تتواصل مهازل التوظيف في شركة الخطوط الجوية الجزائرية، باعتماد المحسوبية والوساطة في عمليات التوظيف والترسيم والتحويل في مناصب المسؤولية، فيما يستمر "المتقاعدون" في شغل المناصب والاستفادة من التحويلات إلى الخارج رغم تجاوزهم السن القانونية للنشاط، في إطار مهمة "استجمام".
قدمت مصادر متتبعة لمسار التوظيف والترقية بالشركة لـ"الشروق" بعض التفاصيل عنالحركة الأخيرة للتعيينات والتحويلات بالجوية الجزائرية، ومن ذلك أنه تقرر تحويل المدعوة"س.ج" لشغل منصب رئيسة محطة عبور بباريس، وهو الشأن ذاته للمدعو "ب.م"المعروف بقضية تهريب 132 هاتف نقال، هذا الأخير تم تعيينه هو الآخر كرئيس لمحطةبباريس، بعد أن قضى 17 سنة بجدة السعودية، وقد تم توقيف المعني في قضية تهريبالهواتف بعد تحويله على المجلس التأديبي وإصدار قرار بعزله في عهد الرئيس المدير العامالأسبق الطيب بن ويس، إذ ورغم أنه لم يبق على بلوغه سن التقاعد سوى 5 أشهر، غيرأن أحد المقربين للرئيس المدير العام للجوية الجزائرية محمد الصالح بولطيف أوصى بهليعين في باريس، وتحدثت مصادر "الشروق" عن الإبقاء على المدعو "ب.ع" الذي قضىأكثر من 34 سنة في وكالة الشركة بباريس رغم بلوغه سن الـ68 سنة، وهو ما يتنافىوتعليمة الوزير الأول التي تبعتها تذكيرات لفسح المجال أمام الشباب في مناصب الشغل.
الغريب في عمليات التوظيف التي تحدثت عنها مصادرنا، هو ترسيم الجدد الذين لم يتجاوزتواجدهم بالشركة إلا أشهرا معدودة، فيما ينتظر آخرون منذ سنوات، ومن ذلك شقيقبروتوكول أحد الوزراء المدعو "م.ر"، هذا الأخير تم ترسيمه في المنصب بعد مرور 17شهرا عن توظيفه، ليتقرر تحويله في الحركة الأخيرة لشغل منصب عون تجاري بنيسالفرنسية بعد أن كان متعاقدا، حيث سويت وضعيته الإدارية أياما فقط قبل تحويله. كمااستفاد نجل مسؤول بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم قضى 5 سنوات في نيس قبل أنيستدعى للدخول إلى الجزائر منذ شهرين، إذ يتواجد في عطلة، وقد تم اقتراح منصب مشابهليشغله هذا الأخير في روما.
وما أثار تعجب مستخدمي الجوية، تعيين أحد النقابيين المدعو "ح.ي" الذي كان يشغلمنصب رئيس للموظفين بالطائرة للعمل في المالية بوكالة الجوية الجزائرية في مونريالبكندا، وهو بالغ من العمر 58 سنة، كان عراب عديد الإضرابات التي شلت الشركة خلالسنين خلت، إذ ورغم عدم وجود علاقة بين المنصب الذي شغله في الشركة على مدارسنوات والذي تبوأه في الحركة الأخيرة، غير أن مسؤولي الشركة قاموا بترقيته بدون أيةمعايير، فيما يبقى المدعو "ز.ز" الذي يوصف بالرجل القوي في الشركة البالغ من العمر65 سنة يثير العديد من الاستفهامات.
وفي السياق، سبق للتجمع الجزائري ضد غلاء أسعار النقل نحو الجزائر أن راسل وزيرالقطاع عمار غول، بقائمة لأسماء أبناء كبار المسؤولين المعينين في مناصب ساميةبالشركة، بناء على اختياراتهم، وأماكن عملهم الحالية، وكيفية التحاقهم بالشركة التي كانتفي الأساس بناء على أساس المحسوبية.
يأتي هذا في وقت لم تكشف الوزارة عن تفاصيل التدقيق الذي خضعت له الشركة في إطارإعادة رسكلتها وهيكلتها، حيث يكتفي الوزير في كل مرة يطرح عليه السؤال بالقول أنالتقرير يتواجد على مكتب الوزير الأول عبد المالك سلال، دون أن يقدم تفاصيل، وإن عبرعن عدم رضاه للطريقة التي تدار بها عمليات التوظيف التي قال أنها ستبنى مستقبلا علىمعيار "الكفاءة".
إلى ذلك، ذكرت المصادر أن الشركة لم تقدم منذ عام 2009 التقييم المالي لها، وهو تاريخ آخر تقييم مالي منشور على "موقع الواب" للجوية الجزائرية، أي منذ تاريخ قدوم المدير العام بولطيف، فيما لم تنشر التقييمات الخاصة بسنوات 2010، 2011، 2012، 2013، 2014 .