ضياء السيد:"المنتخب ضحية رحيل نظام مبارك والاتحادية المصرية تعمل بعشوائية"

شبه تائه في تحديد سبب الخسارة التاريخية (6-1)، وأضحت الانتقادات السكين التي ذبح بها إعلاميو مصر المنتخب والجهاز الفني، ويعد ضياء السيد مساعد المدرب بوب برادلي أكبر المتضررين من هذه الخسارة المهينة، بعد أن سلطت عليه عقوبات قاسية من قبل اتحاد الكرة في مصر، ويتحدث السيد في هذا الحوار عن الظروف القاسية للكرة المصرية وأسباب الخسارة أمام "البلاك ستارز"، كما تطرق إلى المشاكل الداخلية في الاتحاد المصري لكرة القدم، والتي ألقت بظلالها على "الفراعنة".

 

في البداية، الخسارة كانت قاسية جدا أمام غانا، ما تعليقك على ذلك ؟

أقل ما يقال عن نتيجة تلك المباراة أنها كارثية وهي وصمة عار في تاريخ المنتخب المصري والكرة المصرية عموما، في الحقيقة لم يكن أكبر المتشائمين يتوقع الخسارة بتلك النتيجة في كوماسي.

 

ما الذي حصل للمنتخب، وماهي أسباب هذه الكارثة ؟

أعتقد أن السبب الأول والأخير هو الخوف الذي انتاب اللاعبين من المنافس قبل بداية المباراة، الجهاز الفني تحدث كثيرا مع اللاعبين في هذه النقطة وحذرناهم من هذا الأمر، لقد طلبنا منهم التعامل مع المباراة وكأنها شوط واحد، أما شوطها الثاني فسيلعب في القاهرة، أعتقد أن اللاعبين صدموا من الأسماء الرنانة التي يملكها المنتخب الغاني، والتي تلعب في أكبر الأندية الأوروبية.

 

إذن حسب رأيك فإن اللاعبين هم المسؤولون عن هذه الكارثة ؟

الهزيمة يتحملها جميع أفراد المنتخب من جهاز فني ولاعبين، المنتخب بالكامل لم يكن في يومه، والكل يعرف أن ذلك لم يكن المستوى الحقيقي المعروف عن المنتخب المصري.

 

من المعروف عن الأفارقة أنهم يستعملون الكثير من الطقوس قبل المباريات ويلجؤون إلى السحر، هل تعتقد أن منتخب "الساجدين" تعرض لمثل هذه الأمور في غانا ؟

لحد الآن لا نملك دليلا ملموسا على وجود سحر أو أي شيء آخر، السحر مذكور في القرآن الكريم، لكني لا أرجح هذه النظرية، إنها مجرد تفاهات.

 

على ذكر السحر، سمعنا أنكم تلقيتم عرضا من قبل بعض السحرة للتأهل، هل هذا صحيح ؟

نعم للأمانة لقد تلقينا اتصالات كثيرة من قبل المشعوذين والسحرة في مصر لمساعدتنا على الانتصار في غانا وضمان التأهل للمونديال في كوماسي، لكننا رفضنا ذلك.

 

هل يتحمل اتحاد الكرة المصري جزءا من الخسارة ؟

لا يوجد تنظيم للرياضة في مصر أو دوري كرة قدم، فكيف يمكن أن نتحدث عن اتحاد الكرة المصري، الدعم الذي كان يحظى به المنتخب في عهد حسن شحاتة وفي فترة نظام حسني مبارك يفوق كثيرا الدعم الذي تلقيناه منذ تدهور الأوضاع في مصر، المنتخب الآن أصبح ضحية لتغيير النظام ولا أحد يهتم.

 

هذا كلام خطير جدا...

أنا مسؤول عن أقوالي، الاتحاد المصري لكرة القدم يعمل في عشوائية، ظروف البلد كانت تظهر في فترات معينة فقط في فترات الإعداد، وذلك خدمة لمصالح أفراد معينين، وعلى سبيل المثال عندما طلبنا اللعب وديا مع سيراليون، قال الاتحاد بأن ظروف البلد كانت عائقا وراء وصولهم إلى مصر، لنتفاجأ بعدها بوصول منتخب أوغندا، هذا لا يصدق ولا يتقبله الأمر، لا أعتقد أن ظروف دولة بحجم مصر من الممكن أن تتغير في يومين.

 

هل هناك من يتربص بالمنتخب المصري داخل اتحاد الكرة ؟

ليس تربصا بالمنتخب، بل بالجهاز الفني، هناك بعض الأعضاء في المجلس يرغبون في إقالتنا، وكانوا يتحججون بأمور ليس لها أساس من الصحة كالشرط الجزائي وغير ذلك، لقد أصبحنا نشعر أننا مفروضون على المجلس، ما جعلني أنا شخصيا أقدم استقالتي أكثر من مرة، لكن برادلي رفضها.

 

هل يمكنك أن تفصح لنا إلى من تشير بأصابع الاتهام ؟

إنهم معروفون، حسن فريد (نائب رئيس اتحاد الكرة) وغيره من أعضاء المجلس، لقد كانوا من أول المطالبين بإقالة الجهاز الفني، الشرط الجزائي في عقد برادلي وبعض المساعدين ومنهم أنا كان عائقا في ذلك وسبب تراجعهم في كل مرة عن القرار، الآن اعتدنا على سماع مثل هذه الأنباء في كل فترة.

 

حسن فريد هو المشرف على المنتخب حاليا، ما رأيك فيه ؟

لم نتحدث في هذا الموضوع مع أي عضو من أعضاء المجلس، فالأمر لا يشكل فرقا بالنسبة لنا، لا نحتاج إلى أي مشرف، الأزمة ليست هنا، عندما نريد شيئا ونطلبه من أعضاء المجلس لا أحد يوفر طلبات المنتخب أو يبدي اهتماما على الأقل.

 

هل كان اتحاد الكرة المصري يفرض عليكم آراءه أو يتحكم في قراراتكم ؟

هذا يحدث منذ تولينا للمهمة، مباريات، معسكرات ووديات خارج مصر وأخرى يتم إلغاؤها قبل إقامتها بيوم، معسكرات يتم إلغاؤها بعد بدايتها، ناهيك عن الحديث عن عدم وجود دوري، كل هذا فرض علينا استدعاء لاعبين معينين، حتى التصفيات لعبت من دون جمهور يساند المنتخب بأمر من الأمن.

 

كل هذا يحصل أمام أعينكم، ولماذا لم يتحرك الجهاز الفني ؟

وماذا تريد منا أن نفعل، فكرت كثيرا في الرحيل، لكن بوب برادلي كان يجلس معي كل مرة ويقول لي: "لابد أن نتمسك بالقضية ونحقق حلم الملايين بالتأهل للمونديال" كان يريد البقاء لأنه يحب عمله، كما كان يرى أن اللاعبين يشعرون براحة نفسية كبيرة معه، وأنهم يحبون كثيرا أعضاء الجهاز الفني.

 

سمعنا أن هناك خلافات بين أعضاء الجهاز الفني للمنتخب المصري أدت إلى الخسارة أمام غانا، فهل هذا صحيح ؟

كل من يرغب في إحداث فوضى بالمنتخب يتحدث عن هذه الأمور، لا توجد أي خلافات بيننا والأمور على ما يرام، كل ما يقال هو اجتهاد من نسج المخيلة، اعتدنا على مثل هذه الأقوال، لكن يجب أن يتأكد الجميع أنها ليست صحيحة.

 

لكن الكل يتحدث عن علاقتك المتدهورة بـ زكي عبد الفتاح وتدخلاته في كل التفاصيل ؟

لا على الإطلاق، أنا أنفي هذه الشائعات وكل ما يقال، فلا يوجد تفضيل لأي أحد على آخر عند برادلي، تدخلات زكي تتمثل في تحديد اللقاءات الإعلامية للمدير الفني بحكم العلاقة التي تجمعهما منذ فترة طويلة، علاقتي به جيدة وكل ما يقال وينشر غير صحيح.

 

الكل يعلم أنك تعمل في المنتخب من دون عقد...

طالبت كثيرا بعمل عقد لي وتم اتخاذ القرار، ولكني لم أر شيئا إلى حد الآن، هناك عشوائية تسيطر على الاتحاد الكروي المصري والرياضة بشكل عام، أنا أحمل المسؤولية لإدارة التعاقدات في الاتحاد المصري، فهي المسؤولة عن عدم وجود عقد لي، الأجانب يتم عمل عقود لهم على السريع ولأنني مصري لم أحصل على عقد فور تولي المهمة.

 

ماذا عن مباراة العودة، كيف تستعدون لها ؟

كل تركيزنا منصب على رد الاعتبار إلى الكرة المصرية لا غير، نريد تحسين الصورة السيئة التي ظهرنا بها في مباراة الذهاب، الأمل في التأهل موجود ولو أن هناك نسبة واحد في المليار، لا يوجد في قاموس كرة القدم كلمة مستحيل، نحن نستعد جيدا للمباراة بغض النظر عن نتيجة الذهاب.

 

في النهاية، ما هي الرسالة التي تريد أن توجهها للجمهور المصري ؟

أنا أطالب الجمهور المصري بالوقوف وراء المنتخب الوطني ومؤازرته لكي نتمكن من تحقيق نتيجة ترد الاعتبار للكرة المصرية، وعلى هؤلاء الذين يحبون الانتقاد والحديث في أمور لا طائل منها أن يوقفوا هذه المهزلة إلى ما بعد المباراة، فالوقت الآن غير مناسب والكل مسؤول عن هذه الوضعية، كل هم المنتخب تحسين صورة مصر، وهؤلاء الأشخاص همهم "الشو الإعلامي".

نقلا عن موقع "اليوم 7" المصري