إلى نصف النهائي، إذ يكفي الشبيبة التعادل فقط في لقاء الاياب أمام الصفاقسي من أجل بلوغ المربع الذهبي، وهو الهدف الذي يبقى في متناول "لافان" وأشباله بعد كل المؤشرات الإيجابية التي أظهروها منذ بداية المنافسة القارية لهذا الموسم.
بلوغ ربع النهائي لم يخطر على بال أشد المتفائلين
وقبل دخول الشبيبة غمار المنافسة القارية، كان القليل من أنصار الفريق يراهنون على قدرة التشكيلة الحالية على رفع التحدي والتأهل على الأقل إلى دور المجموعات، خصوصا بعد الهزات العنيفة التي تعرض لها الفريق في بداية الموسم، والتغييرات الكبيرة التي طرأت على العارضة الفنية، إذ كانت لغة التشاؤم هي السائدة، بعد انطلاقة الفريق المتواضعة في البطولة، خصوصا عقب السقوط الحر داخل الديار بثلاثية نظيفة أمام شباب بلوزداد، إذ أن الخسارة المرة التي تكبدتها الشبيبة أمام حامل اللقب بملعب أول نوفمبر برسم الجولة الثالثة من البطولة، أعطت صورة سوداء قاتمة على مستقبل الفريق، قبل أن ينتفض اللاعبون الذين لم يتمكنوا فقط من إعادة الفريق إلى واجهة الأحداث الكروية المحلية، وإنما أيضا التأهل إلى ربع نهائي كأس الكاف في صدارة المجموعة الثانية في حضور حامل اللقب نهضة بركان وعملاق الكرة الكامرونية كوتون سبور.
اللاعبون جسّدوا شعار "الكبار يمرضون ولا يموتون"
وبنجاحهم في إعادة الفريق إلى واجهة الأحداث الكروية المحلية والقارية بطريقة مثالية، فإنهم تمكنوا من تجسيد شعار "الكبار يمرضون ولا يموتون" في مختلف الملاعب التي شهدت على إنجازاتهم القارية، إذ أن المشوار الإيجابي الذي قطعه اللاعبون إلى حد الآن في منافسة كأس "الكاف" أعاد إلى أذهان عشاق كرة القدم الجزائري ومحبي الشبيبة على وجه التحديد، صور الملاحم البطولية للشبيبة في أدغال إفريقيا، إذ عرف هذا الجيل من اللاعبين كيف يعيد الفخر إلى الأنصار بفريقهم، بعدما قطعت شفرة النكسات الحادة التي تعرض لها الفريق لمواسم متتالية، حبال أمل رؤية الفريق يقول كلمته أمام كبار القارة.
المعارضون انقلبوا 180 درجة
ومن دون أدنى شك أن لاعبي الشبيبة وعقب كل إنجاز قاري يحققونه سواء في الداخل وفي الخارج، يستحضرون حملة الانتقادات الشرسة التي كانوا يتعرضون لها في بداية الموسم، إلى درجة الاستهزاء والاستخفاف بإمكاناتهم في مختلف المنابر الإعلامية، وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، التي كان بن عبدي ورفاقه محل سخرية كبيرة فيها، إلى درجة وصفهم بلاعبي "فريق الحي" من قبل البعض، لكن الرد جاء قويا من سوياد ورفاقه، على نحو دفع المعارضين لتغيير مواقفهم ونظرتهم إلى التشكيلة الحالية بـ 180 درجة.
90 دقيقة أمام اللاعبين لبلوغ نصف النهائي
ويتعين على "لافان" وأشباله بعد الإنجاز الذي عادوا به من الأراضي التونسية في لقاء الذهاب أمام الصفاقسي، عدم ادخار أي جهد في سبيل قيادة الفريق للتأهل إلى الدور نصف النهائي، وذلك بالتفاوض كما يجب على نتيجة مباراة الإياب المرتقبة اليوم، إذ سيكون على آيت عبد السلام بذل تضحيات أكبر من أجل تحقيق التأهل، خصوصا أن الأفضلية التي حققها الفريق في لقاء الذهاب ستدفع المنافس إلى الرمي بكل ثقله في مباراة العودة على أمل إحداث المفاجأة، وهو الأمر الذي يتعيّن على اللاعبين أخذه بعين الاعتبار، من خلال تقديم مباراة بطولية وعدم التفريط في تأشيرة التأهل مهما كلف الثمن.
حلم التتويج بكأس "الكاف" سيصبح حقيقة
وبإجماع الكثير من المختصين، فإن نجاح الشبيبة في تجاوز عقبة الصفاقسي التونسي في الدور ربع النهائي، سيجعل حلم التتويج بكأس الكاف حقيقيا، خصوصا مع الأفضلية التي الكبيرة التي يملكها الفريق في نصف النهائي، بالاستقبال بميدانه في لقاء العودة، وهو الأمر الذي يجعل من حظوظ تنشيط النهائي كبيرة، على أمل النجاح في التتويج وترصيع قميص الفريق بالنجمة القارية الثامنة، خصوصا أن النهائي سيلعب في ملعب محايد والحظوظ في معانقة التاج القاري ستكون متساوية مع المنافس.
كلمات دلالية :
كأس الكاف