وليس من الصدق والأمانة أن يعرض التاجر ما يضر في الدين والدنيا بصورة ما ينفع وأن يقدم ما حرّم الله بطريقة تستهوي الناظرين! ألم تقرأ قول الله سبحانه عن هذا المال: "إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ" التغابن/15. ألست مسلما عاقلا تختار الأجر العظيم على الفتنة! أحسبك كذلك.
ونحن نظن بك -أخي الكريم- أنك تؤمن بأن الله هو الرزاق لا غيره وتعلم قول الله سبحانه: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً" الطلاق/2-3، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه"، فثق بالله واقبل العوض ممّن بيده ملكوت السموات والأرض وبيده خزائن الرزق.. وأبشر بما يسرُّك ولا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير فإن هذا وعد من لا يخلف الميعاد.
واعلم أن العبرة ليست بالكثرة ولكن العبرة بالبركة، فكم هم الذين لا تحصى أموالهم عدًّا والمستفيد من أموالهم غيرهم، فعليهم وِزرُها ولغيرهم نفعها، والرزق المبارك لا يمكن أن يدرك بمعصية الله أو ببيع ما حرّم الله، قال صلى الله عليه وسلم: "ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يُدرك ما عنده إلا بطاعته".