ليستقيل بدوره بعد نهاية كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، ليبي درب نادي جوفنتوس ابتداء من سنة 1994 وحقق معه كل الألقاب التي يحلم بها أي مدرب في العالم من بطولة الدوري والكأس المحلية وكأس السوبر، بالإضافة إلى دوري الأبطال وكأس الاتحاد الأوروبي وكأس السوبر الأوروبية وكأس الإنتركونتينيتال، ويتحدث المدرب الإيطالي المخضرم والذي يدرب حاليا نادي غوانزو الصيني لصحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت" الإيطالية عن العديد من القضايا التي تخص كرة القدم الإيطالية، ودون إطالة نتركم تطالعونها في هذا الحوار.
مرحبا بك مارتشيلو، كيف تقيمون مشاركتكم في كأس العالم للأندية بالمغرب خاصة بعد خروجكم أمام بايرن ميونيخ؟
في البداية بدأنا جيدا بعد الفوز على الأهلي المصري بطل إفريقيا، حتى في مباراة نصف النهائي أمام البايرن قدمنا أداء لا بأس به وكان ذلك حسب إمكانياتنا، لا تنس أننا لعبنا أمام أفضل ناد في العالم حاليا، سنرى أمام مينيرو ما يمكننا فعله، سنحاول تحقيق المركز الثالث لأنه يعني لنا الكثير، على العموم الأجواء رائعة هنا ونحن نستمتع ونستفيد من هذه المشاركة.
أصبحت تملك شعبية كبيرة في الصين، فبعدما حققت لقب أبطال آسيا ها أنت تعود بـ غوانزو للمشاركة في بطولة مميزة، هل لك أن تشرح لنا علاقتك بالنادي الصيني بعد هذه الإنجازات؟
إنها فترة رائعة أعيشها هنا، كل شيء جميل، أنت تعرف أن الأجمل من كل هذا هو عندما تحقق نتائج في وسط يقدم لك الاحترام ولديه رغبة في تحقيق إنجاز يجعله مميزا بين الشعوب، وهذا ما جعل العمل هنا بمثابة تحد جديد بالنسبة لي وأنا في سن 65 من عمري، كل يوم أكتشف شيئا جديدا مع هذا النادي، ونحن الآن نستمتع فقط بالأجواء في المغرب، نحن في الشتاء لكن الذي ينزل هنا بأغادير يعتقد أنه في الربيع، لذا الأجواء ملائمة للجميع.
ليبي سنستغل الفرصة لتحدثنا عما حدث مع الأندية الإيطالية في منافسات رابطة الأبطال الأوروبية، لا أحد ينكر أن الكرة الإيطالية تمر بأزمة خاصة مع خروج نابولي وجوفنتوس من الدور الأول، وميلان يتخبط في أزمة سوء نتائج، ألا تعتقد أن الأندية الإيطالية صارت دون المستوى وهو ما قد ينعكس على كرة القدم الإيطالية؟
أنا لا أعتقد ذلك، لأنه سبق وأن مرت كرة القدم الإيطالية بنتائج أسوأ في هذه المسابقة وبدا الأمر عاديا لأن الجميع يعمل وهذه قوانين اللعبة، ليس في كل مرة تسير معك الأمور بشكل جيد، ولكن المثير للانتباه أن نابولي كاد أن يحقق نتيجة غير مسبوقة في عالم الكرة الأوروبية لأنه كاد أن يصعد في الجولة الأخيرة باثنتي عشر نقطة والثنائي الآخر أرسنال ودورتموند لهما نفس الرصيد، لا نستطيع أن نقول أن نابولي فشل ولكن يمكننا القول أنه لم يكن موفقا عندما وقع في هذه المجموعة، عموما لا يمكننا أن نقول أن كرة القدم الإيطالية تمر بأزمة، ولكن علينا أن نقف أمام أخطائنا لنتدارك الأمور في قادم المواعيد وإلا ستتسع الهوة والفجوة بيننا وبين الدول الأخرى.
ولكن خيبة الأمل الكبرى كانت بخروج اليوفي، أعتقد أنه لا يمكنك أن تنكر هذا؟
نعم، جوفنتوس يستحق أن يكون على الأقل ضمن دور ربع النهائي في هذه المنافسة، أعترف أن جوفنتوس فرط في التأهل للدور المقبل في أول مباراتين من عمر منافسة هذه المجموعة في الدور الأول، بالطبع إنها خيبة أمل نظرا لطريقة خروج أشبال كونتي في إسطنبول، أنا أعرف دوري أبطال أوروبا جيدا وأعرف اللاعبين أيضا في صفوف الفريق، كما أعلم مدى الغضب الذي شعر به الجميع بعد الخروج المرير، لطالما كان جوفنتوس أحد حاملي الراية الإيطالية في هذه المنافسة، ولكن لا شيء يتوقف عند هذا الحد.
بماذا تفسر قوة جوفنتوس في إيطاليا، وتواضعه في أوروبا فإن "السيدة العجوز"، في حين يحصل العكس مع ميلان؟
ليس هناك إجابة محددة على هذا السؤال، الأكيد أن الخبرة الدولية للنادي تلعب دورا في هذه المعادلة، أنا هنا لا أقصد اللاعبين فقط بل النادي ككتلة واحدة، الجميع يعرف علاقة ميلان مع أوروبا وقدرتهم على التركيز الجيد وبذل طاقة كبرى كلما تعلق الأمر بدوري الأبطال، دون إدراك المكونات الأساسية لهذه الجرعة الزائدة عند النادي اللومباردي.
فضلا عن الصراع الحاصل على مستوى هرم سلطة نادي ميلان، وفضلا عن الأخبار التي تفيد بقرب رحيل غالياني الرسمي عن النادي، هل العودة للطريق الصحيح تعتبر نوعا من رد الجميل لهذا الرجل؟
بالطبع هي بمثابة الميدالية التي تعلق برقبته، غالياني شخصية عالمية ولها تأثير كبير على مسار النادي طوال مدة ليست بالقصيرة من تاريخ ميلان الكبير، أنا متأكد أن كلا من ميلان وغالياني سيخرجان من هذه الحالة بصورة جيدة وذلك بفضل الخبرة التي يتمتع بها الطرفان، نحن نتكلم عن الخبرة وميلان يمتلكها برجاله.
وماذا عن المدرب أليغري؟
أنا لا أعلم ما الشيء الذي ينبغي على ماسيميليانو القيام به ليقنعكم أنه مدرب كبير، يجب أن يعلم الجميع أن ما قام به أليغري على مدار ثلاث سنوات خلت ليس بالأمر الهين، لقد وجب عليه تفكيك ميلان من جديد وإعادة بنائه وهو ما نجح فيه، لكنه في كل مرة يجد عراقيل تعيق عملية سيره، أليغري مدرب من نوعية متفوقة لأنه يعرف كيفية العثور على حلول، وفي الحقيقة إن استمر في القيام بذلك سيكون واضحا للجميع ما قام به خلال هذه الفترة.
هل تعتقد أن دور تمن النهائي سيكون المحطة الأخيرة لميلان في المنافسة الأوروبية؟
يمكن أن تتغير الأمور في كرة القدم في غضون أسبوع، لذلك لا يمكن أن نعرف ما الذي سيحدث بعد شهرين، أعتقد أن ميلان سيحصل على الوقت اللازم ليسترجع باتزيني والشعراوي، بالإضافة إلى انضمام مدافع جيد هو عادل الرامي سوف يعطي إضافة كبيرة للنادي على الرغم من أن هوندا لا يمكنه اللعب في المنافسة ولكن كاكا أتوقع له المزيد من التقدم، ولهذا سنكون أمام ميلان على الأقل مختلف عما رأيناه في الدور الأول، كل شيء ممكن في عالم كرة القدم لا ندري ما الذي سيحدث بكل تأكيد.
ما رأيك في بالوتيلي الحالي وبالوتيلي قبل 4 سنوات عندما فضلت عدم استدعائه للمنتخب من للمشاركة في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا؟
بالوتيلي في رأيي لا زال اللاعب الذي ينبغي أن نسانده ونتركه يلعب في سلام، هو لاعب شاب قادر على إعطاء الإضافة للمنتخب، أما بخصوص عدم استدعائي له في تلك الفترة لم يكن لأسباب انضباطية كما أنت تلمح على ما أعتقد، آنذاك كانت هناك ظروف مغايرة تماما لقد كان "بالو" يلعب في المنتخب الإيطالي للشباب وكان يافعا لكن كانت تنقصه الخبرة اللازمة لهذا أبعدته لأسباب فنية وليست انضباطية كما تحاولون أن تزعموا.
هل من كلمة عن الإسباني رافائيل بينيتيز وعن نابولي؟
بينيتيز من المدربين الذين يعرفون ما هو المطلوب منهم ويعرف بالضبط ما يتعين عليه القيام به، لا يمكنني أن أؤكد لكم أنه سعيد هناك في بيئة نابولي أم لا، ولكن بحسب خطابه يبدو أنه يدرك التحديات التي تنتظره، وهو رافع لهذا التحدي، يبدو أن بينيتيز مصمم على إعادة إنجازاته مع ليفربول في نادي نابولي سواء محليا أو قاريا، لحد الآن يقدم عملا جيدا من خلال توليفة رائعة من اللاعبين، والدليل على ذلك العمل الذي قام به في الدور الأول من رابطة أبطال أوروبا، رغم خروجه.
ليبي العزاء الوحيد ربما الذي يبقى لنا هو أن إيطاليا لا زالت الأولى والرائدة في مجال تصدير المدربين الكبار في عالم كرة القدم، وأنت خير مثال على ذلك أخذت لقب رابطة أبطال آسيا ونفس الشيء مع زاكيروني في اليابان وكابيلو في روسيا، وغيرهم من المدربين الكبار الذين نجحوا أين ما حلوا على غرار دي ماتيو، سباليتي، أنشيلوتي ومانشيني وغيرهم، ما الذي يمكنك أن تضيفه بخصوص هذه النقطة؟
نحن الأفضل في العالم وليس هناك أي شك في ذلك، إنها مسألة ثقافة في كرة القدم، الغريب أننا نملك خيرة المدربين في العالم ونملك حكاما هم الأحسن كذلك في العالم ولكن البطولة تقبع في المؤخرة مقارنة بثلاثة بطولات أو أربع، ولعل ما يثبت هذا هو أنه ذات مرة في مقر التدريبات بإيطاليا بكوفرتشيانو وفي اجتماع مع المدربين، أجاب البرتغالي مورينيو عن أحد الأسئلة التي تبحث عن الفرق بين التكتيك في دوري الدرجة الأولى الإيطالي وباقي الدوريات، وقال أنه في مباراته أمام نادي جنوه الذي كان يدربه غاسبيريني آنذاك اضطر إلى تغيير خططه في المباراة أكثر من مرة بسبب التغييرات التي كان يجريها هذا المدرب، وهو يوضح مدى قوة التكتيك المعتمد في هذه البطولة.
عن صحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت" الإيطالية
كلمات دلالية :
مارتشيلو ليبي