هو من مواليد 22 أفريل 1982 بمدينة غاما وسط غرب البرازيل، تألق بشكل لافت مع ميلان عند انتقاله إليه سنة 2003 قادما من نادي ساو باولو، أين نال معه جميع الألقاب التي يتمناها أي لاعب في ظرف 6 سنوات قضاها مع النادي "اللومباردي"، إذ توج بلقب الدوري والسوبر الإيطاليين عام 2004، نال كأس رابطة أبطال أوروبا، وكأس السوبر الأوربية وكأس العالم للأندية عام 2007، كما حظي بشرف الفوز بعديد الألقاب الفردية أهمها لقب أحسن لاعب في العالم عام 2007، انتقل إلى نادي ريال مدريد الإسباني سنة 2009 بمبلغ ضخم قدر بحوالي 65 مليون أورو، لكنه لم يوفق في تجربته مع النادي الملكي، ليعود مجددا إلى نادي ميلان خلال الميركاتو الصيفي الماضي.
ريكاردو، كيف وجدت الحياة في إيطاليا بعد عودتك إلى ميلان قادما من الريال؟
ميلانو مدينة رائعة جدا، أنا لم أنساها أبدا، حتى زوجتي وأولادي يعشقون هذه المدينة، إنها مدينة لا تنام وهي مدينة الموضة والأزياء، إضافة لكل هذا شعبها رائع وهو محب لكرة القدم، عندما كنت في مدريد كنت كثير التجوال وأصر على زيارة ميلانو مرة كل شهر على الأقل، أنا أعشق المدينة كثيرا، حقيقة عندما أكون متواجدا في إيطاليا أشعر وكأنني في البرازيل.
ما هي أهم ذكرياتك مع ريال مدريد؟
لدي ذكريات كثيرة هناك، قضيت وقتا ليس بالقصير في العاصمة مدريد، لدي أصدقاء وأحباء كثر وأنا دائم الاتصال بهم، اشتقت إلى مارسيلو وإلى رونالدو وإلى اللاعبين جميعا في الفريق، أنا لست نادما على أي شيء هناك، بل بالعكس تعلمت أشياء كثيرة في مدريد واكتشفت أمورا كنت غافلا عنها عندما كنت مع ميلان، لدي ذكريات كثيرة سواء في مشاركتي معهم في رابطة الأبطال الأوروبية أو في منافسة الدوري المحلي أو الكأس، أتذكر دائما كيف كنا نتدرب ونمرح ونستمتع بوقتنا، ولكن هذه الحياة تمضي ويجب أن نتعلم منها.
ألم تتأسف لعدم بقائك مع الريال خاصة مع مجيء مدربك المفضل كارلو أنشيلوتي، وهل من الممكن أن تضعنا في الصورة أكثر؟
رحيلي عن الفريق المدريدي لم يكن له علاقة بالمدرب أنشيلوتي، لقد اتخذت القرار قبل مجيئه، والنادي كان قد اتخذ جميع الإجراءات بخصوص هذا الموضوع، أنشيلوتي هو مدربي المفضل وأنا أعرف فلسفته الكروية وهو يعرف إمكانياتي جيدا لأني ببساطة تتلمذت على يديه، لكن القدر لم يشأ أن يجمعنا مجددا، لقد حققنا البطولات معا ونلت تحت قيادته أغلى لقب في حياتي الشخصية وهو أحسن لاعب، إنها فترة زاهية من تاريخ ميلان الكبير، أنا أتمنى له التوفيق في مهمته مع الريال وكلي يقين أنه سينجح في ذلك لأن شخصيته قوية ويمتلك الحس الذي يجعله يقود الفريق إلى بر الأمان، لقد قدمت كل ما بوسعي مع الريال ولهذا أنا لست نادما على أي شيء، بل إني أعتز بتلك التجربة.
من خلال كلامك يبدو أنك تحن لأيامك الأولى مع ميلان والبطولات التي حققتها معه تحت قيادة أنشيلوتي، هل بإمكانك أن تقود ميلان مجددا إلى هذه البطولات؟
نعم بكل تأكيد وإلا ما كنت أتيت إلى هنا، جئت وأنا كلي رغبة في تحقيق طموحاتي، مازال لدي طموح لتحقيق المزيد من الألقاب والتتويجات وإعادة أمجاد زمان، نمتلك كل المقومات التي تجعلنا القوة الأولى في إيطاليا أو خارجها، ونعمل على تحقيق ذلك، الفريق الحالي لا يختلف عن الفريق الأول الذي توج بلقب رابطة الأبطال الأوروبية سنة 2003 أو الفريق الذي وصل لنهائي رابطة الأبطال الأوروبية سنة 2007، فعلا هناك الكثير من الأسماء غادرت ولكن هناك من بقى وهناك من يمتلك نفس خصائص ومهارات اللاعبين الذين رحلوا، تتملكني الرغبة في قيادة ميلان من جديد للتتويج بالألقاب وإعادته على الأقل إلى الأضواء كما كان.
لقد رحل أليغري بعد سلسلة من النتائج السلبية مع أن المدرب لم يكن هو المشكلة الوحيدة في الفريق، في رأيك ما هي مشكلة ميلان بالتحديد؟
الجميع هنا تأسف لرحيل أليغري لأنه كان الصديق قبل المدرب، كما أن الجميع هنا يشهد له بالتفاني في عمله وتقديم الأفضل، لقد استطاع أن يقود ميلان في فترة صعبة لا أحد ينكر هذا الامر حتى مجلس إدارة النادي يقر بذلك وشكره هو الآخر، لكن أي ناد في العالم معرض لما حدث لميلان، قد تكون المشكلة ليست في المدرب بل في جوانب أخرى، لكن سنعمل على تشخيص المرض من أجل إيجاد دواء مناسب، المهم أننا سنخرج من هذه الفترة الرهيبة التي نمر بها، وسنحاول أن نتدارك ما ضيعناه من نقاط في المستقبل.
بمناسبة ذكر العودة في الترتيب، هل بإمكانكم اللحاق بالمتصدر جوفنتوس، أو على الأقل التأهل إلى رابطة الأبطال الأوروبية العام القادم؟
يبدو أن الفارق بيننا وبين المتصدر جوفنتوس بعيد جدا، لكن ما زالت هناك جولة ثانية من السباق سنحاول أن نتدارك ما ضيعناه خلالها، ولو أن همنا الوحيد هو بلوغ إحدى المراتب الثلاثة الأولى والمؤهلة لدوري الأبطال العام المقبل، نعم إنها حقيقة أن نابولي وروما يقدمان موسما استثنائيا ومليئا بالمفاجآت الجيدة بالنسبة لهم، هم يلعبون كرة جميلة ويحاولون ترجمتها إلى نتائج مقبولة، لقد خططوا كما ينبغي هذا العام ونجحوا في ذلك، لكنننا نقول لهم أننا قادمون وعليكم الحذر منا في الجولة الثانية.
هل هذا يعني أنك تتوعد الناديين خاصة مع قدوم مدرب جديد للفريق هو اللاعب السابق للنادي كلارنس سيدورف، أم أنك تريد أن توصل فكرة أخرى؟
أنا لا أود أن أقول أي شيء، لقد اتخذت الإدارة قرارها بإعطاء مهمة تدريب النادي في المستقبل للزميل كلارنس سيدورف وهي تعرف ما تريد، الشيء الذي يمكنني قوله هو أنني لعبت معه وتدربت أيضا بجنبه، إنه إنسان رائع والجميع هنا يحبه، وأعتقد أن هذه العوامل ستسهل عليه مأمورية العمل كمدرب معنا، ولهذا مشكل التأقلم غير مطروح لكلا الطرفين لأننا جميعا أبناء النادي وعدد كبير لعب بجانب سيدورف عندما كان لاعبا هنا.
ماذا عن الياباني هوندا، هو لاعب يصنع اللعب كما تفعل أنت، هل قدومه سيساعدك ويجعلك متحررا أكثر ومرتاحا؟
هوندا لاعب جيد ومهاري، لقد كان يلعب في بيئة مختلفة تمتاز بظروف مناخية غير موجودة هنا في إيطاليا ولها طابعها الخاص، يجب أن لا ننسى أن اللاعب كان محط اهتمام الكثير من الأندية، والأكيد أن قدومه سيعطي للمدرب والفريق حلولا إضافية، سندعمه ونصبر عليه لأنه ببساطة لاعب ممتاز من كل النواحي.
كنت تسمع كثيرا عن اللاعب بالوتيلي، كيف وجدته عندما لعبت معه وتدربت بجانبه، وهل الإعلام هو الذي أساء فهم اللاعب أم العكس؟
لا يوجد أحد لا يسمع بـ بالوتيلي، فصيته ذاع في جميع أرجاء المعمورة، الشاب ماريو إنسان بدرجة أولى، من يسمع عن بالوتيلي يتخيل عنه أشياء أخرى، لكن عندما يعرفه عن قرب يجد أمامه إنسانا آخر يحب التنكيت والمزاح، وهو لاعب يتمتع بكل صفات المهاجم الفذ، لقد أبهرني كثيرا من خلال مهاراته وسرعته وتعامله مع الكرة بشكل رائع، أعتقد أن بالوتيلي واحد من أحسن المهاجمين في العالم، فقط على الجميع أن يفهم هذا الشخص الذي يبدو لكم أنه مزعج لكنه في الحقيقة إنسان رائع، في وقت قصير أصبح هذا اللاعب من الأصدقاء المقربين لي وهذا دليل على شخصيته الرائعة.
أتحب اللعب مع الشعراوي أم باتزيني أم بالوتيلي؟
أحب اللعب مع الثلاثة لأنهم رائعون جميعا، وكل واحد منهم يمتاز بخصائص فريدة.
فيليبي سكولاري مدرب البرازيل أشاد بك كثيرا عندما سجلت ثنائية مع ميلان مؤخرا واحتفلت بهدفك المائة في الكالتشيو، وقال أنك إن واصلت في هذا الأداء ستكون أحد نجوم مونديال الصيف بالبرازيل، إلى أي مدى أثر فيك هذا الكلام؟
لقد اتصل بي سكولاري عقب إمضائي لميلان وشجعني كثيرا وكلمني كذلك بعد تألقي الكبير في مباراة أتالانتا، هنأني كثيرا بهذا الأداء وقال لي إن واصلت بهذا الأداء فإني سأكون أحد نجوم المونديال المقبل وسأقود المنتخب البرازيلي للأفضل، سماعي لهذه الكلمات أثر في كثيرا، وشعرت أنني في الطريق الصحيح للعودة من جديد، بكل تأكيد هذه الكلمات تجعل اللاعب يحس بأنه يحظى بالثقة المطلوبة وهو قادر على إعطاء الإضافة اللازمة، أود أن أستمر على هذا المنوال لأنني أحلم بالتتويج بكأس العالم مع البرازيل هذا الصيف، سنستغل فرصة إقامة الكأس على أرضنا، ونسعى للتتويج بهذا اللقب بكل تأكيد لأننا نملك فريقا قادرا على رفع التحدي.
كلمة أخيرة عن البرازيل وعن ناديك ميلان في عام 2014؟
كما قلت لك، أول تحد لنا هذه السنة هو محاولة إعادة ميلان إلى الطريق الصحيح، نحن قادرون على فعل ذلك مع مدرب جديد ولاعبين جدد، ضف إلى أننا لسنا بعيدين كثيرا في ظل بقاء عدد كبير من المباريات التي تسمح لنا بالعودة مجددا لمصاف الكبار وتحقيق التأهل لرابطة الأبطال الأوروبية العام القادم، لدينا حظوظ كذلك في المنافسة على لقب رابطة الأبطال الأوروبية لهذا العام سنستغل كل الفرص المتاحة لنا والوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في هذه المنافسة، على صعيد المنتخب هدفي واضح وهو التألق مع المنتخب في كأس العالم والتتويج بهذا اللقب لأن الشعب البرازيلي بأكمله ينتظر هذه الفرصة وهذه اللحظة، أنا مشتاق لهذه اللحظة.
عن قناة "سكاي سبورت" الإيطالية
كلمات دلالية :
ريكاردو كاكا