يحيى توري، الإفريقي المسلم الذي خطف الألباب وزعزع عرش مملكة الضباب

شق بداياته كأترابه في أزقة و"غيتوهات" القارة السمراء، داعب الكرة منذ نعومة أظافره وسط فقر مدقع في ضاحية مدينة سوكورا بواكي أين ظهرت موهبته مبكرا، يمتاز بشخصية قوية وقوة بدنية هائلة...

يحيى توري
نشرت : الهدّاف الأحد 15 ديسمبر 2013 11:30

وتحول في ظرف قياسي من مجرد لاعب أسمر خاض مغامرة قطع البحر المتوسط للاحتراف شأنه شأن المئات أو الآلاف من أبناء القارة السمراء، إلى نجم عالمي وأحد أفضل لاعبي المعمورة وأكثر اللاعبين السمر شهرة، خاض معارك طاحنة مع مارد العنصرية ودعا اللاعبين من ذوي البشرة السمراء لمقاطعة مونديال روسيا 2018، إنه يحيى توري، اللاعب الكبير والإنسان المتواضع وأفضل لاعبي إفريقيا لموسمين متتاليين.

من أبيجان إلى بلاد الحسناوات، رحلة شاب إلى المجهول

وبعد موسم أول ووحيد مع أواسط نادي آسيك آبيجان الشهير في 2001، نجح يحيى توري في خطف أنظار كشاف مواهب نادي بيفيرين البلجيكي الذي كان يقيم شراكة مع مدرسة آسيك ميموزا، وطار إلى أوروبا من أجل توقيع أول عقد احترافي لم تكن بنوده مهمة جدا أمام طموحات الغر الإفريقي الذي كان ينتظر فرصة حلوله بـ "الجنة الموعودة" من أجل تخليص نفسه وعائلته من الحرمان وبداية مشوار احترافي لثلاث مواسم في الدرجة الأولى البلجيكية، لعب فيها بانتظام لمدة ثلاث سنوات كاملة وسجل ثلاثة أهداف قبل أن يفكر في تغيير الوجهة.

من بلاد الحسناوات إلى معقل الشقراوات، رحلة النجاح تبدأ من شرق القارة

وبعد ثلاث سنوات يمكن وصفها بالناجحة في بلجيكا، قرر الفتى الإيفواري تغيير الأجواء بعد بلوغه 20 سنة وقرر شد الرحال إلى شرق القارة وتحديدا أوكرانيا، بلاد الحسناوات، وبلاد المافيا الروسية ومعقل تجار المخدرات بأنواعها، حيث تقمص ألوان نادي ميتالور دونيتسك الأوكراني لموسمين كاملين لعب فيهما 52 مباراة وسجل ستة أهداف كاملة لم ترض غرور النجم الأسمر الذي أبى دفن نفسه في دوري يعيش "الثنائية القطبية" ويسيطر عليه الجار شاختار ودينامو كييف، وقرر حزم حقائبه والرحيل إلى دوري آخر تسلط عليه الأضواء.

آلهة الإغريق كانت شاهدة على بزوغ نجم أسمر على ضفاف المتوسط

وفي خطوة كانت نقطة التحول في حياة المراهق الإفريقي، قرر نادي أولمبياكوس المخاطرة بضم يحيى توري واستقدمه بقيمة متواضعة آنذاك، قبل أن يخالف النجم الجديد كل التوقعات ويقدم أداء أبهر الجميع ودوخ كبار القارة العجوز الذين تهافتوا عليه وترجوا الحصول على توقيعه، خاصة بعدما تألق كثيرا في الأدوار التمهيدية ودور المجموعات الخاص برابطة أبطال أورويا في موسم كان ناجحا وبكل المقاييس بعدما شارك في 20 مباراة وسجل ثلاثة أهداف أعلنت ميلاد نجم جديد من سفوح جبال الإغريق وخروجه إلى الدنيا كرويا من رحم معابدها.

سحر وثراء نادي الإمارة رجح كفة موناكو على حساب كبار القارة

وفي صيف ساخن عرف ودود اسم عائلة توري على صفحات أكبر جرائد أوروبا التي باتت تخصص حيزا هاما للحديث عن وجهة لاعب أولمبياكوس الذي لم يعد بإمكانه مواصلة مشواره مع ناديه اليوناني بعدما بات طريدة وهدفا لكبار القارة العجوز الذين تابعوا ما فعله مع المنتخب الإيفواري في مونديال ألمانيا باهتمام، فاجأ اللاعب الجميع وأقدم على خطوة غير محسوبة العواقب بالانضمام إلى موناكو المتألق آنذاك، في خطوة رجح المتتبعون أن تشهد أفول نجمه، ولكن الوقت وحده من كشف صواب خطوته هذه التي صقلته أكثر وجعلته جاهزا لولوج باب الكبار مستقبلا.

الإيفواري يكسر غرور برشلونة العظيم ويكلف خزينته الملايين

دخل يحيى توري باب العظماء من بوابة برشلونة الذي لهث وراء توقيعه لسنتين كاملتين ووقع معه عقدا سنة 2007 مقابل 12 مليون أورو في صفقة يمكن وصفها بالضخمة آنذاك، خاصة بالنسبة للاعب إفريقي لم يلعب قبلها لأي ناد من العيار الثقيل، ما جعله يتسلق سلم الشهرة سريعا بعدما لعب 74 مباراة كاملة مع العملاق الكتالوني الذي سجل بألوانه 4 أهداف طيلة السنوات الثلاث التي قضاها بين جدران "نيوكامب"، قبل أن يدفع للخروج من أضيق الأبواب لأسباب سنعرضها لاحقا والانضمام إلى مانشستر سيتي الذي كان مستعدا للإنفاق بسخاء لخطف نجم من برشلونة العظيم، صاحب السداسية التاريخية.

"البريمر ليغ" منحته الشهرة وأموال السيتي أدخلته نادي الأغنياء

وفي آخر فصول رحلاته المكوكية التي جاب فيها القارة العجوز من شرقها إلى غربها، حط يحيى توري الرحال بأصعب دوري في العالم لقيادة طموحات مانشستر سيتي الذي استلم دفته أثرياء دفعوا 30 مليون أورو كاملة لـ برشلونة من أجل الاستفادة من تجربة الإيفواري الذي تحول بين ليلة وضحاها من نجم داخل كتيبة من نجوم "البارصا" إلى الوجه والنجم الأول لـ مانشستر سيتي الذي أغدق ملاكه على متوسط ميدانهم الجديد ومنحوه أحد أغلى وأكبر الرواتب في المملكة إن لم يكن أغلاها على الإطلاق، فاتحين أمامه باب الثراء والنجومية التي سارع لخطفها بعد وقت قصير من حلوله بدوري بلاد الضباب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإسباني حاول تحطيمه بكل الطرق

لعنة غوارديولا لاحقت توري بعد السداسية من أجل عيون خريجي "لاماسيا"

تحولت أيام يحيى توري إلى جحيم لا يطاق في ثالث مواسمه مع "البلاوغرانا" بعد تعاظم خلافاته مع المدرب بيب غوارديولا الذي غير من طريقة تعامله مع نجمه الذي كان مدللا في أول موسمين مع الفريق بسبب تألقه الكبير ونجاحه في تسجيل هدف حاسم في نهائي كأس الملك 2009، وهي الخلافات التي لم تبق حبيسة غرف ملابس "كامب نو"، بل باتت مادة دسمة للصحف الصفراء التي اصطادت في المياه العكرة عند بداية الموسم الموالي ودفعت الأمور إلى المزيد من التعفن، وساهمت في قطف رأس الفتى الأسمر الذي ضحت به الإدارة بدل غواريولا الذي توج أشهرا قبلها بالسداسية التاريخية.

الإسباني اغتال أحلام الإيفواري من أجل عيون بوسكيتس

ولم يطل الانتظار كثيرا حتى كشف النقاب عن أسباب تجاهل بيب غوارديولا للاعبه الذي تحول من نجم خارق إلى مجرد احتياطي بين ليلة وضحاها، بعدما لم يعد بالإمكان إخفاء رغبة المدرب وأطراف من الإدارة في تقديم الإيفواري قربانا لمخططهم في منح خريجي مدرسة "لاماسيا" فرصة اللعب مع الفريق الأول والتي ذهب ضحيتها يحيى توري الذي لم يتقبل إلى الآن طريقة خروجه من "البارصا" التي كان يحلم بتقمص ألوانها منذ كان صبيا غرا يتعلم فنون وأبجديات الكرة بأكاديمية "جيان مارك غيلو" ببلاده.

توري: "غوارديولا أخرجني من الباب الضيق ولم يكلمن عاما كاملا"

وبعد انتقاله إلى مانشستر سيتي وتألقه في بلاد الضباب، لم ينس الدولي الإيفواري مهاجمة مدربه السابق ووصفه بشتي النعوت، كما كشف النقاب عما كان يدور في كواليس "كامب نو" والأسباب التي عجلت بخروجه من أضيق الأبواب، وقال: "كنت أرغب في مواصلة مشواري مع برشلونة، وكنت لأفعل ذلك لو طلب مني غوارديولا ذلك"، مردفا: "لقد كان يغلق أبواب مكتبه دائما في وجهي ولم يتحدث معي لعام كامل، لقد قطع كل سبيل لمحادثته، وحتى في التدريبات كان يعاملني ويرد علي بطريقة غريبة كلما طلبت منه شيئا".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حياته الشخصية

مواقفه زعزعت المملكة وأكسبته الاحترام

يحيى توري، المسلم الذي لم تلهه النساء والشهرة عن التمسك بالعقيدة الحق

يعيش حياة هادئة بعيدا عن ضوضاء الشهرة وعدسات "الباباراتزي"، يعشق التمسك بالتقاليد والروابط الأسرية، يحظى باحترام واسع حتى من الصحف الصفراء، يكره حياة الليل والسهرات الماجنة التي أدمنها نجوم المستديرة في كل بقاع المعمورة، أظهر بحق صورة اللاعب الملتزم وبات مضرب المثل في الانضباط والتمسك بهويته، كما سربت الصحافة عشقه للتضامن والأعمال الخيرية وكشفت تبرعه بأموال الإشهار التي تغدقها عليه شركة "بوما" لصالح الأطفال واليتامى في غرب القارة السمراء.

زوجته وولداه خط أحمر ولا مكان للخليلات في حياته

لم تغير الأموال وحياة المشاهير طباع النجم الإيفواري الذي لا يزال ذلك الإفريقي المتمسك بتقاليد بلاده كوت ديفوار، كما لم تؤثر حياة الأضواء وازدحام الجميلات وعارضات الأزياء على بابه من تمسكه وإبداء الوفاء لزوجته، حيث لم يسبق لأي من الصحف الصفراء وحتى أكثرها قذارة المس بالجانب الشخصي لـ يحيى توري الذي لم تورد أي منها يوما كلمة عن ولعه بالنساء أو اتخاذ الخليلات مثل كل زملائه، حيث يعتبر زوجته وولديه كل دنياه، وهو ما أكده عند تسلمه جائزة أفضل لاعب إفريقي أين خص زوجته وولديه بالثناء واعتبرهما سر نجاحه، وسط تصفيقات مدوية من الحاضرين.

رفض استلام قارورة خمر كمكافأة وموقفه هز عرش المملكة

وفي ما يمكن وصفه بالسابقة في الدوري الانجليزي، أحدث الدولي الإيفواري ضجة هزت المملكة بعدما رفض استلام قارورة خمر (شامبانيا) بعدما تم اختياره رجلا لمباراة فريقه أمام نيوكاسل قبل نهاية موسم 2012، حيث رفض مجاملة أي كان وقام بتصرفه هذا أمام الكاميرات، وهو ما هز المملكة من شرقها إلى غربها ودفع الاتحاد الانجليزي والشركة الراعية للتفكير في تغيير الجائزة، كما تعرض لعاصفة من الانتقادات لم تثنه عن التمسك أكثر بدينه وإعلان ولائه للدين الإسلامي بقوله: "رفضت الجائزة لأنني مسلم، وأنا لا أشرب الخمر".

التزامه بالصلاة دوخ الجميع في "كامب نو"

ويعرف أيضا عن لاعب مانشستر سيتي علاقته القوية بأخويه، كولو نجم ليفربول وإبراهيم الذي اعتزل الميادين في الدوري المصري منذ موسمين، حيث لا يفوت أي فرصة من أجل لم شم العائلة في انجلترا، كما تحتفظ ذاكرة إداريي ونجوم برشلونة كثيرا بصورة يحيى توري وهو يواظب على صلاته والقيام بفريضة الصيام رفقة كل من سايدو كايتا وإيريك أبيدال الذين لم يواجهوا أي مشكل طيلة مشوارهم مع العملاق الكتالوني بسبب عقيدتهم التي دوخت محيط "البارصا" الذي لم يعهد التزاما مماثلا من لاعبي الكرة الذين يلهث معظمهم وراء الملذات ويكونون عنوانا للفضائح ولقمة سائغة ودائمة للصحف الصفراء.

يكرس وقت فراغه لحماية الفيلة ومحاربة تهريب العاج

ومما لا يعرفه الكثيرون عن الجانب الإنساني للدولي الإيفواري، انخراطه في منظمات وجمعيات تعنى بحماية الفيلة من سهام صائدي الفرص ومهربي العاج الذين يهددون أشهر حيوان بـ كوت ديفوار بالانقراض، وهو ما جاء على لسانه نهاية أكتوبر الماضي في ملتقى بـ نيروبي، أين رافع لحماية الفيلة من خطر الانقراض وشدد على أن ما تبقى منها في بلاده لا يتعدى 800 رأسا، كما تم تعيينه في ذلك التاريخ أيضا سفيرا للنوايا الحسنة من طرف منظمة الأمم المتحدة للسهر على تنفيذ توصيات لجنتها الخاصة بالبيئة والتي كلفته بمحاربة قتل الفيلة وتهريب العاج الذي تنامى في بلاده.

الأسمر الذي هدد بمقاطعة مونديال 2018 بسبب العنصرية

وفي سياق منفصل، بات يحيى توري صوت المضطهدين ولسان الأفارقة والسمر بشكل عام بعد غوصه في المحظور وفتح ملف العنصرية التي تلاحق اللاعبين السمر في أوروبا عقب تعرضه لهتافات عنصرية مهينة في موسكو قبل أسابيع، وهو التصرف الذي رد عليه الإيفواري وبقوة وهدد بمقاطعة مونديال روسيا 2018 رفقة نجوم الكرة الذين ينحدرون من إفريقيا، ما دفع الاتحاد الأوروبي للتدخل سريعا ومعاقبة نادي سياسكا موسكو، عكس تصرفاته مع مهاجمي ماريو بالوتيلي وباقي السمر الذين كانوا يعانون في صمت، قبل بروز نجم السيتي كحامل لواء ذوي البشرة السمراء وحامي قضيتهم الأول.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من أكثر أحياء بواكي فقرا إلى أغلى الرياضيين الأفارقة أجرا

توري الأعلى دخلا بين المحترفين الأفارقة بـ 13 مليون أورو صافية سنويا

دخل يحيى توري نادي الأغنياء من أوسع أبوابه بعد انضمامه إلى مانشستر سيتي الذي منحه أجرة خيالية قاربت قيمتها 220 ألف أورو أسبوعيا، جعلته أحد أكثر لاعبي الدوري الانجليزي وأوروبا والعالم أجرا، ولكن هذا لم يرض طموحات النجم الإفريقي الذي ساوم الإدارة بالرحيل ودفعها لتمديد عقده الربيع الماضي مقابل رفع أجره إلى ما يقارب 280 ألف أورو شهريا، أي بدخل سنوي إجمالي يفوق 13.2 مليون أورون دون احتساب المكافآت والعلاوات التي تصل قيمتها إلى أكثر من 3 ملايين أورو سنويا.

رحيل إيتو عن آنجي وضعه على رأس أثرياء القارة السمراء

وكان نجم مانشستر سيتي إلى وقت قريب تحت ظل صامويل إيتو الذي تربع على عرش أكبر لاعبي المعمورة دخلا بـ 20 مليون أورو سنويا لما كان يتقمص ألوان نادي آنجي الداغستاني، قبل أن تنقلب المعطيات برحيل "الأسد الكاميروني" إلى تشيلسي وتخفيض راتبه إلى الثلث، وهو ما ساعد الإيفواري على الوصول إلى هرم أعلى اللاعبين والرياضيين الأفارقة دخلا منذ الصيف الماضي، وهو مرشح للتربع على رأس نفس الترتيب لسنوات قادمة بعد أفول نجم إيتو وديديي دروغبا.

آغويرو منافسه في السيتي ونجوم الدعاية فقط من يفوقونه دخلا

أما في الترتيب العالمي، فيحتل نجم "السيتيزن" مراتب متقدمة دوما رغم تضارب الأرقام واختلافها من موقع لآخر، فعند احتساب الأجور الصافية فقط، لا يبارح الإيفواري أحد المراكز الخمسة الأولى في أي ترتيب مهما كان مصدره، في حين يتقهقر إلى المرتبة السابعة أو الثامنة لما يتم احتساب مداخيل الإشهار والومضات الدعائية التي لا يعتبر يحيى توري من الوجوه المفضلة لديها، بسبب التزامه بتعاليم الدين الاسلامي من جهة، وبعده عن اختلاق الإثارة وشغل الرأي العام بالفضائح التي جعلته أبعد ما يكون عن صورة الوجه الدعائي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أسهم دروغبا وإيتو تهاوت أمام تصاعد نجوميته

التتويج بـ "لاعب السنة" في إفريقيا مرتين متتاليتين أغلى إنجازاته

نال النجم الإيفواري جائزة لاعب السنة في إفريقيا مرتين متتاليتين في 2011 و2012، تقديرا وعرفانا من الاتحاد الإفريقي بالأداء الذي قدمه المعني سواء مع مانشستر سيتي أو برشلونة، حيث نال هذا الشرف في المرة الأولى على حساب المالي سايدو كايتا والغاني آندري آيوو، قبل أن يعود ويفتك الجائزة مجددا بعد أقل من عام من الكاميروني آليكسندر سونغ ومواطنه ديديي دروغبا الذي اعترف بأحقية زميله في نيل هذا الشرف وهنأه عليه، وهو ما ضاعف من أهمية الجائزة لـ توري الذي اغرورقت عيناه بالدموع واعتبر هذا الإنجاز من أهم ما حققه طيلة حياته.

توري ثاني لاعب يتوج بالجائزة مرتين وإيتو عميد المتوجين

كما لم يكن تتويج يحيى توري بلقب أفضل لاعب في إفريقيا مرتين متتالين مجرد إنجاز شخصي، بل أيضا إعلانا عن نهاية حقبة وبداية أخرى بعدما أزاح المتوجين التقليديين من طريقه وعلى رأسهم ديديي دروغبا وصامويل إيتو، ليصبح ثاني لاعب ينجح في نيل هذا الشرف مرتين متتاليتين وراء كل من الحاجي ضيوف 2001 و2002، في حين يعتبر نجم تشيلسي حاليا عميد المتوجين في القارة السمراء بعدما نال الجائزة التي خرجت إلى النور في عام 1992 أربع مرات، منها ثلاث متتالية سنوات 2003،2004،2005.

ترشيحه للتنافس على الكرة الذهبية اعتراف آخر

ولم تتوقف نجاحات نجم السيتي الشخصية عند حد الهيمنة على المشهد الكروي في القارة السمراء، بل لقي اعترافا جديدا ومن مستوى أعلى هذه المرة، بعدما رشحه الإتحاد الدولي الموسم الماضي وكذا الموسم الحالي للتنافس على "الكرة الذهبية" رفقة 22 من أبرز نجوم المستديرة في العالم، ورغم أن حظوظه جد ضئيلة في التتويج بهذا اللقب لأسباب يعرفها العام والخاص وأهمها بأنه ليس من النجوم الذين تحبذهم الصحف والشركات الراعية، إلا أن مجرد ترشيحه للصراع مع ميسي وإنيسستا ورونالدو وباقي النجوم يعد شرفا له وللقارة السمراء كذلك ويدفع الكثيرين للسير على خطاه بعدما بات رمزا للانطلاق من العدم وتحقيق ما كان يراه الأغلبية مستحيلا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سجل هدفين خرافيين عن طريقها هذا الموسم

مخالفات توري تهدد عرش بيرلو وتزلزل مملكة ميسي ورونالدو

اقترب يحيى توري من تهديد عرش بيرلو الذي بات أحد أفضل منفذي الرميات الحرة في العالم والاختصاصي الأول في إيطاليا، بعدما قدم ما يشفع له لفعل ذلك هذا الموسم أين سجل مرتين كاملتين من مخالفات مباشرة أسالت حبرا كثيرا لروعتها ودقة تنفيذها التي دفعت الكثيرين لمقارنتها مع مخالفات ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو –وإن لم يسجلا كثيرا بهذه الطريقة منذ مدة-، حيث بات الآن أحد أبرز الاختصاصيين رفقة الثلاثي المذكور آنفا، وخاصة بعد اعتزال سينيزا ميهايلوفيتش وروبيرتو كارلوس وآليساندرو ديل بييرو، واقتراب البرازيلي جونينيو من تعليق حذائه.

الحراس يفشلون في تفكيك شفرات تقنية ولمسة الإيفواري

ومما لا شك فيه أن أي اختصاصي في تنفيذ الرميات الحرة يحتفظ بسر وتقنية معينة في تنفيذها، حيث يعرف عن "الدون" عشقه للتسديدات القوية والكرات المنحنية التي تغالط الحراس، في حين يشتهر ميسي وبيرلو بالمخالفات الدقيقة التي لطالما عذبت حماة عرين المنافسين، في حين يبرز نجم السيتي بطريقته الفريدة والتي يمكن وصفها بالمستهلكة في تنفيذ الضربات الثابتة، ولكنها تؤتي أكلها دائما، حيث يقوم بضرب الكرة بقوة كبيرة وعلى نفس الجهة التي يقف فيها الحراس الذين لم يتمكن سوى قلة منهم من التصدي لصواريخ الإيفواري التي سكنت شباك أفضل حراس المملكة المتحدة.

بيليغريني يبعد سيلفا وآغويرو من أجل عيون العملاق الإفريقي

وكسابقه روبيرتو مانشيني، لم يتأخر مانويل بيليغريني في منح البطاقة البيضاء لنجمه الأسمر من أجل تنفيذ المخالفات التي يرى نفسه قادرا على وضعها مباشرة في الشباك، مفضلا إياه على دافيد سليفا وسمير ناصري وآلكسندر كولاروف الذين لهم باع طويل في هذا الميدان، دون نسيان سيرجيو آغويرو الذي انسحب من السباق نهائيا بعد تألق يحيى توري المرشح لأن يواصل على هذا النسق مستقبلا بعدما عرفت معدلات تسجيله بهذه الطريقة ارتفاعا واضحا بمرور السنوات، وخاصة مع السيتي أين انفجرت موهبته التي وأدها كل من تشافي وميسي وإنييستا في برشلونة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مسيرته الدولية

من ظل دروغبا إلى النجم الأول لـ "الفيلة"

عشرية من العطاء مع منتخب لم يقدر له التتويج بـ "الكان"

انضم للمنتخب الوطني وهو شاب غر يخطو أولى بداياته في أوروبا والبطولة الأوكرانية المتواضعة، صبر كثيرا قبل الحصول على فرصته وسط كوكبة من النجوم، نجح في الحفاظ على مكانته رغم التغيير المستمر للاعبين والتعاقب المستمر للمدربين على رأس العارضة الفنية، رفض الضغط واستعمال نفوذه لإعادة شقيقه كولو توري إلى المنتخب، يعتبره الجميع ثاني قائد لـ "الأفيال" بعد ديديي دروغبا، يحظى بمحبة الجميع في ساحل العاج بسبب تواضعه وعشقه للألوان الوطنية التي يراها مقدسة ولم يدنسها يوما عكس صامويل إيتو ومايكل إيسيان وباقي النجوم الأفارقة الذين باعوا أوطانهم مرات ومرات لعيون الأندية التي تدفع لهم الملايين.

72 مشاركة و12 هدفا، حصيلة 9 سنوات كاملة من العطاء

ورغم أنه يعتبر أحد أقدم اللاعبين في المنتخب الإيفواري الذي سجل أولى مشاركاته بألوانه في 20 جوان 2004 بـ مصر وبـ الإسكندرية تحديدا أين عاد وزملاءه بفوز ثمين على حساب "الفراعنة"، إلا أن عدد مشاركاته مع المنتخب لا يتعدى 72 مشاركة، سجل فيها 12 هدفا وأكثرها كان حاسما وأنقذ به "الفيلة" من أنياب المنافسين، فيما يعتبر فشله في نيل كأس إفريقيا أشد ما يقض مضجعه بعدما فشل رفقة الجيل الذهبي الحالي في تخطي عقبة مصر في نهائي 2006، وكذا خسارتهم نهائي 2012 أمام المنتخب الزامبي الذي سرق الفوز من أفضل منتخب في القارة السمراء.

المونديال عنوان آخر للتألق الميداني والفشل المحتوم

ولم يقتصر تألق يحيى توري وزملائه في المنتخب على كأس إفريقيا وتصفيات القارة أين اكتسحوا منافسيهم بالطول والعرض، بل قدموا عروضا قوية ورائعة في آخر مشاركتين، الأولى في 2006 أين خرجوا برأس مرفوع رغم تكبدهم ثلاثة خسائر كاملة أمام هولندا، الأرجنتين وصربيا مونتينيغرو الذين عانوا كثيرا لتحقيق انتصاراتهم أمام القادمين من إفريقيا، قبل أن يكتب رفقاء ديديي دروغبا فصلا جديدا من التاريخ بعد سقوطهم المشرف أمام البرازيل وتعادلهم سلبيا أمام نجوم البرتغال قبل الإطاحة بـ كوريا الجنوبية بثلاثية كاملة لم تكن كافية لمنحهم تأشيرة المرور إلى الدور الثاني في مونديال عرف تسجيل يحيى توري لأول وآخر أهدافه في هذه المنافسة حتى الآن.

مونديال "السامبا" فرصة لكسر اللعنة والسير على خطى غانا

وينتظر يحيى توري نهاية الموسم الرياضي وبداية الصيف المقبل على أحر من الجمر من أجل تجديد العهد بلعب أغلى منافسة عالمية بعد سيطرتهم مرة أخرى على التصفيات وتخطيهم عقبة السنغال في المباراة الفاصلة، حيث سيكون مونديال البرازيل فرصة للجيل الذهبي من أجل كتابة التاريخ بأحرف من ذهب وتأكيد هيمنته كرويا على القارة السمراء رغم اللعنة التي تحل عليه في المواعيد الكبرى، إذ يرغب رفقاء نجم السيتي في التألق من جديد والسير على خطى المنتخب الغاني الذي شرف القارة ووصل إلى ربع نهائي الطبعة الماضية من كأس العالم.

يرفض مقاسمة دروغبا النجومية ويقر بفضل ديديي عليه

ناضل يحيى توري كثيرا من أجل حث الصحف وحتى جماهير المنتخب الإيفواري على عدم إجراء أي مقارنة بينه وبين ديديي دروغبا أو الحديث عن حرب زعامة أو نجومية بينهما، وأبدى امتنانه لزميله على وصوله لهذا المستوى في تصريحات قال فيها: "أنا أحترم دورغبا كثيرا كما أنه أكثر من ساعدني طيلة مشواري، ولما كنت وحيدا في أوكرانيا كان الوحيد الذي يتصل بي، لذلك أرى مقارنتي به اليوم شيئا فظيعا"، مضيفا: "لقد ساعدني كثيرا وكان وراء انضمامي لـ السيتي، لذلك أنا متأسف لكل كل ما يقال عنا لأنه ما باليد حيلة، فليس بإمكاني تغيير الأمور".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قالوا عنه

دروغبا: "يايا أخي ويستحق كل ما حققه"

اعترف ديديي دروغبا بأحقية مواطنه في التتويج بلقب أفضل لاعب في القارة السمراء رغم تنافسهما الكبير على نفس الجائزة، وقال بخصوص زميله في المنتخب: "يحيى توري بمثابة أخ لي وقد استحق هذا الجائزة نظرا لانتظام أدائه وكل ما قدمه في آخر موسمين، إنه يستحق كل ما حققه إلى غاية الآن".

بيليغريني: "توري يملك شخصية قوية وهو أهم نجوم السيتي"

لم يكد المدرب مانويل بيليغريني يستقر بين أسوار ملعب "الاتحاد" حتى أسره يحيى توري بانضباطه وإمكانياته الكبيرة التي دفعت المدرب الشيلي للتخلي عن تحفظه الشديد والإشادة بمتوسط ميدانه الذي قال بشأنه: "إنه لاعب كبير وأعتبره أحد أبرز نجوم فريقي"، ليضيف بشأنه بعد حادثة موسكو: "‘إنه لاعب يملك شخصية كثيرة ولا يتأثر بسهولة، وقضية العنصرية لم تؤثر عليه كثيرا".

مانشيني: "توري أحد أفضل لاعبي أوروبا وأداؤه يذكرني بـ غوليت"

انضم روبيرتو مانشيني، المدرب السابق لـ مانشستر سيتي والحالي لـ غالاتاساراي، للقائمة الطويلة والعريضة من المشيدين بـ يحيى توري واعترف بأنه يراه "رود غوليت مانشستر سيتي"، وقال بخصوصه:"من الواضح بأنه يملك كل الخصائص التي يرغب فيها أي مدرب وهو لاعب عالمي، كما يملك الكثير من الخبرة ويتميز بعقليته الانتصارية، بالإضافة إلى طيبته كشخص، وهذا أمر مهم جدا"، مردفا: "إنه متعدد المناصب ويذكرني بـ رود غوليت، لذا أعتبره أحد أفضل اللاعبين في أوروبا".

أبوباكري با (أشهر صحفيي كنال+): "توري لاعب كامل وأعتبره الأفضل في العالم حاليا"

وبعيدا عن تعليقات الفنيين وزملائه في الفرق التي لعب لها، ارتأينا أن ننقل تصريحات شخصيات لها باع كبير في شؤون الكرة بالقارة العجوز، وعلى رأسها أبوباكري با، أحد أشهر صحفيي "كنال+"، الذي شدد على أن يحيى توري أفضل من ميسي وكريستيانو حاليا ورشحه لنيل الكرة الذهبية هذا الموسم (2013)، وقال: "نعم، من وجهة نظري أفضل لاعب في العالم حاليا من القارة السمراء، إنه يحيى توري، فهو لاعب كامل وقادر على تحمل مسؤولية قيادة أي فريق، وقد ذهب ضحية تواضع مستوى السيتي في رابطة الأبطال وعدم تتويج منتخبه بالألقاب الكبيرة، ولكن هذا لا يمنعني من التأكيد على أنه أفضل لاعب في المعمورة حاليا".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التشكيلة المثالية في أعين الدولي الإيفواري:

كاسياس، آلفيس، بيكي، راموس، آلبا، شفاينشتايغر، إنييستا، تشافي، ريبيري، كريستيانو رونالدو، ميسي.

_______________________

البطاقة الفنية:

الاسم الكامل: يحيى نينييري توري

مكان الميلاد: سوكورا بواكي (كوت ديفوار)

الجنسية: إيفوارية

السن: 30 سنة منذ 13 ماي الفارط

الطول: 1.87 سم

الوزن: 78 كلغ

المنصب: وسط ميدان دفاعي، صانع ألعاب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مشواره مع الأندية والمنتخب الوطني

2001: آسيك آبيجان (كوت ديفوار)، 0 هدف

2001-2003: بيفيرين (بلجيكا)، 70 مباراة، 3 أهداف

2003-2005: ميتالور دونيتسك (أوكرانيا)، 52 مباراة، 6 أهداف

2005-2006: أولمبياكوس (اليونان)، 19 مباراة، 3 أهداف

2006-2007: موناكو (فرنسا)، 27 مباراة، 5 أهداف

2007-2010: برشلونة (إسبانيا)، 74 مباراة، 4 أهداف

2010-2014: مانشستر سيتي (انجلترا)

المنتخب الوطني: 72 مشاركة منذ 20 جوان 2004، سجل 12 هدفا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سجل ألقابه مع الأندية:

بطل اليونان 2006، كأس اليونان 2006 مع أولمبياكوس

بطل إسبانيا 2009 و 2010 مع برشلونة

كأس الملك 2009 مع برشلونة

رابطة الأبطال الأوروبية 2009 مع برشلونة

كأس العالم للأندية 2009 مع برشلونة

الكأس الممتازة الأوروبية 2009 مع برشلونة

الكأس الممتازة الإسبانية 2009 مع برشلونة

بطل انجلترا 2012 مع مانشستر سيتي

كأس انجلترا 2011 مع مانشستر سيتي

كأس انجلترا الممتازة 2012 مع مانشستر سيتي

مع المنتخب:

الوصول إلى نهائي كأس إفريقيا دورتي 2006 و2012

إنجازاته الشخصية:

أفضل لاعب إيفواري:  2008 و 2009

لاعب السنة في إٍفريقيا: 2011 و2012

اختير ضمن التشكيلة المثالية للدوري الانجليزي في 2012

رشح لنيل الكرة الذهبية: 2012، 2013

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمات دلالية : يحيى توري.

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال