فيرون: "ميسي لم ينضج بعد وعليه أن يقدم لـ الأرجنتين ما قدمه لـ برشلونة"

على مدار هذه السنوات في المحافل الدولية الكبرى، رغم امتلاك المنتخب للعديد من النجوم يرعب ذكرها أعتى المنتخبات، وفي هذا الحوار يتحدث صانع الألعاب عن أسباب تلك الخيبة بالنسبة لـ الأرجنتين، عن المنتخب الحالي وحظوظه في مونديال البرازيل، ليونيل ميسي وقدرته على قيادة المنتخب للتتويج بأغلى الألقاب، منهيا حديثه عن أفضل ما شاهده في العرس العالمي لحد الآن.

كنت من بين اللاعبين المحظوظين والذين شاركوا في 3 نسخ من كأس العالم رفقة الأرجنتين (1998، 2002 و2010)، كيف تعيش هذا العرس العالمي كمحلل الآن؟

كل شيء مختلف، ليس هناك الكثير من الضغط الآن، إنه منعدم في الحقيقة، نكتفي بملاحظة مال يجري حولنا في الملعب وخارجه، نطلع على كواليس المنتخبات المشاركة، إنها مهنة جيدة، أستمتع بمباريات كرة القدم وحسب.

في جميع النسخ الثلاث التي شاركت فيها بـ كأس العالم، الأرجنتين كانت مرشحة لنيل اللقب ولكنكم لم تفلحوا في تجاوز الدور ربع النهائي، ما سر ذلك؟

نعم الأرجنتين دائما مرشحة، كنا نملك العديد من النجوم في السابق، مثلا في 2002 كنا نملك أرمادة نجوم في صورة كانيجيا، كريسبو، باتيستوتا، كيلي غونزاليس وبابلو أيمار، كنا نملك أيضا دفاعا صلبا بقيادة سامويل وأيالا، لكن أعتقد أن ما كان ينقصنا دائما هو روح المجموعة، اللعب الجماعي والتفاهم بين اللاعبين كان دائما مفقودا.

وكيف ترى هذه المجموعة حاليا؟

لا أعرف بالضبط، لعبوا مباراة واحدة فقط، أظن أن المشكل هو نفسه الذي كان خلال السنوات السابقة، اللعب الجماعي ينقصنا دائما، نملك فرديات على أعلى طراز ولو تم توظيفها لصالح المجموعة سنأتي بنتيجة إيجابية.

ما تعليقك على بداية "الألبي سيليستي" أمام منتخب البوسنة؟

بالنظر إلى النتيجة فالأمر مقنع، حققنا فوزا مهما في المباراة الأولى وحصلنا على 3 نقاط، لكن طريقة اللعب لم تعجبني مع احترامي للجميع، على كل حال كنت أنتظر أن تكون الأمور على ذلك النحو، البوسنة منتخب صلب، إنه ذلك النوع من المنتخبات التي تفرض عليك إتباع أسلوب لعب معين، هناك بعض الأمور التي يجب تصحيحها، ليس هناك إبداع في أسلوب لعب المنتخب الأرجنتيني، يجب عليهم العمل بجدية أكثر.

ما هي الأمور التي يجب تصحيحها قبل مباراة اليوم؟

علينا أن نبادر أكثر نحو الهجوم، شاهدت هذا الأمر في مباراة البوسنة ولكنه لم يستمر كثيرا، وكذلك علينا أن نكون أكثر إبداعا في وسط الميدان وبالأخص في صناعة اللعب، المغامرة كثيرا في الهجوم قد تشكل خطرا بالنسبة للدفاع لذا علينا أن نكون حذرين في هذه النقطة، الضغط أحيانا والتراجع أحيانا أخرى للاسترجاع، هذا يتطلب تنسيقا كبيرا بين جميع الخطوط لمنتخبنا، أتمنى أن أرى مباراة جيدة ومثالية على مستوى اللعب الجماعي لـ الأرجنتين، هكذا فقط يمكننا الذهاب بعيدا في كأس العالم.

بالنسبة لك، لو كنت مدربا للمنتخب الأرجنتيني ما هي الخطة الأنسب التي ستعتمدها؟

(يضحك) مدرب للمنتخب؟ إنه أمر يصعب تخيله حتى في الأحلام، في نظري لا تهم الخطة التي يلعب بها المنتخب 3-5-2 أو 4-4-2 أو غير ذلك، كل هذه الأمور تأتي في الدرجة الثانية، المهم هو توظيف إمكانات اللاعبين لصالح الخطة المتبعة لتقديم أفضل ما لديهم، بإمكان المدرب أن يعتمد مليون خطة إذا أراد، لكن يبقى توظيف اللاعبين بغية نجاح الخطة هو الأهم، أعتقد أن كل اللاعبين في المنتخب الأرجنتيني يمكنهم اللعب حسب كل الخطط الممكنة، ميسي يمكنه التأقلم مع أي أسلوب لعب، دي ماريا أكثر من يستطيع التأقلم مع الخطط المختلفة للمدربين.

لماذا لم تذكر سوى ميسي ودي ماريا؟

نعم، هذا الثنائي بالضبط كما قلت يستطيع التأقلم مع أي خطة، ميسي في برشلونة طريقة لعبهم واضحة، مهاجم وهمي ينتقل أحيانا على الأطراف أو يتراجع إلى الوسط أحيانا في حال انعدام الحلول، يستطع اللعب في خطة 4-3-3، 4-4-2 وحتى 4-2-4، هذا ما شاهدناه تقريبا الموسم المنقضي، دي ماريا كذلك لاعب ممتاز في التأقلم مع الخطط، من لاعب رواق في ريال مدريد إلى صانع ألعاب، يستطيع اللعب خلف المهاجمين، في الوسط وعلى الأروقة، متعود على اللعب بخطة 4-3-3 أو 4-2-3-1، ذكرت هذين الاسمين لأنه مثلا لا يمكن أن يلعب بالاسيو أو أغويرو على الرواق الأيمن أو الأيسر، فهما مهاجمان صريحان فقط.

هل تفاجأت من تصريحات ميسي بعد مباراة البوسنة، حين قال بأنه يفضل اللاعب بـ 3 مهاجمين عوض اثنين كما حدث في تلك المواجهة؟

لا لم أتفاجأ أبدا، ولم أعط تلك التصريحات أي أهمية، على العكس أعتقد أنه محق، يجب المبادرة إلى الهجوم لأننا مطالبون بالنتيجة والآداء ونملك الإمكانات لذلك، أعتقد أنه من الأفضل أن يعبر اللاعبون عن آرائهم لكن دون انتقاد المدرب، قبل كل شيء أعتقد أن أليخاندرو سابيلا ليس مدربا غبيا، يعرف عمله جيدا أكثر من أي شخص آخر، وميسي لم يكن وحده من أدلى بتلك التصريحات، فحتى أغويرو وماسكيرانو قالا نفس الشيء، من حقهم التعبير عما يريدون.

في اعتقادك، ما هي الأسباب التي جعلت سابيلا ينتهج خطة (3-5-2) مع العلم أنه بالإمكان أن يقدم أفضل من هاته الخطة؟

سابيلا يتمتع بالهدوء ويعمل ببطء، أظن أنه متخوف من الدفاع، علينا أن نعترف بأنه نقطة ضعف المنتخب الأرجنتيني.

ألا تعتقد أن تصريحات اللاعبين قد تصيب سابيلا بالضعف، خاصة أن الكل يطالب بتغيير الخطة؟

لا على الإطلاق، تلك التصريحات هي مجرد آراء، نتحدث عما قاله اللاعبون، الصحافة والأخصائيون، ما رأيناه جميعا أن منتخبنا لم يكن مرتاحا بخطة 3-5-2، أظن أن سابيلا كان يملك فكرة معينة أمام المنتخب البوسني لذلك لم يغير اللعب.

في 2007 وبالتحديد في كأس أمم أمريكا، قلت أن ميسي سيقود الأرجنتين للفوز بـ كأس العالم بعد 3 سنوات، فشل في ذلك سنة 2010، هل تراه قادرا على التعويض في 2014؟

اللعب في المنتخب الأرجنتيني مختلف عن برشلونة، ليس في المنتخب الأرجنتيني فقط بل في جميع المنتخبات، على اللاعب أن يكون أكثر نضجا، قام بكل شيء مع البارصا وقادهم للظفر بجميع الألقاب، عليه أن يقوم بذلك مع الأرجنتين وأعتقد أنه في الطريق الصحيح.

هل تراه نضج الآن كفاية لقيادة المنتخب للفوز بـ كأس العالم؟

أظن أنه قادر على قيادتنا للفوز بـ كأس العالم، لكن لا أستطيع القول بأنه بلغ مرحلة النضج الذي يمكنه من ذلك، لكني أراه أكثر مسؤولية من ذي قبل، أصبح مندمجا ويشعر بحجم التطلعات المنتظرة منه، تطور كثيرا كقائد أرجنتيني، من الصعب اختيار أفضل لاعب في هذه الدورة فهناك الكثير من النجوم، لكن أعتقد أن على "ليو" تأكيد أحقيته بهذا اللقب بعد أن ينقل كل تلك المحاسن التي قدمها لـ برشلونة إلى منتخب بلاده.

انطلقت المرحلة الثانية من دور المجموعات في كأس العالم، ما الذي لاحظه فيرون، أو بتعبير آخر، ما الذي بقي عالقا في ذهنك؟

تفاجأت كثيرا من مستوى المباريات إنه أفضل من 2010، هناك كم هائل من الأهداف، مباراة البرازيل والمكسيك كانت الأفضل لحد الآن رغم نتيجة 0-0، المواجهات بين منتخبات أمريكا الجنوبية ممتازة، لديهم الكثير من اللاعبين في أوروبا وهذا ما يجعل منها الأروع، والأروع من ذلك هو الحضور الجماهيري الملفت للنظر عندما تلعب المنتخبات اللاتينية، هذا يزيد من حماس اللاعبين ويدفعهم للظهور بندية أكبر، كما كانت هناك العديد من المفاجآت.

مثلا...

خروج إسبانيا بطلة العالم من الدور الأول كانت خيبة أمل كبيرة، لم يكونوا في مستوى التطلعات، لكن هذه هي كرة القدم، هناك صعود ونزول في المستوى، لكن ما حدث لـ إسبانيا لا يمكن وصفه إلا بـ "الكارثة".

من هم اللاعبون الذين أعجبت بهم لحد الآن وتراهم قادرين على أن يكونوا الأفضل في كأس العالم؟

الوقت مبكر للحديث عن هذا الأمر، لكن أعجبت كثيرا بـ بول بوغبا وأرتورو فيدال، هما أفضل لاعبي وسط ميدان في العالم حاليا، جوفنتوس محظوظ جدا بوجود هذين اللاعبين في صفوفه، بوغبا يملك الإمكانات الفنية والقوة البدنية رغم صغر سنه، من الصعب وجود هاتين الصفتين في لاعب واحد.

ماذا عن نايمار نجم البرازيل؟

نايمار لا يزال صغيرا في السن هو الآخر، يملك كل الإمكانات اللازمة لتقديم كأس عالم مثالية، لا يزال يملك الكثير في جعبته وما يقدمه ليس إلا قطرة من البحر، إنه صغير في السن وسيكتب تاريخا كبيرا في كرة القدم.

نقلا عن صحيفة "لاناسيون" الأرجنتينية