وراح يكشف عن طموح كان يتطلع لتحقيقه على الملاعب الأوروبية، كما أشار مهاجم ستوك سيتي السابق إلى أن لحظة اعتزاله كرة القدم كانت صعبة جدا مشيدا في نفس الوقت بالجماهير الإنجليزية التي شجعته على هذا القرار، ليتحدث في الأخير عن مستقبله خارج عالم الكرة.
مايكل أوين اعتزل كرة القدم، لذا نود أن نعرف أين تقضي أوقاتك الحالية؟
أنا حاليا مرتاح وأقضي أوقاتي رفقة عائلتي، لكن لا أخفي أني سأتأثر مع بداية الموسم القادم ولا أستطيع تحمل أجواء انطلاق الموسم الكروي وأنا بعيد عن هذه اللعبة، الاعتزال هي أصعب مرحلة يواجهها لاعب كرة القدم، فأظن أنني كنت أتأهب لهذه اللحظة لفترة من الزمن، لذلك أعتقد أن هذا التغيير مر ببساطة وبدون أية معاناة حتى الآن.
إذن أنت بصدد مواجهة أصعب فترة في حياتك، برأيك ما هي الأمور التي ستفتقدها أكثر حين ينطلق الموسم؟
بالطبع سأفتقد الكثير من اللحظات التي كنت أعيشها يوميا، سأفتقد غرفة الملابس مع الزملاء والاستمتاع بوقتي معهم، ومداعبة الكرة أمام أنظار الجماهير، وحتى عدم التوجه إلى ميدان التدريب يوميا سيشكل لي هاجسا لأنني متعود على حمل أغراضي الشخصية والتوجه إلى التدريب، هي لحظات ستشعرني بالغرابة وسأفتقد كرة القدم التي مازلت أعشقها حتى الجنون، لكني لن أبتعد عنها وسأواصل التدرب واستنجد بأصدقائي وألعب مباريات في حديقتي حتى أخفف عني الصدمة التي حتما لم أستطيع تجاوزها لأن كرة القدم هي كل شيء بالنسبة لي.
متى شعر أوين أنه حان وقت اعتزاله كرة القدم؟
قرار اعتزالي لم يأت بالصدفة بل كانت وراءه أسباب حيث أصبحت لا أستطيع ترجمة الفرص التي تتاح لي، كما أني لم أتمكن حتى من تسجيل أهداف سهلة كنت في الماضي أصنع منها أهدافا جميلة ألهب بها المدرجات، ثم إن أكثر ما يصعب على اللاعب تحمله بعد أن يكون في القمة، هو أن ما كان ينجزه على أرضية الميدان كان يتأتى له بكل تلقائية وعفوية، فبالنسبة لي افتقدت قدرتي على التخلص من المدافعين وعلى إيداع الكرة في الزاوية السفلى من المرمى، إنه أمر محبط حقا أن تنظر إلى الكرة وتدرك أنك لم تعد قادرا على ترويضها ببراعة كما في السابق.
مسيرتك الكروية انقسمت إلى ثلاث مراحل متباينة، مرحلة اشتهرت فيها بالسرعة في منافسة كأس العالم سنة 2002، ومرحلة ثانية كنت فيها قناصا للأهداف وفترة أخرى لعبت وراء مهاجم صريح، لذا نعتقد أن هذا التغيير أثر على مردودك وكان سببا في انخفاض مستواك، هل تشاطر هذا الرأي؟
بالطبع أنا اتفق مع هذا التحليل، البعض يتساءل عن الإنجازات التي حققتها طيلة مسيرتي الكروية، لكن سأجيب أني قدمت أداء ممتازا وصنعت الفرحة والفرجة في الملاعب الأوروبية، صحيح أن أسلوب لعبي وقدراتي تختلف عن الذي كنت أعتمده في بداية المشوار، ويعود سبب كل ذلك إلى الإصابة الخطيرة التي ألمت بي على مستوى الساق وعمري لم يتجاوز 19 سنة، هذه الإصابة حطمت قدراتي ومستقبلي الكروي، أنا واثق من قدراتي وكنت قادرا على منح أكثر من هذا، الإصابة أثرت على سرعتي الفائقة التي كانت تثير دهشة الكثير، البعض راح يتضامن معي ويقدم لي كلمات لتخفيف عني الفترة العصيبة التي كنت أعيشها بسبب الإصابة، لطالما تمنيت لو أن مسيرتي لم تتعثر في بدايتها ولو أني احتفظت خلال السنتين الأوليين بنفس الأسلوب الذي كان يمكنني من مجابهة خصومي من اللاعبين داخل الميدان والتدخل بسرعة، لكن ما إن فقدت تلك الميزة حتى عكفت على تغيير طريقتي وموقعي وحاولت أن أصبح قلب هجوم قناص، غير أنه في السنوات الأخيرة، لم يكن لي أي اختيار في ذلك.
ما هي الأشياء التي اكتشفتها في فترة إصابتك؟
كنت فخورا لتمكني من اكتشاف قدراتي مرة أخرى بعد تلك الإصابة والاستمتاع بمسيرتي الكروية الناجحة، إن نجاحي في تكييف أسلوب لعبي وتحقيق كل تلك الإنجازات التي بلغتها والاحتفاظ بمكاني ضمن تشكيلة مانشستر يونايتد آنذاك هي أشياء تجعلني دائما فخورا، هذه هي حياة لاعب كرة القدم عليه أن يستغل فرصة تواجده في الملاعب ويصنع الأفراح للجماهير ولنفسه أيضا، عليه أن يدرك أن المسيرة الكروية لا تدوم للأبد، عليه التفكير في مستقبله بعيدا عن لعبة كرة القدم، هي حقا مرحلة جديدة وعلى الجميع التخطيط لها لأنك ستكون مضطرا لتجسيد أشياء مازلت تتطلع لتحقيقها.
خلال مسيرتك الاحترافية، ما هي الفترة التي شعرت خلالها أنك في أحسن أحوالك؟
في لعبة كرة القدم هناك أشياء تساهم في صنع المتعة والإثارة، وأظن أن النتائج الرائعة التي يحققها فريقك هي الفرصة التي عليك أن تستغلها كلاعب كرة قدم وتثبت جدارتك، ولعل أبرز اللحظات هي بداية كأس العالم بـ فرنسا 1998، حين كانت التقنيات عفوية، وبعد سنوات من ذلك سجلت أهدافا كثيرة، أجملها الثلاثية التي سجلتها مع المنتخب الإنجليزي في شباك ألمانيا خارج ملعبنا، كنت حقا أقدم أفضل أداء خلال تلك البدايات، غير أن أفضل فترة هي التي قضيتها بعد سنوات قليلة مع ليفربول، والألقاب التي فزنا بها، في تلك الأيام كنت أشعر بالرضا الكبير على مستواي وكنت أشعر أني حققت حلما لطالما راودني منذ الصغر لأنك تحقق أشياء عجز عن فعلها البعض.
ما هو الشيء الذي فشلت في تحقيقه طيلة مسيرتك الكروية؟
كنت أثق في قدراتي والإصابة التي تعرضت لها في سن 19 عاما أخلطت كل أوراقي، وأصبحت عاجزا على إظهار قدراتي التي كنت أتمتع بها في مسيرتي الكروية، كنت قادرا على تحقيق إنجازات أخرى ولعل أبلغ مثال على ذلك هو أني كنت لأصبح أول هداف في تاريخ المنتخب الإنجليزي وهو رقم بحوزة بوبي تشارلتون، لكن أنا مرتاح كوني سأغادر الملاعب مرفوع الرأس، صحيح أنها ليست النهاية المثالية، لأني لم أشارك في العديد من المباريات مع ستوك سيتي خلال موسمي الأخير، لكن شاركت في المباراة النهائية وودعت الجميع.
مشجعو ستوك سيتي أظهروا لك الاحترام والتقدير، نفس الشيء لمشجعي ساوثهامبتن، كيف تعاملت مع تلك اللحظات؟
هذا ما كنت أريد تحقيقه، جماهير ستوك سيتي كانت رائعة وشجعتني كثيرا، رغم أني لم أقدم لهم الكثير خلال هذا الموسم، وحتى جماهير ساوثهامبتن كانت رائعة وساهمت هي أيضا في توديعي، لأنها المباراة الأخيرة لي في الملاعب، كم كانت تلك اللحظة صعبة ومؤثرة في نفس الوقت لكن عليك أن تتسلح بالشجاعة حتى تتجاوزها لأنك ستفتقد لعبة لطالما فعلت الكثير من أجلها، وبالمناسبة أريد أن أمرر رسالة شكر للجماهير الإنجليزية على تشجيعاتها لي طيلة هذا الموسم الذي سيبقى راسخا في ذهني للأبد.
أكيد أنك تتطلع لأشياء أخرى بعيدا عن كرة القدم، هل لنا أن نعرف البعض منها؟
سأوفق بين عملي الإعلامي والوكالة التي أنشأتها وأطلقت عليها اسم "مايكل أوين"، سأستغل هذا الاعتزال وأكون بجانب عائلتي وأطفالي الأربعة الذين هم بحاجة إلي حاليا، كما أني أحب تربية الخيول وسأعتني بهم في الإسطبلات، هذه هي حياة أوين بعد اعتزال لعبة كرة القدم.
هذه الخطوة فاجأتنا بها لأننا كنا ننتظر أن تكشف عن رغبتك في دخول عالم التدريب على غرار الكثير من اللاعبين أليس كذلك؟
بالطبع ربما فاجأتكم بهذا الحلم الذي يبدو بعيدا عن لعبة كرة القدم، لكني لا أخفي أني تحصلت على شهادتين للتدريب، غير أن أمورا مثل هذه تتطلب الالتزام التام لأنه عمل يطغى على حياة المرء ويشغلها، لكنني اليوم أريد أن أتفرغ لمسائل أخرى، فبفضل العمل في الوكالة تتاح لي فرصة إسداء النصيحة للاعبين الشباب ورؤيتهم يتطورون، وآمل أن أشاركهم تجاربي وأرشدهم إلى الطريق الصحيح في مسار مهني صعب للغاية؛ إنه أمر لطالما فكرت أن بإمكاني القيام به أملا في تغيير رأي بعض الناس في الوكلاء، إنه عمل لا يحظى دائما بسمعة طيبة لكنني أريد أن أقوم بالعمل على أحسن وجه وأبذل ما في وسعي كي أساعد اللاعبين الشباب ليستفيدوا قدر المستطاع من مسارهم المهني.
حاليا وكأنك تستعد لتحد آخر بدلا من التحسر على مسيرتك التي لم تكن راضيا بها؟
صحيح، تعرضت للكثير من النقد خلال مسيرتي الكروية بسبب اهتماماتي الكثيرة خارج كرة القدم والتفكير في أشياء أخرى وهو ما أثار حفيظة الجميع، غير أنني كنت أرى في ذلك تخطيطا للمستقبل بعد اعتزال الميادين وهو ما يحدث الآن عوض أن أتساءل عما سأقوم به، الآن أنا أقبل على المرحلة القادمة من حياتي ومساري المهني، لذا سأعوض كل ما فاتني وأرسم مستقبلي بيدي.
عن موقع "الفيفا"