خطوة فاجأت جميع متتبعي المستديرة بما فيهم جماهير نادي روما ليس فقط لكون أن النجم البرتغالي وافق على تدريب فريق من الصف الثاني ومن الفرق التي لا تنافس عادة على الألقاب، لكن بالنظر للسرعة التي وافق عليها "السبيشل وان" على العرض رغم أنه كان يملك كل الوقت من أجل انتظار عرض أفضل من ناد أكبر.
السرعة التي وافق بها مورينيو على عرض الجيالورسي كافية للتأكيد على مقاطعة كبار أوروبا له وتأكيد اقتناعه هو شخصيا بأنه لم يعد محل أطماع كبار القوم في القارة العجوز على عكس ما كان عليه الحال قبل سنوات خلت، فبعد أن كان التقني البرتغالي محل صراع العمالقة في أوروبا ها هي اليوم مسيرته تأخذ منحى تنازلي وصل به إلى تدريب روما الذي لم ينافس حتى على لقب إيطاليا منذ سنوات عدة.
مورينيو، بانتصاراته التاريخية، ألقابه وأرقامه القياسية سيبقى واحدا من بين أفضل المدربين على مر التاريخ بكل تأكيد لكن من الواضح أن فلسفته لم تعد تتماشى مع فلسفة الكثيرة من الأندية الأوروبية الكبيرة إضافة إلى أن تصرفاته جعلته شخصا مصدرا للمشاكل أينما حل وارتحل مع المنافسين وحتى مع لاعبيه، ومع ظهور جيل جديد من المدربين الشاب بدأ نجم صاحب الثلاثية التاريخية مع الإنتير يأفل شيئا فشيئا في سماء العمالقة ليسقط في محاولة للسطوع في سماء أندية الصف الثاني.
الموافقة على تدريب روما اعتبرها البعض خطوة جديدة إلى الوراء بالنسبة لـ مورينيو بعد أن كان سبق له التراجع ولو بقليل حين درب توتنهام الذي مهما كبر فإنه لا يعد ضمن قائمة عمالقة الدوري الإنجليزي، لكن "السبيشل وان" قد يجد لدى ذئاب العاصمة الإيطالية ما لم يجده في المواسم الأخيرة وقد يصنع نسخة جديدة من روما تصنع المفاجآت وتعيده هو شخصيا إلى الواجهة، فـ "المو" لطالما كان رجلا محبا وعاشقا للتحديات أعطى للمستديرة الكثير وكتب صفحات عدة من تاريخها.