رسمي يوضح فيه بقاء اللاعب لمدة أطول بملعب "سان سيرو"، الشعراوي البالغ من العمر 20 سنة والمولود من أب مصري وأم إيطالية، يعتبر من أصغر اللاعبين الذين لعبوا بـ "الكالتشيو" في تاريخ البطولة الإيطالية وتم تكريمه في روما على هذا الإنجاز. "الفرعون الصغير" تكلم أيضا عن كأس القارات الأخيرة بـ البرازيل وعن حلمه ببلوغ مونديال 2014 وغير ذلك من القضايا التي سنكتشفها في هذا الحوار.
ستيفان مرحبا بك، كيف حالك؟
مرحبا أنا بخير، أتمنى أن نقضي وقتا ممتعا.
مبروك لقد توصلت لاتفاق مع ناديك ميلان للبقاء أطول وقت ممكن، بهذا انتهت جميع الشائعات، أنت سعيد بذلك أليس كذلك؟
نعم أنا سعيد جدا بهذا، كنت واثقا من موقف النادي اتجاهي، لكن مع عدم صدور أي بيان يوضح ذلك فتح المجال أمام الإشاعة والتأويل من طرف الصحافة وكثرت البلبلة بخصوص مستقبلي، أما الآن كل شيء واضح مع صدور البيان الرسمي للنادي، الآن أنا سعيد لأنني باق حتى نهاية عقدي، فأنا ابن النادي وأحد مشجعيه.
نادي ميلان أعرب كذلك عن سعادة بالغة بهذا التمديد أليس كذلك؟
أكيد، نحن على اتفاق وكل الأخبار الأخيرة لا أساس لها من الصحة، ميلان يرغب في مواصلتي كلاعب وأنا أرغب في الاستمرار هنا، إذن هو حب متبادل وهذا ما ينبغي أن يكون لنقدم أحسن المستويات، سنحاول بناء الفريق من جديد وسأقدم أفضل ما لدي.
يقولون أن أليغري ضغط على النادي للاحتفاظ بك، في حين أن غالياني امتثل لرغبة الرئيس بيرلسكوني في بيعك لتحقيق عائدات مالية كبيرة، هل هذا صحيح؟
لقد قلت لك أن كل هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة، لا بل بالعكس غالياني لطالما ساعدني وقدم لي النصائح القيمة، الرئيس بيرلسكوني والمدرب أليغري شخصيتان رائعتان وهما من الأشخاص الذين تدعمونني دائما، هناك دائما ظروف قاهرة تدفع بالنادي ومسؤوليه إلى التفكير بطريقة مغايرة وهم أحرار في ذلك، هم معجبون بأدائي ولا يريدون التفريط في خدماتي، بل يدركون أنني أحد أبناء النادي ولهذا فهم يحبذون عدم رؤيتي ألعب لناد آخر، ولكن الظروف التي مر بها ميلان في الآونة الأخيرة كما قلت لك، جعلت التأويلات والإشاعات تأخذ مكانها بامتياز وسط النادي ومحيطه، أنا سعيد هنا والحمد لله هناك توافق كبير بيننا.
لاحظنا أنه منذ مجيء ماريو بالوتيلي في الميركاتو الشتوي تأثر مستواك وقلت حدة تأثيرك في النادي، ومن هنا ربما جاء التفكير في التخلي عنك مقابل انتداب يتماشى مع إستراتيجية النادي، ألا ترى أنها أسباب كافية لقيام النادي ببيعك؟ وهل مجيء بالوتيلي هو سبب تدني مستواك؟
أولا إستراتيجية النادي التي تتحدث عنها مبنية على الاحتفاظ بالشباب وتشبيب الفريق كليا، ونحن كلنا ثقة في أننا أخذنا فرصتنا في إثبات قدراتنا ونحن ماضون قدما لتحقيق إستراتيجية النادي الجديدة، أما بخصوص مجيء ماريو بالعكس، فقدومه أضفى أكثر فعالية على أدائنا كلحمة واحدة، وأنا لا أمانع في ذلك، وأكثر من هذا فـ ماريو صديق وأخ قبل كل شيء، مع بداية الموسم تألقت ربما لأن لياقتي كانت على أحسن ما يرام، أما في النصف الثاني من الموسم لا أعتقد أنني فشلت في إثبات نفسي أو شيء من هذا القبيل، لقد كنت أحاول أن أقدم أفضل ما لدي بل كنت أعمل أكثر من النصف الأول ولكن ظروفا معينة ربما أثرت على الفريق ككل، عموما مجيء ماريو لم يؤثر علي لا من بعيد ولا من قريب، بل أعطى دفعا قويا للنادي وأنا أعمل على تقديم أفضل ما لدي.
إذا أنت ترحب بالمنافسة بينك وبين بالوتيلي ؟
أكيد، فالتنافس شيء جيد في الفريق وأنا أرحب بأي نوع من المنافسة التي تصب في مصلحة الفريق وتنعكس على أدائي بشكل جيد، هذا لا يعني أنني لن ألعب مع ماريو في تشكيلة واحدة، بل بالعكس هذا راجع لفلسفة المدرب وطريقة عمله وأنا أرحب بأي شيء يقرره أليغري.
تمنيت أن تلعب جنبا إلى جنب مع بالوتيلي في المنتخب الإيطالي بكأس القارات، ولكن ذلك لم يحدث، ما تعليقك على وضعيتك الحالية في المنتخب؟ وما تقييمك لأداء الفريق في كأس القارات؟ وما هي طموحاتك مع "الآزوري" في المستقبل؟
برانديلي يعرف ما يقوم به وأنا أتمنى كأي لاعب أن ألعب باستمرار ولكن المدرب حر في قراراته، قلت لك أنه ليس لدي مانع في اللعب بجنب بالوتيلي، بل بالعكس أحس أنني أتلاءم معه أكثر، ولكن على ما يبدو أن القضية مسألة وقت، وقد يكون ذلك في المونديال البرازيلي أين أود أن أكون هداف المنتخب، هذا هو هدفي الحقيقي مستقبلا مع "الآزوري"، إيطاليا تسير في الطريق الصحيح مع سياسة برانديلي وأعتقد أننا إذا واصلنا اللعب بهذا المستوى سنتوج بكأس العالم لما لا، كأس القارات الأخيرة لم يحالفنا فيها الحظ فقط، وخرجنا مرفوعي الرأس بالمركز الثالث لأننا كنا قادرين على الوصول للنهائي لولا معاندة الحظ لنا.
أليغري أصر على قدومك كثيرا، هل كنت من مساندي بقائه في النادي؟
بكل تأكيد، لقد كنت من الذين يرغبون في الحفاظ على المدرب لأنه قدم عملا رائعا وأضفى فلسفة جديدة وهو من مؤيدي مشروع تشبيب الفريق، الجميع هنا كان يؤمن بمشروع أليغري وبخلاف ذلك فهو مدرب رائع، وعلى المستوى الإنساني اعتبره شخصا طيبا، إنه لا يبخل علينا بالنصائح كما أنه يجيد التنكيت والفكاهة وهذا أمر رائع بالنسبة للمدرب، لأنني أعتقد أن المدرب الناجح هو الذي يجيد الاتصال مع اللاعبين والمحيط.
يقولون أنك مثال جيد للجيل الصاعد في عالم الاحتراف لأنك ملتزم وخجول ولا تحب وضع الوشم، وهذه صفات مثالية للشخص المتوازن والكفء، ما الذي يمكنك أن تضيفه بهذا الخصوص؟
(يضحك) يعجبني ما تقوله، أنا فعلا خجول، ويسرني أن أكون قدوة للجيل الجديد، لا زلت صغيرا ولهذا أفضل أنا أرتاح كثيرا عندما أكون بجوار أمي وأبي، أفضل البقاء بالمنزل عندما لا تكون لدي التزامات كثيرة، أحب الأجواء العائلية وأحب سماع أغاني "الهيب هوب"، فهي أغاني الشباب وأحس أنها ملائمة لعمري، كما أنني لا أحبذ وضع الأوشمة وما إلى غير ذلك لأن تربيتي لا تسمح لي بذلك.
لماذا تقول في كل مرة أن اللعب لـ ميلان خاص بالنسبة لك، إذ فضلت عدم التنقل إلى أي ناد آخر رغم تهاطل العروض الكبيرة عليك؟
هنا في ميلان كل شيء خاص، أنا أعشق هذه المدينة منذ الصغر، عندما وصلت لـ ميلان وقدمني السيد غالياني أحسست أنني في بيتي الثاني، ميلان هي عقلية وثقافة، هذا النادي فريد من نوعه، إنه عراقة أوروبية وإيطالية، كل شيء متوفر هنا، وما على اللاعبين إلا التدرب بعناية والعمل الجاد فقط.
لكن ما الذي جعلك ترفض عروض أندية كبيرة يحلم أي لاعب أن يتقمص ألوانها في صورة تشيلسي، مانشستر سيتي وريال مدريد؟
أنا فخور بهذا الاهتمام، وهو ما يحفزني ويجعلني أحس أنني لاعب مهم، كما أشكر مورينيو والريال والسيتي على هذا الاهتمام، ولكن لدي مشروع مع ميلان ولابد أن أحققه، أنا سعيد ومرتاح للغاية هنا. ميلان أيضا ناد كبير وأحد أساطير أوروبا وفخر كبير أن تكون جزءا من هذا النادي العريق.
كيف يمكنك التعامل مع الضغوط التي تحيط دائما بناد كبير كـ ميلان ، لقد لاحظت ذلك جيدا العام الماضي؟
إنها مسألة شخصية أديرها بشكل جيد، أدرك أن اللعب لـ ميلان لا يعني أريحية على طول الخط، بل بالعكس أنت دائما تحت الضغط، لحسن الحظ أنني لا زلت شابا وأستطيع تحمل هذا النوع من الضغوط.
ماذا تفعل قبل المباراة وبعدها؟
لا أوافق تلك الطقوس الغريبة التي يفعلها بعض اللاعبين أثناء المباريات، قبلها وبعدها، كرة القدم قبل كل شيء لعبة، أحاول التركيز أكثر على الأمور الخاصة بي وبمنافسي من خلال نقاط قوته وضعفه، أما بعد نهاية المقابلة أفضل الراحة والاستجمام، فأول شيء أقوم به عادة هو الخروج لتناول الطعام مع الأصدقاء لأكسر روتين المباريات، وبعد ذلك أفضل الالتحاق بالمنزل في أقرب وقت.
ما هي النصيحة التي يمكن أن تقدمها للشباب الذي يقتدي بك؟
أود أن أقول للشباب الطامح أن يعتني بنفسه بدرجة أولى وأن يؤمن بمشروعه وما هو مقبل عليه، يجب أن يتحلى بالعزيمة، من خلال العمل الجاد داخل وخارج الملعب على حد سواء، يمكنك أن تصل للنجاح بسهولة وتحقق أهدافك.
عن شبكة "سكاي سبورت" الإيطالية
كلمات دلالية :
ستيفان الشعراوي