عادت أزمة الوقود، مرة أخرى، لتضرب من جديد هذه الأيام الولايات الوسطى للوطن، بعدما انتقلت من الولايات الحدودية الشرقية والغربية، دون أن يتمكن المواطن من معرفة الأسباب، حيث تشهد محطات البنزين طوابير لا متناهية من المركبات، أحيانا تعود من حيث أتت بعدما ترفع أنابيب التزويد فوق خزان المحطات تعبيرا عن انعدام الوقود أو نفاده. وهو ما سيخلف مشاكل في تنقلات المواطنين، لا سيما أصحاب الحافلات المتخوفين من تكرار توقف نشاطاهم.
من البليدة إلى تيبازة، وصولا إلى العاصمة، تشهد محطات الوقود منذ أيام تذبذبا في التموين أمام طوابير للمركبات، لا سيما تلك التي تتزود بمادة المازوت، باعتباره أكثر ندرة قد تعصف في الأيام المقبلة بأصحاب المركبات النفعية والشاحنات وحتى الحافلات في تنقلاتهم اليومية ونشاطهم المعتاد، حيث عبر بعض أصحاب خطوط النقل بين البليدة وتيبازة والعاصمة، عن تجدد المشكل في أقل من شهرين بعدما عايشوا الأزمة طيلة أسبوعين أدت إلى توقف بعض الحافلات عن النشاط.
في وقت أجبرت الندرة بعضهم على التوقف عن السير بوسط الطريق وإجلاء المسافرين عن طريق والاستنجاد بحافلة أخرى، بينما اضطر البعض إلى العمل بالمناوبة والاكتفاء برحلة واحدة أو إلغائها مخلفين أزمة نقل حقيقية قد تتكرر هذه المرة.
من جهته، أكد زكي حريز، رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين، في تصريح لـ "الشروق" أن الأزمة سببها إشكالية التخطيط التي لم تراع زيادة عدد السيارات التي تشهدها الحظيرة الوطنية مقابل بقاء مصافي البترول على حالها، دون التفكير في مشاريع مربحة وبإمكانها امتصاص عدد هائل من البطالين، لتبقى التبعية للخارج تطاردنا في التزود بالمازوت بالرغم من الإمكانات التي تزخر بها الجزائر خاصة المادة الأولية- يضيف المتحدث- الذي أصر على ضرورة إنشاء مخازن، لا سيما بالولايات البعيدة "حتى لا نبقى رهينة للبواخر ورداءة الأحوال الجوية".