مؤكدا أن قرار اعتزال صامويل إيتو دوليا حرر الكثير من اللاعبين في تشكيلة المدرب فولكر فينك، ما اعتبره البعض هجوما غير مباشر على لاعب إيفرتون الحالي، وتحدث مبوبا في هذا الصدد عن المستوى الكبير الذي قدمته بعض العناصر في مباراة المنتخب أمام كوت ديفوار لحساب تصفيات كأس إفريقيا 2015، في غياب اللاعب السابق لنادي برشلونة الذي كان يحتكر اللعب حتى وصل إلى تشكيل عداوات مع بعض اللاعبين الشباب أو الذين يهددون مكانته كقائد لـ "الأسود"، كما بدا اللاعب السابق لنادي باريس سان جرمان واثقا جدا من قدرة الكامروني فانسون أبو بكر مهاجم بورتو على التألق وكتابة اسمه من ذهب في تاريخ الكرة الكاميرونية في ظل الإمكانات الكبيرة التي يملكها.
بداية ما تعليقك عن مردود اللاعبين بعد الفوز أمام كوت ديفوار في تصفيات كأس إفريقيا 2015؟
أظن أن هذا الفوز جد مهم بالنسبة للتشكيلة والمدرب فولكر فينك على وجه الخصوص، خاصة وأن المنتخب مر بفترة صعبة بعد مونديال البرازيل بسبب النتائج غير المتوقعة، بالإضافة إلى المشاكل التي حدثت وأثرت كثيرا على اللاعبين من الناحية النفسية، في كرة القدم يجب أن يكون اللاعب مرتاحا كي يستطيع تقديم مردود جيد، وهذا ما افتقده منتخب الكاميرون في مونديال البرازيل.
بما أنك تحدثت عن المونديال، ما تعليقك عن مردود المنتخب في هذه المسابقة ومن يتحمل مسؤولية الانشقاقات الكثيرة الموجودة بين اللاعبين؟
لا يمكن إرجاع ما حدث في مونديال البرازيل إلى عنصر واحد لأن مسؤولية المنتخب يتحملها الجميع، كانت هناك الكثير من العوامل التي غابت في التشكيلة وكان من المحتم حدوث مثل تلك المشاكل، صحيح أننا كنا نريد تفادي ذلك للظهور بمنظر لائق أمام منتخبات عالمية لتشريف الكرة الكاميرونية والإفريقية، لكن حدث ما حدث ويجب تصحيح الأوضاع الآن.
ما هي هذه العوامل التي كانت تنقص المنتخب وجعلته يحصد نتائج سلبية في المونديال؟
كان من الضروري تجهيز اللاعبين من الناحية النفسية، لقد لاحظنا نقص الاتصال بين كل العناصر سواء تعلق الأمر داخل أو خارج المستطيل الأخضر، وهذه من بين الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها المنتخب، والتي حرمت اللاعبين أيضا من التألق وتقديم الأفضل، قد يعود ذلك إلى وجود بعض الحساسيات أو أن الجو العام للمنتخب لم يساعدهم على الاتصال الجيد فيما بينهم.
هل ترى أن المدرب مسؤول بنسبة كبيرة عن وجود نقص اتصال بين اللاعبين؟
كما قلت سابقا، الكل يتحمل مسؤولية النتائج السلبية المحققة في مونديال البرازيل وليس المدرب وحده، في الوقت الحالي يجب نسيان الماضي والتفكير جديا في كيفية إعادة المنتخب إلى مستواه المعهود وتحسين التشكيلة من كل النواحي، وأظن أن النتيجة المحققة أمام كوت ديفوار هو أفضل دليل على عودة المنتخب إلى سكته الصحيحة، أتمنى أن يواصلوا على هذا المنوال.
ما قولك في قرار اعتزال صامويل إيتو على الصعيد الدولي خاصة وأنه من بين أحسن المهاجمين الذين لمعت أسماؤهم في المنتخب الكاميروني؟
قرار اعتزال صامويل إيتو خسارة كبيرة ولكن اللاعب لديه الظروف والعوامل التي دفعته إلى ذلك، لا يمكن إصدار أحكام نهائية على اللاعب بخصوص هذا الأمر، بل يجب مراعاة قرار كل اللاعبين مهما كانت وضعيتهم في التشكيلة.
هل ترى أن غياب إيتو عن التشكيلة الأساسية يؤثر بشكل سلبي على الفعالية الهجومية؟
بالرغم من الدور الكبير الذي كان يلعبه المهاجم في التشكيلة، فضلا على كونه أحد أعمدة النادي بفضل خبرته الواسعة في الميادين، إلا أن غيابه عاد بعدة أمور إيجابية للتشكيلة حسب رأيي الشخصي.
كيف ذلك؟
بعدما أعلن إيتو اعتزاله اللعب دوليا، شعر بقية اللاعبين بمسؤولية أكبر تجاه المنتخب، وهو الأمر الذي فجر إمكاناتهم وحسن مردودهم فوق المستطيل الأخضر والمباراة الأخير هي أحسن دليل، لقد تحرروا كثيرا وأصبحوا يتحملون المسؤولية كاملة بعد أن كان إيتو يتحمل جزءا كبيرا جدا منها.
نفهم من قولك أن رحيل إيتو حرر التشكيلة، ما هي العناصر التي ترى أن مستواها تحسن أكثر بعد غياب إيتو؟
أكيد، غياب إيتو حرر كل اللاعبين ومن جميع النواحي، خاصة فيما يتعلق الأمر بكل من ماكسيم، موتينغ بالإضافة إلى فانسون أبو بكر الذي أصبح نجم المنتخب بدون منازع، ولكن لا يمكن أيضا إنكار العمل الكبير الذي كان يقوم به إيتو عندما كان في المنتخب.
هل لك أن توضح لنا أكثر وتقدم أمثلة على تحسن مردود تشكيلة المنتخب الكاميروني بعد اعتزال إيتو؟
المستوى المنقطع النظير الذي يقدمه فانسون أبو بكر في المباريات الأخيرة هو أحسن دليل على ذلك، حيث سجل المهاجم ظهورا شاحبا في مونديال البرازيل وكان من بين العناصر التي تعرضت لموجة انتقادات كبيرة بسبب نقص الفعالية التي اتسم بها، لكنه تحررا كثيرا في الآونة الأخيرة وأظن أن غياب إيتو هو السبب الرئيسي.
هل تظن أن فانسون أبو بكر قادر على أن يحقق ما حققه إيتو مع المنتخب سابقا؟
نعم، أبو بكر لديه كل المؤهلات التي تفتح له أبواب التألق سواء تعلق الأمر في المنتخب الكاميروني أو ناديه بورتو، لقد اكتسب الكثير من الأمور في الدوري الفرنسي سابقا، ولديه رغبة كبيرة في تحسين مستواه وتقديم الأفضل في كل مناسبة، وأظن أن هذه العوامل تكفي أي لاعب لتحقيق أهدافه الرئيسية.
في رأيك، ما هي العوامل التي تساعد أبو بكر في الوقت الحالي على التألق وتحقيق الأفضل؟
أعلم أن أبو بكر يعمل بجد ويسعى بكل الوسائل لتحسين مستواه، وأظن أن تألقه مرتبط بالعناصر التي تشرف عليه، صحيح أنه لم يصل بعد لمستوى أكبر المهاجمين في العالم، ولكنني واثق جدا من قدرته على الوصول إلى درجات لم يصل إليها أي كاميروني سابقا.
ما رأيك في المستوى الجيد الذي يقدمه موتينغ مع ناديه شالك 04 وهل ترى أن هذا الأمر سيؤثر على مردوده في المنتخب؟
أنا من أشد المعجبين بالإمكانيات الفردية التي يملكها موتينغ والتي استطاع أن يظهرها مع ناديه، أظن أن مستواه في النادي سيمنحه دافعا معنويا لتقديم الأفضل مع المنتخب، وأنا واثق من تحسن مستواه أكثر في الأيام المقبلة.
ما قولك في العمل الذي يقدمه المدرب فينك منذ قدومه على رأس العارضة الفنية للمنتخب الكاميروني؟
لا يمكن إنكار الفترة الصعبة التي مر بها المدرب سابقا خاصة في مونديال البرازيل، كما أن تجديد الثقة فيه كان الحل الأنسب للحفاظ على الانسجام والاستمرارية في التشكيلة، كما أن خبرته الواسعة سيتعود بأمور إيجابية عدة على المنتخب.
كيف ترى حظوظ المنتخب في مجموعته الحالية خلال التصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا؟
الفوز على المنتخب الإيفواري بتلك النتيجة (4-1) هو أحسن دليل على قدرة المنتخب على التألق في مجموعته والوصول إلى الأهداف التي يسعى إليها، يجب على التشكيلة الحالية مضاعفة العمل والتركيز أكثر على المباريات المقبلة.
ما هي أوجه التشابه بين التشكيلة التي لعبت فيها وبين التشكيلة الحالية؟
هناك الكثير من الأمور التي تغيرت في المنتخب سواء تعلق الأمر بطريقة اللعب أو العناصر في حد ذاتها، كما أن المدرب الحالي لديه نظرته الخاصة للمنتخب، ويرى أن حصد النتائج الإيجابية مرتبط بطريقة ما ليست كالطريقة التي كنا نلعب بها سابقا، ولكن الأهم في كل هذا هو مصلحة المنتخب وتحقيق النتائج الإيجابية.
ما هي العوامل التي دفعتك للاعتزال دوليا وهل أنت راض على ما قدمته للمنتخب؟
حين اقتنعت أن وجودي في المنتخب لا يقدم الإضافة المنتظرة نظرا للكثير من العوامل، كان يجب ترك الفرصة للشبان في ذلك الوقت والذين بإمكانهم خدمة المنتخب بطريقة أحسن، لقد لعبت دوما لمصلحة المنتخب ولم تهمني أي أمور أخرى وهذا ما يجعلني راضيا على المستوى الذي قدمته.
كلمات دلالية :
باتريك مبوما، المنتخب الكاميروني.