الذي كشف فيه توري عن كل تفاصيل مسيرته الخفية إضافة إلى آرائه حول هذا الموسم ومستقبل مانشستر سيتي محليا وأوروبيا في حوار استثنائي وحصري.
يعتبر يايا توري من أهم وأفضل لاعبي خط الوسط في العالم، نظرا لما قدمه في المواسم الأخيرة مع مانشستر سيتي الذي فتح له أبواب التألق والنجومية على مصراعيها، ولد يايا توري في 13 ماي 1983 بمدينة بواكي في ساحل العاج، وبدأ ممارسة كرة القدم مع النادي الأكثر شهرة هناك أسيك ميموزا قبل الانتقال إلى بلجيكا والانضمام إلى نادي بريفن، ثم خاض عدة تجارب في أوكرانيا مع متالورغ دونيتسك، وفي اليونان مع أولمبياكوس ثم في فرنسا ضمن صفوف موناكو، قبل أن يحقق قفزة نوعية ويوقع لـ برشلونة الذي سمح له بصنع اسمه، رغم التهميش الذي عانى منه من طرف المدرب غوارديولا، لتأتي أفضل سنوات مسيرة توري عندما انضم إلى مانشستر سيتي وأصبح أحد ركائز الفريق، أين حقق معه العديد من البطولات والألقاب أبرزها جائـزة أفضل لاعب إفريقي لـ 3 سنوات على التوالي.
بداية يايا، مباراة كبيرة جدا تنتظركم أمام ليفربول هل تعتقد أنها ستحدد مصير اللقب؟
دون أدنى شك، نحن نعلم جيدا قيمة وصعوبة المباراة، خاصة أنها ستلعب على ملعب ليفربول الذي سيكون مدججا بجماهيره، لهذا يجب علينا الخروج بنتيجة إيجابية وجيدة ستؤكد أحقيتنا في نيل اللقب، إذا لم نفعل ذلك فنحن لا نستحق أي شيء.
لقد تعودتم على رؤية المنافسة بنفس السيناريو تقريبا من خلال تواجد مانشستر يونايتد مثل 2012، هل تعتقد أن التغيير الذي حدث هذا الموسم مؤثر؟
لقد كنا نتوقع على الأقل دخول ليفربول في المنافسة لأنه يقدم مستويات هائلة منذ بداية الموسم، دائما ما ينتصرون بطريقة كبيرة ورائعة مما جعل ثقتهم بأنفسهم تزداد بعد كل جولة، دون أن ننسى أن "الريدز" فريق كبير وعريق جدا، وهذا يجعل اللاعبين يقدمون الأفضل تلقائيا.
ما الذي يعجبك في ليفربول؟
لديهم قوة كبيرة وسرعة هائلة في التحول من اللعب الدفاعي إلى الهجومي، لكن أهم شيء في الفريق هو ستيفن جيرارد، دون نسيان لويس سواريز وستوريدج، اللذان يشكلان أفضل ثنائي هجومي شاهدته هذا الموسم، إضافة إلى هذا يملك ليفربول مدربا خبيرا وشابا ذا فكر تكتيكي حديث.
راقبتك في دوري أبطال أوروبا في السنوات الماضية، كنت وسط ميدان دفاعي ثم تحولت إلى وسط هجومي، كيف تأقلمت مع ذلك، وهل تملك خبرة سابقة في هذا المنصب؟
بدأ الأمر في بلجيكا، وذهبت إلى أرسنال للقيام ببعض التدريبات أين كان أول حديث لي مع المدرب أرسين فينغر حول أي منصب أريد اللعب فيه، حيث أجبته بأنني أريد اللعب في وسط الميدان، فرد بالحرف الواحد: "وسط الميدان؟ لقد شاهدتك في التدريب ويبدو لي أنك تصلح كمهاجم" ولكنني أردت إقناعه للعب في الوسط وتطوير مستواي لكي أصبح مثل باتريك فييرا غير أنه لم يمنحني الفرصة واكتفى بالرد: "لا يمكنك ذلك لا يوجد أفضل من فييرا".
وهل أنت أفضل من فييرا الآن؟
(يضحك).. لا أظن ذلك، باتريك لاعب كبير ومميز، ومع الألقاب والإنجازات التي حققها فهو مصنف في خانة اللاعبي الطراز العالي، بالنسبة لي عدت إلى بلجيكا واستطعت كسب ثقة المدرب للعب في وسط الميدان ثم نجحت في ذلك تدريجيا.
بالعودة إلى بداية حياتك المهنية الاحترافية، هل صحيح أنك أتيت إلى أوروبا ولم تكن تملك أي شيء ولو حذاء خاصا؟
بالطبع كنت في سن 16 ولم أعرف أي مكان خارج ساحل العاج من قبل، لعبت في أسيك ميموزا أكبر فريق في بلدي، ولكننا كنا نعتمد على إمكانيات بسيطة، عندما ذهبت إلى بلجيكا كان الأمر مغايرا تماما ولم أكن أملك حتى الحذاء المناسب لنوعية الملعب، ولكني استطعت التأقلم بشكل سريع بعدها.
بعدها تنقلت إلى أوكرانيا، حيث سلكت طريق معاكسا للذي يسير عليه اللاعبون الأفارقة؟
نعم لعبت لـ ميتالورغ دونيتسك وكانت تجربة مدهشة حقا، تعلمت هنالك كل المبادئ الأساسية للاعب كرة القدم المحترف، كيف يجب أن يكون وأن يلعب ويرتاح ويأكل ويتدرب، تعلمت أيضا التركيز والهدوء والتفكير على المدى البعيد، وأظن أن تلك التجربة كانت مؤثرة جدا في مسيرتي الكروية.
ثم انتقلت خطوة أخرى إلى اليونان كيف كانت؟
قضيت سنة واحدة في أولمبياكوس وحصدنا لقبين في موسم واحد، لذا أظن أنه عام جيد اكتسبت من خلاله عقلية الألقاب والطريقة التي يتم تحمل الضغط بها لحسم الأمور لصالحنا، دون أن أنسى أني حصلت على شرف اللعب مع النجم الكبير ريفالدو، كانت أيام استثنائية حقا، لأنني كنت أحلم باللعب إلى جانب نجم بحجمه.
بعد النجاح في اليونان مررت بـ موناكو ثم حققت خطوة عملاقة بالانتقال إلى برشلونة واللعب مع ميسي وتشافي وإنييستا، كيف كانت تلك التجربة؟
كانت تجربة العمر بالنسب لي، في السنة الثانية لي مع برشلونة فزت بـ 6 ألقاب !! إنه انجاز تاريخي وعظيم بالنسبة للاعب إفريقي قادم من موناكو، كنت اللاعب الوحيد الذي جاء من ناد صغير بعض الشيء، ولكن تعلمت الكثير من الأمور واكتسبت العديد من الخبرات.
لقد قرأت قبل فترة قصيرة أن برشلونة أراد تجديد عقدك حينها، فما الذي حدث؟
نعم، أعلم جيدا أنهم أرادوا بقائي هناك ولكن كان من الصعب الاستمرار، قال لي غوارديولا أنه لا يريد مني البقاء في الفريق، ولهذا لم أناقش الأمر وتابعت طريقي وأردت الذهاب إلى إنجلترا والتوقيع مع ناد كبير هناك للفوز بالألقاب والبطولات، كنت حينها في 27 من عمري، وعلمت جيدا أنني قادر على اللعب في أي مكان بعيدا عن برشلونة، وقرار غوارديولا لم يحطمني تماما بل أعطاني فرصة اللعب في مانشستر سيتي والارتقاء إلى مستوى أكثر قوة.
خرجتم أمام برشلونة في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، ماذا كان ينقصكم لتنافسوا بقوة أوروبيا؟
لدينا لاعبون في المستوى ومدرب مميز يملك خبرة كبيرة، إضافة إلى إدارة وجماهير تساندنا في كل الأوقات، مررنا بأوقات صعبة وتصادف أنها كانت في مباراة دوري الأبطال، دائما ما نلعب أمام الأندية الصعبة التي تسبب لنا مشاكل وتستغل نقص خبرة الفريق، على سبيل المثال خرجنا أمام برشلونة لأننا احترمناهم كثيرا في ملعبنا، ولو لعبنا بنفس الطريقة التي دخلنا بها في مباراة الإياب لكانت هناك حسابات أخرى.
حسب كل المعطيات الواقعية فإن مستقبل الفريق يبدو مشرقا، في 2012 فزتم باللقب مع مانشيني والآن أنتم مع مدرب جديد وحقبة مختلفة كيف ترى الفرق بين المدربين؟
من الصعب المقارنة بينهما، فالأول قام بعمله على أحسن ما يرام ونفس الشيء بالنسبة للثاني، مع مانشيني كنا أكثر قوة دفاعيا ولدينا مهارة كبيرة في تحويل قوتنا الدفاعية إلى أفضلية هجومية، أما مع بيليغريني نراه يفضل دائما التركيز على العمل الهجومي والتطرق إلى التفاصيل الصغيرة والمهمة عندما يتعلق الأمر بتنظيم الهجمات، لكن عموما كلاهما مدرب كبير ويستحق الثناء الكامل.
لديكم العديد من النجوم والأسماء المميزة، كيف تخلقون ذلك الانسجام الذي تظهرون به فوق المستطيل الأخضر؟
أظن أن ذلك يعود لنوعية اللاعبين وقيمتهم الفنية العالية، لدينا نصري وسيلفا وهما قادران على التأقلم مع أي تركيبة تكتيكية، لدينا أيضا العديد من اللاعبين المميزين إضافة للتعاقدات الجديدة، مثل نيغريدو ونافاس وفيرناندينيو الذين قدموا موسما مميزا واستطاعوا التأقلم بسهولة.
بالحديث عن فيرناندينيو كيف كانت الشراكة معه في وسط الميدان؟
قبل كل شيء إنه لاعب برازيلي وهذا كفيل بمنح تعريف شامل عليه وعلى إمكانياته، إنه ذكي ويتحرك بشكل جيد واستطعت التأقلم معه بشكل مميز حقا، إنه يوفر لي التغطية الدفاعية ويمنحني حرية كبيرة في التحرك، رغم أنه في بعض الأحيان يهاجم ويسبب لي مشاكل تجعلني أعود للتغطية الدفاعية، لكنه يقوم بعمل جيد ويقوم دائما بتقديم مستويات جيدة، حققنا شراكة مميزة طيلة الموسم خاصة أن المدرب استطاع خلق الانسجام التكتيكي بيننا.
سجلت 22 هدفا هذا الموسم وعددا معتبرا منها كان من ركلات حرة، لم نشاهدك تفعل ذلك تماما في برشلونة، ما الذي تغير وكيف حدث ذلك؟
كانت هناك الكثير من الممارسة والتدريب خاصة في السنة الأولى مع مانشيني، حيث استطعت التمرن جيدا ومواصلة ذلك إلى أن أصبحت أتقن تسجيل الركلات الحرة المباشرة، أعمل على أن أكون أكثر دقة وفعالية فيها مستقبلا.
ما هو الأمر الذي دفعك إلى تعلم إتقان الركلات الحرة، هل هو الطمع في تسجيل أهداف أكثر؟
بالطبع كان بالوتيلي يقوم بذلك بطريقة مميزة، وهو اللاعب الذي دفعني إلى التفكير في أخذ المسؤولية والتدريب المكثف عليها، استغرق الأمر عدة أشهر والآن أصبحت الأمور سهلة بعض الشيء، أحاول دائما زيادة نسبة فعاليتي في الركلات الحرة لكي أساعد فريقي في مجالات أخرى، وليس فقط في استرجاع الكرات وصناعة اللعب في وسط الميدان، لهذا وجدت طريقة أخرى لتقديم الإضافة، رغم أنها صعبة في إنجلترا بسبب تواجد العديد من اللاعبين الذين يملكون قوة بدنية وقامة طويلة.
ماذا عن ركلات الجزاء؟ هل تعلمت بعض التقنيات من دروغبا وميسي؟
يتعلق الأمر في ضربات الجزاء بالطريقة الذهنية التي تنفذها بها، التركيز والهدوء وأن تكون على معرفة سابقة بنقاط ضعف الحارس الذي تواجهه، هذه الأمور من أهم ما يسمح لك بعدم تضييع أي ركلة، هذا ما يفعله كل من ميسي ودروغبا لأنني لعبت معهما وأعرف ذلك جيدا.
لقد فزتم باللقب موسم 2012 بطريقة جنونية ودرامية، هل تعتقد أن الأمر سيتكرر هذا الموسم؟
آمل ذلك، لا يمكنني أن أمسح من ذهني تلك اللحظات الخرافية في آخر مباراة من موسم 2012، نحن نحتاج إلى كل اللاعبين لكي نصل إلى تلك اللحظة مجددا، خاصة أغويرو الذي يعتبر اللاعب الأول المؤثر في الهجوم.
بالعودة إلى مباراة الموسم كيف تراها، وهل ترى أنه يجب فرض رقابة لصيقة على سواريز؟
هذا العام ليفربول كان فريقا استثنائيا، بريندان روجيرز قام بعمل كبير ومثمر حقا، استطاع بناء كتيبة قوية وقادرة على الفوز بأي مباراة، من المؤكد أن التركيز في مثل هذه المباريات يجب أن يكون في القمة حتى تستطيع مجاراتها، بالنسبة إلى سواريز هو أقوى وأفضل وأذكى المهاجمين في أوروبا دون شك، يمكنه أن يسجل بأي طريقة ومن أي مكان، لهذا سنعتمد على الطريقة الملائمة والتكتيك المناسب لإيقاف خطورته الكبيرة.
لقد كان من دواعي سروري إجراء هذه المقابلة، يجب أن أتمنى لكم حظا طيبا ولكني لا أستطيع لأنه لابد أن أكون حياديا..
(يضحك).. شكرا جزيلا ستكون مباراة صعبة جدا ولكننا نعد جماهيرنا بتقديم الأفضل.
حاوره "جيمي ريدناب" عن صحيفة "دايلي مايل"
كلمات دلالية :
يايا توري