أفسد الخبر العاجل الذي تناقلته وسائل الإعلام حول حادثة تدافع الحجاج في منى صبيحة الخميس فرحة العيد وسط عائلات الحجاج الجزائريين، التي تابعت باهتمام وقلق كبيرين الأنباء المتعلقة بحصيلة الوفيات والجرحى التي تضاربت حولها القنوات الإخبارية التي تحدثت عن مئات الجرحى والقتلى وسطهم جزائريون، ما خلف رعبا وتخوفا وسط أهالي الحجاج الجزائريين، في ظل تأكيد الديوان الوطني للحج وجود ضحايا جزائريين وسط الحجاج المصابين في أبشع ثاني أثقل حصيلة لتدافع الحجاج في نفق رمي الجمرات بمنى.
وما زاد الأوضاع سوءا عجز الآلاف من العائلات عن الاتصال بالحجاج بسبب اضطراب شبكة الهاتف في البقاع المقدسة، لاستقبالها ملايين المكالمات من مختلف دول العالم مباشرة بعد الإعلان عن حادثت تدافع الحجاج التي سجلت ثاني أثقل حصيلة وفيات في تاريخ الحج، حيث تصدرت هذه الحادثة نشرات الأخبار وهزت صور وفيات الحجاج المتراكمين مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن العائلات من قررت تأجيل ذبح أضاحيها إلى غاية التأكد من سلامة حجاجها، ومنها من شرعت في البكاء والعويل بعدما فشلت في الاتصال بحجاجها، خاصة أن البعثة الجزائرية المتكونة من 28 ألف حاج تحتوي على آلاف المسنين والمرضى.
وما زاد من معاناة العائلات تضارب الأنباء حول عدد القتلى والجرحى، وعدم الكشف عن أسماء الضحايا خلال اليوم الأول من العيد، ما ساهم في انتشار التوتر والقلق لدى جميع عائلات الحجاج وأقاربهم.
وتسجل كل سنة وفيات حجاج جراء حوادث تدافع وازدحام بمكة ولم يتم التوصل إلى أي حل لمواجهة الظاهرة، ففي جانفي 2006 لقي 364 حاج حتفهم في تدافع بنفس المكان.. إلا أن أكبر حصيلة تم تسجيلها في البقاع المقدسة كانت في جويلية 1990 حيث توفي 1426 حاج في أحد الأنفاق بمنى بسسب اختناقهم إثر تعطل أنظمة التهوية. وهذا ما يجعل عائلات الحجاج متخوفة من مصير زوار بيت الله، حيث تقام الأفراح والولائم لعودتهم سالمين.