في المونديال القادم؟" هكذا سأل مولود عاشور مبولحي، فرد عليه لاعب يونيون فيلادلفيا: "التأهل إلى تلك الدورة قبل كل شيء (يضحك)، كافحنا طويلا للوصول إلى دورة البرازيل الأخيرة، حاليا الهدف الأول بالنسبة للمنتخب الجزائري هو الظفر بكأس أمم إفريقيا التي ستقام شهر جانفي القادم" مضيفا: "بعد مونديال البرازيل، صورة المنتخب الجزائري اختلفت لدى الجميع، لن ينسونا وأصبحنا في نظرهم مثل الوحوش فوق أرضية الميدان، إذا ما وقعوا في خطأ ما فإننا هناك موجودون" التصريح الأخير جعل مقدم برنامج "كليك" يسأل مبولحي عن حيوان "الفنك" الذي يكنى به "الخضر"، مستعرضا في ذات الفقرة مقتطفات عن وثائقي يروي أن ذلك الثعلب صغير الحجم ضعيف أمام عوامل عديدة، إلا أنه لم يحك شيئا عن مكره ودهائه.

"لا أفكر في مشاكل فرنسا وشعارنا دائما الحرب من أجل الجزائر"

مبولحي تعرض في آخر فقرات البرنامج إلى الأزمة التي يمر بها منتخب فرنسا، فأجاب أولا عن كونه فرنسيا أم جزائريا: "ولدت في فرنسا ولا يمكنني نكران هذا، لكنني جزائري دون شك" ثم حول وجهة نظره حيال اللاعبين الذين لا يجدون أنفسهم مع منتخب فرنسا ويفضلون تمثيل بلدانهم الأصلية: "الأمر شخصي يخص اللاعبين أنفسهم، بالنسبة لي أنا لا أهتم تماما بالمشاكل التي يمر بها منتخب فرنسا حاليا، لدينا مشاكلنا الخاصة واهتماماتنا مع منتخبنا الوطني، لذا لا يسعني التفكير في أزمات الغير وترك اهتماماتي، أعتقد أن منتخب فرنسا مطالب بوضع الأقدام على الأرض حتى يستعيدوا معالمهم" قبل أن يختتم الدولي الجزائري حديثه عن الشعار الذي يستخدمه "الخضر": "سنذهب للقتال من أجل بلدنا، دائما في حرب من أجله".

روابط ذات علاقة :

• مبولحي يلعب مباراته الرسمية رقم 18 على التوالي
• مبولحي محبط ويبحث الليلة عن إنهاء أول لقاء دون تلقي أهداف
• مبولحي يحافظ على عذرية شباكه لأول مرة مع "غازيليك آجاكسيو"
• مبولحي يتلقى رباعية كاملة ويسقط أمام بلعيد