وتناول مسيرته مع ناديه جوفنتوس كما تحدث أيضا عن المدافعين الذين لعبوا أمامه في خط الدفاع، وعرج على مسيرته الكروية مع "السيدة العجوز" والمنتخب الإيطالي في بداياته كحارس مرمى شاب حيث استحضر عدة محطات تاريخية في حياته، كما تكلم عن مستقبل النادي في ظل السياسة الجديدة التي ينتهجها ملاك الفريق خصوصا وأن أنييلي هو رئيسه في الوقت الحالي، حيث تناول بإسهاب علاقته مع هذا الأخير وكيف أن أنييلي عرض على بوفون تمديد عقده من دون مشورة نظرا لما يمثله الحارس كقيمة رمزية وروحية في تاريخ الفريق، واختتم حديثه من خلال التطرق إلى المنتخب وما ينتظره من تحديات مقبلة ككأس القارات التي تقام هذه الصائفة بـ البرازيل وكأس العالم 2014 بذات البلد وحظوظ المنتخب الإيطالي هناك.
بوفون لعب أول مباراة دولية له بألوان "السكوادرا أزورا" يوم 29 أكتوبر من سنة 1997 في موسكو وانتهت المباراة آنذاك بنتيجة التعادل الإيجابي هدف لهدف، حيث خاض بوفون ما مجموعه 800 مباراة رسمية منها 126 مباراة دولية، حيث توج مع "الأزوري" باللقب العالمي سنة 2006، بل واختير حينها أفضل حارس مرمى في كأس العالم، كما اختير مع ناديه جوفنتوس في البطولة الإيطالية أحسن حارس أكثر من مرة وحتى في أوروبا، حيث تكريمه من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بلقب حارس القرن متفوقا على حراس كبار من أمثال الإيطالي العملاق دينو زوف والإسباني كاسياس وغيرهم، بوفون يحمل شارة القيادة في المنتخب الإيطالي منذ وصول تشيزاري برانديلي إلى دكة الفريق الوطني في عام 2010.
بوفون نحن نعلم أنك لم تكن حارس مرمى في الأصل بل كنت تلعب في خط الوسط الدفاعي، وبمجرد بلوغك سن الرابعة عشر تحولت للعب كحارس مرمى، ما الذي جعلك تتحول من لاعب إلى حارس؟
أعتقد أنها مشيئة الله لقد كنت فعلا لاعبا بخط الوسط وكنت أجيد اللعب بهذا المركز، حيث كنت شابا طويل القامة، لكن فيما بعد اكتشفت حبي لمركز الحراسة وقررت أن أكون حارس مرمى لأنني اكتشفت هذه الموهبة مع مرور الوقت ومن خلال التدريبات التي أجريتها مع أصدقائي في الملعب.
يقولون أن تدخلات حارس المرمى الكاميروني العملاق توماس نكونو في كأس العالم 1990 هي من ألهمتك وجعلتك تقرر انتقالك إلى اللعب بين الخشبات الثلاث، هل هذا صحيح؟
نعم، أنا أؤكد ذلك، حيث أن الكاميروني توماس نكونو بتصدياته المذهلة هو الذي جعلني أحب هذا الموقع، فسرعان ما أصبح مثلي الأعلى وقد سميت ابني لويس توماس تكريما له ولشدة إعجابي به، وعند سماع نكونو بهذا الخبر اتصل بي على الفور لتهنئتي وقال أنه يفخر بذلك، نحن في تلك الفترة كنا معجبين بأداء المنتخب الكاميروني، فكل من شاهد أداءهم آمن بحظوظهم أكثر.
يقال إن الحارس يتحسن مع التقدم في السن، في رأيك متى يبلغ حارس المرمى مرحلة النضج؟
أنظر أنا لا أعرف بالضبط، لكن يمكن القول أن بلوغ 30 عاما يشكل لحظة حاسمة في حياة كل الناس، وفي الرياضة ينطبق نفس الشيء كذلك وربما أكثر، فبمجرد أن تجتاز حاجز الثلاثين فإنك تتعامل مع المباريات والتدريبات من خلال تجربتك، فمن الضروري العمل بجدية أكبر للبقاء في نفس المستوى، وعليه فإن التجربة تلعب دورا كبيرا في حراسة المرمى، فالحارس ليس كاللاعب ولذا تجد عمر حارس المرمى أطول من نظيره اللاعب على أرضية الميدان، ولديك مثال فكل حراس المرمى مع بلوغ الثلاثين يتألقون ويبقون حتى أكثر.
هل يستطيع حارس المرمى أن يقوم بدور قيادة الفريق على النحو الكامل، على الرغم من أنه بعيد نوعا ما على الأحداث التي قد تحدث داخل الملعب؟
لا، أنا لا أشاطرك الرأي فالحارس ليس بعيدا عن الأحداث التي تقع داخل المباراة بل بالعكس، أنا لا أعتقد أبدا أن القائد الوحيد هو ذلك الذي يرتدى شارة القيادة على أرض الملعب ويكون لاعبا، بل القائد الحقيقي هو الذي يلعب دورا هاما بالنسبة للفريق سواء داخل الملعب أو خارجه بغض النظر عن الموقع الذي يشغله على أرض الملعب، وهو الذي يلعب دور التوجيه ويكون متواصلا مع كامل فريقه.
من هو المدافع الذي تتفاهم أو تفاهمت معه على مر سنوات مسيرتك الكروية وأنت في حراسة المرمى، أي أنك كنت تشكل معه ثنائيا متلاحما؟
نعم من الضروري أن يكون هناك نوع من التفاهم بين الحارس وخط الدفاع وإلا سيكون الأمر سلبيا على الفريق، وفي مسيرتي أنا من دون شك ومن دون تردد هناك خمسة مدافعين وهم: الدولي الإيطالي السابق فابيو كانافارو، الفرنسي المخضرم ليليان تورام، والثلاثي الحالي لدفاعنا في جوفنتوس أندريا بارزالي، ليوناردو بونوتشي وجورجيو كيليني، هؤلاء هم أكثر اللاعبين الذين شعرت بلحمتهم وأرتاح تماما عندما يشغلون هذا المنصب وأنا حارس مرمى.
في رأيك، هل يمكن اعتبار الصدة الجيدة في المباراة بنفس أهمية الهدف الذي يسجل بمرمى المنافس؟
نعم أعتقد ذلك بكل صدق، فالحارس يعرف أنه من الصعب تصحيح أي خطأ يرتكبه، فالأمر يتعلق بوظيفة تتطلب التركيز المستمر حيث لا يسمح بأي هامش للتراخي، والتصدي الجيد يعطي انطباعا أن حراسة المرمى في مأمن ويمنح دفعة معنوية للاعبين.
إذن ما هي أهم صدة في مسيرتك حتى الآن؟
من الصعب جدا تفضيل صدة عن أخرى، أنا لدي الكثير من التصديات مع المنتخب ومع جوفنتوس، لهذا لحسن الحظ تمكنت من إنقاذ شباكي في كثير من المناسبات، ولكن أظن أن صدتي لرأسية زين الدين زيدان ستبقى راسخة بذهني لأنها كانت سببا في تتويجنا بكأس العالم في المباراة النهائية بـ ألمانيا 2006 أمام المنتخب الفرنسي ويمكن اعتبارها الأكثر حسما.
خلال أول موسم لك مع جوفنتوس وأنت قادم من نادي بارما أعتقد أنه في موسم 2001 – 2002 لم يدخل مرماك سوى 23 هدفا خلال 34 مباراة في البطولة، هل ما زال هذا أفضل سجل لك حتى الآن؟
إنها حتما أفضل نتيجة حققناها على مستوى الدفاع، وسيكون من الرائع إذا تمكنا من تحسين ذلك الرقم هذا الموسم بعد مرور 11 عاما، لا تنس أن تلك السنين شهدت أيضا تعاقد جوفنتوس مع المدافع العملاق تورام من بارما.
بعد أن خضت ما يقرب من 800 مباراة رسمية، بما في ذلك 126 مع المنتخب، من هو المدرب الذي أثر فيك أكثر وتفاهمت معه على نحو أفضل؟
لا أحب عقد المقارنات فلكل مدرب ميزة تختلف عن المدرب الآخر، بالإضافة إلى اختلاف الظروف، ولكني أعتقد أن كل مدرب ترك أثرا مختلفا في شخصيتي خلال مسيرتي الكروية، ولكن علي الاعتراف بالفضل الكبير لـ أنطونيو كونتي، فهو أفضل مدرب تعاملت معه خلال مسيرتي الكروية، كونتي فعل معجزة مع جوفنتوس حيث زرع روحا جديدة في الفريق، فأصبحنا لا نعرف سوى لغة الانتصارات بعد موسمين في المركز السابع وكل هذا في وقت قصير جدا.
على الرغم من عودتكم للمنافسة برابطة الأبطال الأوروبية منذ غياب طويل، يمكن القول أنكم قدمتم مشوارا طيبا على الرغم من إقصائكم المرير أمام البايرن في ربع نهائي المسابقة؟
نعم يمكن القول أننا قدمنا أداء مقبولا نوعا ما ولكن طموحنا ازداد مع تأهلنا لكل دور، لقد كنا نؤمن بقدرتنا في بلوغ أكثر من ذلك، ولكن حقيقة لم أكن أتوقع أن يظهر البايرن بكل هذه القوة، لقد قدم أداء غاية في الروعة، ولكن سنعمل على تطوير أدائنا الموسم المقبل لننافس على رابطة الأبطال الأوروبية.
من هو المهاجم الذي سبب لك أكبر قدر من المشاكل؟
زلاتان إبراهيموفتش لاعب عظيم، لقد أبهرني فعلا وتسبب لي دائما في المشاكل.
ماذا عن الشائعات التي تفيد بقرب انتقاله إليكم؟
أنا لا أعرف شيئا، ولكن يمكنني القول أن أي أحد في مكاني يتمنى أن يلعب بجوار زلاتان، فهو لاعب يمكن أن يقدم الإضافة المطلوبة لأي ناد يذهب إليه.
ومن هو المدافع الذي كنت ترغب أن يكون أمامك؟
حتى لو طلب مني الاختيار، فلن أجد أفضل من كل أولئك الذين لعبوا إلى جانبي.
ماذا يمثل لك جوفنتوس؟
جوفنتوس يعني لي حياة مليئة بالنجاح والنضال والالتزام، إنها عائلتي الكبيرة التي تربيت فيها وساعدت غيري فيها على النمو، جوفنتوس ببساطة هو أسلوب حياة.
لأنك وفي للنادي وتقاليده مدد أنييلي عقدك، أتعتقد أنك مدين له بهذا؟
هذا صحيح، لا يوجد لدي شيء أضيفه بهذا الشأن، عندما يسود شعور جيد كما في هذه الحالة، لا داعي للكثير من الكلمات للتوصل إلى اتفاق.
ما الذي يدور في رأس قائد في ربيعه الخامس والثلاثين عندما يرى نفسه في المنتخب الوطني محاطا بشبان يبلغون من العمر 19 عاما؟
أدرك أن الوقت يمر بسرعة بالنسبة للجميع، لقد بدأت مسيرتي وأنا في سن السابعة عشر وها أنا الآن في الخامسة والثلاثين، لا يمكنني إيقاف عقارب الزمن، ولكني هادئ تماما لأن ذلك لا يزعجني على الإطلاق، الشباب هو المستقبل، أنا فقط أحاول أن أمرر ما اكتسبته من خبرة على مر السنين.
أصبح المنتخب الإيطالي يلعب كرة قدم هجومية أكثر من ذي قبل، فهل يكون ذلك على حساب الصرامة الدفاعية؟
أعتقد أنه بفضل العمل الممتاز الذي يقدمه تشيزاري برانديلي وجدنا التوازن بين الصلابة الدفاعية وكرة القدم الهجومية، مما يتيح لأبرز مهاجمينا فرصة التعبير عن مهاراتهم أيضا.
هل تعتبرون كأس القارات بمثابة استعراض أو بروفة لكأس العالم بـ البرازيل 2014؟
أعتقد أنها أولا وقبل كل شيء فرصة اختبار ممتازة.
ما هو الفريق الذي ترغب أن تواجهه في النهائي؟
من دون تردد أود أن أواجه البرازيل، نظرا لتاريخها العريق ولأن مواجهة فريق البلد المضيف يجعلك تشعر بإثارة خاصة، كما أن تاريخا طويلا في عالم الكرة يجمعنا وإياهم، ولا تنس أنهم يطلقون على مباراتنا أمام البرازيل بـ "كلاسيكو" العالم.
عن موقع "الفيفا"