أندريا بيرلو: "بوغبا أبهرني منذ أول حصة تدريبية وأعجبت كثيرا بموهبته"

بيرلو

ميلان وجوفنتوس وحقق طيلة مسيرته العديد من الألقاب رفقة الأندية وحتى مع المنتخب الإيطالي الذي توج معه سنة 2006 ببطولة كأس العالم بـ ألمانيا، أندريا ينشط حاليا بالدوري الأمريكي وتحديدا بنادي نيويورك سيتي الذي التحق به هذا الموسم، بعدما قرر الرحيل عن اليوفي إثر مسيرة حافلة بالألقاب، نجم خط الوسط الإيطالي خص صحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت" بحوار شيق تحدث فيه كثيرا عن اللاعبين الشبان وعن طفولته وبدايته مع عالم الكرة، والتي نترككم تكتشفون ما جاء فيها.

بيرلو، لو نتحدث عن غرف حفظ الملابس بين 1995 و2016، ما هو الفرق الموجود بين هاتين الفترتين؟

هناك فرق كبير بين الفترتين، في السابق يصعب على اللاعب أن يرفع رأسه داخل غرف حفظ الملابس، إذ تجد نفسك جالسا في زاوية وتسمع لكلام الكبار فقط، كما يمكن أن تتلقى الأوامر حتى من أجل حلق شعرك، كانت تشبه إلى حد بعيد الديكتاتورية لكن بمفهومها الإيجابي.

وكيف هي الأمور الآن؟

اختلاف كبير، اليوم نجد بعض اللاعبين الشبان يعملون من أجل الوصول إلى الفريق الأول وبعدها يعتقدون أنهم قد وصلوا، كما أن الأمر المثير للقلق هو حينما يعتقدون أن الوصول يكون من أجل التقاط الصور مع المعجبين، هناك اختلاف كبير مقارنة بما كانت عليه الأمور في السنوات الماضية.

حسب كلامك، لا يوجد لاعبون شبان يتميزون بالاحترافية؟

لا، بطبيعة الحال المواهب موجودة دائما، روغاني على سبيل المثال يعد من بين اللاعبين الشبان المميزين والذين يتمتعون باحترافية كبيرة، كما هناك أيضا بيرناردشي الذي يعتبر لاعبا صارما رغم أني لا أعرفه جيدا.

هل تعتقد أن روغاني وبعض الشبان يمكنهم أن يكونوا نواة منتخب إيطاليا سنة 2020؟

يمكن أن تكون الأمور معقدة لكن -حسب اعتقادي- أمثال روغاني، رومانيولي، بيرنارديتشي، دي شيليو وفيراتي يمكنهم أن يشكلوا نواة المنتخب الإيطالي مستقبلا، وما عليهم سوى مواصلة العمل بجد من أجل تطوير مستواهم خلال السنوات القادمة.

حسب اعتقادك، من هو اللاعب الشاب الذي كان أكثر إثارة وإعجابا بالنسبة لك؟

إنه بوغبا، هو يمتلك إمكانيات كبيرة في فئة الشباب، من أول حصة تدريبية له معنا حينما كنت في اليوفي لاحظنا مدى قوته وقدراته الكبيرة في مداعبة الكرة، كما عمل بجد من أجل تطوير نفسه وهو يجني اليوم ثمار عمله، لقد أثبت في ظرف قصير أنه من طينة الكبار، وله مستقبل كبير في عالم كرة القدم.

في كل مرة نسمع عن تشبيه أسلوب لاعب ما بطريقة لعبك، فمرة يقال إن بوغبا هو خليفة بيرلو وفي أخرى يقولون إنه فيراتي، ما تعليقك حول الموضوع؟

هذا صحيح، لكن لكل لاعب طريقته الخاصة، كما عليهم أن يظهروا قدراتهم الخاصة كون التشبيه والمقارنات ليست بالأمر الجيد في الكثير من الأحيان، وفيما يخص الأمور الفنية يبقى فيراتي من اللاعبين المميزين الذين استطاعوا حمل ألوان المنتخب الإيطالي في سن مبكر.

هل هناك لاعبون آخرون لفتوا انتباهك؟

بطبيعة الحال، هناك العديد من اللاعبين الشبان، فمثلا سنة 2014 لعب أمامنا ماندراغورا الذي قدم مستويات جيدة، كما يتواجد أيضا سينسي ضمن قائمة اللاعبين الشبان دون أن أنسى ستورارو الذي لعبت مع في اليوفي الموسم الفارط، وقد تطور كثيرا من الناحية الفنية والبدنية، أتوقع أن يحقق مسيرة كبيرة، خاصة أنه حاليا في ناد كبير مثل اليوفي.

هل يمكن أن نرى بيرلو مدربا؟

لا أعتقد ذلك، حاليا لازلت مرتبطا بعقد مدته عامان مع نيويورك سيتي، وأطمح للعب لسنوات أخرى مادمت أملك الإمكانيات البدنية والفنية التي تسمح لي بالمواصلة.

هل تعتقد أنه بالإمكان رؤية الولايات المتحدة الأمريكية بطلة للعالم مستقبلا؟

يمتلكون الكثير من اللاعبين، المرافق والمال لكنهم يعانون من غياب ثقافة كرة القدم لدى المواطنين، فكرة القدم ليست الرياضة الأكثر شعبية هناك، والمسؤولون يحاولون أن يستقطبوا أنظار الجماهير من خلال سياسة جلب النجوم، ربما هذا الأمر هو ما يعيق تكوينهم لمنتخب كبير ينافس على الألقاب العالمية.

لكنهم يسيرون في الطريق الصحيح، أليس كذلك؟

بطبيعة الحال، هم يسهرون على تنظيم الدوري وتحويل كرة القدم لرياضة شعبية، كما أن تضاعف عدد الممارسين لهذه الرياضية سيزيد من حظوظ الأندية في الحصول على لاعبين جيدين حتى في باقي الدرجات، وهذا أمر جيد للدوري الأمريكي الذي بدأ في التطور، وسيصبح أكثر قوة مع مرور السنوات.

ألا تعتقد أن الأمور تغيرت مقارنة بالماضي، فمثلا نجد غيابا للشغف بكرة القدم لدى الأطفال؟

حينما كنت صغيرا كان الجميع يحب كرة القدم، ونسعى للحصول على فرصتنا من أجل اللعب، حيث كان همنا الوحيد كيف نحصل على الكرة وفرصة اللعب في الفرق الشبانية، أما اليوم فهناك الكثير من الرياضيات وحتى الألعاب التي أبعدت الأطفال عن كرة القدم مثل ألعاب الفيديو والتلفزيون، يمكن القول إن هذه الأمور دمرت بعض الشيء كرة القدم.

أين كانت بدايتك الفعلية مع عالم كرة القدم؟

في طفولتنا كنا كل يوم نذهب إلى إحدى الساحات لنلعب كرة القدم ثلاثة أمام ثلاثة مثل رياضة كرة السلة، ورغم قلتنا إلا أننا كنا شغوفين بلعب كرة القدم التي كانت كل ما يشغل بالنا في تلك الفترة، وكنا نمارسها في كل وقت دون ملل.

إذن الأمور كانت رائعة في تلك الحقبة؟

هذا صحيح، الأمر الوحيد الذي كان يثير معاناتي حينها عندما نجد لاعب معنا لا يمرر الكرة ويسعى للاحتفاظ بها أطول فترة، الأمر كان يثير قلقي وقلق جميع الأطفال، لكنها أيام جميلة لا يمكن أن تحذف من ذاكرتي.

هل كان بيرلو يعاني من رفض أوليائه اهتمامه الكبير بالكرة خوفا من مستقبله الدراسي؟

لحسن الحظ والداي لم يكونا من هذا النوع، كانا يحرصان على مستقبلي الدراسي، لكن الأمر لم يكن مثل فئات أخرى كانت في كل مرة تعاني من صراخ الآباء، بسبب حرصهم الشديد على الدراسة والدفع بهم للابتعاد عن عالم كرة القدم، وحتى عن ممارستها في وقت العطل.

يعني أنك كنت تحظى بحرية في لعب كرة القدم حتى في المنزل؟

هذا صحيح، كنت استخدم فناء المنزل للعب الكرة، أقوم بالتسديد على الجدران وحتى استخدام الدمى أثناء المراوغات، كانت أوقاتا رائعة جعلتني أتعلق كثيرا بكرة القدم، قبل أن أصبح لاعبا في هذه الرياضة الشهيرة.

 

                          نقلا عن صحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت" الإيطالية