داغانو: "الإرادة هي التي ستصنع الفارق أمام الجزائر، وأعد الشعب البوركينابي أني سأهز مرمى الخضر"

بصعوبة المأمورية أمام المنتخب الجزائري، إلا أن داغانو يبدو واثقا من أن عاملي الأرض والجمهور في مباراة الذهاب سيحسمان موقعة واڤادوڤو لصالحه حتى يلعب منتخبه بلاده بأريحية في مباراة العودة بـ الجزائر، وبخصوص المواجهة التي يتوقع حدوثها بينه وبين المدافع بوڤرة، قال داغانو إن الروح الرياضية ستسودها، مبديا كل الاحترام والتقدير لـ "الماجيك".

شكرا لك لأنك وافقت على إجراء هذا الحوار رغم أنكم لم تتحدثوا عن الجزائر منذ عملية القرعة...
لا يوجد أي مشكل، أنا تحت تصرفكم للإجابة عن أسئلتكم.

اتصلنا بك للحديث عن المباراة التي تنتظركم أمام المنتخب الجزائري يوم 12 أكتوبر المقبل، فكيف تتوقعها؟
أعتقد أن المباراة ستكون جد صعبة، لأنها حاسمة ومحددة للمنتخب الذي سيقتطع تأشيرة الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2014، ومصير الجزائر وبوركينافاسو سيتحدد خلال مباراتي الذهاب والإياب، في اعتقادي الشخصي ستكون المباراة أصعب بالنسبة لنا.

لماذا؟
لأننا سنستضيف لقاء الذهاب، ولذلك علينا أن نحسم الأمور في عقر ديارنا لتفادي الصعوبات التي سنواجهها في مباراة العودة، وهذا لا يعني أن المهمة ستكون سهلة بالنسبة لـ الجزائر، لأنها هي الأخرى تتوقع صعوبة المهمة أمامنا.

ألا تعتقد أن الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور سيكون في صالحكم بمباراة الذهاب، وهو العامل الذي ستعملون على استغلاله؟
نعم سيكون في صالحنا، لدي ثقة كبيرة في حضور جمهورنا بشكل كبير، ولدي الثقة في أنه سيكون اللاعب رقم 12 في المدرجات، فكما جرت العادة سيناصرنا وسيدفعنا إلى الأمام، وسيساعدنا كثيرا على الظفر بالمباراة على أرضنا، هنا نقطة مهمة للغاية أيضا، وهي أن اللعب على أرضنا يحفزنا على الفوز، نحن نلعب لرفع راية البلاد، وما إن نراها ونرى الملعب ممتلئا عن آخره سنتحفز ونتشجع على الفوز أمام "الخضر".

من تراه الأقرب للتأهل إلى المونديال، الجزائر أم بوركينافاسو؟
لا يمكنني أن أختار منتخبا على حساب آخر، إن أردت رأيي فأنا أتمنى التأهل لمنتخب بلدي، لكن على الميدان سيكون الأمر مختلفا، وأعتقد أن الإرادة هي التي ستصنع الفارق، والمنتخب الأكثر إرادة فوق الميدان هو من سيتأهل إلى المونديال، لذلك علينا أن نعطي كل ما لدينا فوق الميدان خلال 180 دقيقة إن أردنا التواجد في البرازيل.

هي المرة الأولى التي تقتربون فيها كثيرا من المونديال، وتتأهبون لخوض مباراة فاصلة، ما يجعل من الحدث تاريخيا بالنسبة لكم، فماذا يمثل لكم هذا الأمر؟
نعم هو حدث تاريخي بالنسبة لنا، بما أنها المرة الأولى التي نصل فيها إلى هذه المرحلة المتقدمة من التصفيات العالمية، كنا في كل مرة سابقا نقصى في الأدوار الأولى، لكننا هذه المرة تقدمنا كثيرا، وهذا يؤكد أن الكرة البوركينابية في تطور مستمر، وأننا قمنا بعمل كبير في السنوات الماضية.

خلال نهائيات جنوب إفريقيا، كنتم أفضل من الجزائر، بدليل أنكم وصلتم للنهائي وخسرتموه أمام نيجيريا، في وقت أقصي المنتخب الجزائري من الدور الأول، ألا ترى أنكم ستدخلون الدور الفاصل في ثوب المرشح؟
لا أشاطرك الرأي، لست متفقا معك كليا، لأننا في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة لم نكن مرشحين للعب الأدوار الأولى، ولا أحد توقع وصولنا للنهائي، وأتذكر أنهم قبيل انطلاق الدورة، تكهنوا جميعا بترشيح الكبار في صورة كوت ديفوار، نيجيريا وغانا، قبل أن نحدث المفاجأة ونصل للنهائي، حتى المنتخب الجزائري رشح للذهاب بعيدا في تلك الدورة.

وما الذي صنع الفارق لصالحكم في نهاية المطاف؟
الإرادة من أجل الفوز هي التي جعلتنا نتخطى كل المراحل ونصل للنهائي، لاعب كرة القدم الذي لا تكون له الإرادة للفوز لا يذهب بعيدا في مسيرته.

وهل ما زلتم تملكون ذلك الطموح وتلك الرغبة لمواصلة نجاحاتكم ونتائجكم الجيدة؟
نعم، شهيتنا لا زالت مفتوحة للتألق مستقبلا، وهذه المرة نحن نرغب في الوصول إلى كأس العالم لأول مرة في تاريخ المنتخب البوركينابي، نكن كل الاحترام لـ الجزائر التي تمتلك منتخبا قويا شارك من قبل في المونديال خلال ثلاث مناسبات، لكننا نريد المشاركة التاريخية الأولى.

قادرون على مباغتة الجزائر المرشحة هي الأخرى لبلوغ المونديال؟
أنا متفائل بأننا قادرون على فعل ذلك، لا نملك خيارا آخرا سوى هزم الجزائر وإزاحتها من طريقنا إن أردنا تحقيق الحلم، صحيح أن الضغط اشتد علينا كثيرا في بوركينافاسو منذ تألقنا في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة بـ جنوب إفريقيا، حيث صار الجمهور يتابعنا باهتمام كبير ويطالبنا بمواصلة النجاحات، إلا أننا مجبرون على عدم تخييب هذا الجمهور من خلال رفع التحدي أمام منتخبكم، لذلك أعدهم بأننا سنعمل المستحيل كي نطيح بـ الجزائر وندخل الفرحة في قلوبهم.

تشعرون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقكم تجاه هذا الشعب الذي يقف خلفكم؟
نعم، نشعر بذلك، الشعب ينتظر منا الفوز، وأعتقد أن الضغط الممارس علينا من طرفه سيكون له انعكاس إيجابي على مردودنا فوق الميدان، علينا أن نسعده في مباراة الذهاب بتحقيق نتيجة إيجابية ومريحة تجعلنا نلعب مباراة العودة في ظروف أفضل.

هل تابعت مشوار المنتخب الجزائري، وما هي الفكرة التي تملكها عنه وعن لاعبيه؟
بما أني أعرف عددا من لاعبي الجزائر، وبما أن منتخب الجزائر هو منافسنا في المباراة الفاصلة، فأكيد أني أتابع مشواره.

من تعرف من اللاعبين؟
أعرف بوڤرة الذي ينشط مثلي في الدوري القطري، آخر مرة التقيته فيها كانت قبل عملية القرعة، كما أعرف أن عددا من اللاعبين ينشطون في الدوريين الإيطالي والإسباني...سمعتهم طيبة، بدليل أنهم يلعبون في صفوف كبار الأندية الأوروبية.

هناك عامل قد يصب في مصلحتكم على حساب الجزائر، ألا وهو الظروف المناخية، ما ردك؟
لا أعتقد أن ذلك سيطرح إشكالا للاعبيكم، لأنهم سيتعودون على الظروف المناخية لـ بوركينافاسو خلال الفترة التي سيقضونها هناك، لاعبوكم محترفون وسيتأقلمون مع الظروف المناخية دون أي إشكال، حتى نحن كنا نلعب ظهرا في بعض البلدان الإفريقية، وفي البداية كنا نواجه صعوبات، لكننا في النهاية تعودنا وصرنا نعود بنتائج إيجابية من هناك.

قد نشاهد حوارا شيقا بينك وبين بوڤرة إن كنتما في التشكيلة الأساسية ؟
أحترم كثيرا مجيد بوڤرة، لأنه وبكل بساطة لاعب كبير، وأتوقع مسبقا أن المباراة بيننا لن تخرج عن إطارها الرياضي وستسودها الروح الرياضية العالية مثلما جرت العادة، فالعلاقات بين المنتخبين والبلدين جد رائعة.

في النهاية قل ما شئت...
أتمنى أن تجرى المباراة في روح رياضية عالية بين المنتخبين، وأن يكون التأهل من نصيب الأفضل ومن يستحق ذلك، وأعد جماهير بوركينافاسو بأني سأهز مرمى الجزائر إن سنحت لي الفرصة.

                                                                     عدلان ش.