والكثير يرى أن لاعب نابولي لديه "كاريزما" خاصة فوق الميدان وقد يظهر للبعض أنه لاعب متكبر أو مغرور، وهو أمر مفهوم لمن لا يعرف الحياة الشخصية لغلام ويومياته، ولكن بعثة "الهداف تي في" كشفت وجها مغايرا تماما للدولي الجزائري، تأكدت من خلاله أن الأمر يتعلق بشخص بسيط ومتواضع مع كل من حوله، واكتشفت شعبية اللاعب لدى أبناء الجالية الجزائرية والعربية في المهجر.
شقيقه محمد استقبلنا وأخذنا في جولة في المدينة
وصولنا إلى سانت إيتيان كان بداية من الساعة 17:00، نزلنا في محطة القطار وكنا ضربنا موعدا مع شقيق غلام، محمد، وفعلا كان في الموعد ووجدناه في انتظارنا هناك وأصر محمد على أخذنا في جولة استطلاعية قصيرة لمدينة سانت إيتيان والوجهة كانت مقر البلدية، البناية المشهورة في المدينة، قبل أن نتوجه بعدها نحو منزل العائلة والتقينا لاعب نابولي الذي استقبلنا بابتسامة عريضة.
الحديث مع المغتربين الجزائريين كشف وجها آخر للاعب
الجولة التي أخذنا فيها شقيق غلام، حاولنا أن نستغلها لنحتك ببعض أبناء الجالية الجزائرية في سانت إيتيان لنعرف رأيهم في اللاعب، وهم الذين تعودوا على مشاهدته بشكل دائم ومنذ صغره. حديثنا مع المغتربين الجزائريين جعلنا نفهم أن الأمر يتعلق بشخصية صاحبة "كاريزما" قوية فعلا ولكن في الجانب الإيجابي ولم نجد من قال لنا كلاما سلبيا عن الدولي الجزائري، والجميع كان يؤكد أنه طيب كثيرا ومتواضع، ما جعلنا نكتشف الوجه الآخر لغلام حتى قبل أن ندخل إلى منزله.
متواضع ويساعد الفقراء كثيرا
المقربون من غلام أكدوا لنا أنه لا يتوانى أبدا في مساعدة أبناء جلدته، خاصة الذين يعيشون بشكل غير شرعي (دون وثائق)، ففي كل مرة يحاول أن يساعدهم بشكل من الأشكال وبما استطاعه، وهو ما صنع شعبية اللاعب، إضافة إلى كونه لاعب مميز ومبدع فوق الميدان، والكثيرون أكدوا لنا أن الدولي الجزائري يحب الجزائريين كثيرا وهو ما جعلهم يفهمون بسرعة تعلقه بالألوان الوطنية، حتى قبل أن يتحول إلى دولي جزائري.
سهرات غلام هادئة لا يفرط في التراويح والفجر
وبالعودة إلى يوميات فوزي غلام، خلال الشهر الفضيل فإن لديه برنامجا بسيطا، يحاول فيه أن لا يكثر من الحركة، بل يركز على الأعمال الخيرية والعبادة، واكتشفنا شخصا ملتزما للغاية بتعاليم الدين الحنيف، ففوزي لا يضيّع التراويح أبدا في مسجد حيه مونترينو، وهو المسجد الذي ساهم في بنائه شخصيا رفقة اللاعب إبراهيم فراج، الذي كان يلعب لنادي بريست، وهو ما يوضح سخاء غلام وحبه فعل الخير. الدولي الجزائري سهراته هادئة في رمضان وبعد صلاة الترويح يتوجه إلى المنزل للراحة والحديث مع العائلة، وربما بعض المقربين، قبل أن يصل موعد صلاة الفجر، وبعد انتهائه من صلاة الفجر ينام مباشرة ليستيقظ في وقت متأخر خلال النهار.
غلام مفخرة سانت إيتيان
يعتبر فوزي غلام مفخرة لكل مدينة سانت إيتيان وليس فقط أبناء المهجر، ليس لأنه إنسان كريم ويساعد الفقراء والمحتاجين، بل حتى من حيث مشواره الكروي الذي جعله من بين نجوم المدينة، لأنه لا يوجد كثير من اللاعبين الذين تحولوا من سانت إيتيان إلى فريق كبير مثل نابولي، وحصدوا الألقاب مع نادي قوي مماثل، وبالتالي فإن الجزائري هو مفخرة كل أبناء مدينته الذين يرون فيه مثالا حيا للاعب الناجح وأنه يمثل مدينتهم أحسن تمثيل.
كل المغتربين فرحوا لمغادرته سانت إيتيان
الكثير من المغتربين الذين تحدثنا معهم عن اللاعب أكدوا أنهم كانوا متضامنون معه وهو الذي عانى كثيرا في آخر الأيام التي قضاها في فريقه السابق سانت إيتيان، بعد خرجة الإدارة والطاقم الفني وقتها وتهميشه بعد عودته من كأس أمم إفريقيا 2013، حيث مر اللاعب بفترة حرجة وحساسة، ما جعله يدخل في أزمة مع فريقه، ولكن في النهاية كان التوقيع في نابولي مخرجا رائعا للجزائري، وهو ما أسعد كل عشاقه الذين عاشوا قضيته على الأعصاب.
فوزي هو "المازوزي" ولا يفارق شقيقه سفيان
وبسرعة فهمنا السر في كون فوزي غلام شخص شعبي وقريب من المحتاجين، بكل بساطة لأنه عاش في عائلة بسيطة، فيها الكثير من الإخوة الذكور، الذين كانوا في كل مرة يفهمونه أسرار الحياة وضرورة التعامل مع الأمور ببساطة، فوزي هو الأصغر في عائلة غلام وهو ما يجعله يحظى بمعاملة خاصة من كل أشقائه، وهو الآخر يعرف جيدا فضل عائلته عليه لذلك فضّل أن يكون أشقاؤه هم من يسيرون أعماله وسمير، محمد، نبيل وصبير يتقاسمون المهام في تسيير مسيرته الكروية، ولكن يبقى فوزي قريبا من شقيقه سفيان الذي لا يفارقه.
كلمات دلالية :
غلام، المنتخب الوطني، الوجه الآخر