علي سعيدي سياف: "لست مذنبا في حادثة تناول المنشطات والطبيب الألماني أخطأ دون قصد"

بعد غياب طويل عن الساحة الإعلامية، خصنا العداء والبطل الجزائري علي سعيدي سياف بحوار تحدث فيه عن واقع ألعاب القوى الجزائرية، مشاكلها، وسبل حلها، كما تطرق إلى محطات مهمة في مسيرته الرياضية...

علي سعيدي سياف
نشرت : الهداف الأربعاء 17 أغسطس 2016 08:00

مرحبا علي سعيدي سياف، كيف الحال؟

الحمد لله، أنا بخير شكرا على الاتصال.

بداية، هل لنا أن نعرف أين يتواجد سعيدي سياف الآن؟

أنا متواجد حاليا في الجزائر العاصمة وأعتبر عضوا في اللجنة الأولمبية الجزائرية، علاقتي بالرياضة لم تنقطع، وأنا على اتصال دائم مع اللجنة الأولمبية والاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، وفي كل مرة تنظم هاتان الهيئتان تظاهرات أو أسابيع أولمبية أكون في الموعد وألبي دعوتهما.

وهل يقتصر حضوركم على هذه التظاهرات أم أنه يتعدى ذلك إلى العمل الميداني؟

نعم، بصفتي إطارا في وزارة الشباب والرياضة، فأنا أعمل حاليا كمدرب مع إحدى الجمعيات الرياضية الخاصة بالعاب القوى المتواجد مقرها بـ "العاشور"، ومهمتي تتلخص في تدريب الشبان لمدة 3 مرات أسبوعيا.

ما رأيك في واقع ألعاب القوى الجزائرية حاليا؟

ألعاب القوى الجزائرية في تراجع، والسبب في ذلك يعود إلى تراجع الرياضة المدرسية مقارنة بالسابق، أين كانت تقام التظاهرات المدرسية التي تسمح للمدربين باكتشاف المواهب الشابة، ولكن هذا الأمر تناقص بشكل حاد في الوقت الحالي، وللأسف، فإنه حرمنا من اكتشاف شبان يمكنهم أن يصبحوا أبطالا.

من خلال كلامك، هل يمكننا وصف واقع ألعاب القوى الجزائرية بالسيئ؟

لا يمكننا وصف واقع ألعاب القوى الجزائرية بالسيئ، بالنظر إلى وجود جمعيات وأشخاص يعملون في الميدان، ولكن لما نقيم الوضع بشكل عام علينا أن نعترف بوجود تراجع في ألعاب القوى الجزائرية بسبب غياب مراكز التكوين، وفي حال ظهور أحد الأبطال فإن ذلك يعود إلى عامل الحظ فقط، وبالتالي، فإننا نكتفي بانتظار الظهور المفاجئ لأحد العدائين المميزين كل 4 أو 5 سنوات.

تقصد أن غياب التكوين والتخطيط سبب رئيسي في تراجع هذه الرياضة بـ الجزائر؟

نعم، ألعاب القوى الجزائرية تفتقد إلى نظام عام أو إلى تخطيط يسمح لنا بتكوين العدائين، وهذا الأمر يدفعنا إلى اكتشاف الأبطال عن طريق الحظ.

لمن تحمل مسؤولية هذا الواقع المر؟

تراجع ألعاب القوى الجزائرية يعود إلى اختلاف أسلوب الحياة لدى الشباب الجزائري نفسه، نحن في السابق كنا نتجه إلى الملعب للترفيه وممارسة الرياضة، ولكن الواقع اختلف كثيرا في الوقت الحالي، حيث يفضل الشباب الجزائري استخدم وسائل أخرى لتمضية وقته من بينها وسائل التواصل والأنترنت، وكل هذا أمام غياب سياسة التكوين في جميع الرياضات بـ الجزائر، حيث لا توجد لدينا سياسة لتكوين الرياضيين على المدى البعيد وكذا لتدريسهم، ولما لا تكون لديك هذه العوامل لا يمكنك انتظار شيء من الشباب الحالي.

وهل للمسؤولين دور في ما يحدث؟

السياسة الرياضية في الجزائر ليست في المستوى، وهذا الأمر أدى إلى غياب المراكز، الملاعب ووسائل العمل، فالمسألة هنا ليست مسألة غياب للإمكانات أو الأموال بقدر ما هي غياب لسياسة رياضية واضحة، ففي كينيا، إثيوبيا وكوبا مثلا لا توجد إمكانات كبيرة، ولكن هنالك إرادة كبيرة لدى المسؤولين والرياضيين من أجل النجاح، نحن نمتلك إمكانات أكبر منهم بألف مرة، ولكن هم يمتلكون الإرادة بالإضافة إلى سياسة ونظام رياضي جعلهم أفضل منا ودفعهم لمنافسة بلدان مثل، أمريكا، فرنسا وألمانيا في الألعاب الأولمبية.

هل الجزائر قادرة على الاستفادة من خبرات هذه البلدان؟

 نحن لسنا بحاجة لمساعدة هذه البلدان من أجل النجاح، لأن الجزائر تمتلك الكفاءات، ولكن الفارق بيننا وبينهم هو أنهم يمتلكون نظاما وسياسة رياضية، وللأسف هذا الأمر لا يوجد لدينا، في السابق كنا نحن من يكون مدربي ورياضيي هذه الدول، ولكن الوضع اختلف تماما والسبب امتلاكهم للرغبة في النجاح، ففي الجزائر مثلا لا يوجد أي بطل أولمبي أو عالمي على غرار مرسلي، بوالمرقة، سعيد قرني جبير وسعيدي سياف داخل الاتحادية الجزائرية من أجل توظيف خبرته في تطوير ألعاب القوى، وهذا واحد من أسباب تراجعها.

هل ترى أن عدم تواجدكم داخل الاتحادية الجزائرية هو إقصاء متعمد؟

نحن لسنا أبطالا لـ الجزائر فقط، نحن أبطال أولمبيون وعالميون ومن أحسن الرياضيين في العالم، ولكننا لا نفهم سبب عدم الاتصال بنا من طرف الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى من أجل تحويل تجربتنا في هذه الرياضة إلى هذه الهيئة، رغم امتلاكنا لشهادات تدريب معترف بها في الجزائر والخارج، وهنا يبقى السؤال مطروح وهم يعلمون لماذا لا يتم الاتصال بنا، أنا لا أحتاج إلى الأموال لمساعدة ألعاب القوى على التطور في بلدي، ولكن رغبتي تقتصر على تكوين ومساعدة الشبان

وما سبب عدم الاتصال بكم لتطوير ألعاب القوى الجزائرية؟

الاتصال بنا من شأنه أن يضايق بعض الأطراف، لأننا نحن كأبطال نقدم للرياضة، ولكن هنالك بعض الأشخاص الذين يأخذون ويستفيدون من الرياضة.

خلال السنوات الأخيرة الجزائر لم تنجب أبطالا سوى مخلوفي، إلى ماذا يعود هذا الأمر؟

نحن محظوظون بظهور اسم مخلوفي على الساحة في مثل هذه الظروف، ظهوره جاء بضربة حظ، بالإضافة إلى العمل الصادق لمدربيه الوطنيين في مدينة "سوق أهراس"، هو بطل كبير ولديه إمكانات كبيرة لا يمكن لأحد التشكيك فيها، ولكن مخلوفي محظوظ لأنه لم يبق في الجزائر، لأنه لو بقي هنا لما نجح، والأمر لا يعود إلى غياب الإمكانات، بل إلى غياب الإرادة وثقافة رياضية، ففي الجزائر هنالك ظروف لا تساعدك على النجاح، وتدفع بالشبان إلى تجنب ممارسة الرياضة.

هل تعتقد أن مخلوفي قادر على الفوز بإحدى الميداليات في "أولمبياد ريو"؟

منطقيا هو قادر على الفوز بميدالية في الألعاب الأولمبية لأنه يمتلك الطموح، ولكن عليه عدم تكرار أخطائه بطولة العالم الأخيرة، هو مطالب بتقسيم المجهود والهجوم من أجل الفوز وليس من أجل تضييع الميدالية في الأمتار الأخيرة، وعليه اتخاذ قرارات مدروسة أثناء السباق، والتعامل معه بشكل جيد من الناحية التكتيكية.

بماذا تنصحه، التركيز على 800 أو 1500 متر؟

من الأحسن أن يركز على سباق 1500 متر لأنه يمتلك سرعة نهائية، وهذا السباق يمنحه حظوظ أكبر للحصول على ميدالية أولمبية.

لنعد الآن للحديث عن سعيدي سياف ومشواره في ألعاب القوى، كيف بدأت مسيرتك في هذه الرياضة؟

اكتشفت نفسي واكتشفوني في رياضة ألعاب القوى بعد ممارستي لكرة القدم لبعض الوقت، بداية مسيرتي كانت في بلدية "حامة بوزيان" بولاية "قسنطينة"، ومن هنالك بدأت في حصد الألقاب الجهوية والوطنية.

متى شاركت في أول منافسة خارجية كبرى؟

مشاركتي في أول منافسة خارجية كبرى كانت ببطولة العالم للأواسط، والتي أقيمت سنة 1996 في أستراليا، أين سباق 1500 متر في المركز السابع.

شاركت بعدها في بطولة العالم سنة 1997 بـ "أثينا"، ما تقييمك لنتائجك في تلك النسخة؟

شاركت في بطولة العالم بـ "أثينا" سنة 1997 وأنا مازلت في نصف الأواسط، مغامرتي انتهت عند الدور الأول لسباق 1500 متر الذي شارك فيه أبطال كبار مثل نور الدين مرسلي.

بعد مشاركتك في بطولة العالم 1997 اتهمك البعض بالهروب من البعثة والتوجه إلى إيطاليا، هل صحيح حدوث هذا الأمر؟

هذه إشاعة فجرها معارضو رئيس الاتحادية بن نيسي من أجل ضربه، لم أهرب إلى إيطاليا وتنقلي هناك كان بطريقة قانونية بعد تعاقدي مع المناجير إنريكو ديونيزي وإمضائي لعقد مدته 5 سنوات مع شركة "ديادورا"، وفي ذلك الوقت كنت لا أحتاج للهروب إلى إيطاليا لأني كنت أمتلك عروضا من أمريكا، فرنسا وإسبانيا، ولم يكن لدي أي فائدة للهروب من بعثة المنتخب الوطني.

لننتقل الآن للحديث عن مشاركتك في "أولمبياد سيدني"، كيف كان تحضيرك لهذا الحدث الهام؟

في "أولمبياد سيدني" كنت من بين المرشحين للفوز بالميدالية الذهبية، لأني كنت أمتلك أفضل رقم في 5000 متر ومن بين أفضل العدائين في 1500 متر، بل أني كنت أحسن من هشام القروج في 1500 متر، كان لدي مستوى عالمي واخترت الركض في 5000 متر بدلا من 1500 متر، لأني كنت أمتلك حظوظا أكبر للفوز بميدالية ذهبية في الأول.

هل شعرت بالضغط قبل خوض نهائي 5000 متر؟

نعم، الضغط موجود في مثل هذا النوع من السباقات، لأن العداء يدخل المضمار وهو خائف من إمكانية الفشل أو السقوط، ففي هذا السباق يقطف الرياضي ثمار عمله لفترة طويلة جدا، وبالتالي، فإن الضغط يكون موجودا وهو مشابه لما يتعرض له التلميذ قبل اجتيازه لشهادة "البكالوريا".

ما الذي كان ينقصك للفوز بالميدالية الذهبية؟

كانت تنقصني الخبرة والثقة في النفس وارتكبت خطأ تقنيا، مستواي في ذلك الوقت كان يسمح لي بالحصول على الميدالية الذهبية بكل سهولة، ولكني شعرت بنوع من القلق وافتقدت إلى الخبرة الكافية، وهو ما حرمني من إكمال السباق بنفس القوة، ومنح لمنافسي فرصة نيل الميدالية الذهبية.

كيف كان استقبال السلطات الجزائرية لك بعد صعودك فوق منصة التتويج؟

الحمد لله، الاستقبال كان جيدا في ذلك الوقت، المسؤولون رحبوا بنا بعد رجوعنا من "سيدني" والرئيس عبد العزيز بوتفليقة منحنا أوسمة الاستحقاق، وكل الأمور سارت بشكل جيد وعلى ما يرام.

سؤالنا الآن سيكون حول القضية التي أثارت ضجة كبيرة وأدت إلى تحطيم مسيرتك الرياضية، من هو المتسبب في سقوطك ضمن فخ تناول المنشطات في بطولة العالم بـ "إيدمونتون" سنة 2001؟

مرت 15 سنة على وقوع هذه الحادثة، وتكلمت عنها في الكثير من المناسبات، ولكني أريد أن أوضح مرة أخرى أني لم أكن المذنب في حادثة تناول المنشطات، بل الطبيب الألماني هو من أخطأ في منحي الفيتامينات، غير أنه لم يرتكب هذا الأمر بشكل عمدي.

هل دخلت في صراع قضائي مع الطبيب الألماني؟

لا، أنا دخلت في صراع قضائي مع المصنع الألماني الذي ينتج هذه الفيتامينات التي تحتوي على مواد منشطة، وفزت في هذا الصراع ومنحني تعويضات.

كيف كان رد فعلك، عائلتك ومحيطك بعد ظهور هذه القضية؟

كانت خيبة أمل كبيرة بالنسبة لعائلتي، أصدقائي، في ذلك الوقت كنت في بداية مشواري ولم أتعد 23 سنة، وكنت مستعدا للفوز بالعديد من الميداليات وتحطيم الكثير من الأرقام القياسية، ولكن للأسف حدث ما حدث، وهذا الأمر أصبح من الماضي، وقدر الله ما شاء فعل.

بعد عودتك إلى الجزائر، كيف تعاملت معك الصحافة، الجماهير والمسؤولون؟

بعد وصولي إلى الجزائر وجدت تعاطفا كبيرا من الجماهير والمسؤولين، لأن الجميع كان ينتظر أن أخلف مرسلي وأبقى في نفس الريتم وأسعد نفسي، عائلتي والجماهير، لكن كل شيء ذهب أدراج الرياح وهذه خيبة أمل كبيرة.

تعرضت لعقوبة مدتها سنتان، كيف أمضيت تلك الفترة؟

العام الأول من العقوبة خصصته للراحة وقضاء بعض الأمور الشخصية والقيام بأشياء لم أقم بها من قبل، وفي العام الثاني عدت للتدرب بشكل جدي لاستعادة مستواي.

بعد نهاية العقوبة شاركت في "أولمبياد أثينا" وبطولة العالم في "هيلسنكي" ولكنك لم تنجح في الصعود إلى منصة التتويج، ما سبب ذلك؟

بعد نهاية العقوبة عدت أفضل من السابق ولكني تدربت بحجم أكبر، وهذا الأمر أثر على مستواي، الخطأ الذي ارتكبته هو أني تخليت عن مدربي الفرنسي فيليب ديبون، وهو ما أثر علي لأن المدرب كان سيمنحني برنامجا أفضل، ويعطيني أوامر للتوقف عن التدرب بشكل كبير.

هل أنت راض عن مشوارك الذي امتد لعديد السنوات؟

كنت قادر على الفوز بالألعاب الأولمبية وبطولة العالم مرتين أو ثلاث، لأنه كانت لدي الإمكانات لتحقيق ذلك، ولكني لم أجد من ينصحني ويقف معي لما كنت شابا، ورغم ذلك لم أخرج بيدين فارغتين لأني كنت بطلا لـ إفريقيا وبطلا لألعاب البحر الأبيض المتوسط ونائب بطل أولمبي، بالإضافة إلى تحقيق الكثير من الأرقام في التجمعات، و5 أرقام جزائرية كانت في السابق عند نور الدين مرسلي.

في الأخير، هل يمكنك أن تعطينا بعض الحلول التي قد تساهم في تطوير ألعاب القوى الجزائرية؟

الحل يمكن في تغيير النظام الرياضي الحالي، مع إنشاء مراكز للتكوين ومنح الفرصة لكفاءات أخرى للعمل.

حاوره: صالح بوتعريشت

كلمات دلالية : علي سعيدي سياف

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال