فرانك لعبت مع الجيل الذهبي لأجاكس أمستردام على غرار كلايفرت، سيدورف، دافيدس، هل يمكن أن تحدثنا عن سبب النجاح الذي كنتم تحققونه في تلك الفترة؟
كنا دائما أقوياء داخل هولندا، وبعدها أصبحنا أكثر قوة على الصعيد القاري وبدأ ذلك منذ حصولنا على لقب كأس الاتحاد الأوروبي سنة 1992، لنظفر بعدها من الظفر بلقب مسابقة دوري الأبطال سنة 1995، دائما ما أتذكر تلك الفترة الذهبية والتي أعتبرها الأفضل على الإطلاق خلال مسيرتي الكروية.
مثل النجاح الذي ححقتموه في تلك الفترة، هل لا يزال ممكن التحقيق في الكرة العالمية حاليا؟
لا، الأمور مع مرور الوقت أضحت أكثر صعوبة بالنسبة للأندية، لاحظ معي ليستر سيتي قبل عامين ظفر بلقب الدوري الانجليزي لكن كان من الصعب تألقه على الصعيد الأوروبي بل الأمر يعدو أن يكون مستحيل التحقيق، لا يمكن مقارعة كبار الأندية بفضل القوة المالية التي تحوزها، لاحظ معي نادي مثل ليفربول دفع 78 مليون أورو من اجل ضم المدافع الهولندي فان ديك، صحيح هو لاعب ممتاز لكن الرقم الذي دفعه من أجله مهول أيضا، وهو ما جعل "الريدز" يستقرون فقط على جلب لاعب أخر هو كايتا من لايزبيغ الألماني والذي سيلتحق بالفريق الصيف المقبل، من الصعب على الأندية الصغيرة أن تجاري هذا النسق الكبير لقيم سوق التحويلات.
إذا أنت ترى بأن سوق الانتقالات يمكن وصفها بالمجنونة لأنها فاقت المعقول، أليس كذلك؟
لا أعتقد أنه الأمر يصل لحد الجنون، الأندية تحصل على أموال كبيرة من مختلف المصادر وهي تنفقها لأجل تحقيق الألقاب ولفت الانتباه وهناك قول مأثور في هولندا يلخص بوضوح وضعية الأندية مع ما يحدث في سوق الانتقالات.
هل يمكننا التعرف على هذا المثل؟
عندما يقدم الخروف الأول على اجتياز الحاجز الذي يصادفه أمامه فجميع الخرفان تقفز بنفس الطريقة لتخطي الحاجز أيضا.
صديقك وزميلك السابق بيتر بوش تمت إقالته من تدريب بوروسيا دورتموند بعد أن فشل في قيادة الفريق إلى الدور الثاني من دوري الأبطال، لماذا فشل هذا المدرب في تجربته بحسبك؟
بدايات بوش في تجربته التدريبية بألمانيا كانت ناجحة، لكن مع الأندية الكبيرة لا مجال للخطأ، هذا الفرق الموجود بين الإشراف على فريق صغير وآخر كبير.
كيف خرجت بهذه الخلاصة؟
بوروسيا دورتموند فريق كبير واعتاد على احراز الألقاب ولا يمكنه تقبل الخروج من منافسة مثل دوري الأبطال مبكرا، حدث لي نفس الشيء لما كنت مدربا لانتير ميلانو، هم يحاسبونك فقط على النتائج، ولا ينظرون بأي حال من الأحوال لتاريخك أو مسيرتك كمدرب، نجاحي والألقاب التي حصدتها مع أجاكس أمستردام كمدرب لا يولونها أهمية وهم يركزون فقط على النتائج التي تحققها مع فريقهم.
لنبقى في الدوري الدوري الألماني دائما ، ألا تستهويك فكرة التواجد على العارضة الفنية لأحد الأندية الألمانية يوما ما؟
في الحقيقة حصلت على عدة عروض لتدريب أندية ألمانية، المشكلة التي جعلتني أرد بالسلب على هذه العروض تعود أساسا لعدم اتقاني اللغة الألمانية جيدا، بالنسبة لي أرى أن هذا العامل مهما من أجل تأدية مهمتي والنجاح فيها، لكن بعيدا عن هذا الهاجس يبقى الدوري الألماني ممتعا وجدير بالاهتمام، يمكن لي التفكير في أن أكون مدربا لأحد الأندية الألمانية يوما ما.
في عام 1999 التحقت بنادي برشلونة وكنت نجمه الأول في الخط الخلفي، وكان وقتها جوزي مورينيو مساعدا للمدرب الرئيسي للفريق لويس فان غال، كيف كان تعامله معكم كلاعبين في تلك الفترة؟
كان مختلف تماما عن شخصيته الحالية، أتذكر في تلك الفترة أنه استفاد كثيرا من المدرب الرئيسي لويس فان غال، كما أن هذا الأخير منحه ثقة كبيرة ليكون سيدا في مختلف القرارات، أمام عن علاقتي به فكانت أكثر من رائعة لأننا كنا نتقن كلانا اللغة الانجليزية وهو ما سهل عملية التواصل بيننا.
عاصرت أيضا جوزيب غوارديولا في نفس الفترة، هل كان اللاعب الأهم في الفريق؟
بطبيعة الحال أتذكر أنه كان قائد الفريق في تلك الفترة، أما من الناحية الفنية فكان بيب لاعبا فائق الذكاء.
قبل انهاء مسيرتك الكروية لعبت موسمين كاملين في الدوري القطري، بالنسبة لك ما هو أفضل فصل يمكن أن تنظم فيه كأس العالم2022؟
أعتقد أنه من الأفضل أن تقام في الشتاء، لأنه لا يمكنك تخيل الأجواء الجميلة التي تميز هذا البلد خلال فترة الشتاء، كما أني متقين من أن القطريين سيبهرون العالم بالنجاح في تنظيم الحدث العالمي.
نتحدث الآن عن مواطنك أريين روبن، هل تفضل أن ينهي مسيرته الكروية مع بايرن ميونيخ أم أنه من الأفضل له أن يغير الأجواء قلب اعتزاله؟
أرى من الأفضل أن ينهي مسيرته الكروية في البارين، دائما ما ينتابك شعور رائع عندما تعود للمنزل وأنت أديت مهمة كبيرة، الاعتزال مع البافاري سيكون أجمل نهاية لـ أريين على ما أظن، والتفكير في العودة للعب في الدوري الهولندي مثلا غير مضمون النجاح وفي الأخير روبن ليس مطالبا بإثبات أي شيء لأي شخص كان.
المنتخب الهولندي سيكون غائبا عن النسخة القادمة من كأس العالم، ما الذي يحدث في الكرة الهولندية؟
الأمر محزن كثيرا لكل الشعب الهولندي بأن يغيب المنتخب الأول عن حدث عظيم بقيمة كأس العالم، ربما الجيل الحالي ليس جيدا بما فيه الكفاية للتأهل لمثل هذه المنافسات، في الأخير علينا تقبل الأمر لكن التفكير في كيفية لعودة بأكثر قوة في السنوات القادمة مهم للغاية.
عن صحيفة ''بيلد'' الألمانية
كلمات دلالية :
فرانك دوبور