رؤوف خليف: "البطولة الإنجليزية الأقوى عالميا والليغا بطولة عملاقين اثنين فقط"

رغم كثرة انشغالاته بسبب برنامجه المكتظ خاصة في هذه الفترة التي تشهد مباريات أوروبية قوية وعديدة، إلا أن رؤوف خليف المعلق التونسي الشهير وافق وبصدر رحب على التحدث معنا مباشرة بعد أن كشفنا عن هويتنا الجزائرية

نشرت : نسيم ص الاثنين 29 أبريل 2013 17:14

مبديا احتراما شديدا لـ الجزائر وكرتها التي وصفها بالأسطورية معترفا بأنه كان ومازال عاشقا للكرة الجزائرية، قبل أن نغوص معه في الحديث عن الكرة الأوروبية والعربية وعدة أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار الشيق لنجم التعليق العربي.

سنبدأ حديثنا من البطولة الإيطالية بصفتك مديرا سابقا لمكتب الجزيرة الرياضية في ميلانو، هل صحيح أنك تعتبرها الأقوى ؟
لا، لا أوافق على هذا الكلام، صحيح أني كنت مدير مكتب الجزيرة في ميلانو لتغطية البطولة الإيطالية، لكن هذا لا يعني أني أعتبرها الأفضل بل علينا أن نكون واقعيين، بالنسبة لي البطولة الإنجليزية هي أقوى بطولة في العالم متبوعة بالبطولة الإسبانية الممتعة جدا، أما "الكالتشيو" فأعتبره الأفضل والأقوى على الصعيد التكتيكي، كما يجب أن أنوه إلى التألق والصعود التدريجي للبطولة الألمانية، لكن الكرة الإيطالية تبقى دائما من الثوابت العالمية.

لكن الكثير من الفنيين يختلفون معك في الرأي حول البطولة الإسبانية مقارنة بالبطولة الإيطالية ؟
نعم أوافق هذا الرأي باعتبار البطولة الإسبانية هي بطولة الناديين (برشلونة وريال مدريد)، بدليل أن الفرق في النقاط بين الثاني والثالث في "الليغا" دائما يصل إلى 20 نقطة وهذا أمر غير معقول، لكن تبقى حقيقة الأرقام المالية والتعاملات الكروية داخل المنظومة الإسبانية تؤهل هذه البطولة للتألق، رغم أنها تملك عملاقين فقط يمثلونها في المحافل الدولية لكنهما يمنحانها دافعا كبيرا للمتابعة الجماهيرية.

ما الذي جعل الريال وبرشلونة ينفردان بالمنافسة في إسبانيا رغم أنه قبل سنوات كانت أندية مثل بيلباو وفالنسيا وأتلتيكو مدريد تنافس هذا الثنائي ؟
أعتقد أن الأمور التجارية والمالية كانت السبب الوحيد لسيطرة الريال و"البارصا" على الكرة الإسبانية خاصة بعد الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد، حيث أنه ماعدا هذين الناديين لا يمكن لفرق أخرى أن تنفق أموالا كبيرة للرهان على الألقاب.

ما رأيك في العودة القوية لـ جوفنتوس وهل يمكن لهذا الفريق إعادة الكرة الإيطالية للواجهة بعد السيطرة الإسبانية ؟
"اليوفي" مثل الكرة الإيطالية أعمق بكثير من البطولة الإسبانية تاريخيا، وكثيرا ما رأينا 3 أندية إيطالية في الدور نصف النهائي من رابطة أبطال أوروبا على الطريقة الإنجليزية، الجمهور الذي يعشق الكرة الإيطالية أعتقد أنه منتعش بالعودة القوية لنادي "السيدة العجوز" وهي عودة طبيعية لسيد القوم في إيطاليا من حيث التتويجات، وحتى من حيث تمويل المنتخب الإيطالي باللاعبين.

قلت قبل قليل أنك تعتبر البطولة الإنجليزية الأفضل في العالم، ما تعليقك على إقصاء كل الفرق الإنجليزية من رابطة أبطال أوروبا، وهل للرزنامة المحلية دخل في الأمر ؟
صحيح أن البطولة الإنجليزية لا تتوقف في "الميركاتو" لكن بالنسبة لي لا أعتقد أن الرزنامة المحلية سبب في خروج كل الفرق الإنجليزية من رابطة الأبطال، بدليل أنه منذ سنوات وتحديدا في 2007 و2008 كنا نرى حتى 3 أندية إنجليزية في الدور نصف النهائي، وفي رأيي أن الأمور المادية كانت سببا في تراجع الإنجليز أوروبيا.

وماذا عن النواحي الفنية ؟
باستثناء مانشستر يونايتد أعتقد أن بقية النوادي لا تتميز بمستوى كبير يؤهلها للمنافسة على أعلى مستوى بما فيها تشيلسي الذي حقق اللقب الموسم الماضي، لكن مستواه تراجع بعد مغادرة مورينيو وكذلك أرسنال الذي لم يفز بأي لقب من 2004، أما ليفربول فنكاد نبكيه لأنه لم يعد يطمح حتى للمشاركة في رابطة الأبطال، في العموم أعتقد أن البطولة الإنجليزية بحاجة للمراجعة لأنه لو تفتح الملفات ستكون هناك انعكاسات مثل التي حدثت في البطولة الإيطالية (يقصد التلاعب بنتائج المباريات).

قلت أن الأسباب قد تكون مادية لكن مانشستر سيتي مثلا جلب النجوم وأنفق الكثير من الأموال لكنه لم ينجح أوروبيا ؟
مانشستر سيتي من الأندية التي ضخت أمولا كبيرة عن طريق الشيخ منصور بن زايد، لكن هذا الفريق لا يملك تقاليد أوروبية واسمه غير شائع مقارنة ببقية نوادي "بيغ فور"، وحتى المدرب روبيرتو مانشيني لم يحقق نتائج كبيرة في رابطة الأبطال بدليل أنه فشل مع إنتير ميلان وأفضل نتائجه هي الوصول للربع نهائي مرتين، ربما مانشستر سيتي بحاجة لمدرب له تقاليد في رابطة الأبطال مثل مورينيو أو أنشيلوتي وحتى فيرغسون الذين يملكون ثقافة أوروبية، أعتقد أن "السيتي" يملك نجوما على الميدان لكنه لا يملك مدربا في تلك القيمة.

بعيدا عن نظرتك الشخصية للكرة الأوروبية، لو تحدثنا عن رؤوف خليف المعلق الكثير من الناس يؤكدون أنه يميل جدا لـ ريال مدريد وبرشلونة حين يعلق على مبارياتهما، هل هذا صحيح ؟
لا أبدا هذا غير صحيح تماما، المعلق هو معلق لكل البطولات وكل المباريات، وشخصيا لا أؤمن بالمعلق المتخصص في بطولة معينة، رؤوف خليف ومنذ أن كان في شبكة "art" يعلق على كل البطولات وكل الفرق بنفس الدرجة من الاهتمام والحماس، أنا أتكلم على كرة القدم بالغرام والعشق ولا أستطيع أن أميل لفريق معين، وأريد أن أضيف شيئا.

تفضل ..
رؤوف خليف هو أقل من علق على مباريات "الكلاسيكو" في تاريخ شبكة الجزيرة الرياضية، ربما هي إحصائية أتحدث عنها للمرة الأولى لكنها حقيقة وبالتالي لا يمكن أن يكون الكلام عن ميولي للفريقين صحيحا، أنا أعشق التعليق على "الكلاسيكو" بنفس القدر الذي أعشق فيه التعليق على داربي إيطاليا أو ألمانيا وغيرها من البطولات.

لكن هذا لا يمنع أن تكون مناصرا لفريق أوروبي معين ؟
أنا أعشق كل الفرق الأوروبية الكبيرة والدليل والحمد لله أن الجميع يسألني من هو فريقك المفضل في إسبانيا أو ألمانيا أو إيطاليا، ما يعني أن تعليقي حيادي إلى أبعد الحدود ولا يمكنك أن تكتشف ميولي لفريق معين.

بالمناسبة يقول البعض أنك من المعلقين القلائل الذين لا يمكن أن تكتشف ميولاتهم الكروية، ما السر في ذلك ؟
في النهاية نحن أناس عاديون ولدينا شعور وغرائز وعواطف في كرة القدم، لكن بالنسبة لي المعلق المحترم هو الذي يحترم المشاهدين ويحفظ الأمانة ويعطي لكل حق حقه، مثلا لو فاز ريال مدريد على برشلونة لا يمكنني أن أقول أن "الميرنغي" فاز لأن "البارصا" لم يكن في يومه، بل بالعكس أقول أن ريال مدريد فاز لأنه كان الأقوى والعكس صحيح، إذن لابد من وصف حقيقي لواقع الميدان بعيدا عن العواطف وهذا هو مؤشر نجاح المعلق دون سواه.

حسب هذا الكلام لن نستطيع معرفة النادي الذي يفضله رؤوف خليف ؟
ليست قضية تستطيع أم لا، صدقني أنه في اليوم الذي يقال فيه أن رؤوف خليف ليس محايدا أو يكتشف المشاهد ميولي لناد معين صدقني ستكون أكبر خسارة في حياتي، أنا مصر على هذا المبدأ وأكرر أنه حين تعطي لكل حق حقه لا تخاف لومة لائم.

أنت زميل لعدد كبير من المعلقين المغاربة في الجزيرة الرياضية، هل يمكن أن نعرف السر وراء نجاح العنصر البشري القادم من المغرب العربي ؟
الإجابة جاهزة، المعلق المغاربي مهما كان تونسيا أو جزائريا أو مغربيا أو ليبيا هو الأقرب للنجاح في مهنة التعليق في المستوى العالمي ككل، لأننا ببساطة متفتحون على الكرة الأوروبية خاصة وأن جغرافيتنا قريبة جدا إن لم تكن منصهرة مع أوروبا، إضافة إلى ثقافتنا وتفتحنا على الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع لمتابعة كل كبيرة وصغيرة في النوادي الأوروبية، وهذا مع الوقت أفرز منظومة إعلامية متكاملة جدا، والحمد لله حفيظ دراجي أو رؤوف خليف أو عصام الشوالي أو جواد بدة وبقية الأسماء التي تمثل المغرب العربي هي بصراحة وشاح على صدر كل مشاهد لـ الجزيرة الرياضية في المغرب العربي.

هناك من يؤكد أنكم رفقة الجزيرة الرياضة ساهمتم في نشر ثقافة كروية جديدة في المغرب العربي، هل تعتبر أن هذه الباقة فتحت عيون الناس في منطقتنا على الكرة الأوروبية أم أن الأمر يتخطى ذلك ؟
أولا أنا من المطالبين دائما أن تبقى الكرة بالمجان ومتاحة لجميع الناس بدون دفع لكن الآن التشفير أصبح شرا لا بد منه، أستطيع أن أؤكد لك أن المغرب العربي يحظى برعاية كبيرة في الجزيرة الرياضية خاصة وأننا نلتقط أقمارا عديدة في منطقتنا، لكن وبالعودة إلى سؤالك أعتقد أننا في المنطقة المغاربية نتابع منذ زمان البطولات الأوروبية عبر قمر "هوتبيرد" في قنوات "canal+" وغيرها من الباقات، لذلك في حسابات الجزيرة الرياضية دائما هذا المعيار الذي يفرض نفسه على أن المشاهد المغاربي له خيارات كثيرة لمشاهدة الكرة الأوروبية.

لكن ما السر في الشغف الكبير بمباريات "الكلاسيكو" وغيرها من المواعيد الكبرى في منطقتنا بعد بزوغ نجم الجزيرة الرياضية ؟
للأمانة وكما قلت لك سابقا الشعب المغاربي كان يشاهد البطولات الأوروبية عبر القنوات الفرنسية والأجنبية، لكن منذ انطلاقة "art" عام 1993 أصبح هناك خيار آخر للجمهور العربي ككل، ومنذ بداية هذه الباقة وصولا إلى الجزيرة الرياضية أعتبر أن كلاهما ساهمتا في نشر ثقافة مناصرة الفرق الأجنبية بالنسبة للشعوب المغاربية والعربية والدليل ما نشاهده في مقاهي الجزائر وتونس والمغرب من حماس وقت المباريات الكبرى، حتى يخيل لك أن الأمر يتعلق بمباراة مولودية الجزائر أمام اتحاد العاصمة أو النادي الإفريقي أمام الترجي أو الزمالك أمام الأهلي.

هل توافق مثلا على مقولة أن الجزيرة الرياضية سبب في عشق الكثير من الشباب لـ برشلونة ؟
لا أظن ذلك بل ومن الصعب أن تحدد أذواق الناس لظروف معينة، في السابق كنا نحكي على ميلان ساكي 1989/1990 وكان هناك من يقول نفس الكلام على عشاق ميلان، وقلنا أيضا أن ذلك الجيل لن يتكرر ولن يكون هناك فريق أقوى من ميلان ساكي، لكن جاءت نسخة كرويف مع "البارصا" وفندت هذه النظرية وصولا لـ برشلونة غوارديولا، وأريد التفصيل في هذه الجزئية.

تفضل ..
أقول وبحكم خبرتي أن هذا الجيل لـ برشلونة وإسبانيا من المستحيل أن يتكرر، ورغم أن المستحيل لا يوجد في كرة القدم لكني أؤكد أنه من الصعب إن لم يكن مستحيلا أن تفوز إسبانيا بكأس أوروبا مرتين متتاليتين مرة أخرى وبينهما تتويجا أكبر وهو كأس العالم، نسخة برشلونة 2009 ثم 2011 والتي ساهمت مع جيل من الريال في منح إسبانيا ألقابا كبيرة هي أفضل ما قدم لنا التاريخ في كرة القدم رغم أن هناك من يتحدث عن برازيل بيلي أو برازيل 1982، ورغم كل هذا أعود للواقع وأقول دائما أن الكرة غدارة وقادرة على أن تعطينا فريقا يلعب بكرة افتراضية.

هل ستتواصل السيطرة الإسبانية على الكرتين الأوروبية والعالمية ؟
أولا دعنا نتفق على شيء، برشلونة بهذا الجيل الذهبي سيبقى فريقا لن يذكره التاريخ، وبدون شك أنت ستقول لي كيف يحدث هذا ؟ أجيبك، هذا الفريق فشل في الفوز برابطة أبطال أوروبا مرتين متتاليتين وميلان يبقى الوحيد الذي نجح في ذلك، وحين ينجح ميسي وزملاؤه في التتويج مرتين متتاليتين بأغلى لقب أوروبي يمكننا حينها أن نقول هذا جيل دخل التاريخ من أوسع الأبواب، هي طبعا لغة أرقام وإحصائيات لأننا مازلنا نبحث عن فريق يقوم بما فعله ميلان سابقا.

هل صحيح أنك أعلنت عبر صفحتك في "فايس بوك" رغبتك في فوز ريال مدريد بلقب رابطة أبطال أوروبا ؟
(يتعجب) .. أبدا ومستحيل، أنا أملك حسابا واحدا في "فايس بوك" هو "رؤوف بن خليف" وأعرف أن هناك عشرات الحسابات بـاسمي للأسف، كما تعرف لا يمكن التحكم في هذا الأمر، ولا يمكنني في كل مرة أن أنفي أو أكذب ما يصدر في هذه الصفحات، أقول لهم "الله يهديكم" وفقط.

نحن نعرف أنك ملتزم بالحيادية لكن نريد أن نعرف رأيك حول أفضل لاعب في العالم ؟
بدون شك هناك نجمان لا أحد يختلف في أنهما الأفضل، ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو الأفضل في الوقت الراهن على كل الأصعدة، لكن يمكنني أن أعتبر ميسي الرقم 1 عالميا من حيث الموهبة لأنه فنان بالفطرة أكثر من رونالدو من حيث المراوغات والفنيات، في حين كريستيانو هو منظومة متكاملة أكثر من ميسي في مدارس التكوين وأنت تدرك أن المدرسة البرتغالية أنجبت عمالقة في كرة القدم، ميسي الفنيات وكريستيانو القوة والعضلات لكن وللأمانة لا يمكنني المقارنة والمهم أن المشاهد مستفيد من كل هذا، بالنسبة لي أنا أعلق بالغرام على فنيات ميسي وصولات كريستيانو وأتلذذ بالكرة التي يقدمونها.

لكن بدون شك أنت تتابع الصحف الأوروبية التي تصر في كل مرة أن تقارن بينهما وخاصة بالنسبة لـ ميسي التي تقول عليه بعض وسائل الإعلام أنه لن يكون أسطورة حتى يتوج بكأس العالم ؟
بالنسبة لـ ميسي أنا أعتقد أن كل هذا الجدل هو مجرد تهرب من الواقع من طرف الجماهير التي تعشق دييغو أرماندو مارادونا وترفض أن يتنحى عن عرش الكرة الأرجنتينية من قبل مواطنه ميسي الذي كان يعشق مارادونا وهو طفل صغير، لكن الحقيقة أن أرقام ميسي خرافية مع برشلونة عكس أرقامه مع الأرجنتين التي هي أقل من أرقام مارادونا، وهي القشة الأخيرة التي لم تقصم ظهر البعير في أرشيف مارادونا.

لكن أمام ميسي منافسات كثيرة مع المنتخب الأرجنتيني ؟
من الصعب جدا على الأرجنتين أن تفوز بكأس العالم القادمة 2014 لأني أتوقع أن يكون اللقب لمنتخب أوروبي مرة أخرى، خاصة وأنت تعرف أن البرازيل لم تحقق اللقب تاريخيا في كل المرات التي استضافت فيها المونديال، وهذه المنتخبات أعتقد أن تفوق المنتخب الأرجنتيني في قوة الأداء، وإذا أراد ميسي أن ينهي كل هذا الجدل والشكوك عليه أن يقود "التانغو" للفوز بمونديال البرازيل رغم أن الأمر صعب جدا.

على أي أساس رشحت منتخب أوروبي للفوز بكأس العالم 2014 ؟
حسنا، بما أنك صحفي في جريدة تهتم بالكرة الدولية والأوروبية بدون شك أن تعرف أن معدل أعمار اللاعبين في منتخب ألمانيا أو إسبانيا رهيب جدا ولا يفوق 24 سنة، هذا أمر مفزع فعلا خاصة وأن هذين المنتخبين تقابلا في نهائي كأس أوروبا 2008 ثم في نصف نهائي كأس العالم 2010 وهذا يعطيكم مؤشرا واضحا لماذا أرشح منتخبا أوروبيا، ثم أن حتى إيطاليا مع برانديلي تشبب في منتخبها الذي بدأ يعمل بوتيرة جيدة، وهي معطيات تجعل حظوظ البرازيل أو الأرجنتين أو أي منتخب من خارج أوروبا ضئيلة في الفوز بكأس العالم، لأن الكرة الأوروبية تتجدد بسرعة عكس الكرة في أمريكا الجنوبية مثلا.

هل ما يحدث مع نايمار الموهبة البرازلية الصاعدة هو مثال مباشر لسوء التخطيط في الكرة اللاتينية والذي جعل منتخبات أمريكا الجنوبية تغيب عن الفوز بكأس العالم منذ 2002 ؟
أنا سأطرح عليك السؤال من الجانب العكسي وأقول لك لماذا البطولة البرازيلية أو الأرجنتينية لا تباع حقوق بثها بنفس الأرقام الخيالية التي تباع بها حقوق البطولات الأوروبية الكبرى ؟ رغم أن أبرز الأسماء والنجوم في العالم تخرج من هذه البطولات اللاتينية، ببساطة لأن كل المواهب اللاتينية سواء البرازيلية أو الأرجنتينية تفضل الرحيل في وقت مبكر دون دراسة ولا تخطيط، ما أقوله أن نظرة برشلونة مثلا لـ نايمار قبل عامين تختلف تماما عن نظرة الفريق إليه الآن، لأنه قبل أن يأتي سيكون هناك نقاش في برشلونة إن كان يدخل هذا اللاعب في المنظومة الكروية الكتالونية أم لا ؟ لذلك أرى أن هؤلاء النجوم ينجحون فقط في ناد مثل ريال مدريد لأنه فريق للنجوم.

إذن تتوقع أن يكون نايمار لاعبا في الريال ؟
أعتقد أن نسبة نجاحه ستكون أكبر في ريال مدريد من برشلونة لأن نايمار إذا اختار "البارصا" ستكون مخاطرة كبيرة لأن هذا الفريق يلعب بمنظومة محددة وعلى كل لاعب الانسجام معها وإلا سيفشل، رغم أني أرى أن نسخة غوارديولا أكثر جمالية في الأداء من نسخة فيلانوفا.

على ذكر غوارديولا، كنت أود أن أطرح عليك سؤالا حول غوارديولا بايرن ميونيخ، ماذا تنتظر أن يقدم "بيب" لهذا الفريق ؟
غوارديولا قام بمجازفة كبيرة جدا لعدة أسباب، أولها أن يوب هاينكس يتوجه لتحقيق ثلاثية تاريخية ربما (البطولة والكأس المحليتين إضافة لرابطة أبطال أوروبا)، وقد حقق اللقب المحلي قبل 6 جولات من النهاية لأول مرة في تاريخ البطولة الألمانية، وإذا حدث وأن حقق الثلاثية ستكون تركة ثقيلة جدا على غوارديولا الذي سيكون فاشلا في أعين أنصار النادي "البافاري" إذا لم يحقق هذا الإنجاز، وثانيا المنظومة الكتالونية التي تعلمها غوارديولا في برشلونة هل يستطيع أن يطبقها في بايرن ميونيخ الذي يملك نجوما أقل قيمة من لاعبي "البارصا" ؟ إذن هو تحدي كبير وخطير للنادي الألماني ولـ غوارديولا أيضا.

لكن إدارة النادي "البافاري" قدمت تفسيرات كثيرة لهذا الاختيار ؟
ما أعرفه أن المدرب يوب هاينكس الذي يبلغ 67 سنة من العمر صرح مؤخرا أنه لن يعتزل التدريب عكس ما قاله رومينيغي، مشيرا إلى سعيه لرهانات جديدة وطموح كبير في السنوات والأشهر القادمة.

من ترشح للفوز بـ رابطة أبطال أوروبا هذا الموسم ؟
طبعا الكل يتفق أن لا مرشحا فوق الثلاثي الأبرز وهم برشلونة، ريال مدريد وبايرن ميونيخ، رغم أن نادي بوروسيا دورتموند فريق رائع ويستحق الاحترام لكن من المستحيل أن يفشل الثلاثي الأول في تحقيق اللقب هذا الموسم، ويجب هنا الإشارة إلى أمر مهم.

ما هو ؟
بايرن ميونيخ هو أفضل فريق مستقر في الرباعي المتبقي لمنافسة رابطة الأبطال من حيث المال والأعمال، والكل يعرف أن هذا النادي له ميزان إيجابي جدا إضافة إلى حضوره الدائم خلال السنوات الماضية في الأدوار المتقدمة بعد أن لعب نهائي رابطة الأبطال 2010 وخسره أمام الإنتير ثم نهائي آخر في 2012 وخسره أمام تشيلسي، وأعتقد أن لديه الإمكانيات للإطاحة بأي فريق أوروبي.

لكن ماذا عن برشلونة والريال اللذين يعتبران الأقوى في العالم حاليا باتفاق الأغلبية ؟
طبعا حديثي عن البايرن لا يعني أني أهمل حظوظ الريال و"البارصا"، بل أنا لا أستبعد نهائي إسباني 100% وسيكون "كلاسيكو" تاريخي إن حدث الأمر، كما لا أستبعد نهائي ألماني بين بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند.

الصحافة الإسبانية بدأت تتحدث عن نهائي "كلاسيكي" تاريخي لترسيخ السيطرة الإسبانية على الكرة الأوروبية ..
من باب الدعابة أؤكد لك أن الصحف الألمانية أيضا تتحدث عن نهائي ألماني 100%، كل شيء ممكن في كرة القدم رغم أن العالم بأسره يتمنى "كلاسيكو" في نهائي رابطة الأبطال، لكن التحديات التي ترفعها هذه الأندية ستجعلنا غير قادرين على التكهن إلا يوم 25 ماي.

لنتحدث عن الكرة العربية، والبداية طبعا بالمقارنات التي باتت تشغل الرأي العام بين مستوى الكرة العربية في المغرب العربي مقارنة بنظيرتها في المشرق، كمتتبع ومقيم في قطر كيف ترى الأمر ؟
هناك مسلمات وثوابت يجب أن نشير إليها قبل الحديث عن الأمر وهي الفطرة والموهبة الموجودة عند اللاعبين في المنطقة المغاربية، بدليل أن عدة أسماء كبيرة من منطقتنا تلعب حاليا في الخليج مثل التونسي المساكني والجزائري بلحاج وأسماء أخرى، وهي دلالة واضحة على تفوق الكرة المغاربية على نظيرتها في الشرق الأوسط.

لكن المدربين في الدول المغاربية يشتكون ضعف البطولات المحلية وآخرهم المدرب التونسي الشهير نبيل معلول الذي اعتبر أن البطولة القطرية أقوى وأفضل من التونسية ؟
ربما هو صرح بالأمر لأنه خسر أمام السد القطري في كأس العالم للأندية حين كان مدربا لـ الترجي الرياضي، لكن كرأي شخصي حين تفرغ البطولة الجزائرية أو التونسية أو المغربية وتصدر أفضل اللاعبين لـ أوروبا أو الخليج فبدون شك مستوى البطولة سينخفض، والدليل أنه بات من الصعب إن لم أقل مستحيلا أن يفوز ناد جزائري أو مغربي برابطة أبطال إفريقيا وبدرجة أقل تونس التي تملك الترجي الرياضي الحاضر في السنوات الماضية دائما في الأدوار الأولى، لكن في المقابل هناك شيء يجب التنويه إليه.

تفضل ..
في قطر مثلا هناك لاعبون كبار حتى من أوروبا وملاعب رائعة وتنظيم جيد وممتاز والإمكانيات المادية متوفرة بشكل رهيب جدا، لكن متعة كرة القدم غائبة تماما وأنا هنا أتحدث عن الجمهور، أصل كرة القدم هو الجمهور ولما يغيب هذا الأخير لا يمكن لأي لاعب أن يمنح ما لديه، ويمكنك أن تتخيل مثلا "كلاسيكو" إسبانيا بين الريال و"البارصا" بدون جمهور ؟ طبعا لن يكون للمباراة أي متعة أو أهمية، لذلك أتمنى من كل قلبي أن نرى مدرجات مكتظة في قطر والكويت والإمارات وغيرها من الدول باستثناء السعودية التي تشهد مباريات البطولة فيها حضورا كبيرا.

هل هو الاستثناء الوحيد السلبي في الكرة الخليجية ؟
نعم، وأريد أن أذكرك بجمهور 5 جويلية في مباراة اتحاد الجزائر أمام مولودية الجزائر، أكيد أن الأمر خرافي والأجواء عالمية وكلنا شاهدنا ذلك ونعرفه جيدا، وكذلك الأمر بين الإفريقي والترجي والوداد والرجاء وغيرها من الداربيات المغاربية الكبرى.

لكن مع كل هذا الحماس الجماهيري في الدول المغاربية إلا أن الأندية تبقى عاجزة عن مد المنتخبات الوطنية بلاعبين من مستوى عال، ما جعل تونس والمغرب والجزائر مثلا يتوجهون للمغتربين الذين عادة ما يقدمون مستويات أقل مع المنتخبات ؟
أنا دائما أقول بتحفظ أن كل اللاعبين القادمين من أوروبا للمنتخبات الإفريقية عامة، يلعبون بشكل حذر جدا تجنبا للإرهاق والإصابات وهذا بإيعاز من المسؤولين في فرقهم الأوروبية وهو أمر ينطبق على اللاعبين المغاربيين في القارة العجوز، وأنا هنا أسألك شخصيا، لماذا لم يأت إسحاق بلفوضيل لاعب بارما إلى الجزائر للمشاركة في كأس أمم إفريقيا الماضية ؟ خاصة وأن الجزائر كانت تفتقد للعنصر الهجومي الذي يضع الكرة في الشباك، الأمر واضح ولا يمكن أن يقولوا لنا مجددا أنه كان يفاوض "اليوفي" في تلك الفترة لأن هذا الحديث مردود عن أصحابه.

كيف ؟
هو مطالب بتمثيل الراية الجزائرية في المحافل الدولية وإلا لماذا هو جزائري ؟ العلم الوطني فوق حسابات المال والأعمال وهذا يبقى رأيي الخاص، إذن اللاعب الجزائري أو المغربي أو التونسي لابد عليه أن يرجع إلى سنوات الستينات والسبعينات ليتذكروا تضحية اللاعبين وقتها الذين كانوا ينحنوا للراية الجزائرية، وبالمناسبة وبالحديث عن هذه الفترة أتمنى الشفاء العاجل للنجم الجزائري السابق حسين لالماس حيث سمعت أنه تعرض لجلطة، ومن هذا المنبر أطلب دعاوي العالم العربي بالشفاء لهذا اللاعب الكبير.

أكيد أنك سمعت بقضية اللاعب التونسي الجزائري سفير تايدر، والذي اختار الجزائر وخاض معه مباراة البينين التي سجل فيها هدفه الأول، هل توافق الهجوم الذي يتعرض له من طرف الصحافة التونسية ؟
أولا سفير تايدر لو لم يكن لاعبا موهوبا ورائعا لما سارعت إليه الاتحادية الجزائرية أو التونسية لإغرائه باللعب لأحد المنتخبين، وحسب معلوماتي فإن نبيل معلول مدرب المنتخب التونسي حاول في أكثر من مرة إقناع اللاعب بتمثيل ألوان "نسور قرطاج" إلا أنه لم يفلح في ذلك بسبب رغبة اللاعب القوية في تمثيل منتخب الجزائر.

لكن بعض الصحف التونسية وصفت اللاعب بـ "الخائن" وغيرها من النعوت التي لا تليق في حق اللاعب ..
لالا .. أنا أرفض هذا الأسلوب تماما، لأن اللاعب في النهاية وراءه عائلة تساعده في القرار وله قناعات وميولات، المسألة لا تتعلق بمقولة "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما" وإنما هي مسألة قناعات، ومثلما هناك الكثير من اللاعبين الجزائريين الذي رفضوا تمثيل منتخب "الخضر" يمكن أن يحدث العكس، والأمر ينطبق تماما على تونس والجميع يعرف أن صبري لموشي مثلا رفض تمثيل منتخب تونس ولعب مع فرنسا، لذلك لابد من احترام اختيارات اللاعبين بدون تعصب، وأعتقد أن تايدر اختار خيار القلب.

في النهاية لا يمكن أن نختم الحوار دون أن تشرح لنا كلمة "يوزع" التي تشتهر بها لدى المشاهد العربي والجزائري خاصة ؟
(يضحك) .. والله هذه الكلمة أصبحت هوية لكن في الأخير أنا سعيد جدا وفخور لأن المشاهد العربي والجزائري أصبح يميز رؤوف خليف بعبارات مثل كلمة "يوزع".

إذا ما حكاية هذه الكلمة ونغمتها المميزة ؟
حسنا، كلمة يوزع والحمد لله أخذت صدى كبير جدا لأنها ببساطة كلمة من أعماقي وأرددها بغرام وصدق وحماس شديد، ربما هي نغمة مثلما تقول لأنها ليست مصطنعة وتعبر عن شعوري وقت اللقطة التي قد تفرز هدفا، لو تتعمق في معنى كلمة "يوزع" تراها بمعنى عرضية في كرة القدم لكن شغفي بكرة القدم يجعلني دائما أتحمس للقطات الخطيرة، ولذلك أتفاعل معها بنغمة "يووووزع" (قالها هكذا)، وعلى كل هي هوية لتعليقي وستبقى وشاحا على صدري.

نترك لك حرية إنهاء الحوار بكلمة لعشاقك في الجزائر ؟
أولا لن أكون مثل بعض الفنانين الذين إذا حل بـ الجزائر مثلا يقول أنا في بلدي الثاني بدبلوماسية واضحة، بالنسبة لي الجزائر بلدي العزيز ولدي علاقات واسعة مع الجزائريين في كل مكان سواء هنا في قطر أو في الجزائر وحتى في تونس وفرنسا، نحن شعبان تربطنا علاقات كثيرة ومتشعبة والجزائر أقرب بلد لقلبي مثل كل التونسيين بدليل ما تردده جماهير الكرة في تونس سواء الإفريقي أو الترجي أو الصفاقسي، فهي كلها أغاني من مدرجات 5 جويلية وباقي الملاعب الجزائرية وهذا يوضح عمق العلاقات بين الشعبين والجمهورين، أنا أشدد على أننا "دم واحد" وسنبقى كذلك و"ربي يبعد العين علينا".

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال