عادل تاعرابت: "أنا مسلم وملتزم، أتكلم العربية ومشكل الصيام ليس مطروحا هذا العام"

عادل تعرابت

المختلفة، حيث أصرت مرة أخرى صحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت" الإيطالية على إجراء حوار مع اللاعب المتألق، وفي هذا الحوار تحدث الدولي المغربي عن العديد من الأشياء الجديدة في حياته، وقال أنه ليس مندهشا من تفاجؤ الكثيرين في إيطاليا من المستوى الذي يقدمه مع ميلان، وأكد أنه كلاعب يثق كثيرا في مهاراته ويريد استغلال فرصة اللعب مع ميلان للبقاءمعه مطولا وإقناع النادي بشراء عقده، كما تحدث تاعرابت عن العديد من الأشياء التي سنكتشفها في عرض هذا الحوار كاملا.

 

 

حدثنا عن وضعيتك مع ميلان حاليا، وكيف تقييمك لمستواك لحد الآن مع "الروسونيري"؟

لحد الآن أنا راض عن المستوى الذي أقدمه مع ميلان، على الرغم من أنني قادر على العطاء أكثر إلا أنني بدأت بداية لا بأس بها مع فريقي الجديد، عندما تعاقد معي ميلان قلت لنفسي يجب أن أغتنم هذه الفرصة فقد أمضيت أربع سنوات أتنقل بين الفرق ولا يمكنني إضاعة المزيد من الوقت، هذا المبدأ الذي يجب أن أسير عليه من الآن فصاعدا، أظن أن الوقت قد حان لأفجر طاقاتي هنا في إيطاليا، فالجميع هنا يريدني ويدعمني، كما أن البيئة مساعدة على التطور أكثر من خلال الاحتكاك باستمرار بأكبر اللاعبين في العالم.

 

حدثنا أكثر عن هدفك الرئيسي مع الفريق؟

كما قلت لك أنا راض عن بدايتي مع ميلان، وأمامي أشهر قليلة لأقنع النادي بشراء عقدي من نادي كوينز بارك رينجرز بشكل نهائي، لا أريد أن أضيع هذه الفرصة، فقد قضيت ما يكفي هناك في إنجلترا، ومع ميلان يبدو أنني وجدت بيئتي التي لطالما بحثت عنها، هدفي بالتحديد هو البقاء مع ميلان أطول فترة ممكنة، خاصة أن الأجواء هنا أكثر من رائعة، لقد بدأت أتعود على الحياة في إيطاليا والجميع يدعمني بما فيهم المدرب سيدورف وزملائي في الفريق، على كل بدأت الأمور تسير معي على ما يرام وأنا أشعر وكأنني في بيتي الثاني.

 

لقد تفاجأ الكثيرون في إيطاليا من أدائك القوي، والجميع يثني على مهاراتك بعد أن كان البعض متخوفا من صفقتك، ما تعليقك على هذا؟

أنا لست مندهشا، لدي موهبة من عند الله، وأنا أعرف قدراتي جيدا وأعلم ما يمكنني القيام به، أشعر أنني لاعب مهم في ميلان، كما أسعى لتشريف كل من وضع في الثقة، وأنا متأكد أنني قادر على تقديم الإضافة للنادي، بخصوص انتقاد صفقتي في البداية، لكل رأيه وأنا أحترم ذلك، والواقع أن الميدان هو الذي يحكم في هذه الحالات، أتمنى فقط أن أواصل على هذا المنوال لكي أكون عند حسن ظن الجميع، وخاصة أولئك الذين راسلوني وأعربوا لي عن إعجابهم بآدائي لحد الآن، أنا أعدهم أنني سأتطور مع ميلان نحو الأفضل.

 

كيف هي علاقتك بالمدرب سيدورف؟

علاقتي به رائعة، عندما تحدثت معه لأول مره عبر الهاتف قال لي "يقولون عنك أنك موهوب، ولكنك متهور قليلا، لا تهمني الأشياء التي قمت بها وما يقال عنك، أنا أحكم عليك عندما أصافحك"، سيدورف قال لي أيضا بعد مباراتنا أمام سامبدوريا "أريدك أن تستمر بهذا الآداء ولن أقبل بأن ينخفض مستواك"، كنت سعيدا بهذا الكلام، على العموم أنا أفتخر بثقته، إنه أمر جيد بالنسبة لي وأنا تحت تصرفه دائما، لأن هذه الثقة هي التي تجعلك تقدم أفضل ما لديك دائما.

 

ما هو المركز الذي تفضل اللعب فيه مع فريقك الحالي؟

أنا أحب دور صانع ألعاب وأن أكون خلف المهاجمين، يعجبني تسجيل الأهداف ولكن أحب أكثر مساعدة زملائي على التسجيل، كما أنني أجيد اللعب في كل المراكز، حيث لعبت من قبل في مركز صانع الألعاب وبمركز المهاجم الصريح وبمركز مهاجم ثاني، وغيرها من المراكز التي أجيدها سواء مع نادي فولهام أو نادي كوينز بارك رينجرز، لكن شخصيا أفضل اللعب خلف المهاجمين وأشعر أن قوتي تظهر أكثر في هذا المكان بالتحديد، الشيء الجميل الذي وجدته في سيدورف أنه يعطي اللاعب حرية في التعامل مع الكرة، واللعب بالمكان الذي يريده اللاعب، كما أنه يهوى اللعب الهجومي عكس ما كانت عليه الأمور مع مدربي في نادي فولهام الإنجليزي، الذي كان يحب اللعب الدفاعي وهذا ما يجعلني أعاني كثيرا في الخط الأمامي.

 

لقد أصبحت لاعبا مشهورا كثيرا في المغرب بعد التألق الذي تعرفه مع ميلان، حدثنا قليلا عن ذلك؟

ولدت في المغرب وبعد ثمانية أشهر، هاجرت عائلتي إلى فرنسا، وبعد فترة من اللعب في فرنسا اخترت تمثيل بلادي المغرب لأنني شعرت بانتمائي وبفضل عائلتي، نحن نتكلم العربية في المنزل وعندما أسمع النشيد المغربي أرتعش، هدفي هو الفوز مع منتخب بلادي بكأس إفريقيا الت  سنستضيفها السنة القادمة، مع أن المتتبع لأحوال منتخبنا وواقعه يجد الأمور لا تسر على الإطلاق، لقد تلقيت دعوة للعب مع المنتخب في مباراة الغابون المقبلة، ولكني لم أتحدث مع مدرب المنتخب شخصيا، بل تلقيت الاتصال من شخص تابع للاتحادية المغربية لكرة القدم وأخبرني بترتيبات القدوم لا غير، اللعب للمنتخب المغربي وتمثيل بلدي شيء تحدثت عنه مرارا وقلت أنه شرف كبير ولا يضاهيه أي شرف، لكن أتمنى أن نصل سريعا للحل الذي يعيد لـ"الأسود" قيمتهم وثقة الجماهير فيهم، وهذا يتطلب تغييرا للكثير من المفاهيم، وعليه يجب أن يكون هناك اتصال وتواصل بين المدرب واللاعبين، لمعرفة الأهداف والمشاريع وما يتم التخطيط له.

 

ما رأيك في مواطنك الآخر مهدي بن عطية وما يقدمه مع نادي روما؟

لقد أصبح بن عطية اليوم أفضل مدافع في الكالشيو، ومن أفضل 5 مدافعين في العالم وهذا بحسب الأخصائيين، بن عطية أيضا هو قائد رائع ويتمتع بكل صفات اللاعب والقائد الناجح، أنا على اتصال دائم به، وهو واحد من الذين سهلوا لي المهمة بالالتحاق بنادي ميلان، وساعدني كثيرا على مسألة التعود على الأجواء الإيطالية، وذلك بحكم لعبه لفترة طويلة في إيطاليا قبل التحاقه بنادي روما، حقيقة إنه لاعب كبير ورائع جدا، كما أنه يقدم مستويات هائلة مع روما، وأتمنى له التوفيق في مسيرته الكروية وحياته الشخصية.

 

بماذا تفسر الحضور القوي للاعبين المغربين في الدوري الإيطالي في السنوات الأخيرة؟

ليس في الدوري الإيطالي فحسب، صحيح أن عمر القادوري يوقع على موسم رائع ويحظى بتقدير كبير، ما دام بن عطية من قادة هذه البطولة ولا تناقش في نجوميته، لكن هنالك طفرة أيضا بالدوريين الإسباني والإنجليزي، وبالمناسبة أنا سعيد لعودة الشماخ، أظن أن إقبال الأندية الكبرى على اللاعب المغربي دليل على جودة هذا الأخير، إنه أمر مشرف أن ترى كل هذا الكم من اللاعبين يلعب في كبرى الأندية في العالم وبكبرى الدوريات.

 

باعتبارك لعبت بالبطولة الإنجليزية والآن تلعب بالبطولة الإيطالية، هل تستطيع أن توضح لنا ما الفرق بين هاتين البطولتين من وجهة نظرك؟

الاختلاف ليس في الجانب الفني ولكن في الحضور الجماهيري، وأيضا في إنجلترا لا يمكن أن تلعب أندية النصف الثاني في الترتيب فقط مدافعة، مثلما لعبنا أمامنا بولونيا، في إنجلترا الفرق الصغيرة أيضا تهاجم، أظن أن الدوري الإيطالي تكتيكي أكثر من نظيره الإنجليزي والحضور البدني أيضا حاضر بقوة، وهذا ما تلاحظه من خلال التدريبات التي نقوم بها.

 

كالعادة لعبتم مباراة هجومية وأظهرتم آداء جيدا أمام جوفنتوس، ولكن خسرتم بنتيجة قاسية على أرضكم مثلما حصل في مباراة أتلتيكو مدريد، ما الذي حصل بالضبط؟

الجميع شهد آداءنا في هذه المباراة، لقد قدمنا آداء جيدا وكرة جميلة، ضغطنا كثيرا على المنافس وعلى الحارس بوفون الذي كان في يومه، وصد الكثير من الكرات، الحظ يعاندنا دائما في هذا النوع من المباريات، أعتقد أن التركيز أيضا كان غائبا في هذه المباراة كي لا نحصر النتيجة في الحظ الذي عاكسنا، أعتقد أن هناك مشكلا سنعمل على تداركه في المستقبل، نفس الشيء حدث معنا في مباراة أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا، أظن أن هناك شيئا لا نفهمه، سنحاول أن نحسن من آدائنا مستقبلا.

 

اللاعبون المسلمون في رمضان كثيرا ما يواجهون مشكلة بسبب الصوم، ماذا عنك؟

أنا شخص ملتزم وأصلي في غرفتي، أما بالنسبة للصوم فلا تقلق لأن هذا العام سوف يأتي في شهر جويلية، أي بعد نهاية الموسم الحالي، ولهذا فإن هذا المشكل الذي يكون عادة مطروحا دائما بالنسبة للاعبين المسلمين في أوروبا، لن يكون مطروحا لهذا العام بتاتا.

عن صحيفة "لاغازيتا ديلو سوبرت" الإيطالية