توتي: "التتويج بالدوري الإيطالي أهم من الفوز بكأس العالم بالنسبة لي"

ساهم كثيرا في حصول "الذئاب" على لقب "السكوديتو" لسنتين متتاليتين (2000-2001)، كما تمكن من معانقة اللقب الأغلى في العالم مع المنتخب الإيطالي سنة 2006، ويتحدث قائد روما في هذا الحوار عن هذه الرحلة الطويلة التي قضاها في نادي العاصمة، وعن الأسباب التي منعته من مغادرة فريقه رغم العروض الكثيرة من أكبر الأندية الأوروبية وعلى رأسها ريال مدريد، برشلونة، ميلان، جوفنتوس ومانشستر يونايتد والكثير من الأندية لا يسع ذكرها، كما تطرق إلى إمكانية عودته لـ "الأزوري" والمشاركة المنتظرة في كأس العالم بالبرازيل.

في البداية نريد أن تصف لنا شعور لاعب من حجمك عندما يجلس في المدرجات ويشاهد فريقه يلعب المباريات وهو غير قادر على المساعدة..

إنه أسوء شعور في كرة القدم، الإصابات هي أكثر شيء يخافه اللاعبون، أنا أشاهد مباريات روما من المدرجات حاليا والأمر صعب لكنني أستطيع أن أخفي ردة فعلي، عندما تمضي وقتا طويلا في عالم كرة القدم تكتسب الخبرة اللازمة لفعل كل هذا.

على ذكر الخبرة، هل يمكنك البوح بسرك للبقاء في هذا المستوى الجيد مع تقدمك في السن، وهل هناك خلطة سحرية ؟

ليس هناك أي خلطة سحرية، الأمر متعلق بحب اللاعب لكرة القدم والتزامه بالتدريبات وبكل ما يساعده على أن يكون في كامل لياقته البدنية، هناك الكثير من اللاعبين كبار السن المتألقين، أنا لست وحدي، أتمتع دائما بلعب كرة القدم مثلما كان الحال عندما كنت في مقتبل العمر، هذا كل ما في الأمر.

أنت تتقدم في السن، ومستواك سيتراجع بالتأكيد، فمتى ستتوقف عن ممارسة كرة القدم؟

نعم أن في 37 من عمري، أحس أنني في كامل إمكانياتي وبصحة جيدة ويمكنني تقديم المزيد، أستطيع أن أنافس اللاعبين الشباب الذين يلعبون على أعلى المستويات، كما يمكنني أن أحدث الفوارق في المباريات الهامة، لكن عندما أحس أن مستوى وإيقاع المباريات تجاوزني، فسأكون أول شخص يعترف بذلك، أما الآن فلازلت قادرا على العطاء والكلام عن اعتزالي سابق لأوانه.

"سيامبري روما" (بالإيطالية تعني دائما روما)، هذه العبارة تعني الكثير بالنسبة لك، هل فكرت يوما ما في الرحيل عن نادي روما ؟

أن فخور جدا بما وصلت إليه إلى حد الآن، وأعتز كثيرا بمشواري الكروي كلاعب محترف، إنه فخر لي كوني لم أحمل إلا قميصا واحدا وهو قميص النادي الذي أحبه وأبجله، مرت علي فترات كان من الممكن أن أغادر فيها روما، لكن اليوم أنا سعيد لأنني بقيت كل هذه المدة.

لكن ما سر كل هذا التمسك بالفريق؟

لا أعرف، أنا أحب النادي لقد نشأت هنا منذ عام 1989، روما علمني أبجديات كرة القدم، قضاء 24 سنة في نفس النادي هو نوع من العرفان، هكذا نعبر نحن الإيطاليون عن امتنانا للنوادي.

وما الذي منعك من الانتقال أو التوقيع لـ جوفنتوس أو ميلان ؟

هذا ما كنت أتحدث عنه منذ قليل، هناك شروط يجب أن تتوفر من أجل انتقال أي لاعب إلى ناد آخر، وفي مثل حالتي أولا يجب على روما أن يكون موافقا على الاستغناء عني، وثانيا يجب علي الاقتناع بمغادرة الفريق واللعب في ناد آخر، وهذه الشروط لم تتوفر ولذلك لم أوقع لأي فريق.

وماذا عن ريال مدريد ؟

كانت لي فرصة الانتقال إلى ريال مدريد لكني لم أفعل ذلك وقررت البقاء في روما، لست نادما على خياري، الريال حصل على عدة ألقاب كان بإمكاني الحصول عليها لو لعبت في صفوفه لكن شاءت الأقدار أن أبقى في روما وهذا مناسب للجميع.

لقد حصلت على لقب "السكوديتو" مع روما، ولقب كأس العالم مع المنتخب الإيطالي، ما هو أغلى لقب بالنسبة إليك ؟

قلت هذا مرارا وتكرارا، الفوز بلقب الدوري الإيطالي كان أكبر فرحة لي، أنا من مدينة روما وأنا "رومانيستا" (لقب يطلق على مشجعي روما) بالدرجة الأولى قبل أن أكون لاعبا، أعرف جيدا قيمة "السكوديتو" وما يمثله بالنسبة للأنصار، لكن أن تصبح بطل العالم، هذا أيضا كان من بين أروع الأحداث التي مرت علي.

اعتزلت اللعب دوليا مباشرة بعد فوز إيطاليا بكأس العالم 2006، والآن عدت عن قرار الاعتزال، عودتك منتظرة من قبل الأنصار، هل كنت تتخيل أنك ستشارك في المونديال وأنت في سن 38 ؟

لا أدري لماذا قررت الاعتزال في 2006 ربما شعرت أنني حققت الأهم، صحيح أن عودتي إلى المنتخب حديث العام والخاص في إيطاليا، لم أقرر بعد إذا ما كنت سألتحق بالأزوري، لا أريد التسرع في اتخاذ القرار وسأقوم بما هو جيد بالنسبة لي.

إيطاليا تأهلت من دون صعوبات إلى المونديال، ماذا يمكننا أن ننتظر من هذا المنتخب الجديد في البرازيل ؟

أنا أنتظر منهم مشاركة استثنائية، عليهم أن يقدموا لنا وجها جيدا، لدينا عناصر ونجوم جيدة في المنتخب وتشيزاري برانديلي مدرب ممتاز ويعرف كيف يسير المباريات، لقد غير تماما أسلوب لعب المنتخب الإيطالي الذي كان يعتمد على التكتل في الدفاع، أعتقد أنها ستكون مشاركة جيدة لنا في البرازيل.

من هو المنافس الذي يجب على "النازيونال" خشيته أكثر ؟

هناك الكثير من المنتخبات التي عادت إلى الواجهة، المستوى تغير كثيرا عن السابق، فعلى سبيل المثال هناك منتخب بلجيكا الذي أصبح من بين أفضل المنتخبات في العالم، لكن على "الأزوري" أن يحذر من بطبيعة الحال من البرازيل بالدرجة الأولى لأنه البلد المضيف وصاحب الديار وهو المرشح الأول، وكذلك المنتخبات الأخرى التي دائما ما تكون حاضرة مثل إسبانيا، الأرجنتين وخاصة ألمانيا.

الحديث عن كأس العالم مازال مبكرا، فقبل كل هذا هناك الدوري الإيطالي، في رأيك لماذا يبدو روما بهذه القوة مؤخرا ؟

في الوقت الحالي كل شيء على ما يرام، لكن لا يجب علينا النظر إلى هذه الأمور فإنها تدعوا إلى الكسل، لدينا فريق قوي ومتماسك ونحن نؤمن بإمكانياتنا، لدينا تلك الرغبة في اللعب والفوز بكل المباريات ولدينا أيضا مدرب من طراز عال جدا، رودي غارسيا يعرف جيدا كيف يجعل اللاعبين يقدمون أحسن ما لديهم.

لكن، ألا ترى أن المستوى تراجع قليلا، لقد فقد روما الصدارة؟

لا على الإطلاق المستوى لم يتراجع، تنقصنا الكثير من الفعالية والقليل من الحظ فنحن نضيع الفرص كثيرا أمام مرمى المنافسين، يجب علينا أن نواصل العمل على هذا النهج البطولة لم تنته بعد، وسنتمكن من استرجاع الصدارة.

هل تراهن على أن روما سيحصل على اللقب هذا الموسم ؟

أنا لا أحب المراهنات خاصة حول أشياء يكون الحديث عنها مبكرا، علينا فقط أن نعمل بجد وأن لا نتراخى كي نتمكن من إنهاء الموسم في المراكز الأولى، وهذا هو الشرط الوحيد الذي سيمكننا من الحصول على اللقب، هذا هو الأمر الوحيد الذي يمكنني المراهنة عليه.

هل ستكون لاعبا لكرة القدم بعد عام 2014، أم أن المونديال البرازيلي سيكون آخر منافسة تلعبها ؟

الحديث عن الاعتزال مازال مبكرا كما قلت لك سابقا، أنا متأكد من أمر واحد فقط هو أنني لن أعتزل كرة القدم طالما أنا قادر على اللعب، أنا الآن أنتظر فقط أن أتعافى من الإصابة وسأعود أحسن من ذي قبل.

العديد من اللاعبين طرقوا باب التدريب بعد الاعتزال، هل ستكون من بين هؤلاء، وهل تخطط لتصبح مدربا في المستقبل ؟

لم أقرر بعد ما الذي سأفعله بعد إنهاء مشواري، لكني لا أعتقد أني سأصبح مدربا في المستقبل القريب، أنا أفضل الجلوس خلف المكاتب.

الأمر الأكيد الآن أنك باق في فريق روما...

فليكن الجميع متأكدا أنني لم ولن أغادر روما مهما حدث، أنا مرتبط بعلاقة مع هذا الفريق، الأمر يتعلق بـ 24 سنة، إنها حياتي ومن الصعب أن أتخيل نفسي بقميص آخر.

نقلا عن الموقع الرسمي لـ "الفيفا".